-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
أرض
الكنانة لا أرض أخرى بقلم
/ عائد الطيب مصر أرض
الكنانة لعبت الدور التاريخي
منذ بداية الفتح الإسلامي فهي
التي تصدت لهجمة التتار و كسرت
شوكتهم في عين جالوت و منها
انطلق الناصر صلاح الدين الذي
حرر بيت المقدس من أيدي
الصليبيين و أعادها إلى عصمة
المسلمين و على ذلك سار سلفه
الصالح من حكام مصر
,,, وغيرها الكثير من المواقف
و البطولات التي يزخر بها
تاريخنا الإسلامي ,,, أرض
الكنانة و الكنانة تعني الجعبة
التي تحفظ فيها السهام و هي
تعبير مجازي عن أن مصر و رجالها
هم سلاح للأمة الإسلامية في
مواجهة أعدائها ,,, هذا هو حال
مصر و هذا هو الدور المطلوب منها
و الواجب عليها ولكن أن ينقلب
الحال فهذا غير مقبول ولا يعقل
أن تمارس مصر غير هذا الدور في
مواجهة العدو الصهيوني الذي هو
عدو لكل الأمة الإسلامية و
مساندة المقاومة في التصدي له . وما
الأحداث المتلاحقة - حول تواجد
مجموعة تابعة لحزب الله في مصر
تهدف إلى دعم ومساندة المقاومة
الفلسطينية في تصديها البطولي و
الطاهر للعدوان الصهيوني و
الحصار الظالم - لا تصب إلا في
مصلحة العدو الصهيوني لكي يكرس
ممارساته ويمنحه الفرصة لتجميل
صورته و كسب الشرعية لكل
ممارساته الإجرامية وتحميل
المقاومة المسئولية عن كل
جرائمه ,,, و لقد ساعد على تضخيم
ذلك الحدث أن وسائل الإعلام
بمختلفها لا حديث لها سوى تلك
المسألة و كأن الأمر جريمة كبرى
وانتهاك كامل للأمن القومي
المصري ونسى الجميع أن التهديد
الحقيقي و الجاد للأمن القومي
المصري هو العدو الصهيوني
بممارساته في غزة ,,, إننا نتساءل
ألم تشكل الحرب الأخيرة على غزة
تهديدا حقيقيا لمصر
ألم تقع إصابات في صفوف
المصريين جراء القصف الصهيوني
للحدود ,,, أليس في استهداف
المدنيين و فرض حصار ظالم لشعب
أعزل من مرضى و أطفال و نساء
وشيوخ تهديدا لمصر بحكم كونها
الأقرب جغرافيا لقطاع غزة وهناك
الكثير من الروابط تجمع مواطني
مصر وغزة . و يأتي
التهديد الأخطر المتمثل في تلك
الحكومة الإرهابية اليمينية
المتطرفة والتي قال وزير
خارجيتها الإرهابي ليبرمان قبل
توليه وزارة الخارجية
الصهيونية بفترة وجيزة ( على
مبارك أن يأتي إلى إسرائيل أو
ليذهب إلى الجحيم ) فأي
صفاقة وأي وقاحة ,,, و تزايدت تلك
الوقاحة في الحديث من جانب
الحكومة الصهيونية المتطرفة عن
إعادة احتلال سيناء و عن فرض أمر
واقع يمس المصريين في أمنهم
القومي . علاوة
على ذلك أليست مصر تتحمل
مسئولية إسلامية و قانونية و
أخلاقية تجاه قطاع غزة ,,,, ألم
يحتل العدو الصهيوني قطاع غزة
في العام 1967م و هو واقع تحت
السيطرة السياسية و الإدارية
المصرية ,,, ألا يشكل ذلك واجبا
حتميا لمد يد العون للفلسطينيين
في غزة وتكريس مقاومتهم و
صمودهم ,,, إننا لا ننكر الدور
المصري في إعادة اللحمة للشعب
الفلسطيني و مجهوداتهم
المتواصلة في ذلك الشأن و لكن
نتمنى عليهم كذلك تطوير دورهم
بما يتلاءم و يتوافق مع موقعهم
من الدول المؤثرة و صاحبة الثقل
السياسي لا أن يتوقفوا عند
موضوع مثل موضوع خلية حزب الله و
الذي كان سبب تواجدها مد يد
العون للشعب الفلسطيني
ومقاومته في مواجهة كل ما يتعرض
له و يواجهه إننا
نؤكد أن شعب مصر عظيم و
لا ننسى مواقفه و لا مساندته
للشعب الفلسطيني و لكن أن تصل
الأمور إلى تجريم من يمد يد
العون للفلسطينيين في مواجهة
حرب إبادة شاملة تتمثل في حرب
همجية وعدوان ظالم قاتل -
والأولى العمل على تجريم و
محاكمة حكام الكيان الصهيوني
المسخ على ما اقترفوه من جرائم
همجية بحق الشعب الفلسطيني - فهذا
ما يزج بمصر إلى منحى ومنزلق
خطير يصعب علينا فيه أن نرى مصر
الكنانة تنزلق إليه . إن
الخطر عظيم وشامل و يهدد الأمة
بأكملها و لا مجال سوى احتضان
المقاومة لأنها هي الضمان
الوحيد للتصدي لهذا الخطر
ومواجهته لا أن نضيق الخناق و
الحصار عليها و نجرم من يساندها
,,, و مصر مناط بها الدور الهام في
دعم و مساندة المقاومة كونها
ملزمة باستعادة ذاكرتها والتي
سجلت صور مشرقة ومضيئة في
تاريخنا العظيم ,,, فمصر هي أرض
الكنانة ,,, لا أرض أخرى ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |