-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 28/04/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


خطة نتناياهو السياسية تقول لنا توحدوا قاوموا

بقلم : فارس عبد الله*

تنكشف الصورة يوماً بعد يوم عن طبيعة حكومة اليمين المتطرف ,في الكيان الصهيوني وعدم إمكانية تحقيق أي تقدم في مسيرة التسوية, من خلال إعلان رئيس وزراء العدو الصهيوني نتناياهو , خطته السياسية للحل مع الفلسطينيين ,والتي سوف يعرضها على الرئيس الأمريكي أوباما ,في لقائهما المرتقب وأساس هذه الخطة قائم , على مبدأ الاعتراف بيهودية الدولة , والذي ينتج عنه بطبيعة الحال ضرب قضية اللاجئين في الصميم , فلا يقبل أن يبقي فلسطيني واحد داخل حدود دولة اليهود , فيكون مبرر لتهجير ما تبقي من أهلنا في الأرض المحتلة عام 48 , وهذا الأمر ينطبق أيضا على مدينة القدس المحتلة وفى نفس الوقت لا يقبل أن يعود اللاجئين من الشتات , إلى أراضيهم ومزارعهم وبيوتهم , التي هجروا منها بفعل الاحتلال الصهيوني وإقامة الكيان الصهيوني .

 

 من أكثر الفقرات في خطه نتناياهو استخفافاً , بفريق التسوية الفلسطيني ومن خلفه النظام العربي الرسمي , أن يتوقع الفلسطينيين أن يمن علينا نتناياهو بتشكيل دولة بلا جيش ولا سيادة في أجزاء من الضفة , وأمام هذا المشهد المتطرف بالإضافة إلى ممارسات الاحتلال الصهيوني , من إرهاب وعدوان لا يتوقف وعلى مدار الساعة , تزداد الأوضاع سخونة وتتجه نحو التصعيد والمواجهة , وهذا ما يجمع عليه المراقبين من أن حكومة العدو , هي حكومة حرب بامتياز , وأن المنطقة مقبلة على تغييرات كبيرة , سواء على الصعيد الفلسطيني أو الإقليمي , يستمر الوضع الفلسطيني الداخلي , في مراوحة مكانه في حالة الانقسام , التي تنعكس سلباً على جبهة المقاومة للمشاريع الصهيونية , التي يجب أن تضم الجميع ويشترك فيها الكل الفلسطيني ومؤسف في هذه الأوضاع أن يخرج تصريح من قيادي فتحاوي يتوعد باستعادة غزة إذا فشل الحوار ولماذا لا يوجه هذا التصريح نحو استعادة القدس المحتلة ؟! وهي تتعرض لأبشع حرب تهويد لمعالمها وتهجير لأهلها .

 

لا يمكن لهذه الحالة العبثية أن تستمر , لو كان لذا فريق التسوية نظرة ثاقبة ورؤية واضحة بعد تجربة مريرة , من المفاوضات والاشتراطات واللقاءات , التي استغلها المحتل الصهيوني لتحقيق أجندة الخاصة , في التطبيع عربياً وزيادة القبول عالمياً مع استمرار تهويد القدس وترحيل سكانها ,وسرقة الأرض واتساع رقعة الاستيطان في الضفة المحتلة , وتمدد الجدار العازل الذي يلتهم الأرض , ومصادرة منابع المياه وتقطيع أوصال الضفة , ويمارس بحق مدنها عمليات القرصنة الصهيونية ليلاً وفى وضح النهار أيضا , لا فرق إذا كان أمن الصهاينة في خطر, ولو كان على حساب أمن شعب بكامله , غابت عن حمايتهم المقاومة بفعل قمع ومطاردة أجهزة السلطة لها , في انغماس البعض الفلسطيني بمشروع غير ذا صلة بأهدافنا الوطنية , جعل من الفلسطيني حارس لمغتصبي الأرض ومدنسي المقدسات من شداد الآفاق .

 

ماذا ينتظر فريق التسوية بعد أن أعلن نتناياهو , خطته السياسية والذي لا يعترف بالضفة أرض محتلة بل أرض متنازع عليها , وحسب هذا المفهوم يكون له الحق , ولو بأجزاء منها وان الأمر خاضع للتفاوض , لذا فمن الطبيعي أن يرفض مجرد الحديث عن وقف الاستيطان , بل يطالب لوقفه أن يتوقف أهل الأرض عن البناء عليها , طالما الأرض متنازع عليها حسب ما يطرح , وهنا تنكشف فظاعة الجريمة التي وقعت فيها المنظمة , بالاعتراف بالكيان الصهيوني , على أكثر من 78% من أرض فلسطين المحتلة , وهذا كفيل ليكشف خطورة مطلب الاعتراف , الذي يضع في وجه فصائل المقاومة كشرط من أجل استعادة الوحدة .

 

 ماذا ينتظر هذا الفريق الفلسطيني ,والذي لا زلنا باقين على فلسطينيته على أمل الإفاقة واستعادة عافيته الوطنية , بعد ما شاهد من ضرب العدو لكل التفاهمات والاتفاقيات السابقة من أنابوليس ,التي لا تلزم "إسرائيل" كما قال ليبرمان ,كما أن المبادرة العربية للسلام والتي لازال يأمل العرب ,أن يقبل بها قادة الكيان الصهيوني , بعد رفضها من شارون يجدد الإرهابي ليبرمان رفضه لها , وبذلك يقطع الطريق على عملية التسويق العربي ,للمبادرة  لذا الراعي الأمريكي الذي لا يري إلا ما تراه "إسرائيل" , وبعد كل هذا لازال البعض الفلسطيني , وكذا العربي يطالب من فصائل المقاومة الاعتراف بـ"إسرائيل" والتزام بشروط الرباعية المجحفة.

بعد هذا التبجح والتعنت الصهيوني لا يقبل فلسطينياً أن يستمر المطلب الذي لازال عائق لاكتمال الوحدة الوطنية , ألا هو الاعتراف بشرعية المحتل , سواء كان ذلك من خلال القبول بشروط الرباعية , التي جددت مطالبتها بها وزيرة الخارجية الأمريكية هلاري كلينتون , أو من خلال الالتزام باتفاقيات المنظمة , والتي من ضمنها جريمة الاعتراف بـ" إسرائيل"  , ويجب الإسراع في تدشين الوحدة القائمة على مشروع المقاومة التي أكدت التجارب أنها الأقوى , والأكثر حماية للمشروع الوطني الفلسطيني , بعيداً عن سراديب ومتاهات التسوية , وإذا استمر فريق التسوية على ما هو عليه , من ضياع سياسي يجب على الكل الفلسطيني تصحيح مساره , إذ لم يكن بالحوار والاتفاق على برنامج وطني متفق عليه يحفظ الثوابت والحقوق , فانه عزله وتعريته أصبحت واجبة , فان الأمر يتعلق بمصير القضية الأرض والشعب والتاريخ والمستقبل.

ــــــ

*كاتب وباحث فلسطيني

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ