-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
قراءة
في نتائج الانتخابات البلدية
التركية -1 محمود
عثمان انتهت
الانتخابات البلدية التركية
بفوز حزب العدالة والتنمية
بنسبة أصوات عالية نسبيا حيث
حصل على ما يقارب 39 % من أصوات
الناخبين وهذا يعني أن أصواته
تساوي مجموع أصوات حزبي
المعارضة الرئيسيين حزب الشعب
الجمهوري والحركة القومي .. لكنه
بنفس الوقت خسر ما يزيد على
المليون صوت رغم
زيادة عدد الناخبين ستة مليون
ناخب قياسا بالانتخابات
الماضية , وفيما ارتفعت نسبة
الأحزاب الأربعة المنافسة له,
بما فيها حزب السعادة –حزب
أربكان – الذي ضاعف أصواته من 2.7
إلى 5.2 بالمائة نجد حزب العدالة
والتنمية خسر ثمان نقاط قياسا
بالانتخابات البرلمانية وأربع
نقاط بالنسبة للانتخابات
المحلية السابقة . قراءة
الأرقام وتحليل النتائج تختلف
كثيرا من شخص لآخر , وقد تصل إلى
درجة التضاد , لكن هناك شبه
اتفاق بين المحللين السياسيين
هذه المرة على أن الناخب التركي
بعث برسالة قوية للحزب الحاكم
بضرورة مراجعة حساباته وتقويم
مساره من جديد .! مما دفع رئيس
الوزراء إلى التلميح بعمل تغيير
وزاري على ضوء نتائج هذه
الانتخابات وهذا يعني محاسبة
الوزراء الذين تم خسارة بلدية
منطقتهم , لكن خطوة مثل هذه لن
تكون سهلة بأي حال من الأحوال ,
وقد يكون ثمنها السياسي باهظا
لأنها ستطيح برؤوس ذات وزن
سياسي من العيار الثقيل مثل
وزيري الزراعة التربية وهما من
أصول كردية , وكذلك وزير العدل
الذي كان نائبا لرئيس الوزراء
في المرحلة السابقة , ووزير
المالية وهو من أنجح الوزراء .
لكنها السياسة.. لا تقبل التردد
أبدا , كما أن المعروف
عن أردوغان عدم تسامحه مع
التقصير والفشل مما سيجعله أمام
ترجيح في غاية الصعوبة بلا شك . الغريب
في هذه الانتخابات أن سهام
النقد ما زالت تنهال على حزب
العدالة والتنمية رغم فوزه
بنسبة كاسحة .! فما هو السبب وراء
ذلك ؟ وما هي ظروف وملابسات هذه
الانتخابات ؟ وكيف يجب تقييمها
؟ ونجاح هي أم فشل ؟ وإلى أي حزب
ذهبت الثمانية بالمائة
المفقودة ؟ .. للإجابة عن هذه
الأسئلة وغيرها لا بد من الوقوف
عند بعض المحطات من أجل قراءة
واقع وظروف ونتائج هذه
الانتخابات قراءة متأنية , المحطة
الأولى الاستقطاب السياسي :
بداية لا بد من الإشارة إلى أن
هذه الانتخابات قد سبقها
استقطاب سياسي حاد للغاية وعلى
أكثر من صعيد .. هذا الاستقطاب
بدأ بإصرار رئيس الوزراء ورئيس
حزب العدالة والتنمية رجب طيب
أردوغان على كسب بلديتي ديار
بكر قلعة الأكراد وعقر دار حزب
المجتمع الديمقراطي الكردي ,
وبلدية إزمير قلعة العلمانية
ومعقل حزب الشعب الديمقراطي .
حيث أعلن ذلك صراحة بل ذهب إلى
أبعد من ذلك فرشح نائبين
برلمانيين لرئاسة هاتين
البلديتين على حساب خسارة
مقعدين في البرلمان !. مما جعل
الأطراف الأخرى تعلن أقصى حالات
الاستنفار , وتستجمع كافة قواها
في سبيل الحيلولة دون سقوط
قلاعها . وقد استطاع حزب المجتمع
الديمقراطي استرداد 1.5 بالمائة
من حزب العدالة والتنمية على
مستوى تركيا كما ألحق به هزيمة
ساحقة في بعض مدن الشرق ومدينة
ديار بكر على وجه الخصوص . إذن
خسر حزب العدالة والتنمية أصوات
جنوب شرق تركيا مناطق الأكراد
ذات الأهمية الإستراتيجية
بالنسبة له بسبب الاستقطاب على
الأساس العرقي . كما خسر مدينة
أنطاليا لصالح حزب الشعب
الجمهوري بعد أن كانت بيده بسبب
الاستقطاب على الأساس العلماني
برغم تدشينه لثمانية وعشرين
مشروعا من الحجم الكبير احدها
المترو , لكن تلك الخدمات لم تجد
كبير نفع أمام هذا الاستقطاب
الحاد . حتى أردوغان نفسه لم يخف
دهشته من خسارة بلدية أنطاليا
الهامة على أكثر من صعيد , فهي
أولا مدينة رئيس حزب الشعب
الجمهوري دنيز بايكال , الذي كان
في السابق يعاني من إرباك شديد
كون رئيس بلديتها من حزب
العدالة والتنمية . فلا غرو أن
يخرج هذه المرة أمام الصحافة
بعد الانتخابات مباشرة على غير
عادته معبرا عن بهجته البالغة
بهذا الانتصار !.. وثانيا هوية
مرشح حزب الشعب الجمهوري , فهو
علماني متطرف حاقد على
الإسلاميين والحجاب بشكل خاص .
وقد كان رئيسا لجامعة البحر
الأبيض المتوسط التي مقرها
مدينة أنطاليا كما كان رئيسا
لإتحاد رؤساء الجامعات . وقد
أستبعده رئيس الجمهورية عبد
الله غل** ولم يعينه رئيسا لتلك
الجامعة رغم حصوله على نسبة
عالية جدا في انتخابات رئاستها .
وقد شكل فوزه في انتخابات
البلدية صفعة لعبد الله غل أيضا
. استقطاب
آخر كان على ساحة الحركة
الإسلامية فرغم موقف أردوغان في
دافوس الذي أعاده بقوة إلى
الساحة الإسلامية بعد فترة جفاء
!.. إلا أن الدق المتواصل من طرف
حزب السعادة الذي استبدل رئيسه
العجوز –رجائي قوطان - ببروفسور
شاب طال انتظاره قد مكن هذا
الحزب من
استرداد نسبة تزيد على 2.5
بالمائة من أصوات الناخبين . خلاصة
القول : الاستقطاب الحاد وحد
العلمانيين من جهة . والأكراد من
جهة ثانية ضد حزب العدالة
والتنمية , وأفسح مجال حركة أوسع
لحزب السعادة للنيل من أصوات
حزب العدالة والتنمية . وللموضوع
بقية بإذن الله . --------------- **
اختيار رئيس الجامعة يتم بإجراء
انتخابات في كل جامعة حيث يقوم
أعضاء التدريس بالتصويت
للمرشحين . وترفع الأسماء
الثلاثة الأولى التي حصلت على
أعلى نسبة من الأصوات إلى رئيس
الجمهورية الذي يقوم باختيار
أحدها بغض النظر عن نسبة
الأصوات التي حصل عليها . في
الغالب يقوم كل رئيس جمهورية
باختيار رؤساء الجامعات على
أساس أيدلوجي !. بالأمس كان
الإسلاميون يشتكون من طريقة
اختيار رؤساء الجامعات واليوم
يشتكي العلمانيون مما كانوا
يفعلونه في الماضي القريب !..
وتلك هي الأيام .. دول بين الناس
!. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |