-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
تهتك
ثنائيات ثنائية القومية د.
إبراهيم علوش الأخوة
الأعزاء مشروع
الدولة الواحدة هو مشروع لإقناع
الشعب العربي الفلسطيني
بالتعايش والتطبيع، وإعادة
طرحه الآن تهدف فقط لإنقاذ تيار
التسوية والتفريط من مأزقه
المتفاقم بعد تصاعد شعبية
المقاومة ووصول أوسلو واخواتها
إلى الطريق المسدود.
لكنه مشروع موجه لاختراق
الدفاعات النفسية والسياسية
للثقافة المقاومة أساساً.
دعونا لا ننسى أن القضية
الأساسية في فلسطين هي التحرير،
وليس محاولة إيجاد صيغة
تعايش مع اليهود.
ثم أن الأساس في مشروع
التحرير هو استرجاع عروبة
الأرض، وليس الخوض في جدال عديم
الفائدة حول شكل الدولة بعد
التحرير. في
الواقع، ليس من الضروري أن تكون
هناك دولة بعد التحرير أصلاً.
المهم أن نتخلص من الغزاة
وأن نستعيد عروبة الأرض.
وأخيراً أستغرب ممن لا يزال
يراهن على ما يسمى "الشرعية
الدولية" التي قدمت فلسطين
لليهود في قرار التقسيم.
وفي النهاية، تجدون أدناه
تقييماً على شكل نقاط لأطروحة
الدولة ثنائية القومية، التي
يمكن أن تسموها واحدة إن شئتم،
أو "ديموقراطية علمانية"
لأن كل هذه التسميات التضليلية
هدفها شيء واحد هو شطب عروبة
فلسطين وتسويق التعايش مع
الغزاة اليهود. أخوكم
إبراهيم علوش تهتك
ثنائيات ثنائية القومية: د.
إبراهيم علوش ما يلي
الهيكل الأساسي للمحاضرة
الملقاة في نادي خريجي الجامعات
والمعاهد العراقية في عمان يوم
26/1/2004 حول الدولة ثنائية
القومية. ويأتي
نشر هذه المادة لتشجيع القراء
على استخدامها على أوسع نطاق
ممكن في تفكيك مقولات الدولة
ثنائية القومية.
ولذلك تجدون المادة على شكل
نقاط، يمكن استخدامها منفردة أو
مجتمعة عند الضرورة.
·
يدّعي أنصار الدولة ثنائية
القومية أنها خطة استراتيجية
لتقويض الكيان الصهيوني من
الداخل، حيث أنها لو تحققت
فإنها سوف تلغي الطابع اليهودي
الصرف لدولة "إسرائيل"،
وبالتالي المشروع الصهيوني.
فهل هذا صحيح؟ ·
لنصل إلى إجابة موضوعية على
هذا السؤال لا بد أن نعرف ماهية
الدولة ثنائية القومية، وأن
نقيم تلك الماهية على الصعيدين
السياسي والإيديولوجي. أولاً:
هل ثنائية القومية فكرة سياسية
فعالة؟ ·
مقولات الدولة ثنائية
القومية تقوم دوماً على مجموعة
من الثنائيات المترابطة مثل: -
نقبل بوجود الغزاة على
أرضنا، ويقبلون هم بوجودنا -
نرضى التساوي مع الغزاة
كمواطنين في دولة ديموقراطية،
ويرضون هم بنا -
نعترف بحق "إسرائيل"
بالوجود، وتعترف هي بحق العودة،
الخ... ·
مشكلة هذه الثنائيات أننا
لا نملك منها إلا جزءها الأول،
ويملك الغزاة جزءها الثاني.
فنحن نملك أن نقبل ونرضى
ونعترف بما فرضوه علينا، ولا
نملك أن نجعلهم يفعلون الشيء
عينه بما يتعلق بهم.
·
النتيجة الموضوعية لذلك، من
الناحية السياسية، هي تخفيض سقف
مطالبنا نحن.
ومشكلة هذا أننا نقدم
مسبقاً أقوى الأوراق لدينا فلا
يعود لدينا شيئاً نفاوض عليه
أصلاً، لو افترضنا أن المفاوضات
مقبولة من حيث المبدأ. ·
نسبة المؤيدين للدولة
ثنائية القومية في الرأي العام
"الإسرائيلي" هامشية
تماماً. فهذه
المقولات الثنائية موجهة، في
الواقع، للشارع العربي عامة،
والفلسطيني خاصةً، أي أننا
نحاور أنفسنا هنا، وهم يعلنون
بأغلبيتهم رفض الجزء الثاني من
الثنائيات.
فهذه الثنائيات تخلق الشقاق
والضعف في صفوفنا نحن، وهذه
يخدم أطراف محددة كما سيلي. ·
الإدعاء القائل أن الدولة
ثنائية القومية فكرة "عبقرية"
ستقوض "إسرائيل" من الداخل
لو تحققت فيه شيء من الجهل وشيء
من التجهيل. +
الجهل: ثنائية القومية تعبر
عن جهل كامل بفحوى المشروع
الاستعماري-الصهيوني -
أ) لأن ثمة مشروع استعماري
في بلادنا منذ القرن التاسع عشر
يقتضي وجود قاعدة على شكل حاجز
بشري غريب في فلسطين بين الجناح
الآسيوي والجناح الأفريقي
للأمة العربية، وهو لم يتغير.
ومادام المشروع الاستعماري
هو دولة يهودية في فلسطين، فلن
يقوم الاستعمار طوعاً بتغيير
طابع تلك الدولة. -
ب) لأن
المشروع الصهيوني، المتقاطع مع
المشروع الاستعماري، ما برح "وطن
قومي لليهود" في فلسطين.
وهو أيضاً لم يتغير، ولن
يتغير بالوعظ والإرشاد عن حسنات
ثنائية القومية. +
التجهيل: تغطي مقولة ثنائية
القومية رغبة عدة شرائح تحتاج
لإيجاد جسور ونقاط تقاطع مع
الطرف الأمريكي-الصهيوني -
ومنها شرائح محددة في
فلسطين المحتلة عام 48 تريد أن
توجد غطاءً "وطنياً"
مقبولاً لاندماجها في النظام
السياسي "الإسرائيلي"،
فتساهم بأسرلة الجماهير
العربية وربطها بالنظام
الصهيوني عن طريق دعوات "الإصلاح
من داخل إسرائيل" والنظام
الانتخابي الصهيوني. -
ومنها أطراف رسمية عربية
تحتاج إلى تغطية انهيارها
السياسي بشكل "نضالي" أو
"حضاري" أو "كتكتيك
سياسي". مثلاً،
عندما احتاج الحكم الليبي أن
يغطي اعترافه بالعدو قدمه تحت
مقولة "إسراطين"، وهي
تسمية تلتقط الثنائيات في
ثنائية القومية حرفياً.
وعندما انهار مسار أوسلو
الذي تبنته السلطة الفلسطينية
في التسعينات، جاءت الدعوة
ثنائية القومية كتعبير مثالي عن
ذلك الإفلاس. -
ومنها بعض المثقفين العرب
في الغرب أو الراغبين بنيل
الحظوة عند الغرب ممن يريدون
طريقة "مشرفة" للدعوة
للتعايش وشرعنة الاستيطان
اليهودي في فلسطين وإدانة
العمليات الاستشهادية، فيجدون
في الثنائيات ضآلتهم.
·
وكثيراً ما نسمع عناصر تلك
الفئات تتحجج بالظروف القاهرة
للشعب الفلسطيني لتبرير
تنازلاتها، بينما الواقع
البادي للعيان هو أن أولئك
السياسيين والمثقفين ينالون
امتيازاتهم من خلال بناء جسور
للتعاطي الإيجابي وصولاً
لإيجاد موقع لأنفسهم في المشروع
الأمريكي الصهيوني.
·
مثال تطبيقي لما سبق: قضية
حق العودة عند أنصار ثنائية
القومية تتحول إلى حق الحصول
على أوراق ثبوتية "إسرائيلية"،
وهو ما لا توجد آلية لتحقيقه على
الأرض، ولكن الذي يؤدي موضوعياً
إلى ربط حق العودة بحق "إسرائيل"
بالوجود، لا بالحق العربي
التاريخي بأرض فلسطين.
أي أن حق العودة يصبح هنا حق
عودة فردي مشروط بالضرورة
بموافقة "إسرائيل"، مما
يعني عملياً شطب حق العودة
النابع من عروبة أرض فلسطين.
والفرق ليس الفرق ما بين
طريقين للوصول إلى الهدف نفسه،
بل بين طريقة تتمسك بحق العودة،
وأخرى تدخل حق العودة بازار
الحلول التسووية.
·
للمزيد عن الطرق المختلفة
لطرح مسألة حق العودة، أرسل
رسالة إلى alloush100@yahoo.com ثانياً:
ماذا تعني ثنائية القومية
عقائدياً؟ ·
هناك عدة مسميات للدولة
ثنائية القومية، مثل "دولة
ديموقراطية لشعبين" أو "إسراطين"
و"الدولة الديموقراطية
اللا قومية" وغيرها، ولكن
كلها يجتمع على: -
أ) الاعتراف بمشروعية
الاستيطان اليهودي في فلسطين -
ب) الفصل ما بين المشروع
الصهيوني القائم على الهجرة إلى
فلسطين ونتائجه الديموغرافية،
أي التعامل مع الوجود اليهودي
في فلسطين وكأنه أتى نتيجة هجرة
طبيعية كأي هجرة أخرى، وهو
بالطبع ليس كذلك -
ج) الدعوة للتعايش كمطلب
يصبح هدفاً استراتيجياً
فلسطينياً على المستوى الشعبي وبناءً
على ما سبق، نستنتج أن ثنائية
القومية من أهم وسائل التطبيع
الإيديولوجي مع العدو الصهيوني. ·
ولا بد هنا من المقارنة ما
بين مقولة "الدويلة
الفلسطينية" من جهة، وثنائية
القومية من جهة أخرى.
فالدويلة في الضفة وغزة
تقوم أيضاً على الاعتراف
بمشروعية الاستيطان اليهودي
على 78% من أرض فلسطين على الأقل،
ولكنها تبرر ذلك بدواعٍ سياسية،
أي أن ذريعة الاعتراف هنا
سياسية، لا عقائدية.
فأنت لا تجد الكثيرين من
أنصار الدويلة يقولون لك أن
اليهود من حقهم الاستيطان في
فلسطين، بل يقولون لا حول ولا
قوة. فهذا
منطق استسلامي.
أما جماعة ثنائية القومية،
فأخطر من ذلك بكثير لأنهم
يقدمون من خلال ثنائياتهم ذريعة
عقائدية لمشروعية الاستيطان
اليهودي في فلسطين.
وكما قالها عزمي بشارة في
جلسة التحقيق معه في الكنيست:
غيري يعترف بدولة "إسرائيل"
بدوافع سياسية براغماتية، أما
أنا فأومن بحق الشعب اليهودي
بتقرير المصير (النص الكامل
موجودٌ بالعربية والعبرية لمن
يرغب). ·
تتخلى ثنائية القومية عن
هوية فلسطين الحضارية.
فما هي هذه الهوية؟ هل هي
عربية أم ماذا؟ ثنائية القومية
تعني بالضرورة أن فلسطين ليست
عربية بالتعريف.
وهنا أيضاً نقدم دون أن نأخذ.. ·
تستغل ثنائيات ثنائية
القومية مسألة الفرق ما بين
اليهودية والصهيونية، فتطرح
التحالف مع اليهود المعادين
للصهيونية في فلسطين.
ولكن إذا كان المشروع
الصهيوني يقوم فيما يقوم عليه
على الهجرة اليهودية إلى
فلسطين، فكيف نفصل ما بين تلك
الهجرة والمشروع الصهيوني؟!
فالهجرة إلى فلسطين لم تكن
طبيعية، بل أتونا غزاة، فكيف
نفصل ما بين الغازي ومشروعه؟!
وكيف نرفض المشروع، ونقبل
تجلياته على الأرض؟! ·
الخلاصة هنا هي أن ثنائية
القومية تتنازل عن هوية فلسطين
الحضارية، وتقدم الاستيطان
الصهيوني في فلسطين لنا بصورة
مشروعة، لمصلحة فئات راغبة
بإيجاد وسيلة للتعايش مع
المشروع الأمريكي-الصهيوني في
بلادنا. ·
مثال تطبيقي لما سبق: سبقت
الإشارة إلى أن الدعوة للمشاركة
في النظام السياسي الصهيوني،
بذريعة تغييره من الداخل، تساهم
بإنجاح جهود الحركة الصهيونية
في أسرلة الجماهير العربية في
الأراضي المحتلة عام 48.
ولكن هذا لا يخدم الأطراف
المستفيدة سياسياً من ذلك فحسب،
بل يخدم الهدف الصهيوني في
تغيير هوية وانتماء الجماهير
العربية في الأراضي المحتلة عام
48، هذا فضلاً عن أنه يروج لأوهام
إمكانية تخلي الصهيونية عن
جوهرها ديموقراطياً خارج
الأراضي المحتلة عام 48.
ثالثاً:
نحو صياغة موقف موحد للتعامل مع
الوجود اليهودي في فلسطين ·
اليهودية ديانة، لا قومية
أو عرق، وبالتالي فإن الحديث عن
دولة ثنائية القومية عربية
يهودية يتضمن اعترافاً بأحد أهم
مقولات الفكر الصهيوني الذي
يعتبر اليهودية قومية. ·
ثمة علاقة قوية ما بين
التأويل الأساسي للدين اليهودي
كما جاء في التلمود والفكر
الصهيوني. ولكن
هذا لا يجعل كل شخص يهودي المولد
صهيونياً، إلا إذا كان في
فلسطين. ففي
فلسطين، كل يهودي هو موضوعياً
جزءٌ من المشروع الصهيوني،
وبالتالي هدفاً مشروعاً للذبح
الحلال. ·
بالتالي، لا يهم لو قال
اليهودي الموجود في فلسطين أنه
يساري أو بوذي أو لو أشهر
إسلامه، فهو يبقى غازياً يجب
التعامل معه على هذا الأساس.
فالتعامل مع الاحتلال عند أي
شعب من الشعوب يكون بالإصرار
على التحرير، وليس بالترويج
لمشاريع التعايش على أنواعها
كاستراتيجية "عبقرية". ·
المبدأ في الوجود اليهودي
في فلسطين أنه يخضع لرغبة
أهلها، وبالنسب التي يقررونها،
كما تتعامل الدول ذات السيادة
مع المهاجرين في باقي أنحاء
العالم. رابعاً:
هل يصلح التزايد السكاني في
فلسطين كوسيلة ناجعة للإطاحة
بالكيان الصهيوني؟ ·
التزايد السكاني وحده دون
مشروع كفاحي لا ينتج تحرراً،
فهناك الكثير من الحالات عبر
التاريخ التي تخضع فيها
الأغلبية للأقلية بصمت دون أن
يتحول عددها إلى وزن سياسي،
وأكبر دليل على ذلك هو الأنظمة
العنصرية. ·
من يملك الأوراق السياسية
الأقوى هو الذي يقرر مسار
الأحداث. ويمكن
أن نتخيل مشاريع كثيرة لتحييد
التزايد السكاني العربي
سياسياً، مثلاً، حكم ذاتي موسع
للفلسطينيين في ال48 على السكان
وليس على الأرض، أو خيار
الترانسفير الذي يطرح بقوة
اليوم. ·
المهم، أن التزايد السكاني
وحده لا يغير ميزان القوى
السياسي، ولا يعطي المبادرة
السياسية لمن يفتقدها.
والركون بهدوء للتزايد
السكاني كبديل للمشروع الكفاحي
لا يمثل استراتيجية سياسية، بل
يعبر عن غياب أي استراتيجية
سياسية، وكما قالها الصحافي
أحمد أبو خليل: الاعتماد على
التزايد السكاني كبديل
لاستراتيجية التحرير يمثل
انتقالاً من الكفاح المسلح إلى
الكفاح المشلح! خامساً:
حول تضليل المقارنة مع جنوب
أفريقياً: يحب
أنصار ثنائية القومية كثيراً أن
يتخذوا من جنوب أفريقيا مثالاً
يحتذى لحل القضية الفلسطينية،
فما هو الفرق ما بين فلسطين
وجنوب أفريقيا؟
·
الفرق الأهم
ما بين جنوب أفريقيا وفلسطين هو
أن أغلبية الفلسطينيين موجودون
خارج بلادهم كلاجئين.
·
هذا يجعل قضية العودة،
المرتبطة بالتحرير بالضرورة،
القضية الأساسية عند أغلبية
الشعب الفلسطيني. ·
القضية الأساسية في جنوب
أفريقيا هي العنصرية، أما
القضية الأساسية عند الشعب
الفلسطيني فهي قضية احتلال
فلسطين. ·
معالجة مشكلة الاحتلال تكون
بديهياً بالتحرير، أما معالجة
مشكلة العنصرية فتكون
بالمساواة بين الأعراق
المختلفة. ·
لهذا يتمسك أنصار ثنائية
القومية بمثال جنوب أفريقيا،
لأنه يحيد مسألة الهوية
الحضارية لفلسطين، بالتحديد
عروبة فلسطين، مقابل طرح انساني
عام عن "المساواة". ·
إذن يجب أن ننتبه كثيراً عند
جعل قضية العنصرية، الموجودة
فعلاً، الأولوية الأولى في
تناولنا للاحتلال الصهيوني
لفلسطين (مثلاً جعل قضية
العنصرية القضية الأساسية في
الجدار العازل، بينما هي مصادرة
المزيد من الأراضي، أي تهويد
فلسطين). ففي
فلسطين ليست العنصرية إلا نتيجة
فرعية لوجود الاحتلال. سادساً:
ما البديل؟ ·
يقوم المشروع الصهيوني
تاريخياً على ثلاث ركائز هي: أ)
الهجرة اليهودية إلى فلسطين، ب)
السيطرة اليهودية على الأراضي،
وج) العلاقات الدولية القائمة
على الارتباط بالدولة
الاستعمارية الأقوى عالمياً.
هذه يمكن تسميتها بأدوات
تهويد فلسطين.
وليس هناك معنى للحديث عن
مقاومة المشروع الصهيوني دون
التصدي لأدوات تهويد فلسطين. ·
تشترك كل مشاريع الحلول
المطروحة، من الدويلة إلى
ثنائية القومية إلى الدولة
الديموقراطية اللاقومية، بقبول
أدوات تهويد فلسطين، بالرغم من
الفوارق فيما بينها كما سلف. ·
كل مشروع سياسي يربط نجاحه
بموافقة الرأي العام "الإسرائيلي"
أو قوى الهيمنة الخارجية (أمريكا
مثلاً) عليه، لا يمكن بالتعريف
أن يكون مشروعاً مضاداً
لمصالحها، وبالتالي، لا يمكن أن
يكون مشروعاً يعمل على تحقيق
مصلحتنا. ·
أي مشروع لا يصر على عروبة
كل فلسطين يمثل قبولاً بأدوات
تهويد فلسطين.
فالأساس في مشروع التحرير
هو عروبة فلسطين. ·
في النهاية، يوجد مشروعان
في فلسطين: المشروع الصهيوني،
ومشروع التحرير.
وليست كل المشاريع المختلفة
عن مشروع التحرير إلا محاولات
للتعايش مع المشروع الصهيوني. ·
تحقيق مشروع التحرير له
شروط محددة، منها: أ) البرنامج،
وب) الأداة.
والمسائل المرتبطة
بالبرنامج والأداة هي ما يجب أن
نركز عليه على المدى البعيد، لا
مشاريع التعايش. ·
ويمكن اعتبار الميثاق
الوطني الفلسطيني (غير المعدل
طبعاً) المنطلق الذي يطرح رؤية
محددة وقع الإجماع عليها لمفهوم
التحرير. ويشير
الميثاق الوطني الفلسطيني في
هذا السياق إلى ما يلي: -
ا) أن فلسطين جزء لا يتجزأ من
الأمة العربية (البند الأول)،
وأن تحرير فلسطين يرتبط مع
النضال لتحقيق الوحدة العربية (البنود
12 و13 و14 و15). -
ب) اليهود الذين أتوا إلى
فلسطين بعد بدء المشروع
الصهيوني لا يعدوا فلسطينيين (البند
السادس). -
ج) الكفاح المسلح هو الطريق
الوحيد لتحرير فلسطين (البند
التاسع)، والعمل الفدائي هو
نواة حرب التحرير الشعبية (البند
العاشر). ·
من البنود أعلاه نستطيع أن
نستمد رؤية واضحة كالشمس عن: أ)
عروبة فلسطين، ب) طريقة تحديد
نسبة اليهود الموجودين في
فلسطين التي لا يجوز أن تتجاوز
بعد التحرير نسبة اليهود
الموجودين في فلسطين قبل بدء
المشروع الصهيوني، وج) العمل
المسلح. ·
بالنسبة لأدوات التحرير،
يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أننا
لم نستخدم حتى الآن احتياطنا
الاستراتيجي الكبير الذي يمكن
أن يحمل مشروع التحرير.
واحتياطنا الاستراتيجي
موجود في الشارع في الوطن
العربي وفي العالم الإسلامي وفي
كل القوى العالمية المناهضة
للإمبريالية والصهيونية. ·
ومشكلتنا حتى الآن لا تكمن
في عدم وجود قدرة على المواجهة،
بل في عدم تجييش قوانا الهائلة
العربية والإسلامية والأممية
لزجها كافةً ضد الطرف الأمريكي-الصهيوني
في معركة لن يعتمد عليها تحرير
فلسطين فحسب، بل تغيير ميزان
القوى الإقليمي، وبدرجة أقل،
ميزان القوى العالمي. ·
وليس هدف هذه المعالجة طرح
برنامج تحرير مفصل، وليس من
المرغوب فيه أن يفعل ذلك فرد
بمفرده، بل التأكيد أن التحرير
ممكن لأننا نمتلك القوى اللازمة
لتحقيقه لو تمكنا من تحويل هذه
القوى إلى فعل منظم، أي لو
امتلكنا رؤية واضحة، وقدرة على
تجييش قوانا في أداة متماسكة
لخوض الصراع على مستوياته
المختلفة السياسية والعسكرية
والفكرية وغيرها إلى أقصى
نهاياته الدموية. ·
وفي النهاية، حتى ثنائية
القومية والدويلة الفلسطينية (ذات
السيادة) غير ممكنتين دون
امتلاك القوى اللازمة لتغيير
ميزان القوى جذرياً مع "إسرائيل"،
فإذا وجدت مثل تلك
القوى، لماذا نكتفي؟! ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |