ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
كيف يقود الأسد بلاده بعيدا عن العزل الجزء
الأول بقلم:
إيريك فولاث دير
شبيغل الألمانية 24/9/2008 ترجمة
: قسم الترجمة في مركز الشرق
العربي إن بشار
الأسد لن يكون في يوم من الأيام
سياسي كارزمي مثل باراك أوباما
أو قائد شعبي على طراز فيدل
كاسترو. مدفوعا الى السياسة من
قبل والده الراحل "حافظ الأسد"
فقد جاء طبيب العيون السابق ذو
ال 43 عاما بقوة و عناد الى
المسرح الدولي. خلال
ظهوره العلني فإنه يحدق بعيدا
بشكل دائم, كما لو أنه لا يوجد أي
شيء يفعله في السياسة و يفضل أن
يكون في أي مكان آخر. و حتى اليوم,
و بعد أن قاد بلاده لمدة 8 سنوات
فان الأسد لا زال يعطي انطباعا
أنه يشتاق الى العودة الى
معالجة مرضاه في عمله السابق
الذي كان يزاوله في لندن أو
الالتحاق بمؤتمر لأطباء العيون.
في الاستقبالات الرسمية يقف
الرئيس طويل القامة و كأنه
عبارة عن لوحة أو قلم رصاص عملاق,
و يقوم بتحويل وزنه من ساق الى
أخرى, و كأنه نحام ضائع في قصر
السلطة. و لكن
أي شخص يرى أن الأسد شخص خفيف
سياسيا يتلاعب به المستشارون و
أنه رقم هامشي أو في أحسن
الأحوال بأنه مهمل من قبل
اللاعبين الرئيسيين في المسرح
الدولي فإنه يكون مخطئا. إن
سوريا في طريقها لتصبح قوة مهمة
في الشرق الأوسط مرة أخرى. و يعود
هذا في جزء مهم منه الى الدور
المهم الذي تلعبه سوريا في
سياسات المنطقة عن طريق
الاتصالات الخاصة مع جيرانها في
العراق و اسرائيل و تركيا. و لكن
الأسد يستحق أيضا بعض الفضل في
ذلك. عندما تطفئ الأنوار التي لا
يحبها و
يبدأ المناقشات مع الأقوياء في
المجموعات الصغيرة, فإن الأسد
لا يصبح شاردا
و متصلبا. و لكنه و على العكس من
ذلك يكشف بأنه شخص استراتيجي
ذكي يعرف أهدافه و يبدي رغبة في
المصالحة عندما لا يمتلك أي
خيارات أخرى. إن كريم
آغا خان الرابع, الزعيم الروحي
لما يقرب من 20 مليون اسماعيلي في
العالم , يقوم بزيارة الى سوريا.
الاسماعيليون الذين يعيشون
بشكل رئيس في الشرق الأوسط و شرق
أفريقيا و في وسط آسيا و في شبه
القارة الهندية, يشكلون طليعة
اجتماعية في أغلب الأحيان. كما
أن الطائفة الشيعية تلعب دورا
مؤثرا جدا في سوريا. إن شبكة آغا
خان للتطوير تعتبر من أكبر
منظمات الإغاثة الخاصة في
العالم, و الرجل الذي أوجدها و
هو يبلغ من العمر 71 عاما, يعتبر
ممثلا بارزا للإسلام المعتدل.
إن علاقاته الشخصية مع
السياسيين و رجال الأعمال في
الغرب و الشرق اضافة الى
ملايينه هي التي جعلته مستشارا
مطلوبا. إن زيارته الأخيرة الى
دمشق تمثل الاجتماع الرابع
للإمام مع الأسد في السنوات
الأخيرة. و لكن
زيارة آغا خان ليست هي الوحيدة
من بين سلسلة من اللقاءات مع
السياسيين في العالم.
لقد تمتع الرئيس السوري
بدعم العالم و تشجيعه بشكل
مفاجئ. في الدعوة التي تلقاها من
الرئيس الفرنسي ساركوزي حضر
الأسد القمة المتوسطية في منتصف
يوليو, و التقى بالمستشارة
الألمانية أنجيلا ميركيل. كما
أنه حضر احتفال يوم الباستيل
السنوي كضيف شرف على فرنسا. في
بداية أغسطس توجه الأسد الى
طهران من أجل مناقشة النزاع
المتنامي حول برنامج إيران
النووي. وفي نهاية شهر أغسطس و
بعد العمليات العسكرية الروسية
في جورجيا , و التي وصفها بأنها
مبررة قام بزيارة دولة الى
موسكو, حيث ناقش مع الرئيس
الروسي ميدفيدف توسيع قواعد
روسيا البحرية في سوريا و قيام
روسيا بتسليم سوريا أحدث أنظمة
الأسلحة . و كما علمت دير شبيغل
من دوائر استخبارية, فان سوريا
تدرس إمكانية نشر صواريخ أسكندر
البالستية كرد مباشر على النظام
الذي تخطط واشنطن على نشره في كل
من بولندا و جمهورية التشيك
قريبا. وقد
رد الاسرائيليون بالقلق من
الأخبار حول شحنات الأسلحة
الجديدة. و على الرغم من هذا
فإنهم لم يقطعوا المحادثات التي
تجري ما بين القدس و دمشق بوساطة
تركية و التي و كما يصفها مقربون
بأنها حققت تقدما مذهلا. إن
استرجاع مرتفعات الجولان التي
احتلتها اسرائيل خلال حرب
الأيام الستة عام 1967 هي الهدف
الأساسي للسياسة الخارجية
السورية. و في المقابل فإن سوريا
يمكن أن تكون راغبة في التخلي عن
العنف و حتى يمكن أن تصل الأمور
الى حد الاعتراف بالدولة
العبرية. اللاعبون
الوحيدون الغائبون عن أولئك
الذين يدعمون الأسد هم
الأمريكان لحد الآن. إن حكومة
الرئيس بوش و نائبه تشيني و التي
تصف دمشق و طهران و كوريا
الشمالية بأنها دول "مارقة"
في الغالب تفتقر الى القوة
المطلوبة لتغير من شكل علاقتها
مع دمشق. إن العقوبات
الاقتصادية التي فرضتها واشنطن
على سوريا في ربيع عام 2003 لا
زالت قيد التنفيذ. و لكن المرشح
الديمقراطي أوباما عرض الحوار
مع سوريا دون أي شروط مسبقة إذا
ما فاز في الانتخابات الرئاسية
في شهر نوفمبر القادم. إن الأسد
يقوم حاليا بالاحتفال بعودته
المذهلة الى المسرح الدولي, و
خاصة بعد الإهانة التي عانى
منها هو وبلاده لفترة ليست
بالبعيدة. فقبل سنة فقط كان
الأسد لا زال يعتبر شخصا منبوذا.
في
سبتمبر 2007 قامت الطائرات
الحربية الاسرائيلية وفي خرق
صارخ للقوانين الدولية بقصف
موقع عسكري في عمق الأراضي
السورية. و قد ادعى المهاجمون أن
الهدف كان مفاعلا نوويا يستخدم
لإنتاج مواد أولية لإنتاج
الأسلحة النووية, و انه كان عمل
كوري شمالي – إيراني – سوري
مشترك. و قد قال السوريون إن
الموقع كان عبارة عن منشأة
عسكرية تقليدية, و مع ذلك فإنهم
كتومون جدا عندما يتعلق الأمر
بالاحتجاج القوي أو التهديد
بالانتقام من هذه العملية.
و قد
كانت سوريا في ذلك الوقت تعتبر
شخصا "مجذوما". قبل أشهر
فقط تعرض وزير الخارجية
الألماني "فرانك واالتر
شتاينماير" للمضايقة في
واشنطن عندما اقترح الدخول في
حوار مع الأسد. و عندما قال
الأمريكان إن سوريا تسمح بمرور
الانتحاريين الى العراق من أجل
مهاجمة القوات الأمريكية هناك,
قال الأسد إن هذه الاتهامات غير
صحيحة, مع ملاحظة أن الولايات
المتحدة نفسها عاجزة عن إغلاق
حدودها بشكل كامل مع المكسيك. و
الاتهام الأكثر جدية كان يتمثل
في اتهام دمشق بأنها متورطة في
اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق
رفيق الحريري في فبراير 2005. تقول
تحقيقات الأمم المتحدة التي كان
يقودها المحقق الألماني ديتليف
ميليس بأن سياسيين سوريين
بارزين كانوا على الأقل على علم
بالمؤامرة, و لكن التحقيقات
اللاحقة التي جرت تحت قيادة
ورثة ميليس أخفقت بعد انسحاب
ميليس من لجنة التحقيق. إن الأسد
لا زال يعطل قضية الاغتيال غير
المحلولة لحد الآن من خلال
موافقته على التنازل. على الرغم
من تعامل سوريا السابق مع لبنان
على أنها ليست أكثر أو أقل من
امتداد للأراضي السورية, و هي
المكان الذي كان ضباط المخابرات
السوريون يفعلون به ما يحلو لهم
فإن الأسد سوف يعترف حاليا
بدولة الأرز. و قد عرض على بيروت
تبادل السفراء, و لكن بعد أن
أصبح واضحا أن حزب الله المدعوم
من قبل سوريا وإيران سوف لن يجرد
من سلاحه و أن ممثليه سوف يكون
لهم الثلث المعطل في حكومة
بيروت. ترى هل
سوف يكون الأسد
قوة معتدلة في الشرق الأوسط
هذه الأيام, وأنه قد
تحول من مشاغب الى صانع سلام
مثل "شاول" الذي و بحسب
النصوص المقدسة حول نفسه الى
"بول" عندما ذهب الى دمشق
أيام التوراة؟ هل يمكن للأسد -
بوجود سجل تاريخي بأنه حاكم
مستبد - أن
يستخدم نجاحاته في السياسة
الخارجية من أجل أن يحول بلاده
الى مثال شرق أوسطي
للديمقراطية؟ أم أنه لا زال
خصما خطيرا و أن ما يقوم به هو
مجرد مناورة لا أكثر؟ How
By
Erich Follath Bashar
Assad will never be a charismatic politician like Barack
Obama or a populist leader in the style of Fidel Castro.
Forced into politics by his über-father, Hafez Assad,
the "Lion" of the nation, the 43-year-old
former ophthalmologist consistently comes across as
stiff and awkward on the international stage. He
always gazes into the distance during public
appearances, as if he wanted nothing to do with politics
and would much rather be someplace else. Even today,
after leading his country for eight years, Assad still
gives the impression that he longs to return to treating
patients in his former practice in But
anyone who sees Assad as a political lightweight, as
someone easily manipulated by his advisors and a
marginal figure ridiculed or at best ignored by the
major players on the world stage is making a mistake. This
is partly the result of the important role Karim
Aga Khan IV, the spiritual leader of roughly 20 million
Ismailites worldwide, is visiting the Syrian capital But
the Aga Khan's visit is only one of a series of meetings
with world politicians. The Syrian president is suddenly
being wooed internationally. At the invitation of French
President Nicolas Sarkozy, Assad attended the European
Union and Mediterranean Summit in mid-July, where he met
with German Chancellor Angela Merkel. He also attended
the annual Bastille Day parade in The
Israelis responded with concern to the news of new
weapons shipments. Nevertheless, they have not
discontinued the talks currently underway between The
only major players absent from the ranks of those wooing
Assad are the Americans -- for now. The government of
President George W. Bush and Vice President Richard
Cheney, which defines In
September 2007, Israeli fighter jets, in flagrant
violation of international norms, bombed a military
facility deep inside Syrian territory. The attackers
claimed that it was a reactor used to produce
weapons-grade materials, a North Korean-Iranian-Syrian
joint venture. The Syrians said it was a conventional
military facility, and yet they were noticeably reticent
when it came to voicing anything resembling sharp
protests or threats of revenge. The
United Nations investigation headed by Berlin Public
Prosecutor Detlev Mehlis suggested that senior Syrian
politicians were at least aware of the plot, but
subsequent investigations fizzled under Mehlis's
successors after the German withdrew from the
commission. Assad has now defused the still-unsolved
murder case by agreeing to a concession. Despite Is
Assad truly a moderating force in the ---------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |