-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
المخطط
الصهيوني في النزع الأخير أ.د.
محمد اسحق الريفي هناك
مؤشرات كثيرة تدل على أن التطرف
الصهيوني يكاد يصل إلى ذروته،
ولا سيما مع وصول اليمين
الصهيوني المتطرف بزعامة
"نتنياهو" و "ليبرمان"
إلى مواقع قيادية حساسة في
النظام الصهيوني، ومع إفراط
الصهاينة في استخدام العنف ضد
الفلسطينيين واللبنانيين، فهل
يعد ذلك دليلاً على قوة الكيان
الصهيوني أم ضعفه؟! يدرك
قادة الكيان الصهيوني أن نجاح
مخططهم لإقامة دولة يهودية
يعتمد على نجاحهم في إقامة
(سلام) مع العرب، وأن الحلول
العسكرية لا يمكن أن تخرج
الكيان الصهيوني من مآزقه، وإلا
فما الذي يمنع هذا الكيان من
استخدام ترسانته النووية
لإقامة دولة يهودية بين النيل
والفرات؟! ولذلك
يعبر نزوع الكيان الصهيوني إلى
التطرف والإفراط الشديد في
استخدام العنف عن فشل قادته في
تحقيق حلم مؤسسه "بن
غوريون" بالاندماج في
المنطقة العربية والإسلامية
وعن وصول المخطط الصهيوني إلى
طريق مسدود. ولو شهد
"بن غوريون" ما آل إليه
المخطط الصهيوني لما وسعه سوى
الانتحار، فقد خسر جيش الاحتلال
حربين متتاليتين مع المقاومة
الإسلامية في لبنان وفلسطين،
وفقد قدرته على الردع وإنجاز
مهامه، ولا يزال الكيان
الصهيوني يفتقر إلى شرعية
فلسطينية تمكنه من تطبيع
علاقاته مع العرب والمسلمين، ما
يحول دون تحقيق أحلام "بن
غوريون" بكسب ود الشعوب
العربية والإسلامية عبر عقد
ميثاق (سلام) معها. وترك
"بن غوريون" خلفه قادة
فاسدين فاقدين لرمزيتهم
وعاجزين عن تحقيق أهدافهم وحسم
خلافاتهم بطرق مشروعة، فإضافة
إلى زيادة عمق الانقسام
الصهيوني وتصاعد الصراع بين
الأحزاب المتنافسة على السلطة،
دب الصراع في كل حزب بين
المتنافسين فيه، واستخدم
المتنافسون لحسم خلافاتهم
أساليب قذرة، كما فعلت "
ليفني" مع "موفاز" في
انتخابات "كاديما". كما ترك
"بن غوريون" جيشاً جباناً
محطم المعنويات، لا يجرؤ على
المواجهة، ولا يصمد في مواجهة
المقاومة الفلسطينية، ولا
يستطيع التواجد في أرض المعركة
إلا داخل دبابات بحماية
الطائرات، بل أصبح من الشائع في
صفوف جيش الاحتلال تعاطي
المهدئات والمنبهات والعقاقير
التي تساعد هؤلاء الجنود على
عدم الشعور بالضغوط النفسية
الهائلة والخوف الشديد أثناء
تواجدهم في المناطق المحتلة
المحاذية لقطاع غزة.
كما تؤكد التقارير
الصهيونية العسكرية أن هناك
تذمراً كبيراً في صفوف جيش
الاحتلال من الذهاب إلى أرض
المعركة وخوض المعارك مع
المقاومين، حرصاً على الحياة،
وطمعاً في السلامة، وافتقاراً
للشجاعة... لقد غرق
قادة الكيان الصهيوني في الفساد
المالي والنزاعات الداخلية
والتحرش الجنسي، وأصبح العديد
منهم ملاحقين من القضاء
الصهيوني، بمن فيهم
"ليبرمان"، ووصل افتقار
القادة الصهاينة لرمزيتهم إلى
درجة وصف والد "نتنياهو"
ابنه بأنه يصلح لرئاسة عصابة،
وليس رئاسة حكومة.
كما يعاني الكيان الصهيوني
من افتقاره إلى الأمن بسبب
تصاعد عمليات المقاومة ضد
الاحتلال، كماً ونوعاً، التي
نجحت في تشكيل قوة رادعة لجيش
الاحتلال الصهيوني، وشكلت
تحدياً خطيراً للمخطط الصهيوني. الكيان
الصهيوني يحاصرنا في الضفة
وغزة، ولكنه هو أيضاً يعاني من
حصار أشد، ويتألم أكثر منا.
إنه حصار جدار العزل
العنصري، وحصار الخوف من الوجود
الفلسطيني في قلب الكيان، وحصار
الرأي العام العالمي، وحصار
الرفض الشعبي العري والإسلامي
للكيان الصهيوني، وحصار
الافتقار إلى الشرعية، وحصار
المقاومة المتصاعدة، وحصار
ثقافة المقاومة والممانعة
المحيطة بالتطبيع من كل جانب،
وحصار الفساد الضعف.... إن
محاولات ترحيل الفلسطينيين من
الأراضي الفلسطينية المحتلة
منذ 1948، ومحاولة إجبار حركة
"حماس" على الاعتراف بما
يسمى (إسرائيل)، ومحاولات
اختراق العالم العربي
والإسلامي وإقامة علاقات
طبيعية معه تدل على أن المخطط
الصهيوني في النزع الأخير، وما
علينا نحن الفلسطينيين،
للإجهاز عليه، سوى مواصلة الصبر
والتشبث بحقنا في المقاومة،
والاستعداد لمواجهة وشيكة
وجهاً لوجه مع المغتصبين
الصهاينة، في عكا والخليل
ونابلس والقدس وأم الفحم
وسيناء... فالمواجهة قادمة،
والسقوط المدوي للمخطط
الصهيوني وللأنظمة الداعمة له
قادم لا محالة. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |