-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد  19/04/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


حملة معلنة وأخرى خفية

سوسن البرغوتي

الفصل المعلن من الحملة الموجهة ضد حزب الله، واعتقال مجموعة تنتمي للحزب، من الطبيعي أن تُلفق له تهم ما أنزل الله بها من سلطان، فقد حمّل نصر الله الحكومة المصرية مسؤولية  المشاركة بتشديد الحصار على القطاع أثناء الحرب، وطالب الشعب المصري فتح معبر رفح، كما حاول تقديم معونات للمقاومة في القطاع عبر الحدود  العربية، دون إخطار الحكومه المصرية، ولا ندري كيف يمكن التنسيق مع حكومة، تشارك بالحصار مشاركة مباشرة!.

 

إن أي حاكم عربي حالي أو مستقبلي، يرتهن للإملاءات الصهيونية - الأمريكية، لا بد له من أداء قسم الولاء، ليس خطبًا، فحسب، بل بخطوات إجرائية عملية. فزيارة اللواء عمر سليمان لأمريكا، أتت ثمارها، بتصعيد الهجمة ضد المقاومة، ليثبت أنه جدير بالرئاسة بعد مبارك في محاربة "الارهاب"، لكنه يتعارض بالوقت ذاته، مع تجهيز جمال مبارك للتوريث، لذا فالتنافس على الرئاسة في أروقة النظام المصري، حملة خفية داخل الحزب الحاكم، ومن يثبت جدارته بتنفيذ مهمة تجريم كل من يمد يد العون للشعب الفلسطيني بالقطاع، سوف يفوز بالرئاسة، ويبدو أن حملة الترشيح، قد بدأت في مصر.

 

نحن أمام أمرين، الأول تهمة دعم المقاومة الفلسطينية، وهذا الأمر لم ينفه السيد حسن نصر الله، بل إنه عمل مقاوم مشرف، والثاني تهمة اختراق السيادة المصرية، إذ قام بتحرك داعم للمقاومة الفلسطينية على الحدود العربية المصطنعة.

الاتهام غير المقبول يتركز على استهداف خلية حزب الله ضد أهداف مصرية و"إسرائيلية"، والتهم بُنيت على ما أعلنه السيد حسن نصر الله، إبان اغتيال الشهيد مغنية، عن الحرب المفتوحة. حسب ما تزعم الاتفاقية المشؤومة، مصر لا تُعتبر أرض معادية للكيان الغاصب، فالتحضير لضرب موانىء "إسرائيلية" ينتهك اتفاقية التطبيع وليس سيادة مصر.

 

 المقاوم سامي شهاب وآخرون اُعتقلوا حسب ما ذُكر، قبل الحرب على غزة بشهر أو أكثر، فلماذا أثيرت قضيتهم الآن؟

بالربط بين اتفاقية رايس- ليفني الأمنية، بفرض رقابة صارمة على مداخل قطاع غزة البرية والبحرية لمنع دخول السلاح، ووفقًا لاتفاقية كامب ديفيد التطبيعية، ليس بمقدور القوات المصرية زيادة قواتها على الحدود، فقد نشطت القوات المسلحة لمكافحته في سيناء، ويعزز إمكانية تواجد قوات أجنبية على الحدود، بغية منع "تهريب" السلاح للمقاومة في غزة، مع ضمان المعونات المالية لإنقاذ اقتصاد مصر، وتخفيض المساعدات على الصعيد العسكري.

 

النظام المصري الراعي للحوار الفلسطيني- الفلسطيني، وبإشراف رجال المخابرات في الاجتماعات، وتوجيه مباشر من رئيس  جهاز المخابرات العامة، يضعنا أمام مشهد قاب قوسين أو أدنى لحدوثه، بوصول اللواء عمر سليمان إلى السلطة، إن استطاع فرض شروط المسماة الرباعية الدولية، فيسدد ضربات للمقاومة اللبنانية، وكذلك الفلسطينية في آن.

 

من أضل طريقه، هو اللواء المرشح للرئاسة، بتقديرات زائفة، لسبب بسيط، أنه ليس اللاعب الرئيس ولا المنافس الوحيد على العرش القادم، والوريث المهيأ لن يصمت طويلاً عن السطو على السلطة، وبدوره سيلجأ للشعب، ليكشف وقائع الأحداث، ويلعب دورًا حكيمًا، بتهدئة الأمور، مع الإبقاء على الصلة التحالفية مع أمريكا والكيان الغاصب ومحمية رام الله، وهنا يبرز دور الإعلام، ودور أحمد أبو الغيط الدبلوماسي، الذي لا تغريه شهوة الرئاسة كثيرًا، بتخفيف حدة الهجوم على المقاومة اللبنانية، خاصة أن المعارضة لا علاقة لها بتلك الاتهامات المزعومة، وهي ليست من الواقع بشيء.

 

الحملة الخفية ستشهد ظهورًا أوضح على الساحة خلال الفترة القادمة، لتحديد أي من كفتي الميزان سترجح، فإما أسلوب المهادنة، الذي تعتمده سياسة أوباما، وإما نهج نتنياهو التصعيدي، بمعنى أوضح، إما الدبلوماسي المراوغ أو المجاهر علنًا ضد المقاومة، وكلاهما يصب في المصلحة "الإسرائيلية".

 

لقد أفقد النظام الريادة والهوية العربية لمصر، وسيخسر الجولة بالحالتين، لأن حزب الله مقاومة وليست نظامًا، ولا معارضة بمصر، والجولة ستصب لصالح المعارضة اللبنانية، سواء بالانتخابات الداخلية في لبنان، أو بالتفاف الشعب العربي ومساندته له كمقاومة، وسيبقى الشعب المصري وفيًا كما عهدناه لمعركة التحرير، ومناصرًا لقضايا أمته.

إن مواصلة المجاهرة في العداء للمقاومة، بدت جليّة، والسلطات المصرية لم تكتفي برفضها، بل بمحاربتها علنًا، عبر تلفيقات جناح اللواء عمر سليمان، الذي يستهدف المقاومة، ويتعامل مع القضية الفلسطينية على أساس أنه محتكر القرار بشأنها، وهذا بحد ذاته تقطيع أوصال القضية لجهة قطرية تطبيعية.

 

المتوقع، وبناءً على تضامن الفصائل الفلسطينية المقاومة مع حزب الله، ولأن المقاومة العربية بشكل عام مستهدفة، سيوضع النظام المصري على المحك، فإن لم يتم فتح معبر رفح، فلا حوار ولا هرولة مجانية تجاه قِبلة المعقل الرسمي العربي التطبيعي، لأنه يستحيل إعمار القطاع، والمعبر مغلق، أما التهدئة، فطالما أن الكيان الغاصب يواصل اعتداءاته على القطاع والضفة الغربية، ويصعّد  انتهاكاته بالقدس لتهويدها بالكامل، فهي بحكم تهدئة من الجانب الفلسطيني، وهذا لن يستمر طويلاً، وقضية المقاومة في سلة واحدة.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ