-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
مصر
وحزب الله وسياسة المحاور بقلم/
حسام الدجني
أثارت قضية اعتقال مجموعة
تابعة لمنظمة حزب الله
اللبنانية في الأراضي المصرية
زوبعة إعلامية وسياسية, حتى
أصبحت قضية رأي عام, ومن خلال
نشر التحقيقات في الصحف
والمواقع الالكترونية, ينظر
إليها المواطن العربي من عدة
زوايا, حيث يراها المواطن
المصري تهديدا لأمنه القومي,
ويراها آخر عمل مقاوم وواجب
مصري تجاه المقاومة الفلسطينية
في غزة, وتراها فصائل المقاومة
في غزة بأنها عملية لي ذراع
المقاومة الفلسطينية من أجل
تطويعها للقبول ببرنامج سياسي
يقبل شروط اللجنة الرباعية, (هنا
المستهدف بالدرجة الأولى حركة
حماس), ويراها
المواطن الفلسطيني بأنها هدية
العرب والمسلمين للحكومة
الإسرائيلية اليمنية المتطرفة. في
قراءة سريعة للآراء المختلفة
تجدها تقع ضمن محورين هما محور
الاعتدال ومحور الممانعة, حيث
أصبحت تداعيات الاستقطاب الحاد
في عالمنا العربي والإسلامي
تدخل في شتى مناحي الحياة. جمهورية
مصر العربية والتي خاضت في
تاريخها عدة حروب سواء على
الجبهة الإسرائيلية, أو في
جبهات أخرى, شكلت الحروب هاجسا
يؤرق الساسة المصريين, فلا أحد
يتمنى الحرب, انطلاقا من حديث
المصطفى صلى الله عيه وسلم
عندما قال: "لا تتمنوا لقاء
العدو, واسألوا الله العافية,
فإذا لقيتموه فاصبروا", لهذا
تعمل السياسة المصرية بعد حرب
عام 1973, على أن تكون خاتمة
الحروب, ووقعت عام 1979 اتفاقية
السلام مع إسرائيل "كامب
ديفيد" والتي يترتب عليها
التزامات أمنية وسياسية على مصر. من حق
الدول أن تحافظ على أمنها
القومي, وعلى استقرارها السياسي,
وأن تعمل على تحقيق التنمية
المستدامة, وأن توفر مقومات
الحياة لمواطنيها, بما فيها
الأمن والأمان, ومصر دولة كبرى
في المنطقة ولها دور إقليمي
حيوي, وهي تدفع ثمن هذا الدور,
حيث قدمت أغلى ما تملك من دماء
جيشها في غزة, والذي قاتل بجانب
الفلسطينيين وقتل وامتزجت
دمائه بدماء الفلسطينيين,
والتهديدات التي تحيط بمصر
كبيرة وصعبة وهنا سأتطرق إلى
أهم التحديات التي تواجه الأمن
القومي المصري وهي: 1-
القراصنة في الصومال, والذي
أصبح خليج عدن والبحر الأحمر
ثكنة عسكرية للسفن والقطع
البحرية الأجنبية, وما لهذه
القضية من تأثير على الملاحة في
قناة السويس. 2- التحدي
الأكبر والذي يتمثل بوصول
اليمين المتطرف لسدة الحكم في
إسرائيل, وتولي ليبرمان حقيبة
الخارجية والذي طالب يوما بضرب
السد العالي بمصر, ووقع سلفه
وثيقة التفاهم الأمنية مع
الإدارة الأمريكية لمنع
التهريب إلى غزة. 3- الإرهاب
الذي يتمثل في نشاط تنظيم
القاعدة وبعض الجماعات السلفية
من خلال ضرب السياحة والاقتصاد
في مصر. 4-
الأزمة الاقتصادية العالمية,
والتي على المدى البعيد من
الممكن أن تضرب مشاريع التنمية
في مصر, وما هي إمكانية مصر
الاقتصادية في مواجهة الأزمة
الاقتصادية العالمية. 5- رغبة
الولايات المتحدة الأمريكية
وبعض الدول الإقليمية في تقسيم
السودان, وعدم استقراره, وما
يحمل هذا التقسيم للسودان من
تداعيات على الأمن القومي
المصري. 6-
النفوذ الإيراني المتزايد في
المنطقة, والذي تعتبره مصر اكبر
تهديد على أمنها القومي. 7- الضغط
المتزايد على سكان قطاع غزة, من
خلال العدوان المتواصل والحصار
الظالم, والذي تهدف إسرائيل فيه
إلى إمكانية انفجار السكان صوب
الحدود المصرية, وتحقيق حلم
إسرائيل بفكرة الوطن البديل
سواء بالأردن أو في سيناء بمصر. انطلاقا
مما سبق ومع احتدام الحرب
الباردة بين محوري الممانعة
والاعتدال, سوف تشهد الشهور
المقبلة أزمات حقيقية بين أطراف
هذين المحورين, أو قد تصل الأمور
بصناعة الأزمات, سيكون الضحية
هنا المواطن العربي والفلسطيني
على وجه الخصوص, حيث سيتم تفريغ
المضمون والإرث النضالي للشعب
الفلسطيني في مواجهته للاحتلال
الإسرائيلي, وسيدفع
ثمن المناكفات والتدخلات
الإقليمية والدولية. وهنا
لابد من وقفة عربية جادة
لمراجعة الذات, وعدم التدخل في
شؤون الآخر, والبدء فورا في
مبادرة جلالة الملك عبد الله بن
عبد العزيز, والتي دعا فيها إلى
مصالحة عربية, وعلى مصر الشقيقة
تعزيز الثقة مع حركات المقاومة
في غزة, لأنها جزء لا يتجزأ من
منظومة الأمن القومي المصري,
وعلى فصائل المقاومة التحالف مع
مصر استراتيجيا, وتنسيق المواقف
معها وإعطائها التطمينات
اللازمة للحفاظ على أمنها
القومي, لأن في قوة مصر قوة
للعرب والمسلمين جميعا. ـــــــــــ *كاتب
وباحث فلسطيني ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |