-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
هل
أحرق إخوان سورية سفنهم ، وباتوا
في العراء ، عرضة للابتزاز..
والإشفاق !؟ راجي
مندو •
ليس في السطور التالية ،
تجنّ على أحد، ممّن يمثّلون
الحكومة ، أو الدولة ، أو الشعب
، أو المعارضة ، أو أنفسهم ..
سواء أكان هذا ( الأحد!) عماد
فوزي الشعيبي ، أم غيره ! •
السيد عماد فوزي الشعيبي ،
في مقابلته مع قناة الجزيرة
القطرية ، التي أجريت معه ، يوم :
( 5 /4/2009) تحدّث حديث الواثق ممّا
يقول .. وهذا من حقّه ! ولو أنه
وقف عند حدود الثقة بالنفس ، أو
بالأفكار التي يطرحها .. لما كان
في حديثه عجب ! إلا أنه وظّف نفسه
متحدّثا نيابة عن الدولة ، لاعن
الحكومة ؛ إذ نفى أن يكون
متحدّثاً نيابة عن الحكومة ..
لكنه أعطى نفسه الحقّ ، في
النيابة عن الدولة ، دون أن
يصرّح بأن أحداً فوّضه بذلك ؛
ممّا يستدعي ، بالضرورة ،
الإحساس لدى أبناء الدولة
الآخرين ، من مؤيّديه وخصومه ..
بأنّ من حقّهم الحديث باسم
دولتهم ، بصفتهم مواطنين فيها ،
مثل السيّد الشعيبي ! وهذا يعني
، بالضرورة ، كذلك ، أن الحديث ،
هو حديث ثقافي ، لاسياسي ! أو ،
بمعنى أدقّ : ربّما كان حديثاً
في الفكر السياسي ، أو الفقه
السياسي ، الذي لايحتاج إلى
تفويض من أحد ، سواء أكان
المتحدّث موالياً للحكومة ، أم
موالياً للمعارضة .. أم هو مجرّد
مواطن عادي بسيط ! •
السيّد الشعيبي تحدّث نيابة
عن الدولة ، وذكر أموراً هامّة ،
لايعارضه فيها أحد ، لو كان يقصد
الدولة ، حقاً ، لا الحكومة ؛ إذ
أشار ، بقوّة ، إلى أن سورية
دولة ، وأن المعادلة السياسية ،
بينها وبين الآخرين ، من
المعارضين .. غير متكافئة ، بل هي
راجحة لمصلحة الدولة.. وأن الذي
يأتي إليها ، يأتي بشروطها ،
لابشروطه ! وهو يقصد ، هنا،
الإخوان السوريين ؛ لأن
المقابلة ، كلها ، تدور حول
إمكانية الصلح ، بين النظام
الحاكم والإخوان السوريين !
وكان واضحاً اعتداده بإمكانية
الدولة ، التي عبّر بها عن
الحكومة، عن قصد لايغيب عن
متابع لطروحات الرجل ، وأفكاره
وتصوراته ، وطريقته في فهم
الأمور ، وفي التعبير عنها ! •
تحدّث السيّد الشعيبي ، عن
السيّد خدام ، حديثاً لم يكن
يستطيع قوله ، حين كان خدام
نائباً لرئيس الجمهورية ! ولقد
كان في حديثه نوع من الاستعلاء
غير العادي .. وهو ذلك الاستعلاء
، الذي تعوّد الناس رؤيته منه !
فهو يتحدث بجوار الحكومة ،
مسنداً ظهره ، إلى جدارها ! ومن
أبرز مظاهر استعلائه : أن السيّد
خدام ، لايردّ على كلامه..! بل
لايتورّع السيّد الشعيبي ، عن
منحه جائزة في الغباء ..! وذلك
حين سألته المذيعة ، عن رأيه في
كلام خدام ، الذي ذكر فيه أن
إخوان سورية ، يتفاوضون مع نظام
الحكم ! •
لم يسمّ السيد الشعيبي ،
الإخوان ، بالاسم .. بل تعمّد عدم
ذكر اسمهم ، مع أن المقابلة ،
كلها ، أجريت معه ، لمعرفة رأيه
، في خطوات الإخوان ، سواء ما
تعلق منها ، بتعليق أنشطتهم ضدّ
النظام ، أم ما تعلّق بانسحابهم
من جبهة الخلاص الوطني ، التي
أسّسوها بداية ، مع السيّد خدام
! •
مايهمّنا ، في كلام الشعيبي
، هو إحساسه الشخصي ، المتحدّي ،
البارز في كلامه ، حول قوّة
الدولة ، التي باتت قبلة أنظار
العالم ، دولاً وأفراداً .. وحول
ضعف الآخرين ، المعارضين لها ،
من إخوان وغيرهم ! ولمّا كان
يتحدّث عن قوّة الدولة في
مواجهة خصومها ، باسم نفسه ، لا
باسم الحكومة .. أيْ : من منطلق
ثقافي ، يتعلّق بالفكر السياسي
، لا بالسياسة .. لما كان ذلك
كذلك ، رأينا أن من حقّنا أن
نتحدّث عن المعارضة ، حديثاً
ثقافياً ، متعلّقا بالفكر
السياسي ، لا بالسياسة نفسها ..
فنقول : ـ
الدولة ، نحن شركاء فيها ،
جميعاً : حكومة
، ومعارضة ، وشعباً ! لايحقّ
لأحد ، أن يحتكر الحديث باسمها ..
أو أن يباهي ، وحده ، بقوّتها ،
إذا كانت قوية .. أو أن يأسى ،
وحده ، لضعفها ، إذا كانت ضعيفة ! ـ حديثه
عن الإخوان ، الذين تعمّد عدم
ذكر اسمهم .. فيه الكثير من
التبجّح الظاهر، والإحساس
بالاستهانة .. كما لو أنه تصوّر ،
أن الإخوان فقدوا كل مالديهم من
قوى ، ومن قيَم .. وطرقوا أبواب
بيته ، طائعين مستغفرين ،
تائبين نادمين ، مطأطئي روؤسهم
، واضعين أنفسهم في خدمته .. بعد
أن خطوا بعض الخطوات ، التي ظنّ
أنهم أحرقوا ، فيها ، سفنهم ،
ولم يبق وراءهم ، إلاّ البحر ..
كما لم يبق أمامهم ، إلاّ قوّة
الدولة ، التي لايملكون القدرة
على مقاومتها ..! ـ لو
كان الشعيبي ناطقاً باسم
الحكومة ، لكان من حقّ الناطق
باسم المعارضة الإخوانية ، وحده
، أن يناظره .. وأن يقول له ، ما
ينبغي أن تقوله المعارضة
الإخوانية ! أما وأنه يتحدّث
بالنيابة عن الدولة ، وهي نيابة
في الإطار الفكري الثقافي ، دون
تخويل سياسي من أحد .. فإننا ، من
المنطلق ذاته ، نودّ أن نعرّفه
بالإخوان المسلمين ، في سورية ..
فما نحسبه عرفهم ، برغم كل
ماعرفه عنهم ، عبر سنوات عمره !
فنقول له ، ببساطة ووضوح: -
الإخوان المسلمون ، في سورية ،
عاصروا الدولة السورية الحديثة
، منذ ساعة ولادتها ، يوم تحرّرت
من الاستعمار الفرنسي ! وقد
تعاقبت على حكم سورية ، حكومات
كثيرة .. ذهبت ، كلها .. وبقيت
دولة سورية ، وبقي الإخوان ،
جزءاً أصيلاً من شعبها ،
متغلغلاً في كل مدينة وقرية ،
فيها .. من شرقها إلى غربها ، ومن
شمالها إلى جنوبها ! -
الإخوان المسلمون ، في سورية ،
لا ينطبق عليهم ، قول فرعون ، عن
بني إسرائيل : (إنّ هؤلاء
لشرذِمةٌ قليلون * وإنّهم لنا
لغائظون ) أيْ : أنّ سحقَهم سهل ،
بسبب قلّتهم .. وهو واجب علينا ،
لأنهم مصدر غيظ ، لنا ! -
الإخوان المسلمون السوريون ،
حين بطالبون حكّام بلادهم ،
بحقوقهم الوطنية والإنسانية..
فهذا يعني ، بكل بساطة ، أنهم
يرون هؤلاء الحكّام ، هم حكّام
للبلاد ، كلها .. لا لحزب ، وحدَه
، ولا لطائفة ، وحدَها! ولو
اعتقدوا أن الحكّام ، هم حكّام
لحزب ،أو لطائفة ، فحسب ، دون
سائر الشعب .. لما كان هذا موقفهم
، ولكانوا فاوضوا الحزب ، أو
الطائفة ، على حقوقهم المسلوبة
.. إذا كانوا سيدخلون في مفاوضات
من هذا النوع ! -
الإخوان المسلمون ، حين علّقوا
أنشطتهم ، المعارضة لنظام الحكم
في بلادهم ، وانسحبوا من جبهة
الخلاص الوطني ، التي أسهموا في
تأسيسها .. لم يحرقوا سفنهم ،
ويقفوا على الأعتاب ، يستجدون
حقوقهم استجداء .. لكي يتوهّم
الشعيبي ، أو غيره ـ ممن يشفقون
على جماعة الإخوان ، ويرونها
باتت في العراء ـ أن الفرصة قد
حانت له ، ليعلن شماتة ، من نوع
ما ، أو يتحدّث بتبجّح ، من نوع
ما ..! كلاّ ، لم يحرق الإخوان
السوريون سفنهم ، وما يجوز لهم
هذا ، ولا ينبغي ، ولا يستطيع
أحد ، كائناً من كان ، شخصاً أو
مؤسسة ، داخل جماعة الإخوان ، أو
خارجها..أن يحرق سفن الإخوان ،
ويفرض عليهم الخضوع المذلّ ، أو
الغرق في بحار التيه والضياع !
ونحسب هذا ممّا يغيب عن الشعيبي
، وعن كثيرين غيره ، ممّن
لايعرفون تاريخ الإخوان
المسلمين ، ولا أنظمتهم ، ولا
المناهج والقيم ، والمبادئ
والأخلاق.. التي تربّت عليها
أجيالهم ، عبر السنين ! فمَن عرف
جماعة الإخوان المسلمين ، عبر
تاريخها ، منذ تأسيسها ، حتّى
اليوم .. عرف أنها لم تكن ، يوماً
ما ، مزرعة لأحد : فرداً كان ، أم
أسرة ، أم جناحاً ، أم فئة ، أم
مدينة ، أم منطقة ..! وأن النظم
الشورية ، التي تحكمها ، وتضبط
العلاقات بين أفرادها ، يندر أن
يوجد مثلها ، في أيّ حزب ، أو
تنظيم ، في العالم كله ! وهذه
النظم ، محصّنة ، فوق ذلك ،
بإطار خلقي متين ، مَن حاول
تجاوزه ، أو القفز فوقه.. سقط
بعيداً عنه ! وإذا رغب الشعيبي ،
أو غيره ، بمعرفة القواعد
والأنظمة ، التي تحكم أنشطة
الإخوان المسلمين ، في العالم
كله .. زوّدناه بنسخة من النظام
الأساسي ، لجماعة الإخوان
السوريين .. وبنسخ عن اللوائح ،
التي تحكم أعمال القيادة ،
ومجلس الشورى ، والمكاتب
التنفييذية ، وإدارات المراكز..
ليريح نفسه من التوهّم ؛ بأن
الإخوان المسلمين ، يمكن أن
يقادوا إليه ، كقطيع من الأغنام
.. ليتعامل معهم تعامل السيّد مع
عبيده الآبقين ! كلاّ إن للسياسة
مواضعاتها ، وإن للطباع
مواضعاتها ؛ سواء أكانت طباع
الأحرارالكرماء ، أم طباع
العبيد الأذلاء ! -
الإخوان المسلمون ، يلتفّون
حول مبادئ ، وأفكار سياسية ،
محكومة بأطر إسلامية ، وأخلاق
أسلامية .. ولا يلتفّون حول
أشخاص ، أياً كانوا ! والشخص
الوحيد الذي يلتفون حوله ، بحبّ
وخشوع ، هو محمد بن عبدالله ،
النبيّ المرسل رحمة وهداية
للعالمين ! ولذا ؛ لايستطيعون أن
يكونوا عمّالاً في مزرعة أحد ،
حاكماً كان أم محكوماً ، برغم
حرصهم الشديد ، على الالتزام
بمقتضيات العمل الوطني الجادّ ،
ضمن أيّ إطار ، يرونه محقّقاً
لمصلحة وطنهم و شعبهم ، على ضوء
المعايير الخلقية ، التي
التزموا بها ، منذ نشأة جماعتهم
، على يد مؤسّسها الأول ! - قادت
مسيرة الإخوان المسلمين
الطويلة ، منذ نشأتها ، عناصر
كثيرة .. اجتهد بعضها فأصاب
وأخطأ ، واجتهد بعضها فأخطأ
وأصاب .. ثم رحل كلّ بخطئه وصوابه
، وظلّت جماعة الإخوان ، تسير،
واثقة ، لتحقيق أهدافها ، على
ضوء الغابات التي وضعتها
لنفسها.. وظلّت تتعاقب على
قيادتها ، عناصر تخطئ وتصيب ،
بحكم طبيعتها البشرية !
والجماعة تثري تجاربها ، وتقوّم
خطّ سيرها ، عبر الإفادة من خطأ
المخطئ ، ومن صواب المصيب ! وظلّ
رجالها ، الذين قادوا مسيرتها ،
أو أثروا خبراتها .. نجوماً في
سمائها ، لم تنطبق عليهم
القاعدة ، التي تنطبق على غيرهم
: ( كلّما دخلتْ أمّة لَعنتْ
أختَها ..) بل ينطبق عليها قول
الشاعر : إذا غاب
منّا سيّد ، قام سيّد
قَؤولٌ بما قال الرجال ،
فَعولُ ! - إذا
كان الشعيبي ، قد رفض أن يذكر
اسم الإخوان ، مجرّد ذكر ، في
كلامه ، في الحلقة المخصّصة
للحديث عن الإخوان ، لأسباب
خاصّة به ، يكتمها في نفسه .. فإن
هذه السطور، إنّما تكثِر من ذكر
اسمه ، لتتّخذ منه تُكأة ، تَبثّ
من فوقها رسائل ، ليست مجّانية ،
ولا اعتباطية .. إلى كل من كان له
قلب ، أو ألقى السمع وهو شهيد !
-
أخيراً ، نذكّر ، ونؤكّد ، بأن
هذه السطور ، هي نبذة من حوار
ثقافي عامّ ، له طابع سياسي
اجتماعي تاريخي خلقي ..!
وهو حوار يتحمّل المسؤولية
عنه ، صاحبه ، المواطن في الدولة
السورية ، المعارض لما يراه خطأ
في نظام حكمها ، دون ما يراه
صواباً ! كما يتحمّل الشعيبي ،
وحده ، المسؤولية عن حديثه ،
بصفته مواطناً في الدولة
السورية ، موالياً لنظام حكمها
، حاطباً في حبله ! وسبحان
القائل : ولكلّ وِجهةٌ هو
مولّيها .. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |