-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
ما
لا تعرفه عن "بيبي"-2- عصام
زروق يقول
أحد الأمثال المغربية المبتكرة
للكاتب لحسن باديس : " لِي
مْوَلّفْ يَهْرَفْ كُلْ سَاعَة
... يَشْرَبْ لَلصَّابِي لْحلِيب
اُو يْبِيعْ الرضّاعة " بمعنى
أن الذي يسرق في كل ساعة وفي كل
لحظة لن يستحي من أن يسرق حليب
الرضيع ويبيع رضاعته، وهذا يعني
أن السارق لا يتواطأ على أن يسرق
ساعة أو يسرق شعبا بأكمله، فكلا
الأمرين سيان مادامت غريزة
السرقة ممتدة بين الأجيال، فلا
تنتظر توبة سارق من أب سارق ،
هذا ما أكده والد نتانياهو
"بن تسيون نتانياهو " ابن 99
سنة، حين قال في حوار مع معاريف
يوم 3/4/2009 إن " الشعب
الفلسطيني كله وهم"
وأضاف بأنه
"يكره العرب كرها شديدا"
وبأن هذه الكراهية مبنية
على نزعات عنصرية غيبية
مصدرها التوراة. وقال: "إن
توراتنا لم تتمكن من العثور على
تشبيه للعربي أسوأ من إنسان في
الصحراء، لماذا؟ لأنه لا يحترم
القانون. لأن بإمكانه أن
يفعل كل ما يريده في
الصحراء. والعدو العربي قاس لأن
ميله إلى الصراع هو جزء من جوهره
... " واعتبر أن الضربة
العسكرية الشديدة القوة التي
وجهتها (إسرائيل) إلى
الفلسطينيين خلال عملية
"الرصاص المصبوب" في قطاع
غزة لم تكن كافية. و قال أنه
"من الجائز أنه كانت هناك
حاجة لتوجيه ضربة أقوى بكثير
ضدهم، وحتى إن كلمة الرصاص
غريبة جدا، وإن كنت سأختار اسما
آخر تماما!! ". هذه
الأفكار العنصرية واليمينية
المتطرفة لهذا الشخص لا يمكن
إلا يكون لها اثر ولو كان بسيطا
على شخصية ابنه "بيبي" كما
يدلعه أو يحب أن يسميه، وكما
نعلم فان الفرع
لا ينفصل عن
الأصل. لكن
الذي يجب أن يعرفه المتتبع هو أن
خطورة "بيبي"
لا تكمن في أفكاره
المتطرفة، فقد كان من هو متطرف
أكثر منه انطلاقا من بن غوريون
إلى بيغين إلى شارون، وشارون
بأفكاره المتطرفة التي أودت
بحياة أكثر من 20 ألف قتيل في
اجتياح لبنان في الثمانينات،
خرج من قطاع غزة في خطة فك
الارتباط دون شروط أو مفاوضات
أو مساومات، لهذا فخطورة بيبي
تكمن في فهمه العميق للمجتمعات
الإسلامية وفي حربه الضارية مع
الإسلام والمسلمين
بشكل دقيق جدا يستطيع بذلك
تحديد الضعف بدقة وتوجيه ضربات
موجعة. فهذا الصهيوني يمتلك
مركزا للدراسات والأبحاث
لمحاربة ما يسميه "الإرهاب
"، وحاضر في مجموعة من
الجامعات داخل الكيان الصهيوني
وخارجه في الولايات المتحدة
الأمريكية، وكان من أشهر
المحرضين على حرب العراق وزعم
انه يمتلك أسلحة الدمار الشامل. ومنها
محاضرته التي ألقاها في مدينة
بتسبرج بولاية بنسلفانيا
بتاريخ 2002/10/2، ودعا فيها إلى
التصدي للإرهاب الإسلامي والى
إسقاط نظام صدام حسين. وقام
بإصدار مجموعة من الكتب أخطرها
كتاب "محاربة الإرهاب Fighting Terrorism" حيث كانت الطبعة الأولى في سنة، 1995
ولن نذهب بعيدا بان نقول بان
الكتاب كان نقطة قوة في فوزه
اللاحق في سنة 1996 برئاسة
الحكومة. خاصة إذا علمنا أن معدل
القراءة لدى المجتمع الصهيوني
أكثر من ثلاث كتب في السنة وهي
كتب غير أكاديمية، وما ينتجه
الكيان الصهيوني من الكتب يضاعف
ما ينتجه العرب كلهم إلى ضعفين..
لكن هذا الكتاب خرج بطبعة
جديدة سنة 2001، أي أثناء أحداث 11
من شتنبر ويقول الدكتور ماجد
عرسان الكيلاني في كتابه
"الهجوم على الإسلام
والمسلمين " أن في هذا الكتاب-
محاربة الإرهاب - عرض مفصل لنشات
التجمعات الإسلامية في
مجتمعاتها الأصلية وفي
الجاليات المسلمة في أوربا
وأمريكا، حيث يصف الأخيرة أنها
جاليات تمارس الإعداد لشن حملات
إرهاب على العالم كله لان
المسلم الذي يتربى على تعاليم
القران والسنة النبوية لا يرى
في الحياة إلا لونين : اللون
الأبيض الذي يمثله الإسلام
واللون الأسود الذي يمثله الكفر
والكافرون، وان الحياة هي قتال
بين الفريقين " ويقول
الأستاذ ماجد إن الأفكار التي
تم تسطيرها في الفقرة الأخيرة
من الكتاب والتي عنونت ب"ما
هو العمل " هي نفس الإجراءات
التي اتخذتها إدارة بوش في
حربها على الإسلام والمسلمين
ولن نجد بدا من وضع هذه المحاور
التي ذكرها حتى تتضح خطورة هذا
الرجل: 1- فرض
العقوبات على الدول التي تصدر
الطاقة النووية للدول
والجماعات الإسلامية التي
تمارس الإرهاب وترعاه. 2-
فرض عقوبات دبلوماسية
واقتصادية وعسكرية على الدول
التي تمارس الإرهاب . 3-
فرض عزلة دولية على الدول
التي تأوي الإرهابيين . 4-
تجميد الأرصدة المالية التي
تودعها الدول والجماعات
الإرهابية في البنوك الغربية. 5-
تبادل المعلومات بين دوائر
المخابرات عن الإرهاب
والإرهابيين 6- إصدار
التشريعات الدولية التي تساعد
على ممارسة أقوى أشكال الرقابة
واعنف الحملات ضد الجماعات
والدول التي تمارس الإرهاب
والعنف مع مراجعة هذه التشريعات
من إن لآخر 7-
مطاردة الإرهابيين بقوة
وكفاءة فائقة. 8-
عدم إطلاق سراح الإرهابيين
الدين يتم إيداعهم في السجون. 9-
تدريب قوات خاصة لمقاتلة
الإرهاب والإرهابيين . 10-
تعبئة الرأي العام العلمي ضد
الإرهابيين إن منطق
الصراع الآن لا يكتفي أبدا
باعتماد القوة والترسنة
الحربية من اجل هزيمة العدو، بل
إن الذي يحسم في نتيجة الصراع هو
مدى فهم أفكار
الآخر وطريقة اشتغاله
وطريقة تفكيره وبذلك يوجه له
السلاح الذي يحتاجه، طبعا لو
سألنا أي حاكم عربي ماهو آخر
كتاب أصدرته أو محاضرة ألقيتها
فلن تجد إجابة، فيكفينا المثل
المغربي القائل
"إِلَى رَجْعُوا لِيكْ
السَّكِّيطَة* القَوْمْ
الخَوّانَة ... لا تسوَّلْ على
رَاسْ ولا بْطَانَةْ"، فنطلب
منهم فقط أن يردو لشعوبهم
كرامتهم قبل أن نطلبهم أن
ينتجوا لنا كتبا نقراها آو
نتبرك بها. ــ *السكيطة
: أي الذبيحة المسلوخة. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |