-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 25/04/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الأسرى.. المقاومة طريق الحرية

بقلم : فارس عبد الله*

الأسر والقيد سياسة صهيونية ممنهجة ,تهدف إلى قمع الشعب الفلسطيني ,ومنعه من التحرك باتجاه الدفاع عن حقوقه واستقلاله , لقد استعملت الحكومات الصهيونية المختلفة سياسات الاعتقال العشوائي ,والأحكام العالية بحق مختلف شرائح الشعب الفلسطيني, ولم يسلم أي بيت فلسطيني , من محنة الاعتقال في السجون الصهيونية ,فلقد اعتقلت القوات الصهيونية ,أكثر من 650 ألف فلسطيني ,منذ العام 1967م من , بينهم أكثر من 10000 آلاف سيدة فلسطينية,إلا أن الشعب الفلسطيني واجهة تلك السياسة , بعناد وتحدي وحول السجون الصهيونية إلى قلاع لتخريج الرجال والمقاومين , وأضحت السجون جامعات منبع لفكر الصمود والإبداع والثورة , بفضل إيمان الأسرى و ما يتمتعون به من إرادة والاستمرار بالمواجهة , وعدم الانكسار التي صبغت ثقافة الأسرى بل المجتمع الفلسطيني المقاوم .

 

ولما كانت الغاية من سياسات الأسر والاعتقال , إخماد جذوة الانتفاضة والمقاومة , وإرهاب المواطن الفلسطيني , من الاقتراب من العمل المقاوم والرافض للاحتلال , عبر إصدار الأحكام العالية وأساليب التعذيب المختلفة , كان على المقاومة الفلسطينية مواجهة هذه السياسات الصهيونية , فأصبحت قضية الأسرى أحد أبرز دعائم المقاومة الفلسطينية , واعتز المجتمع الفلسطيني ولا يزال , بالأسرى ولقد كانت تضحياتهم جزء أصيل من نضال الشعب الفلسطيني والذي لم ينقطع في الأسر وبعده , وشكل الأسير حالة ثورية لا تنقطع وشعلة كفاح لا تنطفئ , وأصبحت قضية الأسرى باروميتر يكشف عن حجم الاستعداد لذا الجماهير الفلسطينية , وسجلت الأيام هبات جماهيرية كثيرة للتضامن مع الأسرى , زادت من وتيرة الانتفاضة واشتعلت الأرض ناراً ضد الاحتلال وسياساته .

ولم يستطيع المحتل الصهيوني , كسر إرادة الفلسطيني الأسير , بالرغم من ضيق الزنزانة وشدة القيد , وكان الأسير دائما رمزاً للإنسان الحر رغم الأسلاك الشائكة , وخضع الاحتلال في أكثر من مرة لمطالب الأسرى , وهم يخوضون معركة الأمعاء الخاوية في ترسيخ لثقافة المقاومة , وأن الإنسان يستطيع أن يقاوم عدوه , بأساليب ترتفع وترتقي بالمسألة الوطنية وأن الأسير لا يسحب من بطنه , بل سيحول أمعائه لحبل مشنقة للسجان , وحققت الحركة الأسيرة أكثر من انتصار , في تاريخ صراعها التراكمي مع إدارة السجون الصهيونية.

 

وتقع المساندة واجبة من الكل الفلسطيني , من أجل رفع المعاناة عن الأسرى والعمل على إطلاق سراحهم , من خلال رفع قضيتهم للمحافل الدولية , والاهتمام الإعلامي وشرح ما يتعرضون له , من أساليب قمع وتعذيب وحرمان من أبسط الحقوق , ومواجهة المصطلحات التي يحاول العدو فرضها , على ميدان التعامل مع قضية الأسرى , من قبيل الأيدي الملطخة بالدماء وأسرى القدس وأسرى ال48 , في محاولة فاشلة للتفريق بين أبناء القضية الواحدة والهم الوطني المشترك , كل هذه القضايا وغيرها تحتاج منا وقفة جادة , نساهم في تعزيز حضور قضية الأسرى في مختلف الميادين .

ولما كان عدونا لا يفهم إلا لغة القوة , فمن الضروري الاتجاه في خيار القوة لتحرير أسرانا الذين أغفلتهم الاتفاقيات الموقعة , واستخدمهم الاحتلال كرهائن في سياسات الابتزاز وخاصة أصحاب المؤبدات من الأسرى القدامى , الذين لم يشفع لهم توقيع اتفاقية التسوية واعتراف المنظمة بالكيان الصهيوني , بل استمر العدو باحتجازهم من أجل فرض مزيداً من التنازلات , واقتصرت معالجة قضية الأسرى على مبادرات حسن النية , من قادة الكيان الصهيوني , وللأسف فأن المفرج عنهم لم يكونوا من عصب الأسرى , بل اقتصرت على من تبقي له أشهر من محكوميته , وأصحاب القضايا جنائية , وبقيت الأسماء التي اقترنت بتاريخ من الصمود يرافقها لقب الـ 10 مؤبدات فما فوق حبيسة القيد والزنزانة.

ومع اندلاع الانتفاضة وزيادة أعداد الأسرى تحركت المقاومة في داخل الأرض المحتلة وفجرت موضوع أسر الجنود والمستوطنين لمبادلتهم بالأسرى وأصبح هاجس الوقوع في الأسر يلاحق الجنود الصهاينة , وصلت محاولات أسر الجنود إلى أكثر من عشرة عمليات , و كان لهذا التحول في عمل المقاومة لتحرير الأسرى, صدي داخل المؤسسة الصهيونية التي عملت بكل طاقاتها لإحباط اى عملية أسر أو إرباك أى عملية تفاوض غير مباشر من اجل كسب الوقت للحصول على معلومات أمنية عن عملية الأسر والمكان المحتجز به الأسير وتعمل على إحباط العملية حتى لو تم قتل الأسير وهذا ما حصل في عملية أسر الجندي ناخشون بالقدس المحتلة.

وبعد انتفاضة الأقصى تطور العمل المقاوم وأساليبه , كانت المقاومة لا تزال تفكر في كيفية اسر جنود صهاينة , لتحقيق هدف إطلاق سراح اكبر عدد , من الأسرى في السجون الصهاينة , ومعظم العمليات الكبيرة للمقاومة وحسب بياناتها العسكرية , أو نمط العملية وتجهيزها والتي استخدمت فيها تقنية الأنفاق , والتي أرعبت العدو الصهيوني وعجلت برحيله عن قطاع غزة مهزوماً مدحوراً  كانت تهدف لعمليات أسر جنود .

جاءت عملية الوهم المتبدد ,وبنتائجها العسكرية المميزة سجلت ضربه قوية ,وصفعة مدوية في وجه قيادة الكيان الصهيوني ,فلقد تم اقتحام موقع عسكري محصن وتمكنت المقاومة من قتل ثلاثة جنود , وتدمير عدد من الآليات وأسر جندي صهيوني حياً يرزق , عادت المقاومة بالجندي الأسير جلعاد شاليط , وكان بارقة أمل للأسري وعوائل الأسري , في ظل تعنت المحتل الصهيوني بخصوص قضية الأسرى , وبعملية أسر شاليط وصلت الرسالة للكيان الصهيوني , أن سياسية الاعتقالات لن تكسر عزيمة الشعب الفلسطيني ومقاوميه , وأن استمراره باعتقال أبناء شعبنا سيجعل من جنوده عرضه لعمليات الأسر , والمقاومة الفلسطينية لن تسمح بإغلاق باب الزنزانة , على أي أسير فلسطيني وستعمل بكل ما أوتيت من قوة , من أجل إطلاق سراحهم بلا استثناء .

ــــــ

*كاتب وباحث فلسطيني

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ