-ـ

ـ

ـ

الاثنين 27/04/2009

نظرة في الاقتصاد الأمريكي وانعكاسه على السياسة

المهندس: هشام نجار

الإخوة والأخوات

لايحتاج المرء ان يكون مقيمآ في الولايات المتحده حتى يعرف إلى اي مدى وصل أداء الإقتصاد الأمريكي السيئ مقارنة بما كان عليه قبل خمس وعشرون عامآ, فوسائل الإتصالات الحديثه تخبرك بما يجري في اصغر قريه من قرى العالم خلال ثانية واحده من حدوثها ولو كنت تبعد عن موقع الحدث الآف الأميال

في البدايه اود ان اعطي القراء الاعزاء فكره مبسطه عن الكتله الماليه الأمريكيه وكيفية تحركها. إليكم هذا المثال: تصوروا ان احدكم يحمل بين كفيه بالون اطفال مملوء بالهواء فعندما يقوم بعصره بين كفيه من أحد أطرافه فإن كتلة الهواء المعصوره سوف تنتفخ في الطرف الأخر وبالتالي تتحرك كتله من الهواء من طرف إلى آخر دون ان تنقص كمية الهواء داخل البالون فكل ماحصل ان قسمآ من البالون صار متخمآ بالهواء وقسمآ آخر صار فقيرآ به

الإخوه والأخوات الكتله الهوائيه في البالون مشابه تمامآ للكتله الماليه للإقتصاد الأمريكي كل ماحصل لها انها خرجت من خزانة الإداره الأمريكيه نتيجة للضغط لتستقر في خزائن شركات متنفذه ولوبيات الضغط وعلى رأسها اللوبيات اليهوديه والتبشيريه فهي ثابته الكميه ولكنها متحركه (والحركه هي سمة الإقتصاد الجيد بشرط ان تكون حركته بين جميع فعاليات الشعب ولكن إذا إستأثر بها مائة شركة  فقط  فهنا يظهر الخلل الكبير) كما حصل مؤخرآ في الولايات المتحده 

ولكن هل بالإمكان ان يحصل ذلك بين عشية وضحاها , الجواب قطعآ لا فحياتنا على هذه الأرض تخضع الى جملة قوانين ثابته فمثلآ ليس بإمكانك ان تصل سيارتك الى سرعة 50 كم في الساعه قبل ان تمر على سرعة 30 كم في الساعه اولآ, ولا يمكن ان تبلغ الأربعين من عمرك إذا لم تمر على سن العشرين اولآ. إذن هذه الأزمه الإقتصاديه هي ازمه تراكميه مزمنه مرت بمراحل عديده قبل ان تصل إلى مرحلة الإنذار الأحمر.هل كان بالإمكان تأجيل إنفجار هذه الأزمه؟ اعتقد انه كان بالإمكان ذلك ولكن إلى إجل معلوم حيث ان التوقيت منوط بهذه المجموعات التي ورثت هذه الكتله الماليه فهي صاحبة القرار في تفجير الأزمه

ولكن لماذا الآن؟

إخوتي واخواتي كما تعلمون ان مركز القرارات الأمريكيه ليس ما نلاحظه امامنا من نقاشات في الكونجرس وعلى شاشات التلفزيون, ولكن القرارات هي ما تتخذه جماعات الضغط السريه مع مجموعه من الشركات والبيوت الماليه المتنفذه حيث اعلنوا دفعة واحده وخلال اشهر معدوده تهاوي النظام المالى بإعلان الإفلاسات المفتعله بعد ان تم تأمين الكتله الماليه بايديهم وسحبها من الإداره الأمريكيه ثم قذفت البالونه المعصوره في وجه الرئيس اوباما 

القراء الإعزاء  لقد كان سبب قوة الولايات المتحده على مختلف الأزمنه هي القوه الماليه للدوله نفسها حيث إستطاعت ان توظف  اموالها على راحة مواطنيها وتطوير اسلحتها والصرف على بحوثها العلميه وصيانة مشاريعها (  بحكم مهنتي اعرف مشاريع تفتقرالى الصيانه الجيده بشكل واضح بسبب الأزمه الماليه)

إذن كيف نقيم الوضع الآن ؟ بكل بساطه اصبحت مراكز قوى الضغط  وعلى الأخص اليهوديه  في مركز اقوى من الإداره وهذا يعني ان امريكا دخلت في مرحلة فقدان الهيبه وفقدان إتخاذ القرارات وسيظهر ذلك جليآ طيلة فترة حكم الرئيس اوباما 

وهذا ما يسعي إليه اللوبي الصهيوني منذ سقوط الإتحاد السوفييتي

ومن هذا التحليل فإنه يتضح ان منطقتنا العربيه خلال الأربع سنوات القادمه  ستكون واقعه تحت سيطرة اللاقرار ,وذلك بعد ان إستلمت اللوبيات زمام الأمور مباشرة ومن هنا يتضح تفاني بعض حكام العرب في خدمة إسرائيل دون مرور هذه الخدمات عن الطريق الأمريكي

ومن هنا يتضح ايضآ عدم معرفة سلوك اوباما تجاه إيران حتى الآن حيث يبدو ان إسرائيل تتحكم في هذا المسار مباشرة بطريقه تجعل حكامنا يهرولون بإتجاه إسرائيل والإحتماء بعباءتها خوفآ من إيران, بل اكثر من ذلك ان ما قام به السيد حسني مبارك بتضخيم قضية حزب الله في مصر كان نوعآ من الخدمات المجانيه لإسرائيل الجديده المدعومه بالإنصياع الأمريكي لها

بقي لدي سؤال واحد

هل إستفاد اللوبي التبشيري ايضآ من ضعف الإداره الأمريكيه في تنفيذ مخططاته في العالم العربي والإسلامي ؟ الجواب نعم 

الإخوه والأخوات هذا اللوبي ومنذ عهد بوش الأول اصبح له رأي مسموع في الإداره الأمريكيه نتيجه لنفوذه بالسلطه وإحتكار كتله ماليه  ضخمه قام بجمعها  إسوة باللوبيات الأخرى وهو الذي إستطاع ان يفرغ  البلاد العربيه والإسلاميه من جمعياتنا الإنسانيه الخيريه تحت إدعاء الإرهاب ليقوموا بدلآ عنها بتوزيع اكياس الطحين مع حبات الأسبرين ممزوجة مع كتابهم المقدس , وقضية ماجرى في دارفور من طرد بعض هؤلاء المبشرين وقيام الدول الغربيه من ردة فعل غاضبه اكبر برهان على ذلك

إخوتي واخواتي

اليوم وأنا ذاهب إلى عملي التقطت لكم هذه الصوره لطفل عراقي جرح الجيش الأمريكي والده في العراق واليوم يشحذون عليه في نيويورك, وبالأمس كان مكانه على نفس الجدار صوره لاطفال من السودان ولا ادري دور من سيكون غدآ؟

  هذا الجدار الذي يقع في تقاطع الشارع الثالث والعشرين مع الجاده الثالثه في مانهاتن محجوز لنا نحن العرب فقط يشحذون علينا ولكن بإحترام وهم لا يفرقون بين دولنا , ولكن بطبيعة الحال لايعرضون  شهداء غزه والضفه الغربيه لان قتلهم يدخل تحت باب القتل الإسرائيلي الرحيم

إخوتي واخواتي اهدي هذا الجدار واطفاله لحكامنا العرب الأجلاء شاكرين لهم وصول شهرتنا  بفضلهم إلى شوارع الشهره في امريكا

تقول اللافته المكتوبه على الصوره ما ترجمته : لقد كنت الأول في صفي وعلى وشك  الإلتحاق بالجامعه عندما قتل ابن عمي وجرح والدي تركنا بيتنا وهاجرنا  ,كيف سنعيش؟ سؤالي للسيد المالكي هو:  العراق يملك رابع اكبر إحتياطي للبترول في العالم, اين توزع عائداته ايها السيد؟ في اي جيوب تضعها؟ كم حسابآ مصرفيآ تملك  انت وجماعتك؟ كيف تستطيعون ان تناموا واطفالكم يتاجر بهم هنا عند اسيادكم؟ بئست اموالكم وبئس حكمكم  العميل ولن يهمل الله من دمر شعبه وامته 

جدرانهم؟ صارت معلقات قصائدنا     فلزات اكبادنا نشرت على كل معلم

عروض  شرائهم اضحت تجارتهم     اطفالنا  غدت في مزاد سوق الغنم

اسيادنا حكامنا  قوادنا شكراً  لكم     فشغلكم اضحى ريالآ ودينارآ ودرهم

مع تحياتي

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ