-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
سؤال
القمة في الدوحة عريب
الرنتاوي يمكن
القول ، أن قمة الدوحة انتهت قبل
أن تبدأ.. فالمشاركات العربية في
القمة ربما تكون الأوسع والأعلى
مستوى منذ سنوات ، ولن يعكر صفو
"الدوحة" سوى عدم اكتمال
المصالحة المصرية القطرية
وغياب الرئيس المصري محمد حسني
مبارك عن القمة ، وهو الذي يحتفظ
بين يديه بملفات المصالحة
والحوار والتهدئة وشاليط
وإعادة الإعمار المعروضة على
القمة ، فضلا عن صفحات هامة من
ملفات أخرى تتعلق بالسودان
وغيرها من البؤر العربية
الساخنة ، التي نشطت
الدبلوماسية المصرية مؤخرا في
تفعيل حضورها على ساحاتها. أما
الأردن ، فان كافة القراءات
والتقديرات ، تشير إلى عزمه
ترجيح كفة "المصالحات على
الخلافات" و"التضامن على
المحاور والانقسامات" و"مصالحه
الوطنية على الحسابات
والحساسيات الصغيرة" ، ما
يدفع على الاعتقاد بأن المشاركة
الأردنية في القمة ستكون رفيعة
المستوى. الأولويات
الأردنية في قمة الدوحة تتخلص
على النحو التالي: (1)
الدفع باتجاه إتمام المصالحة
الفلسطينية - الفلسطينية من
خلال تدعيم دور الوسيط المصري ،
وعبر القناة المصرية تحديدا ،
فالمصالحة من وجهة نظر الأردن
مطلوبة ، ومطلوب معها أن تكون
خطوة للأمام في تكسير أطواق
العزلة عن القضية الفلسطينية ،
وتعظيم فرص نجاح قيام دولة
فلسطينية مستقلة. (2)
استكمال ملف المصالحة العربية
البينية ، لا تقل أهمية عن
المصالحة الفلسطينية ، بل هي
رافعة وحاضنة لها ، حيث تشتد
الحاجة لصياغة خطاب عربي مشترك
لمخاطبة الإدارة الأمريكية
الجديدة بخاصة ، والمجتمع
الدولي على وجه العموم. (3)
استعادة التضامن العربي
للتعامل بفاعلية مع مختلف
الملفات والأزمات العربية. (4)
استكمال وتعزيز حلقة المصالحات
الأردنية العربية ، خصوصا مع
دمشق والدوحة ، لتعظيم المنافع
المتبادلة وتعزيز قدرة الأردن
على مواجهة تحديات الأزمة
المالية والاقتصادية العالمية
وارتداداتها عليه. جدول
أعمال القمة ، يبدو هذه المرة من
النوع القابل للاحتواء ،
فالقادة العرب على اختلاف
اصطفافاتهم وتوزعاتهم على
المعسكرات ، معنيون بفتح صفحات
جديدة أو تنقية صفحات قديمة مع
الولايات المتحدة التي تقودها
إدارة جديدة ، أظهرت من حسن
النوايا - لفظيا على الأقل - ما
يغري على التفكير بمد اليد
العربية لها ، وعدم طرح أية
مواقف أو مشاريع قرارات من
شأنها التأثير على هذه المناخات
، وهنا تبدو سوريا ، وحتى بعض
حلفائها ، أكثر لهفة لاستعادة
العلاقات مع واشنطن من دول
الاعتدال العربي. ولهذا
السبب بالذات ، ليس من المتوقع
أن نشهد في الدوحة هذه المرة ،
ما سبق أن شهدناه من سجالات على
هامش قمة غزة الاستثنائية ، أو
قبلها في قمة دمشق العربية
الدورية ، والأرجح أن قمة
الدوحة العادية ستكون امتدادا
لروح قمة الكويت ومناخاتها
التصالحية. ومما
يدفع على الاعتقاد بعدم وجود
ألغام وشراك في الدوحة أو في
الطريق إليها ، أن الساحة
السياسية العربية ، شهدت قبل
القمة ، سلسلة من التحركات
والمصالحات التي تؤسس لقمة
عادية بكل معنى الكلمة ، من
اجتماع الرياض الرباعي إلى
زيارة الرئيس السوري للأردن ،
مرورا باللقاءات والمصالحات
السورية - السعودية ، والتي تشير
كافة المعلومات إلى أنها قطعت
شوطا أعلى مما هو ظاهر ، وبلغت
ضفاف التنسيق والتعاون
الأمنيين ، بما في ذلك تسليم
مطلوبين وملاحقة مطاردين ، فضلا
عن مناخات الانفتاح الدولي على
ما يسمى "محور المقاومة
والممانعة" ، وما تولده من
انفراجات في علاقات هذا المحور
بما يسمى أيضا "محور الاعتدال
العربي". لكن
سؤال الدوحة ، المرحل من دمشق
والجزائر والرياض وبيروت وتونس
والخرطوم وعمان وشرم الشيخ
وغيرها من المدن والعواصم التي
استضافت القمة الدورية: حتى
بوجود كل هذه المشاركات العربية
، ومع انتفاء كل التأزمات
والتوترات التي عادة ما تخيم
على اجتماعات الوزراء ولجان
الصياغة وغيرها ، هل سيخرج
القادة العرب بقرارات ومواقف
ترقى إلى مستوى التحديات التي
تلوح في الأفق العربي ، وفي هذه
المرحلة بالذات ، هل ترقى
القرارات إلى مستوى التحدي
الكامن في مرحلة ما بعد غزة
وصعود اليمين الإسرائيلي؟. سؤال
نحسب أن الإجابة عنه ، هي
المعيار والفيصل للحكم على نجاح
القمة ونجاعة قراراتها ، ذلك أن
"تبويس اللحى" على أهميته ،
لا يمكن أن يكون سياسة أو
استراتيجية. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |