لماذا ستستمر سوريا في استثارة اسرائيل

بقلم: روبرت باير

مجلة التايم الأمريكية  3/10/2008

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

بشكل غريب فان انفجار السيارة الذي حصل يوم الأحد في دمشق سوف يصب في مصلحة إيران. إن طهران تتغذى على الفوضى, فهو يقدم لها فرصة لمساعدة الأنظمة و القضايا الصديقة في الشرق الأوسط و التي تحتاج الى هذه المساعدة. و بالتأكيد فإن القادة الإيرانيين كانوا على الهاتف مع نظرائهم في دمشق طوال يوم الأحد, يخبرونهم بأن عليهم أن لا يفقدوا عزيمتهم. إن رسالة إيران الى دمشق بسيطة: إذا رأت الولايات المتحدة و اسرائيل أي ضعف في نظام الأسد, فإنهم سوف يقودون الشاحنة خلاله و يعملون على إسقاطه. و هذه الرسالة سوف تستمع دمشق إليها.

إن ما نميل الى تجاهله هو لماذا تمتلك سوريا سجلا بربط نفسها مع قضايا و دول متطرفة مثل إيران. بداية, فإن سوريا تحكمها أقلية محاصرة و تتمثل في العلويين وهم فرع مبتدع من الشيعة. و هم يشكلون ما يقرب من 12% من مجموع الشعب السوري, إن المسلمين السنة ينظرون الى العلويين على أنهم كفار, بعيدون عن المسلمين و مغتصبون يجب أن يحكم فيهم السيف. في نهاية السبعينات و بداية الثمانينات, اقترب المتطرفون السنة من تحقيق هدفهم. خلال تمرد الإخوان المسلمين في فبراير من العام 1982 في مدينة حماة و هي أكبر ثالث مدينة سورية وجد حافظ أسد نفسه مضطرا لتسوية المدينة بالأرض لكي يبقى في السلطة.

و لكن لم يأت الاجتياح الاسرائيلي الى لبنان في عام 1982 حتى هزمت سوريا أخيرا الإخوان المسلمين. و من خلال الانضمام الى إيران فيما يسمى " المقاومة الاسلامية" ضد اسرائيل, فقد أشرك الأسد العلويين بقضية أكبر منهم أنفسهم. و قد قام النظام في سوريا بدعم المجموعات الفلسطينية في فترة الستينات و السبعينات و دخل في معارك مباشرة مع اسرائيل عام 1967 و 1973. إن حرب ال 18 عاما في لبنان (1982-2000) نفت وبشكل حاسم تهم الإخوان المسلمين بأن العلويين كفار و مرتدون  و أتباع للولايات المتحدة وإسرائيل. و إذا استمر الإخوان المسلمون في قتل العلويين, فإنهم سيكونون هم الخونة. ليس هناك أفضل من حرب جيدة لتثبيت نظام غير مستقر.

 إن العلويين سوف يكونون سعداء بالدخول في القرن الواحد و العشرين و راضون بحالة الركود في الحكم في العالم الثالث. و لكن الجغرافيا لن تسمح بذلك. إن سوريا في مركز الصراع العربي الاسرائيلي, و التي لا تملك سوريا فيه أي خيار سوى الوقوف مع أحد الأطراف. و بسبب أن العلويين لا يستطيعون التسوية مع تل أبيب و البقاء مع غضب الاخوان المسلمين, فإنهم سوف يبقون متكلين على تحالفهم مع إيران. مع التذكير بأن هوة النزاع ما بين الشيعة والسنة آخذة في الاتساع, إن العلويين سوف يشعرون بأنهم بحاجة الى إيران و رسالة العداء نحو اسرائيل أكثر من أي وقت مضى. و على سبيل المثال و إذا اقترحت إيران أن الرد على تفجير يوم الأحد يجب أن يكون من خلال ضخ المزيد من الأسلحة نحو حزب الله, فإن سوريا سوف تميل نحو الموافقة. و باعتبار النظام محتضنا للشيعة من وجهة نظر إيران, فإن بقاء النظام لذي يعتمد بقاؤه على الاحتفاظ ببعض أوراق الاعتماد الاسلامية, في مواجهة أي تهم من الابتداع و الردة سوف يكون بحاجة الى العلاقة مع طهران, و الى أن يُرى على انه يقوم بتقوية علاقاته  مع الشيعة.

 بالنسبة للأمريكان, فإن استثارة اسرائيل عن طريق تقديم الأسلحة الى حزب الله قد يبدو تهورا من قبل سوريا خصوصا أن اسرائيل تشعر بالتقيد في كيفية الرد على برنامج إيران النووي. (لقد وضحت الولايات المتحدة للإسرائيليين أن الدخول في حرب مع إيران هو أمر بعيد جدا, و على هذا فان واشنطن لن تدعم او تمكن اسرائيل من ضرب الجمهورية الاسلامية). و لكن مرة أخرى فإن الأمريكان لا يفهمون عدم شعور العلويين بالأمان, و حقيقة أنهم سوف يخاطرون بالحرب مع اسرائيل اذا اعتقدوا أن وجودهم بحاجة الى هذه الحرب.

Why Syria Will Keep Provoking Israel

By ROBERT BAER

Friday, Oct. 03, 2008

Oddly enough, Saturday's car bombing in Damascus will serve Iran 's interests. Tehran thrives on chaos, which presents it an opportunity to come to the aid of friendly regimes and causes in the Middle East that need backing. More than likely, Iranian leaders were on the phone with counterparts in Damascus all Saturday, telling the Syrians not to lose heart. The Iranian message to Damascus is simple: If Israel and the United States see any weakness in the Assad regime, they will drive a truck through it and bring it down. And, if history is anything to go by, that's a message Damascus will listen to.

What we tend to ignore is why Syria has had an uninterrupted record of attaching itself to radical causes and countries like Iran . For starters, Syria is ruled by a besieged and insecure minority, the Alawites, a heterodox-Shi'ite ethnic minority. About 12% of Syria 's population, the Alawites are looked at by extremist Sunni Muslims as heretics, fallen-away Muslims, usurpers who should be put to the sword. In the late '70s and early '80s, the Sunni extremists came close to getting their way. During a February 1982 Muslim Brotherhood insurrection in Hama , Syria 's third largest city, Hafez al-Assad felt compelled to flatten it in order to stay in power.

But it wasn't until the 1982 Israeli invasion of Lebanon that Syria finally beat the Muslim Brothers. By joining Iran in the so-called "Islamic resistance" against Israel , Assad associated the Alawites with a cause larger than themselves. It was not unlike the '60s and '70s when Syria backed radical Palestinian groups — and fought Israel head-on in 1967 and 1973. The 18-year war in Lebanon (1982-2000) decisively undercut the Muslim Brothers' charge that the Alawites were apostate traitors and dupes of Israel and the United States . Had the Muslim Brothers continued to kill Alawites, they would have been considered the traitors. There's nothing like a good war to stabilize an unstable regime.

Given a choice, the Alawites would be happy to skirt the 21st century, satisfied with ruling a Third World backwater. But geography won't allow it. Syria is at the center of the Arab-Israeli conflict, in which Syria has no choice but take sides. Since the Alawites cannot settle with Tel Aviv and survive the wrath of the Muslim Brothers, it remains reliant on its alliance with Tehran . And this is not to mention that with the division between Shi'ites and Sunnis widening, the Alawites will feel they need Iran and its message of belligerence to Israel more than ever. So if, for instance, Iran suggests that Syria respond to Saturday's bombing by shipping more weapons to Hizballah , Syria will be inclined to agree. Having been embraced as honorary Shi'ites by Tehran , a regime whose survival depends on its maintaining some sort of Islamic credentials, in the face of accusations of heresy and apostasy, needs its relationship with Tehran , and to be seen to be shoring up fellow Shi'ites.

To Americans, it may appear reckless for the Syrians to provoke Israel by beefing up Hizballah —especially with Israel now constrained in how it can respond to Iran 's nuclear program. (The U.S. has made clear to the Israelis that getting into a war with Iran is the proverbial bridge too far, and that Washington therefore won't support or enable an Israeli military strike on the Islamic Republic.) But, again, Americans don't understand the Alawites' dark insecurity — and the fact that they will risk war with Israel if they believe their survival requires it.

http://www.time.com/time/world/article/0,8599,1846271,00.html

----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ