-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
المطلوب
من حوار القاهرة الإعتراف بـ"إسرائيل" بقلم
: فارس عبد الله* تفاءلنا
جميعاً بأن يجتمع الشمل الوطني ,
بعدما رأينا من تطرف عدونا وعدم
اعترافه بحقوقنا , بل وضربه بعرض
الحائط اتفاقيات قد قبلها البعض
منا , رغم ما فيها من ذلة
واستكانة لا يقبلها حتى الضعفاء
, في لعبة موازين القوي التي
يتحجج بها من سار ولم يشاور , في
ركب التسوية والاعتراف بشرعية
الاحتلال وأحقية وجوده على
الأرض الفلسطينية , في إطار ما
يطلق عليها سياسات الواقعية
التي لا تنتصر لوطن ولا تؤسس
لسيادة وطنية. بعد
خطاب نتانياهو وانكشاف سياسة
الحكومة الصهيونية الجديدة ,
وبعد اللطمة التي وجهها ليبرمان
لأدعياء التطبيع والاعتراف ,
بركله مؤتمر أنابوليس ومقرراته
وعلى الملأ دون مواربة , توقع
المراقبين أن ينقشع الظلام عن
لوحة الوحدة الفلسطينية لتشرق
من جديد , حتى أن الصهيوني
"ايهود ايعاري" المحلل
السياسي للقناة الثانية قد أشار
إلى أن احتمالات التوصل في
القاهرة , إلى اتفاق هي عالية
للغاية في ظل الخطاب الصقوري
الذي وجه وزير الخارجية ليبرمان
, والذي أنهى البعد السياسي
للقضية الفلسطينية. إلا أن
فريق التسوية لا زال غارقاً في
الأوهام , ويبدو أن لا أمل
للإفاقة منها وأن مستوي
الانبطاح وصل إلى منطقة
اللاعودة نحو الارتقاء مجدداً ,
بمستوي أفضل من الأداء أو أن
الأمر لا يتعدى مجموعة تحكمت
بالمال ومقاليد الحكم وخطفت
القرار الوطني , لإدارة مرحلة من
حياة الأمة بهدف تمرير مخطط
القبول بالكيان الصهيوني
فلسطينياً وعربياً وإسلاميا . في
الحوار الوطني شاركت فصائل
الشعب الفلسطيني , التي لها وجود
ميدانياً وسياسياً وعسكرياً ,
وفصائل أخرى أكل الزمان عليها
ولم يتبقي منها غير الهياكل
التي شاخت واكتسى الرأس منها
بالشيب , حتى فاق عدد المتحاورين
في القاهرة أكثر من 280 متحاور
وخرجت التصريحات المبشرة للشعب
الفلسطيني بأن الاتفاق قاب
قوسين , وان ملفات أنجزت وتم
الاتفاق عليها ولم يتبقى غير
ثلاثة نقاط تتعلق أهمها
بالبرنامج السياسي للحكومة
المرتقبة , وغادرت الوفود
القاهرة دون اتفاق مع بقاء
الأجواء الايجابية بين الأطراف
المختلفة . كانت
مفاوضات الحوار في جولتها
الثانية تدور حول البرنامج
السياسي , وقدسية التزامات
منظمة التحرير بما فيها وثيقة
الاعتراف بـ"إسرائيل" ,
وهذا هو الهدف الثمين فلقد طلب
أحد المفاوضين عن تيار الاعتراف
والتسوية باعتراف كالكريستال
ذو لمعان وبريق , لا يمكن تزويره
أو الالتفاف عليه وحاولوا تجميل
الأمر بالقول لا نريد من
الفصائل الاعتراف بـ"
إسرائيل" , من يعترف هي
الحكومة ومتى كانت الحكومات
بمعزل على الواقع السياسي
للمجتمعات ؟! . وعندما
عاد وفدي حماس وفتح للقاهرة يوم
الأربعاء الماضي , انقشع المشهد
على تصلب في موقف فريق التسوية
ومطالبته بضرورة الالتزام
بالاتفاقيات , التي وقعتها
منظمة التحرير كشرط للقبول
بالحكومة الجديدة وبرنامجها
السياسي , ويبدو أن هذا الفريق
لم يستوعب بعد المتغيرات
الخطيرة في السياسات الصهيونية
, ويراهن على استمرار مسيرة
التسوية مع الكيان الصهيوني. هنا تقع
المسؤولية على الكل الوطني أن
يبذل الجهد , من أجل تصويب
المرحلة ومعالجتها بتعزيز
برنامج التمسك بالحقوق فلا
تفريط ولا اعتراف , ولتقول
الفصائل الفلسطينية كلمتها حول
هذه الشروط الخارجية الأمريكية
والأوربية , فلا يمكن الاستمرار
بلعب دور الحيادية في المسائل
الوطنية وليس من العدل مساواة
الأطراف من ناحية عرقلة الوحدة
الفلسطينية , وإلا على أي أساس
وتحت أي ثمن مطلوبة تلك الوحدة
!!. لماذا
لا تتقدم الفصائل الفلسطينية
مجتمعة , باقتراح تطبيق وثيقة
الأسري وهي من وقعت عليها
مجتمعة , ولماذا يتم تجاهل
برنامج الحكومة الوطنية التي
جاء بها اتفاق مكة المكرمة
ورحبت بها كل الفصائل
الفلسطينية , هناك مخارج كثيرة
ونقاط التقاء عديدة في مسألة
البرنامج السياسي إذا استبعدت
شروط الرباعية المجحفة . قبل
أسابيع وبعد انتهاء الجولة
الثانية من الحوار , خرجت الجبهة
الشعبية عبر القيادي فيها أبو
أحمد فؤاد لتصرح بأنها ترفض
احترام أو الالتزام باتفاقيات
منظمة التحرير , وهي الفصيل
الثاني في المنظمة , وكذلك
الجهاد الإسلامي ولجان
المقاومة الشعبية في تصريحات
قياداتها ترفض شرط الالتزام
باتفاقيات المنظمة , لما فيها من
إجحاف بالقضايا الوطنية
واعتراف بشرعية الاحتلال
الصهيوني , إذ أن المعركة
السياسية ليس بين حماس وفريق
التسوية وحسب بل تشمل كل القوي
الفلسطينية , وخاصة من تؤمن
بالنهج المقاوم وترفض كل طرق
المفاوضات والتسوية , التي أثبت
الأيام عقمها وعبثيتها وان
المستفيد الأوحد فيها هو العدو
الصهيوني. ونتساءل
لماذا الإصرار من قبل سلطة رام
الله , على الاعتراف بـ"
إسرائيل " هل لأنه كأساً
علقماً وتريد أن تسقي الجميع
منه , حتى لا تشعر بعقدة النقص
الوطني ؟ وهل يعقل أن يسحب
المجموع الفلسطيني إلى ثقافة
السيد أبو مازن وفريقه , على
أساس الإيمان المطلق
بالمفاوضات مع إسقاط كل الأدوات
الثورية , حتى أصبح إلقاء حجر
على المحتل من قبيل العبثية ؟!
من غير المقبول المس بتاريخ
ومسيرة نضال الشعب الفلسطيني ,
وإلا كانت انطلاقة حركة فتح
نفسها من قبيل الترف واللعب
بمشاعر المناضلين , وهي من أطلقت
شرارة الثورة لاستعادة أراضي
ال48 المحتلة , وهل يقف من يؤمن
بنهج فتح الأصيل متفرجاً على
هذا الطعن بعقيدة الثوار
الشهداء الذين سقطوا في ميادين
المعارك على سواحل يافا وحيفا
والجليل وتل الربيع والقدس ؟! . في
اعتقادي أن الحوار الفلسطيني
فشل فشلاً كبيراً , خلال مرحلته
الحالية وأن الوفود عادت وهي
تشعر بذلك الفشل , ومسألة القول
بتأجيل الحوار إلى شهر مايو
تدخل في باب مراعاة الجهد
المصري , ولو استمر الحوار لأشهر
بل لسنوات لن يكون هناك اعتراف
بـ"إسرائيل" والى حين وضوح
تكامل الرؤية السياسية وطنياً ,
تبقى القضية الفلسطينية عرضه
للمخاطر وعلى فصائل المقاومة
وكل الغيورين , البحث عن بدائل
لقيادة نضال الشعب الفلسطيني
وفقا لبرامج وطنية خالصة. ـــــ *كاتب
وباحث فلسطيني ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |