-ـ

ـ

ـ

الاثنين  30/03/2009

رسالة فلسطين السريعة إلى قمة الدوحة

د. حسن أبو حشيش

اليوم الأحد التاسع والعشرين من مارس عام 2009 م يتجدد لقاء القادة والزعماء العرب، ولا نريد التحدث بخصوصية الزمان والحدث والمكان لهذه القمة، فالأزمة مُتشابهة، والأحداث والأزمات منسوخة، ومُرحلة منذ عشرات السنيين... ولكننا من باب العذر لله أولا ثم للوطن ثم للأجيال، نوجه رسالة تدور في فلك كل فلسطيني للقمة، مضمونها ليس سبقا صحفيا، وكلماتها ليست جديدة، ومطالبها ليست مبتكرة... ولكنه الماضي بثوب الحاضر، والأزمة بعمقها عبر العقود الستة الماضية وبتجدد أشكالها وأساليبها.

نقول للقادة والزعماء اليوم في الدوحة أن القدس تتهود، وسكانها يُهجرون، والعبادة فيها ممنوعة على المسلمين والمسيحيين ،وأراضيها تُنهب... فماذا عساكم فاعلون ؟!

ونقول : أن حصارا شاملا كاملا مفروض على الشعب الفلسطيني منذ ثلاثة سنوات، طال الطعام والشراب والدواء وحليب الأطفال... فماذا عساكم فاعلون ؟!

ونقول : أن حربا ضروسا، وعدوانا شرسا شنها الاحتلال الصهيوني تحت سمع وبصر العالم على مدار ثلاثة أسابيع، ارتكب فيها مجازر وجرائم حرب تستوجب قرارات عملية عربية مسئولة وواعية وعلى مستوى التحدي... فماذا عساكم فاعلون ؟!

دمرت الحرب قطاع غزة، وقتلت وجرحت آلاف المدنيين، وهدمت عشرين ألف مسكن ومنشأة، ومازال الناس بدون مأوى ولم نلمس إجراءات عملية للأعمار والإيواء... فماذا عساكم فاعلون ؟!

الخلاف الفلسطيني مُتجذر، والانقسام مُسيطر ،ومُحاولات الحوار والصلح حتى اللحظة مُتعثرة ومُتأزمة، ومازالت شروط الرباعية والصهيونية والإقليم مُتربعة ومُعيقة للنجاح ،والخلاف الفلسطيني من أسبابه الخلاف العربي والإقليمي... فماذا عساكم فاعلون ؟!

الخارطة السياسية الفلسطينية تتغير منذ سنوات، ولم تعد هي نفسها، وظهرت قوى وأفلت أخرى، وقويت ثالثة وضعفت رابعة، ومارس الشعب الفلسطيني الديمقراطية والشفافة والحرة بشهادة العالم ولكن الأطراف المعنية لم تُؤمن بها ولا بنتائجها فأزمت الساحة الفلسطينية... فماذا عساكم فاعلون ؟!

الضفة الغربية تعيش في مأساة وتقطيع أوصال، وتعاون أمني غير مسبوق، وجدار الفصل العنصري ينهب الأراضي يوميا، والمقاومة أُهينت وتتهم بتهم باطلة مسيئة... فماذا عساكم فاعلون ؟!

محاولات توطين ستة ملاين فلسطيني في البلاد التي يقطنونها على قدم وساق، وهناك مؤامرة كبيرة للوطن البديل، وشطب حق العودة... فماذا عساكم فاعلون ؟!

العدو الصهيوني يميل إلى التطرف الظاهر الواضح بدون تدليس وبدون تجميل، فهذه حقيقته الواقعية، وأنت مازلت تؤكدون على الحوار والتفاوض الاستراتيجي معه... فماذا عساكم فاعلون ؟!

الشعب الفلسطيني لا يؤمن بالقمم، ولم يأمل منها شيئا، والانطباع والصورة عن القمم لدى الرأي العام سيئة وغير مُجدية وفارغة من مضمونها...فماذا عساكم فاعلون ؟!

هذه ليست رسالتي، بل رسالة الشعب الفلسطيني، رسالة المُقدسات، والأطفال والنساء والشيوخ، رسالة أُسر الأسرى والجرحى والشهداء، وأصحاب البيوت المُهدمة... إنها رسالة المواطن العادي البسيط...أملنا ألا نقول وداعا للقمم.

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ