-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
هوية
بلاد الشام العالمية من خلال
تراثها بين
الأصالة والمعاصرة الأستاذ:
حمدادو بن عمر* تقديم: إنّ
المؤلفات التراثيّة التي دونت
حول بلاد الشام كثيرة جدًّا،
ولا تكاد تحصى، وهي متنوعة في
تأريخ الشام، وحدودها،
وأعلامها، وأسماء ولاتها
وقضاتها، وكذلك في تسمية شيوخها
ومحاسنها، بل قد صنفت في
نكباتها وحكم أراضيها،
وحدودها.فللتَّمْرَتاشي كتاب
بعنوان: «الخـير التام في حدود
الأرض المقدسة والشام» .كما
ذكروا كذلك المفاضلات بين الشام
وغيرها، ولا سيما بين الشام
ومصر، وقد أفرد هذا الموضوع غير
واحد في التصنيف، وأختصر السرد
مع تعليق وجيز بالكتب الخاصة في
فضائل الشام. كتب
الفضائل كثيرة: بعضها ما زال
مخطوطاً، وطبع غير كتاب منها،
ووجدنا في كتب التراجم، وكتب
الأثبات والفهارس، وكتب
البلدان -أيضاً- عدداً لا بأس
به، لا نعرف له أثراً، ولم نحصّل
على نسخ هذه العناوين، وهأنذا
أقدم ما وقفت عليه ممن كتب في
هذا الباب، فمنها: كتاب للهيثم
بن عدي المتوفى سنة (207هـ) وكتابه
اسمه: «مديح أهل الشام» ، وذكره
النديم في كتابه: «الفهرست». ومن
الكتب المعروفة التي نوهت بهذا
الشأن كتاب: أبي الحسن علي بن
محمد الربعي المالكي المتوفى
سنة (444هـ) الموسوم بـ: «فضائل
الشام وفضل دمشق»، واختصره ابن
الفركاح الفزاري المتوفى سنة
(729هـ)، واختصر ابن عمَّار كتاب
ابن الفركاح -أيضاً-، فهذا
الكتاب جرَّد الأسانيد وسماه: «الإعلام
بفضائل الشام». ومما
يمكن الاشاره إليه هو أن بعض
الأساتذة أثابهم الله حاولوا
تجديد طبع تخريج أحاديثه في
رسالة مفردة، وفعلا تم لهم ذلك
بفضل الله ومنه، وأفصحوا عن
السبب؛ بقولهم: «تعميماً
للاستفادة من هذه الأحاديث، حتى
يعلم الناس أنّ في فضل الشام
أحاديث كثيرة صحيحة، خلافاً
لظنّ بعض الكتّاب، وحتى يعرف
المستوطنون فيها فضل ما أنعم
الله به عليهم؛ فيقوموا بشكره
بالعمل الصالح، وإخلاص العبادة
لوجهه -سبحانه وتعالى-». وطبع مع
هذه الرسالة نبذة من كلام شيخ
الإسلام ابن تيمية بعنوان: «مناقب
الشام وأهله». ومن
الكتب التي طبعت في الباب نفسه
كتاب السمعاني: «فضائل الشام»
فيه عشرون حديثاً مسنداً، وفيه
آثار وأشعار، وله كتابٌ آخر
اسمه: «فرط الغرام إلى ساكني
الشام» كتبه بخطه ووجهه إلى
محبه وصديقه ابن عساكر المتوفى
سنة (560هـ). كما ألف
العز بن عبد السلام المتوفى سنة
(660هـ) كتابا سماه: «ترغيب أهل
الإسلام بسكنى الشام»، وكذلك
المحدث الحافظ الشاب تلميذ شيخ
الإسلام ابن تيمية، وهو محمد بن
عبدالهادي المتوفى سنة (744هـ) له
كتاب بعنوان: «فضائل الشام».
ولعل من أهم الكتب التي تناولت
حياة بلاد الشام بالتفصيل
والتوضيح كتاب الحافظ ابن رجب
بعنوان: «فضائل الشام». وهنالك
كتب كثيرة قبل هذه المؤلفات،
ولكنها قد دمج فيها فضائل الشام
مع فضائل بيت المقدس، وعلى
رأسها كتاب أبي المعالي المشرف
بن المرجّى بن إبراهيم المقدسي
المتوفى سنة (492هـ)، واسمه: «فضائل
بيت المقدس والخليل وفضائل
الشام» . وفي هذا
الباب كتاب: «مثير الغرام إلى
زيارة القدس والشام» لشهاب
الدين أبي محمود أحمد بن محمد بن
سرور المقدسي المتوفى سنة
(765هـ)، وينبغي أن يذكر أنّ
المطبوع من هذا الكتاب هو الجزء
الثاني، وهو فقط ما يخص فضائل
بيت المقدس، وأمّا الجزء الأول؛
فلم ينشر إلى الآن. وكذلك
طبع لضياء الدين المقدسي كتاب
بعنوان: «فضائل بيت المقدس»،
وهو في حقيقة أمره الجزء الثاني
من كتاب «فضائل بلاد الشام»
للضياء نفسه. وهنالك
-أيضاً- من الكتب التي جمعت بين
فضائل بيت المقدس وفضائل الشام:
كتاب لشمس الدين محمد بن محمد بن
حسين الكَنْجي المتوفى سنة
(682هـ). ومن
الكتب التي طبعت في فضائل الشام:
«الإعلام بسن الهجرة إلى بلاد
الشام» للبقاعي، وكذلك: «حدائق
الإنعام في فضائل الشام» لابن
عبدالرزاق الدمشقي المتوفى سنة
(1138هـ)، وكذلك «بغية المرام في
سكنى المدينة والشام»، وكذلك: «الروضة
البهيّة في فضائل دمشق المحميّة»
لمحمد عز الدين عربي كاتب
الصيادي، ومن هذه الكتب كتاب
أخينا الشيخ هشام العارف: «إتحاف
الأنام في فضائل المسجد الأقصى
والشام» وكتاب «إسعاد
الأَخِصَّا بذكر صحيح فضائل
الشام والمسجد الأقصى». ومما
ينبغي أن يذكر: أنَّ في «تاريخ
دمشق» لابن عساكر كلاماً بديعاً
جامعاً مستوعباً للآثار
والأحاديث في فضائل الشام،
وفيه: أبواب ما جاء من النصوص في
فضائل دمشق على وجه الخصوص. وهنالك
مخطوطات ما زالت محفوظة في بلاد
المسلمين تحتاج إلى رعاية
المحققين المدققين، وتحتاج إلى
إبرازها، وإخراجها، وجلها
محفوظة في ألمانيا الغربية في
(مكتبة توبنغن)، ومنها مصورات في
الجامعة الإسلامية، ومنها على
سبيل المثال كتاب لعالم حنبلي
هو عبدالرحمن بن إبراهيم
المقدسي وكتابه بعنوان: «فضائل
بيت المقدس والخليل وفضائل بلاد
الشام»، وكذلك في المكتبة نفسها
كتاب بعنوان: «فضائل الشام
وفضائل مدنها وبيت المقدس
وعسقلان وغزة والرملة وأريحا
ونابلس وبيسان ودمشق وحمص» -لا
يُعرف مؤلّفه-، وهذا كتاب مسند،
وبالإمكان أن يعرف اسم مؤلفه من
خلال دراسة الأسانيد، ومن ذلك
أنَّ مؤلفه يسند فيه عن ابن
عساكر فهو شيخه -أي: ابن عساكر-،
ويكثر فيه من النقل عنه؛ لذا فهو
من تلاميذه. ومن
المخطوطات المحفوظة في مكتبة
عارف حكمت في المدينة النبويّة
لابن الإمام كتاب بعنوان: «تحفة
الأنام في فضائل دمشق والشام»،
وكذلك في الظاهريّة وباريس،
وسليم آغا في استانبول، وقد
رأيت أنَّ بعضهم ذكر الكتاب
مخطوطاً -والله أعلم بصحة ذلك-. ومنها
كتاب بعنوان: «الإعلام بنبذة من
فضائل الشام»، وفي معهد
المخطوطات العربية لمجهول: «التحف
العظام والأحاديث الكرام في
فضائل الشام»، ولحسن المحمدي
مخطوط في دار الكتب المصريّة
كتاب بعنوان: «رسالة في
الأحاديث الواردة في فضل الشام»،
وللطرابلسي الأفيوني رسالة في
دار الكتب المصريَّة بعنوان: «الروض
البسّام في فضائل الشام»،
ولعماد الدين بن محمد الحنفي
المتوفى سنة (920هـ) مخطوطة في بعض
مكتبات بريطانيا بعنوان: «فضائل
الشام»، وللبصراوي المتوفى سنة
(1015هـ) في الظاهريّة، وعارف
حكمت، وبرلين مخطوطة بعنوان: «تحفة
الأنام في فضائل الشام»، وله
-أيضاً-: «فضائل الشام ودمشق»، و«فتوح
الإسلام على أيدي الصحابة
الكرام». ولكن لا
بدَّ من كلمة أرجو أن لا تكون
أخيرة بل بداية للتنويه ببيت
المقدس، حيث أنه قد ألّفت كتبا
في فضائل بيت المقدس ومخطوطاته.
فالدكتور كامل العسلي له كتاب: «مخطوطات
فضائل القدس» ، وللدكتور محمود
إبراهيم كتاب بعنوان: «فضائل
بيت المقدس لمخطوطات عربية
قديمة، دراسة تحليلية، ونصوص
مختارة» . ولا بدّ
-في الختام- من الإشارة إلى أنّ
المستشرقين سواء كانوا يهودا أو
نصارى إلى أنهم نشروا كتباً
كثيرة في فضائل الأقصى، ولديهم
حبٌّ وولعٌ في اقتناء الكتب في
فضائل البلدان لاسيما مكة
والمدينة، ولديهم دراسات عن
مشاعر المسلمين نحو مقدساتهم من
خلال كتب الفضائل؛ كي يتبيَّن
لهم الخط البياني لنمو هذه
المشاعر أو ضمورها، فحينئذٍ
يساهمون في بث ما يؤدي إلى
ضمورها استعداداً للمعركة. ـــــــــــ *كلية
العلوم الانسانية والحضارة
الاسلامية – جامعة وهران ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |