-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
هؤلاء
يخدمون الصهاينة مقابل المناصب
الرفيعة احمد
الفلو* هناك
شغف ملحوظ لدى النخبة السياسية
المصرية بتبوُّء المناصب
الإدارية الرفيعة في الهيئات
الدولية, وطالما يتبدّى ذلك
النزوع نحو العَظَمة في أسلوب
التحدُّث أو في المواقف
السياسية المتعجرفة التي تنُمّ
عن اغترار هائل بالذات أمام
الآخرين . إن ما دفعنا لهذا
التقديم هو وجود العديد من
النماذج النمطية في الطبقة
السياسية المصرية التي دفعها
ذلك الشغف بالمنصب إلى التضحية
بمصالح مصر و التفريط بالحقوق
العربية بل و المشاركة في
التآمر على القضايا المصيرية
ومحو مقومات الثقافة والتاريخ و
كينونة الأمة العربية , وربما
كان السعي المتواصل للزعامة
المصرية من أجل ترسيخ نفسها في
مختلف المحافل العربية
والدولية كان من الأسباب
الرئيسة لحالة التخاذل و
الانحطاط الذي تعيشه مصر و
الأمة العربية على مختلف
الأصعدة . ─ إن
شخصاً مثل محمد البرادعي عينه
الرئيس الراحل أنور السادات عام
1974مساعداً لوزير الخارجية
آنذاك اسماعيل فهمي بناءً على
تزكية من وزارة الخارجية
الأمريكية وبعد نيله إعجاب
الخارجية الأمريكية التي كان
يشرف عليها الصهيوني هنري
كيسنجر قام الأخير بترشيحه في
منصب المهمات الدائمة لمصر إلى
الأمم المتحدة في نيويورك وجنيف
كما تم تأهيله من خلال تعيينه
لعدة سنوات كأستاذ للقانون
بكلية الحقوق جامعة نيويورك
وذلك توطئة لتعيينه عام 1980م
بوظيفة مسؤول عن برنامج القانون
الدولي في منظمة الأمم المتحدة
وفي عام 1984م تم إلحاقه بالوكالة
الذرية , وفي عام 1993م صار مديرا
عاما مساعدا للعلاقات الخارجية
تم مديرا عاما للوكالة الدولية
للطاقة الذرية عام 1997م ليبدأ
مرحلة العمل لصالح من أوصلوه
فكانت باكورة أعماله المخزية
تلفيق الروايات و القصص عبر
تقاريره الشهيرة لاستكمال
أكاذيب الرئيس الأمريكي بوش عن
وجود أسلحة الدمار الشامل في
العراق , وقد كانت تصريحاته
المتكررة عن عدم تعاون العراق
مع المفتشين الدوليين تنطلق
بغزارة لتحقيق هدف واحد هو
التمهيد الإعلامي والنفسي
وتهيئة الأجواء لإتمام الحملة
العسكرية الأمريكية وبقي على
ذلك النهج حتى يوم 22/2/ 2003 أي قبل
الغزو الأمريكي للعراق بأيام
حيث صرح من طهران "لم ننجز
عملنا بعد والعراق لا يتعاون
معنا بشكل تام", وتابع
البرادعي"لا يمكننا بصورة
خاصة الوصول تماما الى العلماء
العراقيين ونأمل في ان يتعاون
العراق خلال الأسابيع المقبلة",
مع يقين البرادعي التام بأن
العراق فعلاً لا يملك هذه
الأسلحة وهذا ما ثبت فعلاً فيما
بعد ─
لعل ترشيح الزعامة المصرية
لوزير الثقافة المصري فاروق
حسني لمنصب مدير عام اليونسكو
نموذج آخر , فهو يطل على الثقافة
من بين أرداف الراقصة شاكيرا
التي دعاها فاروق حسني لإحياء
الألفية وبإشارة من عصا
المايسترو دانيال بارنبويم
الإسرائيلي الذي سيقوم
بقيادة فرقة أوركسترا القاهرة
في 16 نيسان 2009 و الذي منحه محمود
عباس الجنسية الفلسطينية, إنه
يتعرف على الحضارة من خلف أقفية
الشاذين جنسيا ًالذين شاركهم
فاروق حسني مظاهراتهم في روما
وهو يرتدي الشورت خلال عمله
ملحقا ً ثقافيا ً لمصر في روما
مما دعا المحامي نبيل الوحش
لتقديم مذكرة للنائب العام في
مصر إلى إجراء الفحص الطبي على
فاروق حسني للتحقق من كونه شاذا
ً, وتاريخ فاروق حسني يؤكد أنه
يخدم الصهيونية العالمية ,
وفيما يعاني الشعب المصري من
آفات الفقر والمرض فإن فاروق
هذا ينفق على المهرجانات
السينمائية والرقص ملايين
الدولارات فمثلا نجده يرتبط
بصداقاتٍ أهمها علاقته
بالموسيقار الفرنسي اليهودي
"جان ميشيل جار" المتهم
بالشذوذ الجنسي والذي حصل على 5.9
مليون دولار في أقل من ساعة،
وإصراره الغريب على تمرير حفل
الألفية بالشكل الغريب الذي خطط
له الموسيقار من وضع المثلث
الذهبي على رأس الهرم لحظة
بداية الألفية الثالثة، والذي
تأكد للجميع أنها طقوس ماسونية
غامضة. كما
يرتبط الفنان فاروق حسني بعلاقة
خاصة مع اليهودية "كارمن
أونشتاين" رئيس ما يُسمَّى
بالطائفة اليهودية بالقاهرة
والتي ظلت لفترةٍ طويلةٍ تسعى
لفرض سيطرتها على الآثار
اليهودية في مصر وجاءت استجابة
الزعامة المصرية لإحياء التراث
اليهودي في مصر بعد رفض مسبق
بناء على اتفاق جرى منذ عدة أشهر
بين وزارة الثقافة ومسئولين
إسرائيليين في هذا الإطار،
مقابل عدم اعتراض إسرائيل على
ترشيح فاروق حسني وزير الثقافة
لمنصب مدير عام "اليونسكو"
بعد انتقاد إسرائيل له، وقول
السفير الإسرائيلي بالقاهرة
شالوم كوهين "إنه لا يمكن أن
يحقق فاروق حسني الفوز دون
موافقة إسرائيل , , بينما يمارس
النظام في مصر عمليات التجويع و
الابادة الجماعية ضد
الفلسطينيين في قطاع غزة , ولا
ندري أي ثقافة تلك التي تكافئ
الراقصات و الممثلات و في ذات
الوقت تسجن مجدي حسين فقط لأنه
زار أخوته الفلسطينيين في قطاع
غزة. ─
أما عمرو موسى أمين عام جامعة
الدول العربية فإنه يبذل جهودا
ًمضنية للحفاظ على توازنه نتيجة
امتطاءه الحصانين العربي و
الإسرائيلي في آن ٍمعا ًبحيث
يضمن رضا دول الممانعة و في
الوقت ذاته الانسجام مع سياسات
النظام المصري المتحالف مع
إسرائيل , وربما كان تصفيق عمرو
موسى وتزكيته بل و جلوسه بجانب
مجرم الحرب الصهيوني شمعون
بيريز في مؤتمر دافوس الأخير قد
كشف جزءً من حقيقة كونه خادما
ًمطيعا ً لإسرائيل, ومما يعزز
وجهة نظرنا هذه تبنيه لموقف
النظام المصري في تأييده لحصار
قطاع غزة و إغلاق حكومة بلده
لمعبر رفح بالتواطؤ المكشوف مع
محمود عباس, وإلى الحد الذي
يجعلنا نقول صراحة بأنه يتصرف
وكأن تجويع مصر لأطفال غزة أمر
لا يعني عمرو لا من قريب ولا من
بعيد بينما يقرر صرف خمسين
مليون دولار لحماية الأسماك
النادرة على الشواطئ المصرية
لأنها أهم من الفلسطينيين
المحاصَرين , و هذا هو عمرو موسى
الذي لم يأبه يوماً لصرخات
أطفال العراق , الآن يزور العراق
بعد أن قررت القيادة المصرية
الانفتاح على صنائع الاحتلال
الأمريكي, وهكذا فإن سياسات
الجامعة العربية يتم إعدادها في
مطبخ الخارجية المصرية . ولا
يفوتنا أن نذكر أولئك الطامحين
للحصول على الجوائز الدولية
والذين حصلوا عليها فعلا ًأمثال
نجيب محفوظ الأديب الفرعوني
الأول و شيخ الملاحدة أو احمد
زويل الذي تم اختياره لنيل
جائزة نوبل مقابل اشتراكه في
البرنامج الإسرائيلي للدرع
الصاروخي المضاد لصواريخ حزب
الله وحماس إضافة إلى أن
الكنيست الإسرائيلي قد منحه
الجنسية الإسرائيلية و إلقاءه
كلمة تحية وتقدير لإسرائيل من
على منصة الكنيست. لعل ما
ذكرناه هو غيض من فيض هؤلاء
الذين يبيعون مصر والأمة
العربية و تاريخها للصهاينة
ويتآمرون على فلسطين وشعبها
مقابل الحصول على وظيفة دولية
أو دبلوماسية رفيعة أو جائزة ,
هذه المناصب المعمَّدة بدماء
أطفال فلسطين والعراق ليست سوى
عار جديد يضاف إلى مخازيهم ,
إنها نماذج وضيعة في زمن التردي
العربي
ــــــ *كاتب
فلسطيني ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |