-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الشيخ
ياسين الزعيم الروحي
للاستشهاديين وحماة الأوطان بقلم
: فارس عبد الله خمسة
أعوام على رحيل أسد من أسود الله
على الأرض المقدسة فلسطين , لقد
كان معجزة بكل المقاييس في
نشأته ومسيرة عطائه اللامحدود ,
كثيرون عرفوه من خلال الانتفاضة
الأولى كزعيمها ومرشد لأشبالها
وشبانها , وشيخ قعيد على كرسي
يقاد للمحاكمة الصهيونية بكل
شموخ , والتهمة التحريض على
إزالة الكيان الصهيوني من
الوجود أنه الشيخ الجليل
المجاهد أحمد الياسين , ذو
الخامسة والستين من العمر مزقت
جسده الطاعن في السن صواريخ
يهود . إلا أن
مسيرة الشيخ ياسين طويلة وغنية
بالتجربة , لم يقعده الشلل الذي
أصابه في صغره عن البحث عن
الحقيقة , وبعد أن تملكها بفيض
من الله عزوجل بادر بنشر نور
الهداية في ربوع فلسطين بالقرى
والمخيمات والمدن , حتى وصلت
دعوة الشيخ في فترة السبعينات
وحتى قبل اندلاع الانتفاضة
الأولى إلى داخل الأراضي
المحتلة عام 48 , يحث على الأخلاق
الحميدة وتعاليم الدين الحنيف ,
ويبشر بالجيل القادم والذي سوف
يفتح الله على يديه النصر
وتحرير المسجد الأقصى الأسير . لقد
أجري الله على لسانه الحكمة
وقوة الإقناع , فلقد روي الكثير
ممن عايشوه أو التقوا فيه في
جولاته الإيمانية , أو من خلال
دروسه في مسجد المجمع الإسلامي ,
أو حتى في زنزانته حيث كان
يتسابق الشبان الأسري لخدمته
ومرافقته , كيف كان يتمتع بقوة
المنطق وصلابة المبدأ وعزيمة
لاتلين وكبرياء على العدو ,
يضاهي عظمة الجبال وكذلك هم
المؤمنين أشد على الكفار رحماء
بينهم . مسيرة
الشيخ الشهيد أحمد الياسين
الجهادي تشكل منهجا متكاملا عين
على العدو , والعين الأخرى على
المجتمع , بقدر ما كان يشرف على
الإعداد والتجهيز لإعلان
المواجهة الطويلة مع المحتل كان
جل جهده , ينصب على المجتمع
الفلسطيني بكل تفاصيله يقوي فيه
روح المنعة عبر ربطه بدينه
وثقافته الإسلامية , وحل
المشاكل الأسرية والنزاعات بين
العائلات والذي كان له الأثر
الكبير , في تعزيز أواصر المحبة
والألفة بين فئات المجتمع والذي
مكنه من مواجهة كل المخاطر
الخارجية , وخاصة من قبل العدو
الصهيوني الذي كان يتربص
بالمجتمع الفلسطيني , ويحاول
تفتيته وتخريبه وإسقاطه في
حبائل المخابرات وإلهائه عن
فلسطين وواجب المقاومة
والتحرير . الشيخ
الشهيد أحمد الياسين شكل معجزة
في تاريخ الأمة الإسلامية , وفى
تاريخ الشعب الفلسطيني خاصة
فلقد أسقطت الشيخ الشهيد بجهاده
واستنهاضه الأمة , بكل طاقاتها
وهو القعيد لا يقوي على الحراك و
يتحرك على كرسي كل الأعذار عن
الأصحاء , الذي يتحركون ويسرحون
ويلعبون وتسرقهم ساعات العمر ,
وهم غائبون عن ساحات الفعل
المؤثر في حال أمتهم وهم جاهلون
عن تعاليم دينهم والدعوة إليه ,
الشيخ ياسين لم يركن إلى العذر
الشرعي الذي يتيح له الجلوس في
البيت , دون تكليف جهادي أو دعوي
إلا أنهم تحرك ليضع الحجة على كل
صحيح للبدن أن يستنهض همته
ووعيه من أجل أمته ودينه وشعبه . لقد
أكرم الله الشيخ الشهيد أحمد
ياسين بان يقتل على أيدي
الصهاينة وبصواريخهم الغادرة
ولقد أكرمه أن يقتل في فجر يوم
الاثنين بعد أدائه لصلاه الفجر
جماعة والتي نائم عنه الكثيرون
وصلاة الفجر مقياس لمنسوب
الإيمان واستعداد المؤمن
للتضحية في سبيل الله فلم يغفل
عنها الشيخ الشهيد وكان دائما
يعلن استعدداه للتضحية في سبيل
الله على أمل أن يرضي الله عنه
كما كانت أمنيته . لقد كان
الشيخ ياسين يعاني كثير من
الأمراض , فهو الشيخ الطاعن في
السن قد أنهك جسده , وأتعبه
الشلل الذي أصاب كل أطراف بدنه
إلا الرأس , وكان في أخر أيامه
رحمه الله عليه يعاني من مرض
أدخله المستشفي , حتى أعتقد
الجميع أن الشيخ ياسين سوف
يتوفاه الله في مرضه هذا , وما هي
إلا أيام ويسترد الشيخ عافيته
وكأن الله يهيأ ليصنع منه نموذج
لكل الأمة من مشارقها إلى
مغاربها . وبعد أن
أوجعت المقاومة الفلسطينية
العدو الصهيوني , في عملية نوعية
اشتركت فيها كتائب القسام
وكتائب شهداء الأقصى في ميناء
أسدود , في دلاله واضحة على أن
الوحدة على أساس المقاومة أعظم
وحدة تسجيها الأشلاء وتحفظها
الدماء الزكية , ثار العدو وجن
جنونه فلقد أصيب في مقتل وضرب
أهم الأهداف الاستراتيجيه في
ميناء أسدود, وكان
مكان انطلاق الاستشهاديين غزة
الياسين , فقرر العدو استهداف
الزعيم الروحي للاستشهاديين فكانت
شهادة الشيخ
الإمام أحمد ياسين فجر يوم
الاثنين 22/3/2004 لتكتب
للأمة مجدا جديدا بدماء شيخ
قعيد قاد جموع المجاهدين وحرضهم
على قتال عدو الله وتحرير
المقدسات. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |