-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت  18/04/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


مصر التي نحب

أحمد عز الدين

ليسمح لي شاعرنا الفلسطيني الكبير "تميم البرغوثي" أن استعير مطلع قصيدته الشهيرة والرائعة (قالولي بتحب مصر؟ قلت مش عارف)، وصدق شاعرنا حين نظم قصيدته الجميلة التي صور فيها عواطفه تجاه مصر والتي هي في واقع الأمر مشاعر يعيشها كل عربي يتصور مصر صاحبة الدور والمكانة الكبيرة والمواقف المشهودة، مصر الأزهر والثقافة والفن مصر العبور وعبد الناصر، مصر النيل والحضارة والنخب الثقافية والأكاديمية والسياسية إلى غير ذلك من الأسباب التي تجذب المرء وتشعره بالانتماء لهذا البلد والاعتزاز به.

 

غير أن هذه المشاعر تصطدم بواقع مصر اليوم وما يرتكبه بعض أصحاب النفوذ والمصالح فيها من خطايا وآثام تهدد مكانة هذا البلد العزيز على قلب كل عربي ومسلم، لدرجة أن أي مواطن قد بات يسكنه شعور عاطفي بارد تجاه مصر "الأم".

 

ذلك الشعور الآخذ في التنامي بفعل الموقف المصري الرسمي تجاه كثير من القضايا العربية والتي تأتي في مقدمتها القضية الفلسطينية وما تتعرض له مدينة القدس من مخاطر وتهويد وما تتعرض له غزة من حصار مطبق يعلم الجميع تمام العلم أن مصر هي الدولة الوحيدة "ربما" القادرة على إنهاءه.

 

تعجبك مصر مثلاً عندما يتحدث مسئول كبير فيها عن استحالة وقف ظاهرة الأنفاق ما دام الحصار مستمر وما دامت معابر غزة مغلقة، ويسوؤك هذا المسئول أيضاً عندما يهدد بتكسير أرجل وأطراف أي فلسطيني يقترب من حدود مصر معتبراً ذلك مساساً بأمن مصر القومي!!

 

وتعجبك مصر وأنت ترى المسئولين فيها مهمومين بفعل الانقسام الفلسطيني، وترى جهوداً كبيرة تبذلها قيادات مصرية أصيلة لتحقيق مصالحة فلسطينية، ويسوؤك أن ترى وتسمع وتلحظ عدم حيادية المصريين في تعاملهم مع أطراف النزاع الفلسطيني وميلهم لطرف على آخر.

 

تعجبك مصر وهي تتحدث عن الدور الريادي والحضاري للعرب، ويسوؤك تباطؤ مصر وابتعادها عن كثير من الساحات الهامة والمؤثرة في العالم العربي.

 

تعجبك صورة مصر الثورة التي دعمت حركات التحرر في العالم العربي، ومصر التي واجهت على أكثر من جبهة في مواجهة الخطر الصهيوني وخاضت معارك، لكن سرعان ما تخذلك صورة مصر وهي تؤلب على قوى المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق، تسوؤك مصر ووساوس أمريكا وإسرائيل تتلبسها من خطر داهم يهدد أمنها القومي تارة قادم من غزة وأخرى من لبنان أو سوريا أو إيران وفي مرة سابقة كان قادماً من السودان.

 

لست اعلم سبباً واحداً مقنعاً يجعل مصر تستعدي قوى المقاومة العربية والإسلامية ويجعلها تمتنع عن احتضان واستقبال رموز هذه المقاومات، لقد كان الأولى بمصر أن تسارع إلى ذلك بدلاً من أن توظف مؤسسات الإعلام العريقة فيها لاتهام هذه القوى ومحاولة وصمها بالتبعية لإيران أو غيرها، وهي تعلم أكثر من غيرها حجم التأييد الحقيقي لهذه القوى في الشارع العربي والإسلامي وفي مصر على وجه التحديد، أي أن مصر عندما تستعدي هذه الحركات والأحزاب فإنها تخلق حاجزاً نفسياً وتوتراً مستمراً مع جمهور واسع وأغلبية ساحقة في الشارع العربي والإسلامي الذي لا يمكن له أن يقبل أو يصدق بفرضية أو إمكانية أن تشكل حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين أو حتى حزب الله في لبنان أي تهديد لأمن مصر أو غيرها من بلاد العرب والمسلمين.

 

أما قصة استخدام الأراضي المصرية لتمرير وإيصال المساعدات والدعم لقطاع غزة والمقاومة التي تستبسل في مواجهة الاحتلال الغاصب لفلسطين فهي قصة مردودة على أصحابها، وإذا كان من أحد استخدم أرض وسيادة الغير!! "كما يحلو للنائب العام المصري تسميتها" فهم المصريين وأكبر شاهد على ذلك عملية تدمير البارجتين الإسرائيليتين على رصيف إيلات الحربي في نوفمبر 1969 حيث استخدمت المجموعة التابعة للبحرية المصرية أراضي الأردن والعراق لتوصيل العتاد والمتفجرات وانطلقت المجموعة من الأراضي الأردنية، فهل يمكن أن تحاكم البحرية المصرية ونعتبر ما قامت به جريمة؟!! والشواهد على ذلك كثيرة من صميم السجل المشرف للجيش المصري.

 

لا يقبل أحد أن يقترب أحد من مصر وأمنها، وما يتردد من حين لآخر على صفحات بعض الصحف المصرية لكتاب بلهاء أو ألسنة بعض الوزراء والمسئولين في مصر هو مجرد اسطوانة مشروخة لسيناريو ضعيف يتكرر لمقاصد غريبة عن مصر ودورها ومكانتها وتاريخها.

 

وما لا يعرفه هؤلاء الكتبة في مصر وغيرهم ممن يجهلون دور مصر ومكانتها في وجدان العرب والمسلمين أن قادة حركات المقاومة ورموزها رفضوا كل أشكال التطرف وعمليات استهداف السياح الأجانب والمناطق الأثرية في مصر خلال عقد الثمانينات وبداية التسعينات وأن رجالاً كباراً بذلوا جهوداً مضنية لإقناع المجموعات المسلحة آنذاك لإلقاء سلاحها ووقف التعرض للسياحة في مصر وكان الموقف الرسمي والثابت لحركات المقاومة يرفض كل عمل من شأنه أن يثير الفتنة ويزعزع الأمن في أي قطر عربي على اعتبار أن هذا العمل يخدم الكيان الغاصب لفلسطين. أن ارتباطنا بمصر ليس له حدود، وهو ارتباط الابن بأمه أو هو كما قال شاعرنا المبدع تميم البرغوثي: مصر هي الوطن الذي ممكن أن تغضب منه كثيراً ولكن إذا ما أخذ منك أو أصابه أي مكروه فإنك تجزع جزعاً شديداً.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ