-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
يوم
الأرض يوم الثبات والمقاومة أ.د.
محمد اسحق الريفي في ذكرى
يوم الأرض، تزداد الهجمة
الصهيونية على شعبنا الفلسطيني
مستهدفة وجوده على أرضه، وتسقط
أوهام التسوية السياسية
والتعايش السلمي مع العدو
الصهيوني الذي اغتصب أرضنا
وهجَّر شعبنا، وتتأكد حاجة
شعبنا للثبات ومواصلة المقاومة
ضد الاحتلال والعدوان، فترك
المقاومة تفريط في الأرض. فبالمقاومة
وحدها يستطيع شعبنا الفلسطيني
تحرير أرضه وحمايتها من أطماع
العدو الصهيوني وإفشال
المخططات الصهيونية الرامية
إلى إقامة دولة يهودية على
أنقاض فلسطين، فبينما فشلت
المفاوضات العبثية المنبثقة عن
التسوية السياسية وما يسمى
كذباً "عملية السلام" في
حماية أرضنا من الاغتصاب
والتهويد والحد من وتيرة
الاستيطان المتزايدة، وبينما
استخدمت هذه المفاوضات للتغطية
على عمليات الاستيطان والتهويد
وجرائم العدو الصهيوني ضد
شعبنا، تمكنت المقاومة من إجبار
العدو الصهيوني على تفكيك
مستوطناته والخروج صاغراً من
غزة، ونجحت في حماية غزة
وحرَّمت على العدو الصهيوني
دخولها رغم الحرب القذرة التي
شنها عليها قبل عدة أشهر وانتهت
بهزيمته، واستطاعت تحجيم
الهجرة الصهيونية إلى فلسطيني
وزيادة الهجرة العكسية لليهود
والصهاينة من فلسطين وتعميق
أزمة العلاقات العامة التي
يعاني منها كيان الاحتلال
الصهيوني. ويأتي
هذا التأكيد على مواصلة
المقاومة ضد الاحتلال والعدوان
في هذا الوقت تحديداً بسبب
تصاعد عمليات التهويد
والاستيطان في القدس والضفة
واستمرار الضم (الاغتصاب)
الزاحف لأراضي الضفة المحتلة
إلى كيان الاحتلال الصهيوني،
إضافة إلى تصاعد الهجمة
الصهيونية على شعبنا الفلسطيني
في الأراضي المحتلة عام 1948
واستفزازهم تمهيداً لترحيلهم
من أرضهم بالقوة والإرهاب
الصهيوني، وتأتي المسيرة التي
قام بها حديثاً متطرفون يهود
وصهاينة في مدينة أم الفحم
تأكيداً على استمرار النهج
الصهيوني الرامي إلى إنهاء
الوجود الفلسطيني وقلع شعبنا من
أرضه وإجباره على الرحيل منها. ولذلك
يجب ألا تقتصر المقاومة ضد
الاحتلال والعدوان على غزة
والضفة المحتلة، بل يجب أن تشمل
إضافة إلى ذلك الأراضي المحتلة
عام 1948، ولا سيما أن شعبنا
الفلسطيني هناك يتعرض اليوم
لهجمة صهيونية شرسة ضمن مخطط
بعيد الأمد يهدف إلى التخلص من
خطر العامل الديموغرافي الذي
يشكله التواجد الفلسطيني في
الكيان الصهيوني على مستقبل
الدولة اليهودية العنصرية،
وذلك عبر إجبار الفلسطينيين على
الرحيل إلى غزة والضفة المحتلة،
الأمر الذي يؤكد على ضرورة
الإعداد الجدي والشامل لمواجهة
حتمية مع العدو الصهيوني في تلك
المناطق المحتلة، وذلك حتى لا
تتكرر النكبة، فقد باتت هذه
المواجهة وشيكة وهناك إرهاصات
عديدة تنذر بقربها. إن
الظروف العربية المزرية
والمخزية، ووصول المشروع
الصهيوني إلى طريق مسدودة،
وسقوط خيار التسوية السياسية
يجعل من المواجهة بين شعبنا
والصهاينة في الأراضي المحتلة
عام 1948 أمراً لا مفر منه.
لذلك لا جدوى من التعويل على
أي دور عربي رسمي جاد ومؤثر في
حماية شعبنا الفلسطيني من
الترحيل والتهجير.
ولا جدوى من التعويل أيضاً
على المجتمع الدولي في حل
القضية الفلسطينية حلاً يضمن
حماية شعبنا من أطماع الصهاينة
وعدوانهم واستعادة حقوقه
المسلوبة. والرهان
الوحيد لشعبنا في تلك المناطق
هو فقط على التشبث بالأرض
والتخندق فيها وبناء ذراع عسكري
إسلامي قوي وواع على غرار
الذراع العسكري لحركة المقاومة
الإسلامية "حماس" كتائب
الشهيد عز الدين القسام. فما
يسمى "محور الاعتدال العربي"
لا يزال يصر على تمسكه
بالمبادرة العربية للسلام رغم
تنازلها عن الأرض والحقوق
الفلسطينية ورغم رفض العدو
الصهيوني لها، لأنه يطمع في
أكثر من إلغاء حق العودة
والتنازل عن الأراضي المحتلة
عام 1948 ومنح كيانه شرعية
فلسطينية وعربية، فهو يطمع في
إقامة دولة يهودية نقية من
العنصر الإسلامي وإقامة علاقات
طبيعية مع العرب والمسلمين.
وهذا تفريط عربي واضح في
فلسطين ومهزلة لا يوقفها إلا
استمرار المقاومة ضد الاحتلال
والعدوان في كل مكان، فحياة
شعبنا ووجوده في استمرار
مقاومته، والتفريط في حق شعبنا
في مقاومة الاحتلال تفريط في
الأرض والعرض، ونجاح لمخطط
الدولة اليهودية العنصرية. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |