ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
كيف يقود الأسد بلاده بعيدا عن العزلة الجزء
الثاني بقلم:
إيريك فولاث دير
شبيغل الألمانية 24/9/2008 ترجمة
: قسم الترجمة في مركز الشرق
العربي *
التعذيب في انخفاض و لكن مضايقة
المعارضين لا زالت موجودة: المشهد
فخم, مقهى رصين في دمشق القديمة,
ليس بعيدا عن المسجد الأموي, في
وسط "فردوس الشرق", "عروس
المدن" هكذا أطلق عليها
الشعراء و الكتاب على امتداد
التاريخ, إن ياسين الحاج صالح و
هو طبيب بعمر ال47 سنة يحب هذا
المكان كثيرا. إنه
يسير في شوارع دمشق كل صباح,
يستنشق روائح الهيل و القهوة
الطازجة, و يحاول طبع هذه الأمور
في الذاكرة. و هو يشعر ببرد
الحيطان القديمة, و يريد الحفاظ
عليها, و من ثم يحدق في المآذن
العالية , و يحاول طبع هذه الصور
في ذهنه. إنه لا يأخذ أي شيء على
أنه مضمون او مسلم به. لربما هذا
ما يحدث لأي شخص قضى نصف شبابه
في السجن. يقول :" لقد كنت وراء
القضبان لمدة تصل بالتحديد الى
16 سنة و 14 يوما, لا أتوقع ان أسجن
مرة أخرى, و لكن في سوريا لا يمكن
لأحد أن يعرف ماذا سيحدث". كشاب
يساري أراد صالح قلب النظام
بخطبه الشيوعية النارية. وقد
اعتقله حافظ الأسد في عام 1980 .حيث
أمضى 11 سنة في السجن دون أن توجه
له أي تهمة. و قد رفض عدة مرات
التخلي عن مبادئه. و قد حكم عليه
في النهاية السجن لمدة 15 سنة,
إضافة الى سنة إضافية "لسلوكه
السيئ" في سجن تدمر الصحراوي,
وهو المكان المشهور بالتعذيب
الشديد , او كما يقول صالح "غوانتانامو
السوريين". بعد
إطلاق سراحه, عمل صالح على
استجماع قواه لإنهاء دراسته في
مجال الطب, و قد بدأ في علاقة مع
امرأة كانت قضت هي الأخرى
العديد من السنوات في السجن. و
كالكثير من السوريين, فإنه يؤمن
بربيع دمشق الذي يعود الى العام
2000, عندما جاء بشا ر الأسد الى
الحكم بعد وفاة والده, حيث وعد
بمزيد من التعددية. يقول
الناشط في مجال الحقوق المدنية
:" لقد كنا ساذجين حقا".
فبعد سنة على مجيء بشار الى
السلطة, بدأت الاعتقالات مرة
أخرى. و قد أصبح نقد الحكومة
قويا جدا وهو ما شعر به الأسد
الشاب. وقد تم استدعاء صالح بشكل
شهري تقريبا و تم تحذيره من
المقالات الناقدة التي كان
ينشرها في صحيفة لبنانية. يقول
صالح :" صحيح أن التعذيب أصبح
أقل في عهد بشار عما كان عليه
أيام والده". و لكنه يواجه
فشلا في إيجاد أي تحرر سياسي,
مشيرا الى التعامل الأخير
الذي قامت به الحكومة ضد
منتقديها, مثل اعتقال رجل
الأعمال السابق رياض سيف ذو ال 62
عاما, الذي تلقى جائزة حقوق
الانسان في مدينة "فيمار"
الألمانية عام 2003. فمنذ شهر
يناير و سيف الذي يعاني من مرض
السرطان يقبع في السجن مع أعضاء
آخرين من المعارضة الذين تجرؤوا
على نشر بيان مؤيد للديمقراطية. و قد
وقع صالح على هذا البيان. و هو
يسأل نفسه حاليا من أنهي قائمة
الموقعين هؤلاء و كيف حدث ذلك.
"إن هذا الاستبداد يقصد به
إحباط ناشطين مدنيين مثلنا" و
قد تحول صالح من شيوعي الى
ديمقراطي اجتماعي منذ فترة
طويلة. و مرة أخرى يصرح صالح
بصوته الجرئ بآراء استفزازية
:" نحن السوريون رهائن لعائلة
الأسد". بالنسبة
لصالح فإن التغيرات التي شهدتها
دمشق في السنوات الأخيرة, بما
فيها مقاهي الانترنت الجديدة و
الأعمال الغربية و تنامي
السياحة. هي مجرد أمور "سطحية"
إنه يريد تغييرا حقيقيا و جذريا
و هو يرى أن أي شيء آخر هو عبارة
عن "تنازلات كسولة" في حلب,
المدينة التجارية التي يزيد
عمرها عن 4000 سنة في شمال سوريا و
المدنية التي تعتبرها اليونسكو
موقعا تراثيا و جزء من طريق
الحرير الأسطوري, فإن هناك أيضا
رجلا مقتنع تماما أنه يعرف ما
يهم السوريين . " يقول بدر
الدين حسون ذو ال 59 عاما وهو
يحرك سبحته :" إن الحرية
الدينية و تطوير مستوى المعيشة,
هي الأمور المهمة هنا". إن حسون
يعتبر زعيما للسنة السوريين, و
الذين يكونون ما يزيد على 75% من
مجموع الشعب السوري. وهو رجل
بشوش مبتسم في غالب الأحيان و
مولع بالحركات الإيحائية, لقد
أكمل حسون دراسته الدينية في
جامعة الأزهر في القاهرة . حيث
درس العلوم الاسلامية و الأدب
العربي. إن حسون غير مهتم بأن
يكون عالما كبيرا, و لكنه يريد
أن يكون رجلا للناس, لجميع الناس.
و هو يطمح الى أن يكون "ممثلا
لجميع الأديان, بما فيهم
الملحدين".
إن حسون شخص ذكي. و مترجمه
شخص أرمني مسيحي أرثوذكسي, و
أقرب مستشاريه شخص كاثوليكي. و
على الرغم من أن سوريا لا تزال
دولة بوليسية, إلا أن الأديان
تتعامل مع بعضها البعض بمنتهى
التسامح, عكس الجارة لبنان. إن
الأقليات تتمتع بحماية خاصة,
وقد يعود هذا الى أن "العائلة
الحكمة" نفسها هي جزء من هذه
الأقلية . إن عائلة الأسد علوية,
وهي جزء من الشيعة الذين يشكلون
ما نسيته 10% من مجموع سكان سوريا.
لقد اعتبرت جماعة الإخوان
المسلمين تهديدا و عورضت بوحشية
من قبل حافظ الأسد, و هي الآن لا
تعدو عن كونها جماعة هامشية
تعمل تحت الأرض. يقول
المفتي حسون :" إن الحرب لا
يمكن أن تكون مقدسة. إن السلام
هو فقط المقدس, و أي واعظ يعمل
على تغذية الكراهية يجب أن يوقف,
إن حياة أي طفل هي أكثر أهمية من
أي مسجد مهما كان مهما". بالنسبة
لحسون, فإن فكرة الحكومة
الدينية هو أمر مشكوك به الى
أبعد الحدود. وهو يؤمن بدولة
تفصل الدين عن الدولة " في
نظام اجتماعي يقوم على العدالة
و يعيش فيه المسلمون و
المسيحيون و اليهود بسلام مع
بعضهم البعض". و لكن لتجنب
الظهور بمظهر سلمي مبالغ فيه
فقد أوضح المفتي أن سياسة
اسرائيل في الاحتلال و الظلم
الشنيع ضد الفلسطينيين هي الجذر
الرئيس للشر في الشرق الأوسط.
" و الهجمات الانتحارية هي رد
فعل مؤسف على هذا". لقد كان
حسون جزء من مجلس الشعب السوري
الضعيف لمدة 8 سنوات. و على الرغم
من أن أتباعه من السنة قد
اقترحوا أن يكون هو المفتي إلا
أنه عين من قبل الرئيس نفسه. ترى
هل يرى أن هذا التعيين يجعل منه
لسان حال الرئيس ؟ يقول "
بالطبع لا". و على الرغم من
أنه في حالة توافق تام مع الرئيس
إلا أن حسون يقول أنه قام بتوجيه
النقد مرارا و تكرارا. لقد
اجتمع الرئيس و حسون في العديد
من المرات في اجتماعات فردية
وجها لوجه, و هما يجتمعان بشكل
أكبر عندما تزداد المشاكل. يقول
المفتي ان التذمر الذي يسمعه من
المواطنين يتعلق بالتضخم و
والفساد و البطالة. إن حسون الذي
يرى أنه معتدل, يريد أن تنفتح
بلاده و أن يأتي المستثمرون الى
سوريا. يقول القائد الديني :"
و لكن هذا يجب أن يحدث بلطف". Part
2: Torture Is on the Decline, but Harrassment of
Dissidents Persists The scene is a plush,
discreet café in He
walks through the streets every morning, inhaling the
scents of cardamom and fresh coffee, trying to commit
his impressions to memory. He feels the cold surfaces of
old walls, trying to preserve them, and gazes at slim
minarets, hoping to burn their images into his mind. He
takes nothing for granted. Perhaps this is what happens
to anyone who has spent half his adult life in prison.
"I was behind bars for exactly 16 years and 14
days," he says. "I don't expect to be arrested
again, but in As
a young man Salih, a leftist, sought to unhinge the
system with his fiery communist speeches. Hafez Assad
had him arrested in 1980. He spent 11 years suffering in
prison without any charges having been brought against
him, and he repeatedly refused to renounce his ideals.
He was eventually sentenced to 15 years in prison, as
well as an additional year for "bad behavior,"
to be served in Tadmur Prison, a place notorious for
torture. "Our After
his release, Salih summoned up his remaining strength to
finish medical school, and began a relationship with a
woman who had also been in prison for many years. Like
many Syrians, he believed in the "Damascus
Spring" of 2000, when Bashar Assad came to power
after his father's death and promised more pluralism. "We were certainly naïve," says the civil rights
activist. Within a year of the new president coming to
power, the arrests began again. Criticism of the
government had become too vehement and fundamental for
the younger Assad's taste. Salih was summoned by Syrian
intelligence almost monthly and "warned" about
critical articles he was publishing in a Lebanese
newspaper. "It is true that there is less torture under Bashar than
under his father," says Salih. But he also fails to
recognize any signs of political liberalization,
pointing out the government's recent treatment of regime
critics, like the arrest of former businessman Riad
Seif, 62, who was awarded the Human Rights Award of the
German city of Salih
also signed the document. He now asks himself who ended
up on the list of those arrested, and why. "This
arbitrariness is meant to demoralize civil rights
activists like us," says Salih, who turned from
communist to social democrat long ago. And then the
fearless Salih voices yet another of his deliberately
provocative opinions: "We Syrians are hostages of
the Assad family." For
Salih, the many changes that In
Hassoun
is the leader of Hassoun
is everything but apprehensive. His English interpreter
is an Armenian Orthodox Christian, and his closest
advisor is Roman Catholic. Although "A war can never be holy. Only peace is holy, and any
preacher who foments hatred must be stopped," says
the Grand Mufti. "The life of one child is more
important to me than any mosque, no matter how
significant." For
Hassoun, the notion of a theocracy on earth is deeply
suspect. He believes in a country where government and
religion are separate, "in a social order based on
justice and in which Muslims, Christians and Jews live
in peace with one another." But to avoid sounding
too much like a pacifist, the Grand Mufti makes it clear
that, in his view, Israel's occupation policy and the
outrageous injustices against the Palestinians are the
root of all evil in the Middle East. "Suicide
attacks are a regrettable reaction to this." Hassoun
was a member of the powerless Syrian parliament for
eight years. Although his fellow Sunnis proposed him for
the position of Grand Mufti, he was appointed by the
president. Does he believe that this makes him Assad's
mouthpiece? "Absolutely not," he says.
Although he is generally in agreement with the
president, says Hassoun, he repeatedly has grounds for
criticism. Hassoun
and Assad get together several times a year for
scheduled one-on-one meetings, and they meet more
frequently when special problems arise. The Grand Mufti
says that the complaints he hears from citizens often
relate to rising inflation, corruption and unemployment.
Hassoun, who sees himself as a modernizer, wants his
country to open up and investors to come to ---------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |