-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
حوارات
على الهواء بين المثقفين د.
محمد صالح المسفر سبق
انعقاد القمة العربية في الدوحة
الكثير من الجدل، تنعقد باكتمال
النصاب أو لا تنعقد، يحضر زعماء
نادي الاعتدال العربي أو لا
يحضرون، يحضر الرئيس الإيراني
القمة أو لا يحضر، يحضر الأخ
معمر القذافي أو لن يحضر،
والرئيس حسني مبارك لن يحضر
لأنه زعلان على محطة الجزيرة
التلفزيونية !! . المهم
انعقدت القمة العربية في الدوحة
في موعدها وحضر أغلبية القادة
العرب ولم يتأخر عنها بدون عذر
شرعي سوى الرئيس حسني مبارك ولا
شك انه كان من الخاسرين سياسيا
داخليا وخارجيا، وانتهت القمة
بقمة عربية لاتينية وغابت عنها
مصر فكانت الخاسرة مرة أخرى . في
حوارات جرت على عدد من المحطات
الإعلامية العربية والدولية
بين كاتب هذه الزاوية وبعض
المثقفين المصريين حول غياب مصر
عن القمة العربية على مستوى
القيادة العليا، راح البعض منهم
يقول ان قطر تتدخل في الشؤون
الداخلية لمصر، وأنها تحرض
الشارع العربي إعلاميا على
النظام السياسي في القاهرة، ثم
يعرجون على رفضهم التغطية
الإعلامية لقناة الجزيرة
القطرية للحرب الإسرائيلية على
غزة، وان قطر تتدخل في الشؤون
السودانية، والفلسطينية. هذه
حجج بعض مثقفي مصر الذين اشتركت
معهم في حوارات على الهواء في
تبرير عدم حضور حسني مبارك . والحق
أنني أصبت بالدهشة عندما سمعت
تلك الحجج من مثقفين في مصر اعتز
بعلمهم وثقافتهم وبحواراتي
معهم . الإعلام
المصري يا سادة كان له باع في
الساحة العربية والدولية، ساهم
في حقبة الخمسينيات من القرن
الماضي والستينيات منه في تحرير
العالم العربي من الاحتلال
الأجنبي، في جنوب الجزيرة
العربية، والجزائر والمغرب
وتونس وليبيا، وساهم في انسحاب
الانكليز من الخليج العربي،
فكيف تردى مستواه واداؤه إلى
الحد الذي تأخذ محله محطة
الجزيرة وتؤدي نفس الدور الذي
كان يقوم به الإعلام المصري في
ذلك الزمان؟! والحق أنني لم أقرأ
في وسائل الإعلام القطرية ما
يمس سيادة مصر أو أمنها أو الحط
من مكانة قادتها، وأقرأ في ذات
الوقت وأشاهد ما ينشر في
الإعلام المصري عن قطر
وقياداتها السياسية ما يستدعي
الاحتجاج والمعاملة بالمثل . استطيع
القول ان النظام المصري في حقبة
الجمهورية الثانية كانت له
رسالة وطنية عربية شاملة وضعت
مصر على خارطة العالم بكل
المقاييس، أما الجمهورية
المصرية الرابعة فليس لديها
مشروع قومي عربي ولا إسلامي
وتخلت عن دورها ضمن الدوائر
الثلاث التي كانت دوائر
الجمهورية الثانية ومجال
حركتها السياسية والاستراتيجية
. لست
ادري لماذا تغضب الإدارة
السياسية وزمرتها في القاهرة من
تغطية 'الجزيرة' للعدوان
الإسرائيلي على قطاع غزة، وبث
الجرائم العسكرية التي ترتكب ضد
الفلسطينيين المدنيين، وفي شأن
إغلاق المعابر المؤدية إلى غزة
بما في ذلك معبر رفح، فان إغلاق
الحدود ومنع وصول الإغاثة
الإنسانية إلى المدنيين في
حالات الحرب يعتبر في القانون
الدولي جريمة من جرائم الحرب
يعاقب عليها القانون الدولي،
الم تمنع السلطات الرسمية
المصرية دخول مواد الإغاثة
الإنسانية التي وصلت إلى
الموانئ المصرية من دول مختلفة
بما في ذلك المعونات القطرية،
وعرقلت وصول النائب البريطاني
(غالاوي) وحملته الاغاثية لأهل
غزة ونقلت وسائل الإعلام
العالمية بما في ذلك الجزيرة
هذه الأحداث؟ هنا يجوز لأي مثقف
أن يتهم إدارة الجمهورية
الرابعة المصرية بتأييد
إسرائيل في عدوانها على غزة
ومنع وسائل الإعلام من تغطية
جرائم تلك الحرب . وسؤالي
ما الذي يغضب مصر إذا قامت دولة
قطر أو أي دولة أخرى بإجراء
مصالحة بين أطراف عربية سواء
مصالحة داخلية كما كان الحال في
صلح الدوحة بين اللبنانيين، أو
جهود المصالحة التي تبذلها قطر
مع أطراف متعددة لإصلاح أحوال
أخواننا في السودان (دارفور) وهل
حاولت مصر أن تقوم بذلك الدور
ووقفت قطر في وجهها كما تفعل مصر
الآن بتشكيل لجان مصالحة في
دارفور مناكفة لدور قطر
الإنساني، وإذا كانت هناك وطنية
عند قيادة الجمهورية الرابعة
فلماذا لا تتكامل الجهود مع قطر
وغيرها في إصلاح حال السودان
بدلا من تشكيل محور آخر ؟ قيل ان
قطر تتدخل في الشؤون الداخلية
لمصر، في الوقت نفسه الذي
يقولون: ان قطر غير مؤهلة أن
تقوم بأي دور عربي لصغر حجمها
وقلة عدد سكانها وقلة خبرتها
السياسية وان بها قواعد
أمريكية، أليس ذلك تناقضا ؟ كلمة
أخيرة : لقد حزنت على تراجع دور
مصر وحزنت على مستوى النقاش
الذي يتداوله رهط الجمهورية
الرابعة في مصر. وازداد فرحي أن
قطر تقوم بدور الكبار الذين
تخلوا عنه، حفظ الله قطر
وقيادتها السياسية لخدمة امتنا
العربية . ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |