-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء  01/04/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الأهم والأبعد من سحب "المبادرة" أو إبقائها على المائدة

عريب الرنتاوي

لا قيمة لإبقاء مبادرة السلام العربية "على المائدة"، إن لم يبذل القادة العرب من الجهد، ما يكفي لفرض منطوق المبادرة واستحقاقاتها واستهدافاتها على الجانب الإسرائيلي، وقد ظلت المبادرة على المائدة أكثر من سبع سنوات "عجاف" من دون أن نتقدم على دروب استرداد الحقوق واستتباب السلام.

 

ولا قيمة لسحب مبادرة السلام العربية "عن المائدة"، إن لم يجترح القادة العرب، خيارات وبدائل لها، تكفل استرداد ما استلب من الحقوق، واستعادة ما سرق من الأراضي، فقد بقينا سنوات وعقود من دون مبادرات سلمية، فماذا كانت النتيجة أيضا، هل كنا أعددنا لإعدائنا ما استطعنا من قوة ورباط الخيل، لو فعلنا ذلك، لما احتجنا للمبادرة ولما وصلناإليها أصلا، وأخشى ما نخشاه، وبالأحرى أسوأ ما يمكن أن نصل إليه، هو أن يبقى الحال على حاله، بالمبادرة ومن دونها؟!.

 

إذن، لينصرف الجدل العربي، لا على المبادرة بذاتها، بل حول خياراتنا وبدائلنا في المرحلة المقبلة، وهي مرحلة تتميز بجملة من المتغيرات الإقليمية والدولية، أهمها وجود إدارة أمريكية جديدة، تعبر عن نوايا لفظية طيبة، لكنها لم تفعل شيئا مغايرا على الأرض حتى الآن، ولم تبدّل من سياسيات ومواقف ما سبقها من إدارات، هل ندير الظهر لهذه الإدارة، هل في ذلك مصلحة لنا عربا وفلسطينيين، هل نسلم أوراقنا لها، هل نجلس على مقاعد المتفرجين والنظّار بانتظار معرفة ما الذي سيفعله أوباما وفريقه، هل نعيد إنعاش تجارة الأوهام من جديد، هل سنضع كل بيضنا في سلة "الفرصة الأخيرة للسلام"، أليس من الأجدى لنا أن نرفع شعار: إعمل مع أوباما كأنه سيصنع سلاما عادلا غدا، وإعمال مع نتنياهو كأنه سيشن الحرب عليك غدا، هل يمكن أن نصل إلى هذه المعادلة التي يتعين أن تجعمنا "معتدلين" و"ممانعين" على حد سواء، وعلى كلمة سواء فيما بيننا؟.

 

لتعطى المبادرة والدبلوماسية فرصتها الكاملة، فليس لدينا ما نخسره، ولقد انتظرنا أكثر من ستين عاما، وبمقدورنا أن ننتظر ستين أسبوعا أيضا إن شاء القادة العرب، ولتفضح إسرائيل ولتظهر حكومتها اليمينية المتطرفة على حقيقتها البشعة، فهذا كله أمر مفيد في نهاية المطاف، ولكن شتان بين حركة سياسية ودبلوماسية هذه هي خلفياتها واستهدافاتها وجداولها الزمنية، وبين حركة سياسية مستندة إلى مأزق البدائل وانعدام الخيارات، أو إلى الوهم بأن السلام ما زالت تنتظره فرص إضافية.

 

أيها السادة المجتمعون في الدوحة، ليس في إسرائيل قيادة راغبة في صنع السلام معكم ودفع أثمانه واستحقاقاته، ليس في إسرائيل قيادة تاريخية قادرة على اتخاذ قرارات تاريخية بحجم الجلاء عن الأرض المحتلة، فماذا أنتم فاعلون؟

 

أيها السادة المجتعون في الدوحة، لا تنتظروا شيئا من حكومة نتنياهو – ليبرمان – باراك، سوى المزيد من التوسع الاستيطاني، تسريع تهويد القدس، إحكام القبضة الأمنية والاستراتيجية على الجولان وغور الأردن، رفض العودة لخطوط 4 حزيران عام 1967، رفض عودة اللاجئين إلى ديارهم، رفض تقسيم القدس وتقاسمها، رفض الدولة الفلسطينية المستقلة، رفض التخلي عن "السيادة الاحتلالية" على الأجواء والمعابر والمياه الفلسطينية، أليست هذه هي عناوين البرنامج السياسي -الأمني للائتلاف الذي سيحكم من اليوم في إسرائيل، وقد زيدت إلى بنوده هذه، بنود أخرى، تنص على اعتبار إيران عدوا أول وخطرا وجوديا، وترى في حماس كيانا معادية وحكومة يتعين الإطاحة بها في غزة...فماذا أنتم فاعلون ؟

 

أمام انسداد آفاق ما اصطلحنا عليه عملية سلام، وعشنا في أكناف سرابه وأوهامه طوال عقدين من الزمان، إلى متى سنستمر في تجريب المجرب، إلى متى سنستمر نلدغ من الجحر الواحد المرة تلو الأخرى، إلى متى سنبقى مغمضين أعيننا عن الأخطار والتحديات الحقيقية التي تجابهنا، ونتلهى بمصالحات شكلية، ونتفنن في خلق أعداء وهميين، من محور الشر، مرورا بإيران وانتهاء بـ"قناة الجزيرة" التي يحق لها، وقد أصحبت مادة التداول الرئيسة في الاجتماعات التحضيرية للقمة وفي جهود المصالحة والوساطة والمساعي الحميدة، أن تطالب بـ"مقعد دائم" لها على مائدة القمة العربية، فحضورها في هذه المداولات، أقوى من حضور نصف دزينة من الدول الأعضاء في الجامعة.

 

أيها السادة، دعونا لا نغرق في مستنقع خلافات ومحاور وهمية، فلا المعتدلين العرب معتدلين، ولا هم قادرين باعتدالهم على تغيير مجرى الأحداث في ساحات الصراع والأزمات العربية المتفجرة، ولا الممانعين العرب ممانعين، ولا هم قادرين بممانعتهم على الإتيان "بما لم تستطعه الأوائل"، خصوصا بعد أن استبدت بهم أحلام الانفتاح على "العم سام" وأوهامه، والجميع الآن على ما يبدو، في انتظار فتح صفحة جديدة مع السيد الجديد للبيت الأبيض، الجميع ينتظر الاتصال والحوار مع واشنطن، ألم يقل قادة الممانعة أن هذا الحوار ممكن، وأنه مسألة وقت، وأن ثمة من المصالح المشتركة ما يؤسس لعلاقات قد تفوق في حميميتها و"درجة حرارتها" علاقات المعتدلين العرب بواشطن ؟!، فلماذا نحن مختلفون إذن، وعلى ماذا نختلف، وما هي القضايا الخلافية التي ما زالت تباعدنا حتى اللحظة ؟.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ