-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء  15/04/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الزعيم الجديد للجماعة الإسلامية

الشيخ حسن: أمريكا تهدف لتمزيق باكستان أو إخضاعها للوصاية

علي عبدالعال

"الجماعة الإسلامية" واحدة من أكبر الحركات الدينية في باكستان وشبه القارة الهندية، وأكثرها تأثيرًا في الشارع والساحة السياسية، تولى الشيخ سيد منور حسنزعامتها منذ أيام (السبت 28/3/2009) خلفًا للقاضي حسين أحمد، الذي قرر التقاعد لكبر سنه وظروفه الصحية، وفي أول حوار بعد توليه المنصب ندد منور حسن بتحالف الحكومة الباكستانية مع الولايات المتحدة الذي يستهدف "تمزيق البلاد وتدميرها"، وجلب لباكستان الأزمات والمصائب، ولم تجن من ورائه "غير الأشواك".

 

وفي حواره لموقع "الإسلاميون" يؤكد الشيخ حسن أولوية العمل لتوحيد القوى الإسلامية في باكستان، داعيًا إلى التعالي على الفتن والانقسامات الطائفية في البلاد؛ "لأنالتعايش السلمي وتوحيد الصفوف الوطنية هو الأصل". مشيرًا إلى خطورة الدور الذي تلعبه مجموعة "الإقطاعيين"، وأصحاب الأموال على الحياة السياسيةوالمؤسسات البرلمانية في البلاد.

 

ولد الشيخ سيد منور حسن في أغسطس 1944، حيث ينحدر من عائلة مرموقة في نيودلهي، اختارت العيش في باكستان عقب تقسيم شبه القارة الهندية فهاجرت إلى كراتشي فيعام 1947. حصل على الماجستير في علم الاجتماع (1963) والدراسات الإسلامية (1966) من جامعة كراتشي، وكان ناشطًا في قيادة النضال الطلابي ضد الأحكام العرفية إبان حكم الجنرال أيوب خان، وانضم إلى الجماعة الإسلامية عام 1960، وتولى منصب الأمين العام المساعد في الجماعة بين 1992-1993، ثم أصبح الأمين العام منذ عام  1993م إلى أن انتخب زعيما للجماعة نهاية مارس الماضي.. فإلى نص الحوار:

 

وسائل متغيرة ومنهج ثابت

 

* جرت العادة على أن تغيير الأشخاص يتبعه تغيير في السياسات، هل ترى هذا المنطق مقبولا في الجماعة الإسلامية؟ أم أن خط الجماعة من الثوابت لديها؟

 

ـ الجماعة الإسلامية حركة إصلاحية شاملة، وهي من أكثر الحركات الإسلامية الإقليمية انضباطا وتنظيماً وقوة من حيث التأثير الديني والشعبي والسياسي، من ضمن ميزاتهاأن لديها مجالس الشورى المنتخبة على جميع المستويات المحلية والإقليمية والمركزية، كما أن جميع مسئوليها يتم اختيارهم عبر الاقتراع السري، وينص دستور الجماعة علىأن مجالس الشورى وخاصة مجلس الشورى المركزي هو من يضع الخطط ويقرر الاستراتيجيات، أما الأمير فهو ينفذ تلك السياسات من هنا تأتي الإجابة على سؤالكم.

 

والأمر الآخر هو أنه صحيح أن الجماعة حزب سياسي، ولكنها قبل ذلك حركة فكرية ثابتة بأن الإسلام دين وعقيدة ونظام حياة شامل وأبدى وخالد، هذه المبادئ وهذه العقيدةغير قابلة للتغيير والذي يتغير هو الأسلوب والوسائل والكفاءات والإمكانيات والظروف.

 

 * منذ فترة الإمام المودودي والجماعة الإسلامية لم يُعرف عنها تغيير يذكر في الفكر أو المنهج أو الإستراتيجية الحركية والدعوية، كيف تردون على ذلك؟

 

ـ المنهج كما ذكرت هو منهج القرآن والسنة، وهو ثابت لا يتغير، أما تطبيق هذا المنهج والوسائل أو الأساليب أو الإستراتيجيات فهي دائما تتغير حسب الأوضاع والظروف.

 

 * لكن اختلفت التقديرات في تصنيف المنهج الفكري للجماعة الإسلامية، فبينما رأى البعض أنها امتداد لحركة الإخوان المسلمين في مصر، اعتبر آخرون أن الجماعة أقرب إلى الخط السلفي الجهادي، خاصة في ظل علاقاتكم بقوى عسكرية في المنطقة، كيف تنظر الجماعة إلى خطها الفكري؟

 

ـ تؤمن الجماعة وتتبنى برنامجًا يتكون من أربعة بنود:(1) تنقية الفكر وبناؤه أي تنقيته من جميع الشوائب والشك والشرك والعصبيات والانحراف، ثم بناؤه وفق تعاليم القرآن والسنة.(2) تنظيم من يؤمن بهذا المبدأ وتربيته. (3) إصلاح النفس والمجتمع.(4) إصلاح الحكومة، وإننا نؤمن بأن هذه الجهود السلمية تأتي في صلب الجهاد في سبيل الله، وهنا نلتقي مع جميع أشقائنا في الحركات الإسلامية العالمية والذين يسعونلإعلاء كلمة الله، نعتبرهم جزءا من جسدنا ونعتبر أنفسنا جزءا منهم أينما كانوا.

 

أما القوى العسكرية، فإذا كنتم تقصدون الإخوة المجاهدين في كشمير فنقول نعم هم أشقاؤنا، وقعوا تحت الاحتلال ويبذلون كل ما يملكون للحصول على حق تقرير المصير وفققرارات الأمم المتحدة، وكذلك جميع أشقائنا الذين يقعون تحت الاحتلال سواء أكانوا في فلسطين أو في أفغانستان أو في العراق.إننا نرى أن رفع هذه الشعوب المحتلة والمضطهدة راية الجهاد واجب وحق، ويجب أن تدعمهم كل الشعوب المحبة للعدالة والحرية، وهذه النقطة أيضا نقطة الالتقاء بيننا وبينالحركات الإسلامية العالمية وليست نقطة الاختلاف أو الابتعاد.

 

الانقسامات بالساحة الباكستانية

 

 *الأوضاع في كشمير تسير من سيئ إلى أسوأ، كيف ستتعامل الجماعة مع الملف الكشميري، خاصة في ظل الاتهامات بالإرهاب التي تلاحق المقاومة الإسلامية فيها؟

 

ـ الشعب الكشميري يناضل ويجاهد من أجل الحفاظ على حقوقه ولنيل حريته، منذ أكثر من ستين سنة ماضية، حاولت الهند وبالتنسيق الشامل مع الكيان الصهيوني، ومع الاتحادالسوفيتي سابقًا، ومع الولايات المتحدة الأمريكية لاحقًا أن تكسر إرادة الشعب الكشميري أو أن تغير من وجهته وأهداف نضاله، وهي التخلص من براثن الاحتلال، لكنها لمتتمكن من ذلك، لا يستطيع أحد أن ينسى أو يتجاهل التضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب الكشميري، والآن بدأنا نسمع من المفكرين الهنود ومن كتّابهم يعترفون بضرورة إعطاءالشعب الكشميري حقه لتقرير المصير وبضرورة التخلص من هذا الجرح النازف وإلا سوف تواجه الهند خسائر أكبر وأكثر.

 

* تشهد باكستان حالة من الانقسام بين أحزابها وقواها الإسلامية، هل من خطط لمعالجة هذا الانقسام ولتفادي آثاره السلبية مستقبلاً علىالوجود الإسلامي في البلاد؟

 

ـ صحيح أن بلاء الانقسامات الحزبية والمذهبية والعرقية قد أصاب البلاد، والأيدي المختلفة توقد مزيداً من نيران الخلافات والعصبيات، لكن الجماعة الإسلامية تضرب مثالاًرائعاً للابتعاد عن هذه الانقسامات والعصبيات، فتجدون فيها جميع المدارس والمذاهب والأعراق.

 

كما أن دستور الجماعة ينص على أن دعوتنا ليست إلى فرد أو شخصية أو جماعة بل دعوتنا إلى القرآن والسنة، والحمد لله أن هذه الميزة - ميزة البعد عن الخلافات -جعلت الجماعة الإسلامية قوة جامعة لجميع ألوان الطيف، فربما تعرفون أن الجماعة الإسلامية قامت بواجب توحيد الأحزاب والجماعات في مرات عديدة، آخر هذه المحاولاتالناجحة كان تشكيل تحالف الأحزاب الدينية باسم "مجلس العمل الموحد" وقبل ذلك في التسعينيات "مجلس التضامن الوطني" والذي استهدف القضاء على الحربالدائرة بين مجموعات شيعية وسنية مسلحة ونجح في ذلك لكن المشاكل والمصائب تأتي حين تدخل المصالح الشخصية أو المادية أو تتكون ملفات الفساد لبعض القادة ثم تستغلهذه الملفات من قبل الأيدي الخفية لفرض الإملاءات عليهم، وبرغم كل ذلك تبقى وحدة الصف الداخلي على رأس قائمة أولياتنا حتى لو اقتضى ذلك بعض التنازلات السياسية.

 

 * التأزم الطائفي في باكستان تحول إلى خطر داهم يهدد أمنواستقرار ومستقبل البلاد، كيف تنظر الجماعة وقيادتها الجديدة للملف الطائفي في البلاد؟

 

ـ التأزم الطائفي فتنة مصطنعة، فالشعب الباكستاني لم يكن يعرف هذا التشدد في التقسيمات المذهبية والتي روجت في المجتمع لغة التكفير، أول ما أطلت هذه الفتنة بوجههاالدموي وأتت على حياة الآلاف من الأبرياء ومن الطرفين كان أثناء الحرب العراقية الإيرانية ثم هلم جرّا. إننا لم نيأس أبداً من إمكانية القضاء على هذه الفتنة؛ لأن التعايشالسلمي وتوحيد الصفوف الوطنية هو الأصل، ولا بد أن ترجع الأمور إلى أصولها.

 

العلاقة مع المكونات الإسلامية

 

 * كيف تقيم لنا علاقة الجماعة الإسلامية بباقي مكونات الحالة الإسلامية في باكستان؟

 

ـ الأمة الإسلامية كيان واحد وجسد واحد، وعلاقتنا مع بقية أعضاء هذا الجسد نابعة من هذا المعنى، والحمد لله أننا نعتبر أنفسنا أفراد أسرة واحدة، نسر لنجاحات أشقائناونحزن على إخفاقاتهم لا سمح الله، ونتضرع إلى الله دائماً أن ينصرهم وينصرنا.

 

 * كيف تقيم لنا الحركة الإسلامية بشكل عام في باكستان؟

 

- الشعب الباكستاني شعب مسلم وعاطفته الدينية أقوى من جميعالعواطف والانتماءات الأخرى، إن استقلال باكستان على مبدأ القومية الإسلامية خير دليل على ذلك، لكنالتحدي الأساسي هو في هذه الانقسامات، وكذلك حملات التغريب والعلمنة التي تشنها الحكومة والمنظمات غير الحكومية المختلفة وبدعم من الدول الغربية، تستهدف إضعافهذه العاطفة وهذا الانتماء الديني، لكننا على يقين بإذن الله أن دعوة الإسلام تعلو وتنتصر ولا يعلو عليها أحد.

 

ومن هنا يأتي التحدي الثالث وهو ظهور بعض المجموعات الدينية التي تقوم باسم الإسلام بما لا يمت إلى الإسلام بصلة، ولا شك أن هذه الأفعال تشوه صورة الإسلام وتثيرالشكوك في قلوب الأجيال القادمة.. كل هذه الجهود المعادية والكبيرة دليل في حد ذاتها على قوة تأثير الحركات والمنظمات والأحزاب الإسلامية في باكستان.

 

 * لكن بالرغم من السواد الإسلامي الكبير في الشارع الباكستاني، يلاحظ ضعف التأثير السياسي لهم في مجريات الدولة، كيف تفسر هذا الضعف للإسلاميين في باكستان؟

 

ـ الحياة السياسية والمؤسسات البرلمانية في باكستان وقعت في قبضة مجموعة من الإقطاعيين، الذين تتحكم فيهم البيروقراطية العسكرية والمدنية، يغير هؤلاء الإقطاعيون وأصحاب الأموال الكبيرة ولاءاتهم من حزب إلى آخر ومن حكومة إلى أخرى وفقا لإشارات البيروقراطية التي شكلت ناديا دائما لا يتغير فيه سوى بعض الوجوه، العملية الانتخابية في باكستان ليست نزيهة ولا شفافة والحكومات المنتخبة لا تملك من أمرها شيئاً سوى بعض الصلاحيات الرسمية، أما القرار الأساسي فيبقى في يد نادي البيروقراطية آنفة الذكر، في ضوء هذه الخلفية لا يمكننا أن نقيس قوة التأثير أو ضعفه من خلال النتائج الانتخابية أو من خلال شعبية بعض الزعامات وأحزابها، فالقوى الإسلامية لها تأثيرها وقوتها وسوف نسعى لبلورة وتنظيم وتقوية هذا التأثير بإذن الله.

 

 * ما الذي يعوق ظهور تحالفات سياسية بين هذا الطيف الكبير من القوى الإسلامية في باكستان، خاصة حول أهداف وقضايا لا تختلف حولها كثيرا هذه القوى؟

 

ـ لا يعوق تحالف القوى الإسلامية كما ذكرت سوى سقوط بعض الأشخاص في وحل المصالح الشخصية والمادية، أو نجاح الأيدي الخفية في إثارة بعض الفتن التاريخية أو الفقهية.

 

أمريكا تعمل لتمزيق باكستان

 

 * تحالف باكستان مع الولايات المتحدة فيما يسمى "الحرب على الإرهاب" جيش الدولة في مواجهة القوى الإسلامية سواء في باكستان كما حدث مع "جماعة الدعوة" وغيرها أو في أفغانستان كما يجري في مواجهة طالبان، كيف ستتعامل الجماعة الإسلامية مستقبلا مع هذا الملف؟

 

ـ تحالف الحكومة الباكستانية مع الولايات المتحدة لم يجلب لباكستان سوى الأزمات والمصائب، ولم نجنِ من ورائه غير الأشواك، فالطرفان ليسا طرفين متساويين في الاتفاقيةبل جعلتنا الاتفاقية بمثابة أتباع لأمريكا أو عبيدها، تتلقى حكومتنا الأوامر من أمريكا وتنفذها بحذافيرها ثم تتهم باكستان بالتقصير، أو قد تنال بضع كلمات الإطراء والإشادة، ثمتُؤمر بمزيد من القتل وإزهاق الأرواح الأمر الذي يستهدف في النهاية تمزيق البلاد وتدميرها، فالمواجهة ليست بين الجيش والقوى الإسلامية، بل خاضت حكومتنا حرباً بالإنابةلتدمير البلاد ووضعها تحت الاحتلال والوصاية الأمريكية.

 

 * إذن كيف ترون توجهات الإدارة الأمريكية الجديدة حول فتح حوار مع الحركات الإسلامية في بعض المناطق؟ وهل لذلك من جدوى؟

 

ـ لا نجد إلى الآن أي خطوات عملية في هذا الصدد، فتح الحوار لا يعني تزيين مائدة الحوار ونثر الورود والرياحين، بل الحوار الجاد يعني تغيير السياسات وإزالة أسبابالخلاف، كيف نصدق أن الإدارة الأمريكية جادة في فتح الحوار وهي تعلن في إستراتيجيتها الجديدة تجاه باكستان وأفغانستان أنها لا تكتفي بهجمات الجيش الباكستاني فيمناطق القبائل بل سوف تقوم بنفسها بشن هجمات عسكرية في باكستان، كيف نصدق أنها تريد الحوار وهي لم تتراجع ولو قيد أنملة عن دعمها الشامل والسافر للاحتلالالصهيوني في فلسطين وللاحتلال الهندوسي في كشمير وهي تكرس احتلالها لأفغانستان والعراق والآن تفتح باب المواجهة مع السودان عبر محكمة الجنايات.

 

برغم كل ذلك إننا على قناعة تامة بأن هذه السياسة الأمريكية لا تضرّ بالشعوب المحتلة فحسب، بل سوف تزيد من مصائب ومتاعب أمريكا وشعبها كذلك، ولا بد أن تغيرأمريكا سياستها هذه لتفتح باب الحوار الجاد والمصالحة الفعلية والسلام الحقيقي.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ