-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 30/04/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


دايتون في طولكرم خارج الإجماع الوطني

بقلم / فارس عبد الله*

بعد توقيع اتفاقه مكة المكرمة ,وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية ,برزت على السطح قضية التجيش والإعداد الغير مسبوقة , كثرت الدورات العسكرية لأفراد الأجهزة الأمنية في الخارج ,واللافت أن التدريب كان في الأغلب على عمليات القنص ,وتنفيذ عمليات ما يسمي بمكافحة الإرهاب, وتركز هذا النوع من البعثات العسكرية على الأجهزة الأمنية المختلفة , وخاصة التابعة بشكل مباشر لرئاسة السلطة ,بدون علم حكومة الوحدة الوطنية بقيادة السيد إسماعيل هنية , ووزير داخليتها السيد هاني القواسمي الذي استقال احتجاجاً على واقع الأجهزة الأمنية , كان يقف خلف ذلك المخطط شخصية برزت بقوة ولأول مرة في الساحة الفلسطينية ,وهو الجنرال الأمريكي دايتون والذي كان يجهز مع بعض قادة السلطة لإسقاط حكومة الوحدة ,والانقضاض على حماس والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ,وتشكيل حكومة السلطة الأمنية لاستكمال دورها المتفق عليه مسبقاً ,في قمع المقاومة والتنسيق مع الكيان الصهيوني ,ورغم التحذيرات الكثيرة والدلائل الدامغة على إرهاصات هذا المخطط ,إلا أن رئيس السلطة أنكر ذلك إلى حد إنكاره وجود الجنرال دايتون أصلاً في فلسطين ,أو أن تكون أوكلت له هكذا مهمة .

صحيفة " فانيتي فير" الألمانية كشفت الدور الخبيث للجنرال دايتون , تحت عنوان الحرب القذرة والتي أعدها الرئيس الأمريكي السابق بوش ,ووزيرة خارجيته رايس ونائب مستشار الأمن القومي إليوت أبرامز، بموافقة أبو مازن وأقطاب التيار الأمني داخل السلطة وحركة فتح , وعلى رأسهم محمد دحلان ,وفى إطار هذه المهمة جاء قرار تعيينه المخالف للقانون كمستشار لمجلس الأمن الأعلى , بالإضافة إلى قرار سري صادرة عن أبو مازن شخصياً بتولي الدحلان ,قيادة جميع الأجهزة الأمنية والعسكرية للسلطة وحركة فتح ,وهذا يكشف ملامح المخطط الانقلابي , إلا أن هذا المخطط فشل لأسباب متعددة منها ,عدم ثقة كثير من أفراد الأجهزة الأمنية بشخصية العقيد دحلان وأهدافه ,لعلاقاته الوطيدة من الجنرالات الصهاينة ,ودوره في معارضة ومناكفة الرئيس الراحل ياسر عرفات , أثناء محاصرته في مقر المقاطعة بمدينة رام الله , بالإضافة إلى استعدادات المقاومة وخاصة كتائب القسام والقوة التنفيذية ,والتي دافعت بقوة عن حكومة الوحدة والوطنية ووزرائها ومقراتها , وبذلك فشل مخطط دايتون الذي استهدف قمع وإنهاء المقاومة في قطاع غزة بكافة أشكالها السياسي والحكومي والعسكري , وبسلاح فلسطيني وتحت راية الحرب الأهلية وعنوان الصراع على الكراسي ,وكانت في رؤية الجنرال أن تكون الغلبة للتيار الأمني السلطوي , والهزيمة لحركة حماس صاحبة الأغلبية في المجلس التشريعي , إلا أن ذلك لم يحدث وانتقلت ساحة عمل الجنرال دايتون إلى الضفة المحتلة.

فريق رئاسة السلطة وبعد كل ما حدث ينفي ,كل ما يقال عن دايتون وخطته ويرجع سبب الانقسام الحاصل ,إلى رغبة حماس في الانقلاب على السلطة والاستئثار بحكم غزة , وكأن من يحكم الضفة وغزة , ويملك الأغلبية النيابية يريد أن يحصر مشروعه في غزة , فقط وهذا يتنافي مع تصريحات قادة حماس مع الساعة الأولى لسيطرتها على قطاع غزة , التي تطالب فيها بالحوار , ولقد قوبل ذلك برفض رئاسة السلطة , وتوعدها لقيادة حماس بالويل والثبور , وأنها حفرت قبورها بأظافرها , كما قال السيد أبو مازن في أحد خطاباته.

إلا أن القيادي الفتحاوي البارز وعضو اللجنة المركزية هاني الحسن أكد أمر خطة دايتون  بتفاصيلها في مقابلة عبر برنامج بلا حدود على قناة الجزيرة الفضائية وقال خلالها أن ما حدث في غزة هو ليس هزيمة لفتح بل هزيمة لخطة دايتون الأمنية وهزيمة لحلفاء أمريكا  ولقد تعرض هاني الحسن بعد هذه التصريحات لهجمة إعلامية شرسة من قبل الفريق الأمني السلطوي وظهر لأول مرة وبعد سيطرة حماس على غزة الهارب سمير المشهراوي من رام الله يرد بسخرية على عضو لجنة مركزية ,وقد سخرت له الوسائل الإعلامية التابعة للسلطة للتشهير والإساءة لشخصية فتحاوية لها تاريخها النضالي ,الذي لا ينكره أحد وبلغت الحملة ضد الرجل أن قام رئيس السلطة بإعفاء الحسن من منصبه  كبير المستشارين السياسيين في مكتب الرئيس .

كما أن السفير الأميركي السابق في الأمم المتحدة , جون بولتون أكد إن ما حصل هو فشل في الإستراتيجية ، مشيراً إلى أن مهندسة هذه الإستراتيجية رايس , التي تبحث عن مشروعية ما , فبعدما فشلوا في التحذير من إجراء الانتخابات الفلسطينية ، حاولوا تلافي نتائجها عبر دايتون , وكذلك المستشار السابق لنائب الرئيس ديك تشيني ، ديفيد وارمسر يقول أيضا لقد تورطت الإدارة الأميركية في حرب قذرة , لمحاولة منح النصر لديكتاتورية " فتحاوية فاسدة" ، مؤكداً أن حماس لم تكن تعتزم الاستيلاء على غزة .

بعد كل ذلك لم يعد أمر الجنرال دايتون سراً , بل أن اللافت بعد الانقسام الحاصل في جسم السلطة الفلسطينية , بين غزة المحاصرة والضفة المحتلة , وبين مشروع المقاومة ومشروع التسوية , أن دايتون بات يخرج علناً ويتمايل تارة ببدلته المدنية , وأخرى بزيه العسكري , بين صفوف المجندين في الأجهزة الأمنية التابعة لسلطة رام الله , وتعددت زيارته لنابلس والخليل وجنين وطولكرم , ومراكز التدريب في أريحا والأردن , وهو يوجه أفراد أجهزة أمن السلطة مخاطبهم أن سلاحكم هو للداخل الفلسطيني , بحجة محاربة الفوضى والخارجين على القانون , وان هذا السلاح ليس لمواجهة "إسرائيل " , كما تباهي بذلك خلال أحدى المقابلات الصحفية.

السؤال الذي يحتاج إلى إجابة حول زيارة دايتون الأخيرة , لمدنية طولكرم المحتلة والتقائه بقادة الأجهزة الأمنية أمام الكاميرات , وإعلانه عن توسيع خطة تدريب قوات الأمن التابعة لرئيس السلطة ، وأن الخطة تشمل تدريب ثلاث كتائب في الضفة الغربية خلال العام الحالي , وفى جلسة توجيه وعلى طاولة واحدة جمعت له فيها رتب السلطة العسكرية جلس دايتون , من أجل توجيه رسائله وتوجيهاته لسير عمل الأجهزة الأمنية في الضفة المحتلة , لماذا هذه الزيارة الآن وفى ظل الحوار الوطني الجاري في القاهرة ؟! وأين التفاهمات التي تم التوصل إليها في لجنة الأمن حول دور الأجهزة الأمنية الوطني ؟! , وهل أجهزة أمنية بوصاية دايتون يمكن أن تكون مقبولة من الفصائل الفلسطينية وخاصة المقاومة منها ؟! وهل تدخل الجنرال دايتون مشروعاً وبعيداً عن شبهات التدخل الخارجي , مع أن تاريخ الرجل الأسود في غزة خير شاهد على حقارة دوره ؟! وهل وجوده ضمانة لاستمرار السلطة في السيطرة على الضفة ؟! .

وهل التوصل إلى حل عقدة برنامج الحكومة , سواء بالاحترام أو بحكومة بدون البرنامج السياسي , هو نهاية الأزمة والانقسام ؟! وماذا عن إصلاح الأجهزة الأمنية التي كانت أساس فشل اتفاق مكة , وهل يختفي دايتون إلى غير رجعة ؟! ومتى يتقلد أبناء الوطن المخلصين الإشراف على الأمن وحماية شعبهم ومقاومته , مع كل هذه الأماني والتطلعات إلا أن المشهد الأمني الحاصل في الضفة , لا يبشر بخير حيث ترأس دايتون وقيادته الفعلية للأجهزة الأمنية واستمرار الاعتقالات السياسية وقمع المقاومة , والتنسيق الأمني, وانه من المؤسف أن يبقي دايتون القيم والوصي على الأجهزة الأمنية , ومن المؤكد أن الجيش الذي يقف على رأسه جنرالاً أمريكياً لن تكون أهدافه فلسطينية , ويبدو أن الهدف من الحوار عند البعض شئ أخر غير , الوحدة الوطنية الشاملة بالأهداف والوسائل , التي تقود إلى حماية الثوابت والحقوق الفلسطينية.

ـــ

*كاتب وباحث فلسطيني

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ