-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الرد
على أنصار كامب ديفيد بقلم
/ محمد سيف الدولة اشتعلت
المعارك فى الايام الماضية
حول معاهدة السلام المصرية
الاسرائيلية
، بمناسبة
مرور 30 عاما على توقيعها فى 26
مارس 1979 . ولقد
كشفت المناقشات الدائرة ، عن
شبه اجماع وطنى ، على ضرورة
التحرر منها ، بعد ما كشفه
العدوان الاخير عى غزة من خفايا
ومساوىء ، كانت محجوبة عن
العامة من الناس ، بفعل فاعل . وفى هذه
الورقة سنحاول تفنيد
اهم الحجج التى قدمها انصار
المعاهدة للدفاع عنها وتبريرها
: 1)
يدعون :
نحن نمثل القوم الاخيار
المعتدلين فنحن
انصار السلام ، نكره الحرب
وويلاتها . أما انتم فدعاة حرب
ودمار . * ونرد :
بأن الدعوة الى السلام مع
المغتصب الصهيونى
لفلسطين وغيرها ، هو قبول
للاغتصاب ، و هو انحياز للعدو ،
وتفريط فى الارض ، وضربا للسلام
الحقيقى المتمثل فى قدرتنا على
الحياة الآمنة المستقرة فى
وطننا مثل باقى أمم
و شعوب الارض . فالسلام
المعروض علينا هو سلام اسرائيل
وأمن اسرائيل . * ومع
ذلك ، فعندما نطالب بالغاء كامب
ديفيد ، فاننا لا نستهدف الحرب ،
وانما نستهدف التحرر مما فرضته
علينا من قيود فى تسليح سيناء
والدفاع عنها ، وقيود فى
السيادة ، وفى اقامة العلاقات
أو قطعها ، وتوقيع المعاهدات أو
الغاءها بما يتناسب ومصلحتنا
الوطنية والقومية . 2)
ويتفاخرون
: استرددنا سيناء
وحررنا ارضنا المحتلة . * ونرد :
بأننا كنا
قادرين على استرداد سيناء
بالقوة والقتال ، فلقد نجحنا
فى حرب 1973 فى التغلب على
العقبة الاساسية فى المعركة وهى
عبور قناة السويس ،
ومهما كانت العقبات
والمصاعب الحربية الباقية
لتحرير سيناء ، فانها تظل
أهون من المانع المائى . * كان قد
فات الكثير ولم يتبقى الا
القليل ، ولكن يا خسارة ! * كما ان
هناك فرق كبير بين استرداد
الارض بقوتنا وعرق جبيننا وبين
الاسترداد الحالى ، فهو مرهون
بشروط الاعتراف باسرائيل
والتطبيع معها واعطاءها
الاولوية على الامة العربية ،
والالتزام بالسياسة
الامريكية فى المنطقة ...الخ .
فان اخللنا باى شرط من هذه
الشروط ،
نكون عرضة لاعادة احتلال سيناء
مرة أخرى * وكما
يقال : لقد
أخذنا نحن سيناء ، واخذوا هم مصر
كلها * كما
اننا أخذناها منزوعة السلاح فى
ثلثى مساحتها ، ومقيدة التسليح
فى الثلث الباقى ، أى انها رهينة
يمكن للصهاينة
اعادة احتلالها فى أى وقت
يشاءون * ليس
هذا الكلام
من عندنا ، فآفى ديختر وزير
الامن الصهيونى صرح منذ بضعة
شهور انهم خرجوا بسيناء بشرط
امكانية العودة اليها متى
يشاءون بموجب ضمانات امريكية . * ومع
ذلك ان ذهبنا مذهبكم ، وباركنا
بنود الاتفاقية التى اعادت لنا
سيناء منذ 30 عاما ،
ألم يأن الأوان بعد
للتحرر من باقى البنود
وقيودها والمتمثلة فى تقييد
التسليح والتطبيع بالاكراه
والانعزال عن الامة العربية . 3)
ويعيرون
: فعلنا ما لم تستطع سوريا ان
تفعله حتى الآن ، فالجولان ما
زالت محتلة * ونرد :
بان رفض خيار السادات وخيار
كامب ديفيد لا يعنى على اى وجه
قبول الخيار السورى ، بل أن
لدينا عديد من التحفظات على
المواقف السورية . * ولكن
ليكن واضحا انه بعد انسحاب مصر
من الصراع ، لم تعد سوريا ولا
غيرها قادرة على الحرب ، فلا حرب
بدون مصر ، ولا نصر بدون مصر .
هذه هى دروس 14 قرن من تاريخ
امتنا . 4)
ويشمتون : الفلسطينيون
عادوا يطلبون الان بما سبق أن
رفضوه فى كامب ديفيد : * ونرد
: بأنه
ليس صحيحا ان كامب ديفيد قدمت اى
شىء ذى قيمة للفلسطينيين . * بل على
العكس لقد بيعت فلسطين للصهاينة
مقابل استرداد سيناء ، و لقد تم
بذلك بموجب الاعترف باسرائيل . و
قد لخص بيجين
ذلك فى مقولته عن السادات
عندما صرح قائلا : " فليأخذ
لمصر بقدر ما يعطى من فلسطين " *
والسادات لا يملك فلسطين
لكى يتنازل عنها . * كان
يستطيع أن يعقد ما يشاء من
معاهدات بدون الاعتراف
باسرائيل والتنازل عن فلسطين . * ان ما
خص الفلسطينيين فى كامب ديفيد
هى وثيقة الحكم الذاتى ، وهى
لاتتعدى كونها حكما ذاتيا
للسكان مع بقاء الارض تحت
الاحتلال . * ومع
ذلك الذين وقعوا اتفاق اوسلو مع
اسرائيل عام 1993 ، ماذا أخذوا حتى
الآن ؟ لم يأخذوا شيئا ، ولن
يأخذوا . * كما
انه ليس صحيحا ان كل
الفلسطينيين يطلبون الصلح مع
العدو الصهيونى . * لقد
رفض الفلسطينين وكل العرب
الاعتراف باسرائيل منذ 1948 * وكان
الحق معهم ، لانه لا يجوز لأحد
ان يتنازل عن جزء من وطنه للعدو
، حتى ان اختلت موازين القوى . * وما
زالت الغالبية العظمى من الشعب
الفلسطينى ترفض
الاعتراف باسرائيل . * وما
زالت المقاومة وقيادتها فى
الارض المحتلة ترفض التنازل عن
فلسطين 1948 * أما
اولئك الذين قبلوا الصلح مع
اسرائيل ، فهم مكرهون . ألم يرضخ
ابو عمار ورفاقه لذلك ، بعد ان
تم طرده من لبنان عام 1982 ونفيه
الى تونس ؟ * واضيف
للاكراه الصهيونى ، اكراه جديد
هو انسحاب مصر من المعركة ، ولا
حرب بدون مصر ، ولانصر بدون مصر . 5)
ويتخاذلون
: لا نستطيع ان نواجه امريكا * ونرد
مذكرين : ان المبدأ الوحيد فى
مواجهة الاعداء الذين يهددون
وجودنا و اختصاصنا باوطاننا ، و
سيادتنا عليها ، ويسرقون
خيراتها ، ويسلبوننا ارادتنا ،
ويسعون الى تبعيتنا ، هو ان "
الدفاع عن الوطن واجب مقدس " * هكذا
علمنا الشرائع والاديان
والدساتير ومواثيق القانون
الدولى و الأمم المتحدة وتجارب
التاريخ ونضال الاجداد
والاجيال السابقة ، وتجارب
الشعوب المحترمة فى كل اقاصى
الارض * ان
التنازل عن الاوطان والخضوع
للعدو بحجة انه الاقوى ، واننا
لا قبل لنا به ، هى مغالطة
مفضوحة ، وجريمة تصفها قوانين
العقوبات بالخيانة العظمى
، لان الاحتلال اساسا لا يتم
الا عندما تختل موازين القوى
لصالحه . فان انطلقنا من قاعدة
ان القوة فوق الحق ، فان هذا
يعنى ان نستسلم له منذ اللحظة
الاولى . * كما ان
التنازل للاقوى ، تزيده قوة
وتزيدنا ضعفا ، فنقدم تنازلا
جديدا ،
وهكذا فى دوامة جهنمية لا تنتهى
الا بالقضاء علينا . * لقد
كانت معظم بلاد العالم الثالث
محتلة فى وقت من الاوقات ،
ولكنها نالت حريتها بالجهد
والنضال والتضحيات * بل ان
العديد من الدول الكبرى
الحالية
قاتلت لتتحرر من الاحتلال
الاجنبى مثل
فرنسا فى الحرب العالمية
الثانية والصين فى الحرب
العالمية الاولى وما بعدها ، بل
أن امريكا ذاتها قاتلت الاحتلال
البريطانى . *
فالقاعدة الثابتة تاريخيا هى ان
الاستعمار لا يدوم ، والسبب
واضح ومنطقى و هو ان الاحتلال
بالنسبة للمعتدى هو مجرد مكاسب
اضافية يمكنه
ان يستغنى عنها ويعيش بدونها ،
اما الاحتلال بالنسبة الى
المعتدى عليه ، فهو تهديد
لوجوده ذاته . * ولذلك
تنجح الشعوب دائما فى التحرر
ويحمل الاستعمار عصاه ويرحل . *
وبالتالى فحجة اننا لا قبل لنا
بالولايات المتحدة او بغيرها ،
هى حجة غير مقبولة وغير لائقة ،
ويجب الامتناع عن مناقشتها
اساسا ، فهى
خارج السياق الوطنى . * ومع
ذلك ، عندما خاف الرئيس السادات
من امريكا وقرر السير فى ركابها
، والخضوع لشروطها ، لم تكن
وحدها فى الميدان ، فقد كان هناك
ايضا الاتحاد السوفيتى
. وكان لدينا ارادتنا
الوطنية ، وكان معنا كل الدول
العربية وكل دول العالم الثالث
وعدم الانحياز. * وبعد
سقوط الاتحاد السوفيتى وانفراد
الولايات المتحدة بالعالم ،
اصبحت اشد خطورة علينا ، وهو ما
ثبت فى احتلالها للعراق وفى
دعمها اللانهائى لاسرائيل ، و
فى سعيها الى تفتيت السودان
وغيرها ، و فى ضغوطها المستمرة
على مصر . واصبح التحرر من
هيمنتها اهم من ذى قبل ، و
الصمود امامها وليس الخضوع لها
، هو الموقف الوطنى الفطرى
والطبيعى . * وكل
الدول المحترمة فى العالم تفعل
ذلك ، وتصر على التمسك
باستقلالها وسيادتها وأقربهم
الصين والهند و ايران وفنزويلا . * و مع
ذلك فليس السبيل الوحيد للتعامل
مع امريكا ، هو الاشتباك معها
عسكريا ، وانما
قد يكون باستعادة ارادتنا
الوطنية ، ولم الشمل العربى ،
وتجميع عناصر قوتنا ، والتعامل
معها بندية ، و حصار مصالحها
الاقتصادية والاستراتيجية
فى بلادنا للضغط عليها
لتغيير سياستها من قضايانا
القومية . هكذا فعلنا بسلاح
النفط عام 1973 . وهكذا يجب ان يكون
سلوك الامم الحرة. 6)
و يتنازلون
: "
اسرائيل امر واقع وهى عضو فى
الامم المتحدة ومعترف بها دوليا
ولن نستطيع استرداد فلسطين منها
أبدا ." * نعم هى
امر واقع ، ولكن بمعنى انها عدو
قائم بالفعل ، حقيقى وليس وهمى ،
و إلا من
الذى كنا نحاربه طوال هذه
السنين ، ومن الذى كان يعتدى
علينا ويقتلنا ، ويغتصب اراضينا
طول الوقت . فلم نكن نحارب
طواحين الهواء ، نعم هى امر واقع
بهذ المعنى . * اما
اسرائيل التى نرفض الاعتراف بها
، فهى دولة اسرائيل المشروعة
الطبيعية ، فالاعتراف الذى
يطلبه منا الصهاينة والذى
اعطاها اياهم السادات هو
الاعتراف بشرعية الاغتصاب
الصهيونى لفلسطين ، والاعتراف
بان هذه ارضهم التاريخية ،
وانهم نجحوا فى تحريرها من
الاحتلال العربى الذى قائما
فيها منذ الفتح العربى . * ان مثل
هذا الاعتراف قد رتب آثار خطيرة
اهمها : دعم
الرؤية الصهيوينة المزيفة
للتاريخ والتى تنطلق من أن
الوجود العربى فى المنطقة هو
وجود استعمارى غير مشروع يجب ان
يزول ، وهو ما ينطبق على فلسطين
1948 وعلى الضفة الغربية وغزة ،
وينطبق علينا نحن ايضا فى مصر .
انه انتحار. * ومن
آثاره ايضا ان اكثر من 80 دولة
اعادت علاقتها باسرائيل بعد
اعترافكم بها ، مما ساعد على ضخ
دماء جديدة فى اقتصاد الكيان
الصهيونى أطالت عمره لعدة عقود
قادمة ، وخففت العبء على كاهل
حلفاؤه الرئيسيين امريكا
واوروبا الغربية . * وايضا
اعطى اعترافكم ، الضوء الاخضر
لكل القوى الطائفية فى الوطن
العربى ، وبمساندة من الصهاينة
، لتكرار
نموذج الدولة اليهودية و تأسيس
دويلات طائفية شيعية وسنية
وكردية ودرزية ومارونية وقبطية
وامازيغية وهكذا ، فى اتجاه
مزيد من تفتيت الامة العربية .
وتهديد لكيان دولكم ذاتها ،
القائمة منذ
الحرب العالمية الاولى . * كما ان
فى تاريخنا القديم والحديث
امثلة ونماذج ناجحة وملهمة على
قدرتنا على تحرير ارضنا
المغتصبة ، فلقد سبق ان حررنا
المشرق العربى من الاحتلال
الفرنجى الذى
دام ما يقرب من 200 عاما (1096
1291 ) . والجزائر تحررت بعد
احتلال فرنسى دام 130 عاما (1830
1962) والامثلة كثيرة . فلا
تضعفوا من عزائمنا . * اما
الامم المتحدة وما يسمى
بالشرعية الدولية فلا يجب ان
تكون مرجعية لنا على اى وجه
، فكل الشرعيات الدولية
والقوى الكبرى على امتداد قرنين
من الزمان هى التى سلبت منا
حياتنا واحتلت اوطاننا
وناصبتنا العداء ولا تزال ،
انهم العدو الاصلى .
* وها هى
الصين لم تعترف ابدا
بانفصال تايوان عنها ، و كذلك لم
تعترف المانيا الاتحادية بعد
الحرب العالمية الثانية بشرعية
المانيا الشرقية ، ونحن فى مصر
لم نعترف ابدا بشرعية الاحتلال
البريطانى لنا ، وكذلك فعلت كل
الشعوب العربية وباقى شعوب
العالم فى
مواجهة مستعمريها . *
وأخيرا ، افيدونا ، افادكم الله
، بأى منطق تطالبون الشعب
الفلسطينى بالتنازل عن ارض 1948
لاسرائيل ، فى الوقت الذى رفضتم
، عن حق ، التنازل عن شبر
واحد من الارض المصرية فى طابا . 7)
ويراوغون
: " لا يجب ان نتورط فى اى
حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل
كما حدث فى 1967 " * ونرد :
انكم تتناسون
ان ما حدث فى 1967 كان عدوانا
صهيونيا بدعم
أمريكي ، مخطط
له سلفا منذ عدة سنوات . * وهو
العدوان التوأم لعدوان 1956 ، وفى
المرتين لم نكن نحن البادئين . * وأى
عدوان يجب ان يرد . أم أن لكم
رأيا آخر ؟؟ * و أن
الخطأ الكبير الذى وقعنا فيه فى
1967 لم يكن التورط فى الحرب ،
وانما كان فى عدم الاستعداد لها
. * ولقد
استعددنا جيدا فى 1973 ، وكدنا أن
نفعلها ، لولا خوف السادات . * و
الموقف الصحيح الآن ليس هو
الهروب من الحرب ، بالصلح مع
اسرائيل ، وانما هو الاستعداد
الدائم للعدوان القادم . *
واخبرونا كرم الله وجهكم ، ألم
تحاربون مع الامريكان فى حرب
تحرير الكويت ؟ وألم تقدموا
تسهيلات جوية وبحرية وأمنية
للقوات الأمريكية فى غزوها
للعراق ؟ * ومع
ذلك ، فنحن عندما نطالب بالغاء
كامب ديفيد ، فاننا لانطالب
بدخول الحرب ، وانما نسعى الى
التحرر من قيودها واستعادة
حريتنا فى تسليح سيناء و الدفاع
عنها ، واستعادة حقنا فى اقامة
او قطع العلاقات مع اسرائيل
مثلها فى ذلك مثل اى دولة اخرى ،
وحقنا فى العودة الى الصف
العربى بما يحقق مصالحنا
الوطنية والقومية ، وحقنا فى
الاختيار طوعا بين التطبيع او
المقاطعة مع
اسرائيل بما يخدم مصالحنا
الوطنية وليس فرضا واكراها . * و انتم
ترددون حجة التوريط هذه ، كلما
طال العدوان الصهيونى اى
قطرعربى ،
وكلما طالبناكم بالتحرك لدعم
الحقوق العربية ونصرة الاشقاء . *
ولكننا عندما نطالبكم بدعم
اهالينا فى فلسطين ، و بفتح
المعبر أو سحب السفير أو تجميد
العلاقات ، او الضغط فى المنابر
الدولية ، فان كلها مطالب بسيطة
وممكنة لا يمكن ان تؤدى الى حرب
، الا ان كان التزاماتكم بموجب
المعاهدة أسوأ بكثير مما نعلم . 8)
ويتحايلون : " كفى حربا من
أجل فلسطين ، ولننتبه الى
انفسنا قليلا " * ونرد :
هذه مغالطة كبيرة اخرى ، فاننا
لم نحارب الحروب الاربعة
الاخيرة من اجل فلسطين ، فحرب 56
و 67 و الاستنزاف و 73 هى حروب من
اجل تحرير الارض المصرية
المغتصبة من العدوان الصهيونى * و نكرر
أننا لم نكن نحن فى اى مرة من هذه
الحروب ، البادئين بالعدوان . * و هم
لم يعتدوا علينا ، لاننا حاربنا
من اجل فلسطين ، ولكن لكى
يرغموننا على الاعتراف
باسرائيل ، وعلى الانصياع
لسياسات الولايات المتحدة . 9)
وينسحبون و يتملصون
: " مشكلة فلسطين ليست
مشكلتنا " * ونرد :
تنتمى كل من مصر وفلسطين الى امة
واحدة ووطن واحد منذ الفتح
العربى الاسلامى
. بما يعنيه ذلك
من وحدة الشعب و الارض و
التاريخ و الحضارة و اللغة
والمصير ومن ثم وحدة العدو و
الصديق . * و
تجاهل هذه الحقائق يرتد بنا الى
ما قبل الميلاد ، عندما كنا نحن
وفلسطين وكل الشام تحت الاحتلال
الاجنبى لاكثر من 9 قرون متواصلة
. فعزل مصر عن امتها العربية
الاسلامية هو عودة الى حلول
واختيارات ثبت فشلها منذ اكثر
من 2300 عام . * فان لم
تستوعبوا ذلك ، فيكفيكم ان
المشروع الصهيونى تأسس فى
مواجهتنا جميعا ، واستهدف
اوطاننا جميعا طبقا لوثائقه
وسياساته على امتداد قرن من
الزمان . * فان لم
يكن ، فلأن الكيان الصهيونى ما
زال يستهدف إعادة احتلال سيناء
، طبقا لآخر
الاستطلاعات ، وأحدث التصريحات
الصهيوينة . * فان
أصررتم رغم كل ذلك ،
على التخلى
عن فلسطين فلا تقايضوها بسيناء
، لأن فى هذا مشاركة فى العدوان
، وانحياز الى المغتصب . 10)
ويكذبون :
" تخلى عنا العرب وتركونا
نواجه اسرائيل منفردين " * ونرد :
أن هذا ليس صحيحا على الاطلاق ،
فبعد هزيمة 1967 ، قررت الدول
العربية مجتمعة فى مؤتمر
الخرطوم ، دعم
مصر بكافة الامكانيات المطلوبة
، و تعويضها عن خسائرها الناجمة
عن اغلاق قناة السويس . * وقبل
ذلك واثناء العدوان الثلاثى ،
قامت سوريا بتفجير انابيب
البترول فى 14 نوفمبر 1956 ، مما
أدى مع اغلاق قناة السويس ، الى
حرمان انجلترا وفرنسا من
البترول العربى ، ومثل ذلك ضغطا
كبيرا على قوى العدوان . * وفى
حرب 1973 تاكد هذا الدعم وشاركت
دول النفط العربية
بتوظيف البترول كسلاح للضغط
على الولايات المتحدة ودول
اوروبا الغربية وهو ما مثل
سلاحا شديد الفاعلية . وكان
الرئيس السادات هو الذى طلب من
دول النفط الكف عن هذا السلاح فى
22 فيبراير 1974 * كما
شاركت دول عربية اخرى مثل
العراق والجزائر وليبيا بدعم
عسكرى مباشر للقوات المصرية * فلم
يتخلى عنا أحد أبدا طوال ايام
المعركة ، ولكن بدأت المشاكل مع
ظهور اتجاهات السادات حول قبول
وقف اطلاق النار والدخول فى
مفاوضات فض الاشتباك مع العدو . * ولكن
حتى لوصح ذلك ، وهو غير صحيح ،
فان الموقف المبدئى من العدو
لاتحكمه مواقف الدول العربية
وأنظمتها . وانما تحكمه المصالح
الوطنية والقومية التى يجب ان
تنطلق من ان وجود واستمرار هذا
الكيان الصهيونى يمثل تهديدا
حالا ومستقبليا لوجودنا وأمننا
القومى . 11)
ويبررون : "
لم يكن أمام السادات بديلا
آخر" * ونرد :
أن هذا ليس صحيحا على الاطلاق ،
فلقد نجحنا فى تخطى العقبة
الاصعب وهى عبور قناة السويس * وكان
وضعنا بعد حرب اكتوبر ، أفضل
كثيرا من وضعنا بعد 1967 حين قررنا
الصمود ومواصلة القتال . * كان
يملك ان يعيد تنظيم صفوفه
ويستعد لاستكمال معركة التحرير
ولو بعد عدة اشهر او حتى عدة
سنوات * وكان
يملك ان يصفى الثغرة عسكريا ،
بدلا من ان يقبل بانسحاب القوات
المصرية التى عبرت ، ويعيد 90 %
منها مرة أخرى
الى غرب القناة مقابل
انسحاب القوات الاسرائيلية من
الغرب الى الشرق . * و كان
يمكن أن يستمر فى توظيف التوازن
الدولى بين امريكا والسوفيت ،
بدلا من وضع 99 % من الاوراق فى يد
الامريكان . * وكان
يمكن ألا يطلب من دول النفط بوقف
سلاح البترول كما فعل ، وأن
يستمر الضغط الى حين الانسحاب . * وكان
يمكن ان يرفض ادخال
المراقبين الامريكان الى
سيناء فى اتفاقية فض الاشتباك
الثانى 1975 * وان
يرفض نزع سلاح ثلثى سيناء
وتقييد الثلث الباقى * و ان
يرفض ان تكون الرقابة الاجنبية
الحالية فى سيناء ، امريكية
الادارة والتكوين والتحالف
* وان
يرفض المعونة الامريكية ، خاصة
العسكرية منها * وان
يرفض الشروط الامريكية الخاصة
بمصر اقتصاديا وسياسيا والتى
صاغت مصر على المقاس الامريكى . * كان
هناك الكثير الذى يمكن ان نفعله
، بحرب أو بدون . * لم يكن
هناك اكثر من البدائل . 12)
ويقايضون : "
السلام هو الرخاء . " * ونرد :
دعونا نتفق أولا على أن قضايا
الوطن و الوجود والاستقلال ليست
مجالا للمقايضة فى
بورصة الارباح والخسائر
الاقتصادية . كما أن الشعوب لا
تحسبها بهذ المنطق وإلا ما قدمت
ملايين الشهداء دفاعا عن
أوطانها وأراضيها ، وما نجح
أحدا أبدا فى التحرر من
الاحتلال . * ولنتفق
ثانيا على أنه فى الحساب
الختامى ، لن يتحقق الرخاء
الحقيقى الا بتحرير كامل التراب
الوطنى ، فالارض هى مصدر الخير
والامكانيات ، لنا وللاجيال
القادمة . * ومع
ذلك فإن ذهبنا مذهبكم ، فدعونا
نرصد من الذى حصد سلامكم مع
اسرائيل ؟؟ * لقد
حصدته طبقة رجال الاعمال التى
صنعتها المعونة الامريكية
للدفاع عن السلام وعن التبعية
لامريكا ، أما باقى الشعب الطيب
الذى صنع النصر وقدم التضحيات ،
فلقد خرج من المولد بلا حمص . *
ولنقرأ معا ما ورد فى تقرير
التنمية البشرية الصادر عام 2007
، بعد 33 سنة من السلام : * 14
مليون مصرى يعيشون تحت خط الفقر * منهم 4
مليون لا يجدون قوت يومهم * وان 55 %
من المصريين فقراء * وان
مصر تحتل المركز 111 فى ترتيب
البلاد الاكثر فقرا * وانه
فى المقابل هناك 20% من المصريين
يملكون 80 % من ثروات البلاد * وان 1 %
من فقط من هؤلاء
يمتلكون 50 % من حجم هذه
الثروات *
ويتشارك ال 99 % من باقى الاغنياء
فى ال 50 % الباقية * و ما
خفى كان اعظم
. 13)
ويرهبوننا :
" الالغاء يعنى الحرب " * ونرد :
ان كان ما تدعونه من ان الغاء
المعاهدة يعنى بالضرورة حربا مع
اسرائيل ، فان هذا دليلا لنا
وليس علينا ، على ان هذه معاهدة
بالاكراه ،
يجب التحرر منها . * واذا
كان ذلك كذلك ، فالى متى نظل
نعيش تحت التهديد والاكراه ؟
فاتفاقيتكم ليس لها مدة زمنية
مثل باقى الاتفاقيات المماثلة . * ولكن
ما تدعونه غير صحيح ، فاسرائيل
والولايات المتحدة ستفكران ألف
مرة قبل أن تزجا بمصر مرة أخرى
فى الصراع . * ولقد
سبق أن قامت
مصر فى 8 أكتوبر 1951 بالغاء
معاهدة 1936 من طرف واحد ، فى وقت
كانت قوات الاحتلال البريطانى
لا تزال فى القنال . * كما
قامت فى نفس اليوم والتاريخ
بالغاء اتفاقى 19 يناير 1899 و
10 يوليو 1899 الخاصين
بالسودان . * و فى
1956 نجحت مصر فى تأميم قناة
السويس ، والغاء لاتفاقية
القناة الموقعة فى 1869 . * وفى 5
مارس 1984نجحت القوى الوطنية
اللبنانية فى الغاء المعاهدة مع
اسرائيل التى كان قد تم توقيعها
بالاكراه فى 17 مايو
1983 . *
والامثلة كثيرة ، وكلها كانت فى
نهاية المطاف خطوات ناجحة فى
طريق التحرر
. 14) ثم
يخادعون : " نحن مضطرون
ومجبرون على الاستمرار فى
المعاهدة حتى لا نعرض مصر
لمخاطر جسيمة ، نحن نحمي الشعب
ونقود السفينة الى بر الامان
." * ونرد :
ان كنتم مجبرين بالفعل ، فانتم
مكرهون ، والاكراه
كما قلنا من قبل يبطل التصرف
، طبقا لقواعد القانون الدولى . * ولكن
الحقيقة غير ذلك ، فانتم راغبون
ولستم مجبرين . والا فلماذا
تصدرون البترول والغاز
لاسرائيل ؟ ولماذا وقعتم
اتفاقية الكويز و لماذا تغلقون
المعبر ، وتحاصرون أعداء
اسرائيل من القوى الوطنية
، ولماذا توالون امريكا فى
كل صغيرة وكبيرة .....................الخ
* ان
كنتم مجبرين بحق ، ففرملوا
الهرولة الحالية فى اتجاه
التطبيع . وخططوا لمستقبل متحرر
من كامب ديفيد وامريكا ، ولو بعد
حين . 15)
واخيرا يتحدوننا
ويسألون:"كفى مزايدة ، هل
لديكم الآن من بديل؟ " ونرد :
بالطبع ، هناك العديد من
البدائل التى تطرحها القوى
الوطنية ، وهو موضوع حديثنا
القادم ان شاء الله . ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |