-ـ

ـ

ـ

الأربعاء  08/04/2009

نحو صحافة إلكترونية مقاومة مسؤولة ومهنية

أ.د. محمد اسحق الريفي

ازداد عدد مواقع الصحفية الإلكترونية التابعة لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وتلك المحسوبة عليها، بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة التي أعقبت دخول الحركة في المعترك السياسي، كما ازدادت أهمية العمل الصحفي الإلكتروني في بناء رأي عام محلي مستنير ومسؤول والتأثير على الرأي العام المحلي والعربي والعالمي، ما يؤكد أهمية قيام الجهات المختصة في حركة حماس بضبط هذه المواقع وتنظيمها والتنسيق فيما بينها وتحقيق تكاملها وتنوعها.

ويتحقق ضبط تلك المواقع الصحفية الإلكترونية عبر وضع خطة إستراتيجية تتضمن ضوابط ومحددات إعلامية وسياسية منسجمة مع الخطاب الإعلامي والسياسي لحركة حماس، ولا سيما في هذه المرحلة الدقيقة والصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني ويعول فيها على نجاح الحركة في تجاوز الأخطار الكبيرة التي تمر بها القضية الفلسطينية، وهي مرحلة حافلة بالأحداث السياسية الحاسمة والمتسارعة، ويعتمد نجاح الحركة في اتخاذ مواقف صحيحة إزاء هذه الأحداث على قدرتها على التعاطي بحكمة وذكاء معها إعلامياً، وتقديم خطاب إعلامي سياسي موحد ومنظم يتسم بالجدية والشفافية والمسؤولية والمهنية عبر المواقع الصحفية الإلكترونية الفلسطينية التابعة للحركة والموالية لها والداعمة لخط المقاومة والممانعة، إضافة إلى تقديم صورة حقيقية للحركة لدى الجماهير المحلية والعربية، لتبديد الشائعات، ودحض الشبهات، وطمأنة العرب والمسلمين حول مواقف الحركة وسياساتها وأهدافها.

لذلك لا بد لحركة حماس من دعوة الإعلاميين والعاملين في الصحافة الإلكترونية والمعنيين من كوادر الحركة وأنصارها إلى ورشة عمل لدراسة عملية ضبط المواقع الصحفية الإلكترونية التابعة والمناصرة لها، وتلك المحسوبة عليها، ووضع المعايير والقوانين التي تؤدي إلى زيادة فاعلية هذه المواقع وتحقيق الأمثلية من عملها ووجودها، وذلك من خلال تحقيق التنسيق والتكامل والتنوع بينها، ووضع خطط لتطويرها وتحسين أدائها، وتحديد الضوابط التي تضمن انسجام هذه المواقع مع سياسات الحركة وخطابها الإعلامي ومساهمتها في تحقيق أهدافها الإعلامية الداعمة للقضية الفلسطينية، والخادمة للمجتمع الفلسطيني، والمحافظة على حالة السلم الاجتماعي فيه.

ومن أهم القضايا التي يمكن أن تتناولها الورشة الإعلامية، تحديد المواقع الصحفية الإلكترونية التابعة لحركة حماس والناطقة باسمها، التي تمثل واجهة إعلامية مسؤولة لها، وتمييزها بوضوح عن تلك المواقع الموالية للحركة والمحسوبة عليها، إضافة إلى وضع خطة للتواصل بين الجهات الإعلامية المسؤولة في الحركة وبين القائمين على المواقع الصحفية الإلكترونية من الصنفين المذكورين.

كما لا بد من تشكيل هيئة إعلامية مختصة تتولى مهمة متابعة المواقع الصحفية الإلكترونية الداعمة للحركة والتواصل مع القائمين عليها، لتزويدهم بالضوابط والمحددات والسياسيات والمعايير الإعلامية والسياسية التي تقرها الحركة والمنسجمة مع خطها الإعلامي والسياسي، ولا بد من وضع آلية يتم بموجبها ضبط المنتديات الحوارية التي تمثل واجهة إعلامية للحركة والتحكم في إدارتها، لضمان مساهمة هذه المنتديات الحوارية في تحقيق أهداف الحركة بأمانة ومسؤولية وجدية ومهنية وإيجابية، فقد آن الأوان لوضع حد للتخلي عن مسؤولية ما ينشره مجهولون عبر تلك المنتديات الحوارية ويمس سياسات الحركة وسمعتها، ويعرض مصداقيتها للشك، ويسيء إلى قادتها وكوادرها، ويتناقض مع نهجها الإسلامي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

وعلاوة على ما سبق، لا بد من توفير ورش ودورات تدريبية لإعلاميي حركة حماس للارتقاء بمستوى أدائهم الإعلامي ضمن خطة بعيدة الأمد لتطوير إعلام الحركة الإلكتروني، ويترتب على ذلك حاجة الحركة لاستقطاب صحفيين وإعلاميين جدد وتوفير مساحات صحفية ومنابر إعلامية لهم وللكتَّاب المؤيدين لنهج الحركة والمرابطين على الثغور الإعلامية.  ولا شك أن عقد لقاءات دورية مع هؤلاء الكتَّاب والتواصل معهم وإطلاعهم على مواقف الحركة وبؤر اهتمامها الناتجة عن مواكبتها لتطورات الأحداث المحلية والإقليمية، من شأنه أن يعزز من فاعلية دور الإعلام المقاوم في توعية المواطن الفلسطيني والتأثير الإيجابي على الرأي العام العربي.

المسؤولية والمهنية والشفافية شروط أساس لمصداقية الصحافة الإلكترونية وفاعليتها، فهي ليست غرافيتي رقمي يضاهي في دوره العفوي والعبثي الغرافيتي التقليدي أو ما يعرف بالكتابة على الجدران!!

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ