-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد  05/04/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


المطلوب من حوار القاهرة الإعتراف  بـ"إسرائيل"

بقلم : فارس عبد الله*

تفاءلنا جميعاً بأن يجتمع الشمل الوطني , بعدما رأينا من تطرف عدونا وعدم اعترافه بحقوقنا , بل وضربه بعرض الحائط اتفاقيات قد قبلها البعض منا , رغم ما فيها من ذلة واستكانة لا يقبلها حتى الضعفاء , في لعبة موازين القوي التي يتحجج بها من سار ولم يشاور , في ركب التسوية والاعتراف بشرعية الاحتلال وأحقية وجوده على الأرض الفلسطينية , في إطار ما يطلق عليها سياسات الواقعية التي لا تنتصر لوطن ولا تؤسس لسيادة وطنية.

بعد خطاب نتانياهو وانكشاف سياسة الحكومة الصهيونية الجديدة , وبعد اللطمة التي وجهها ليبرمان لأدعياء التطبيع والاعتراف , بركله مؤتمر أنابوليس ومقرراته وعلى الملأ دون مواربة , توقع المراقبين أن ينقشع الظلام عن لوحة الوحدة الفلسطينية لتشرق من جديد , حتى أن الصهيوني "ايهود ايعاري" المحلل السياسي للقناة الثانية قد أشار إلى أن احتمالات التوصل في القاهرة , إلى اتفاق هي عالية للغاية في ظل الخطاب الصقوري الذي وجه وزير الخارجية ليبرمان , والذي أنهى البعد السياسي للقضية الفلسطينية.

إلا أن فريق التسوية لا زال غارقاً في الأوهام , ويبدو أن لا أمل للإفاقة منها وأن مستوي الانبطاح وصل إلى منطقة اللاعودة نحو الارتقاء مجدداً , بمستوي أفضل من الأداء أو أن الأمر لا يتعدى مجموعة تحكمت بالمال ومقاليد الحكم وخطفت القرار الوطني , لإدارة مرحلة من حياة الأمة بهدف تمرير مخطط القبول بالكيان الصهيوني فلسطينياً وعربياً وإسلاميا .

 

في الحوار الوطني شاركت فصائل الشعب الفلسطيني , التي لها وجود ميدانياً وسياسياً وعسكرياً , وفصائل أخرى أكل الزمان عليها ولم يتبقي منها غير الهياكل التي شاخت واكتسى الرأس منها بالشيب , حتى فاق عدد المتحاورين في القاهرة أكثر من 280 متحاور وخرجت التصريحات المبشرة للشعب الفلسطيني بأن الاتفاق قاب قوسين , وان ملفات أنجزت وتم الاتفاق عليها ولم يتبقى غير ثلاثة نقاط تتعلق أهمها بالبرنامج السياسي للحكومة المرتقبة , وغادرت الوفود القاهرة دون اتفاق مع بقاء الأجواء الايجابية بين الأطراف المختلفة .

كانت مفاوضات الحوار في جولتها الثانية تدور حول البرنامج السياسي , وقدسية التزامات منظمة التحرير بما فيها وثيقة الاعتراف بـ"إسرائيل" , وهذا هو الهدف الثمين فلقد طلب أحد المفاوضين عن تيار الاعتراف والتسوية باعتراف كالكريستال ذو لمعان وبريق , لا يمكن تزويره أو الالتفاف عليه وحاولوا تجميل الأمر بالقول لا نريد من الفصائل الاعتراف بـ" إسرائيل" , من يعترف هي الحكومة ومتى كانت الحكومات بمعزل على الواقع السياسي للمجتمعات ؟! .

 

وعندما عاد وفدي حماس وفتح للقاهرة يوم الأربعاء الماضي , انقشع المشهد على تصلب في موقف فريق التسوية ومطالبته بضرورة الالتزام بالاتفاقيات , التي وقعتها منظمة التحرير كشرط للقبول بالحكومة الجديدة وبرنامجها السياسي , ويبدو أن هذا الفريق لم يستوعب بعد المتغيرات الخطيرة في السياسات الصهيونية , ويراهن على استمرار مسيرة التسوية مع الكيان الصهيوني.

هنا تقع المسؤولية على الكل الوطني أن يبذل الجهد , من أجل تصويب المرحلة ومعالجتها بتعزيز برنامج التمسك بالحقوق فلا تفريط ولا اعتراف , ولتقول الفصائل الفلسطينية كلمتها حول هذه الشروط الخارجية الأمريكية والأوربية , فلا يمكن الاستمرار بلعب دور الحيادية في المسائل الوطنية وليس من العدل مساواة الأطراف من ناحية عرقلة الوحدة الفلسطينية , وإلا على أي أساس وتحت أي ثمن مطلوبة تلك الوحدة !!.

لماذا لا تتقدم الفصائل الفلسطينية مجتمعة , باقتراح تطبيق وثيقة الأسري وهي من وقعت عليها مجتمعة , ولماذا يتم تجاهل برنامج الحكومة الوطنية التي جاء بها اتفاق مكة المكرمة ورحبت بها كل الفصائل الفلسطينية , هناك مخارج كثيرة ونقاط التقاء عديدة في مسألة البرنامج السياسي إذا استبعدت شروط الرباعية المجحفة .

قبل أسابيع وبعد انتهاء الجولة الثانية من الحوار , خرجت الجبهة الشعبية عبر القيادي فيها أبو أحمد فؤاد لتصرح بأنها ترفض احترام أو الالتزام باتفاقيات منظمة التحرير , وهي الفصيل الثاني في المنظمة , وكذلك الجهاد الإسلامي ولجان المقاومة الشعبية في تصريحات قياداتها ترفض شرط الالتزام باتفاقيات المنظمة , لما فيها من إجحاف بالقضايا الوطنية واعتراف بشرعية الاحتلال الصهيوني , إذ أن المعركة السياسية ليس بين حماس وفريق التسوية وحسب بل تشمل كل القوي الفلسطينية , وخاصة من تؤمن بالنهج المقاوم وترفض كل طرق المفاوضات والتسوية , التي أثبت الأيام عقمها وعبثيتها وان المستفيد الأوحد فيها هو العدو الصهيوني.

ونتساءل لماذا الإصرار من قبل سلطة رام الله , على الاعتراف بـ" إسرائيل " هل لأنه كأساً علقماً وتريد أن تسقي الجميع منه , حتى لا تشعر بعقدة النقص الوطني ؟ وهل يعقل أن يسحب المجموع الفلسطيني إلى ثقافة السيد أبو مازن وفريقه , على أساس الإيمان المطلق بالمفاوضات مع إسقاط كل الأدوات الثورية , حتى أصبح إلقاء حجر على المحتل من قبيل العبثية ؟! من غير المقبول المس بتاريخ ومسيرة نضال الشعب الفلسطيني , وإلا كانت انطلاقة حركة فتح نفسها من قبيل الترف واللعب بمشاعر المناضلين , وهي من أطلقت شرارة الثورة لاستعادة أراضي ال48 المحتلة , وهل يقف من يؤمن بنهج فتح الأصيل متفرجاً على هذا الطعن بعقيدة الثوار الشهداء الذين سقطوا في ميادين المعارك على سواحل يافا وحيفا والجليل وتل الربيع والقدس ؟! .

في اعتقادي أن الحوار الفلسطيني فشل فشلاً كبيراً , خلال مرحلته الحالية وأن الوفود عادت وهي تشعر بذلك الفشل , ومسألة القول بتأجيل الحوار إلى شهر مايو تدخل في باب مراعاة الجهد المصري , ولو استمر الحوار لأشهر بل لسنوات لن يكون هناك اعتراف بـ"إسرائيل" والى حين وضوح تكامل الرؤية السياسية وطنياً , تبقى القضية الفلسطينية عرضه للمخاطر وعلى فصائل المقاومة وكل الغيورين , البحث عن بدائل لقيادة نضال الشعب الفلسطيني وفقا لبرامج وطنية خالصة.

ـــــ

*كاتب وباحث فلسطيني

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ