-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
قطع
نتنياهو قول كل مفاوض محمد
خضر قرش/القدس الكلمات
والعبارات والجمل التي دشن فيها
رئيس الوزراء الإسرائيلي
نتنياهو فترة حكمه اليميني
المتطرف كانت قاطعة مانعة غير
قابلة للتأويل أو التفسير أو
الاجتهاد ولم تكن عباراته هو
قاطعة فحسب وإنما شريكة المتطرف
رائد وصاحب فكرة التهجير
افيغدور ليبرمان – وزير
الخارجية الجديد الذي
بدأ التحقيق معه من قبل الشرطة
بتهم عدة من ضمنها الفساد
واختلاس الاموال– وقد
كانا واضحين وصريحين بدرجة غير
مسبوقة ولا تحتاج الى عناء
الاستنتاج أو القراءة ما بين
السطور . الاثنان قالا بصوت عال
و متجانس ومتكامل وبدون خشية أو
تردد أو تلعثم، أن لا مجال
للحديث عن الأرض ( يقصدان الأرض
الفلسطينية) لان استمرار الحديث
عنها وفقا لرئيس الوزراء الجديد
عرقل على الدوام تحقيق تقدم نحو
التسوية . لذلك فان إسرائيل
تعتبر نفسها في حل من
الالتزامات أو التسويات التي
تقوم على أساس الدولتين وان
الاتفاق الوحيد الملزم لها هي
خريطة الطريق التي وضعت عليها 14
تحفظا وحتى هذه لن
يتم التفاوض عليها إلا بعد أن
يلتزم الفلسطينيون بالكامل بما
طلب منهم . وحتى هذه السطور لا
نعلم ما هي الالتزامات التي اخل
بها الفلسطينيون ولم يوفوا بها
؟ فوفقا للجنرال دايتون وأكثر
من مبعوث أمريكي وأوروبي فقد
نفذ الفلسطينيون بكل ما هو
مطلوب منهم وأكثر . ليس هذا
فحسب، بل
ان رئيس الوزراء بنيامين
نتنياهو قال وبالحرف " بان ما
يهدد إسرائيل شيئان هما : السلاح
النووي الإيراني والتطرف
الإسلامي" . وكأنه لا يوجد
سلاح نووي إسرائيلي فتاك وتطرف
يهودي موغل في كره وازدراء
الآخر . نتنياهو قال وبشكل لا
لبس فيه أو غموض بأنه سيعمل على
تحقيق السلام الاقتصادي !!! والأمن
عبر محاربة الإرهاب ومن ثم
تحقيق السلام دون التطرق إلى
موضوع الأرض التي عرقلت على
الدوام التوصل الى تسوية سلمية
حسب قوله . "على الفلسطينيين -
وكذلك العرب - وفقا لنتنياهو أن
يلقنوا أطفالهم
ويعدوهم بان إسرائيل هي
الدولة القومية للشعب
اليهودي" بينما على إسرائيل
أن تلقن أطفالها وجنودها عبر
رسومات وصور موثقة لا تخطئها
العين بأن قتل المرأة الحامل
يعني قتل شخصين في رصاصة واحدة
وأن قتل الطفل الفلسطيني هو
الأهم لأنه أساس المشكلة. بنظر
نتنياهو فإن إيران تشكل الخطر
الأكبر على الإنسانية وأن
التطرف الإسلامي هو سبب الأزمة
الأمنية الإسرائيلية والعالمية
الحالية، وليس إسرائيل المحتلة
للأرض الفلسطينية والممتلئة
بالأسلحة الفتاكة النووية
والكيماوية وغيرهما. ولو جرى
التصويت على هذا التصريح لتم
تصنيفه ضمن عجائب وغرائب الدنيا
السبع؟! رئيس الوزراء الجديد لن
يتفاوض مع الفلسطينيين على
تحقيق السلام الاقتصادي والأمن
والتسوية السياسية المجهولة
الأغراض والمقاصد إلا بعد أن
يقوم الفلسطينيون بإسقاط حركة
حماس ومحاربتها ومقابل ذلك فهو
سيعمل على بناء أجهزة أمنية
فلسطينية ويسلحها بسخاء لتحقيق
الغرض المشار إليه. [
الموقف الفلسطيني] حسنا
أعلن المفاوضون الفلسطينيون
وفي المقدمة منهم الرئيس أبو
مازن بأنه لن تجري أية مفاوضات
مع الحكومة اليمينية الحالية
إلا بعد اعترافها بحل الدولتين
وكافة الاتفاقيات والالتزامات
بما فيها أنابوليس . فإذا كان
يتوجب على الولايات المتحدة
بصفتها الراعية الأساسية
للمفاوضات ومعها الاتحاد
الأوروبي وروسيا الاتحادية
والصين وممثل اللجنة الرباعية
في فلسطين(توني بلير) إعلان
مواقفهم الصريحة والواضحة من
التراجع الإسرائيلي عن مبادئ
السلام وأسس المفاوضات
ومرجعيتها وحل الدولتين ، فإن
الجانب الفلسطيني بالذات يقع
عليه عبء الابتعاد عن أية
مفاوضات مهما كانت طبيعتها
وأسبابها وظروفها مع الحكومة
اليمينية الحالية. العالم
كله يجب أن يعرف من هو المعطل
للمفاوضات ومن هو الذي يعارض حل
الدولتين ومن الذي يحاول تغيير
أو استبدال مرجعية المباحثات؟ .
لذلك فالجانب الفلسطيني عليه أن
ينأى بنفسه بعيدا عن استقبال أي
مبعوثين أو اتصالات من الحكومة
الجديدة حتى تعلن بشكل قاطع
وحازم ليس الاعتراف بحل
الدولتين وقرارات مجلس الأمن
ذات العلاقة فحسب وإنما الإقرار
الواضح بكافة ما تم الاتفاق
عليه مع الحكومات المتعاقبة .
الجانب الفلسطيني سيخسر كثيرا
إذا بدأ المفاوضات مع الحكومة
الإسرائيلية الحالية من نقطة
الصفر أو من المربع الأول، ذلك
هو الخطأ الجسيم الواجب على
الفلسطينيين تجنبه وعدم الدخول
في اللعبة الإسرائيلية
المتكررة والمنقولة أو المرحلة
من حكومة إلى أخرى. لقد قطع
نتنياهو قول كل مفاوض فلسطيني
وكذلك فعل ليبرمان مع الاعتذار
الشديد " لجهينة" التي قطعت
قول كل خطيب. المطلوب منا إنجاح
الحوار الفلسطيني الجاري في
القاهرة حاليا لانجاز المشروع
الوطني الفلسطيني بإقامة
الدولة المستقلة وعاصمتها
دائما القدس. لا يحق
لأي دولة في العالم بعد بلوغ
ليبرمان منصب وزير الخارجية
الإسرائيلي أن تعترض أو تحتج
على دخول حركة حماس حكومة
الوحدة الوطنية. فلا يوجد من هو
أكثر تطرف منه ولا أكثر كرها
للسلام الحقيقي والعادل منه. لقد
سقطت كل الأقنعة وتهاوت كل
التبريرات التي كانت تختبئ
وراءها الحكومات الإسرائيلية
المتعاقبة ، لقد ذاب الثلج وظهر
المستور تحته وهو الوجه الحقيقي
للمتطرف ليبرمان وغيره. ما حصل
في اسرائيل اخيرا قد يكون فرصة
لنا جميعا لتوحيد الصفوف
والتركيز على البناء الداخلي
وتدعيم الوحدة الوطنية . يجب عدم
تجميل او تغيير الوجه العنصري
اليميني للحكومة الجديدة وعلى
العالم أجمع أن يقوم بدوره في
لجم حكومة نتنياهو وان يتحمل
مسوؤلياته بشكل لا لبس فيه ولا
غموض وفي المقدمة منهم العرب.
ذلك هو ما يجب التركيز عليه
وفعله في المرحلة القادمة لانه
لا امل يرتجى من المفاوضات مع
هذه الحكومة . ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |