-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
بيوتاً
من الطين مقاومة شعب ولديه
المزيد بقلم
: فارس عبد الله* شكلت
الحرب الأخيرة على غزة أخطر
المراحل , في الخطة
الصهيوأمريكية وبمشاركة بعض
الأنظمة العربية , لاستئصال
المقاومة الفلسطينية وفى
مقدمتها حركة حماس , وحكومة
السيد إسماعيل هنية , باعتبارها
تتبنى خيار المقاومة , وتنافح
عنه سياسياً وإعلامياً على
مختلف الأصعدة , إلى جانبها في
تلك المهمة المجلس التشريعي ,
الذي يمثل الشعب الفلسطيني الذي
اختار بكل ثقة أغلبية نوابه ,
ممن رفعوا شعار يد تبني ويد
تقاوم , ولازال على العهد معهم
يحفظهم , طالما بقوا على العهد
في حفظ الحقوق , وصون الثوابت
وحماية راية المقاومة . لقد
برهن الشعب الفلسطيني أنه على
استعداداً عالياً ,للتضحية في
الدفاع قضيته وفى سبيل ذلك تحمل
كل ما وقع عليه , من عدوان
وإجراءات قمعية وحرمان من السفر
, ومنع العلاج وشح لقمة العيش ,
وهذا ما كان جلياً في مواجهته
للحصار الظالم , الذي يستمر
لأكثر من ثلاثة سنوات , منع فيها
الشعب من أبسط مقومات الحياة ,
فلا غاز ولا كهرباء ولا وقود
وتوقفت عجلة الحياة المدنية
والاقتصادية , وشلت ماكينة
الاعمار في غزة وأغلقت جميع
المعابر , معاقبة لشعب بأكمله
قال نعم للمقاومة , بالإضافة إلى
التوغلات العسكرية , وعمليات
القرصنة البرية والبحرية من قبل
قوات الاحتلال الصهيوني , التي
زادت وبشكل يومي على أطراف قطاع
غزة الشمالية والشرقية , أسفرت
عن سقوط عشرات الشهداء ومئات
الإصابات , وهدم البيوت وتجريف
الأشجار والمزارع , ووقف أبناء
غزة وخلفهم كل الشعب الفلسطيني ,
والكلمة واحدة تتردد بقوة أننا
لن نسقط الراية ولن نسجل
اعترافاً بالكيان الصهيوني ,
وشرعيته باحتلال أرضنا وتدنيس
مقدساتنا , وكانت مواقف العزة
ومشاهد البطولة تولد مع طلت كل
صباح , في أزقة مخيمات غزة
وشوارعها وحاراتها التي تؤكد
على المنعة للمقاومة , كيف لا
والشعب كله خلفها لا يسلمها ولا
يتركها , ولو تطلب الواجب كانت
الدماء والأشلاء حاضرة , كل هذه
الصور البطولية عشناها واقعاً
في غزة المقاومة. جاءت
الحرب البشعة وقتلت الأطفال
والنساء , وهدمت البيوت على
ساكنيها وصبت أسلحة الشيطان
الصهيوني , بأبيضها وأحمرها
وأزرقها بكل ألوان النيران
المشتعلة والمتفجرة على رؤوس
أهل غزة , في 22 يوماً وخرجت غزة
بأهلها ومقاوميها من تحت الركام
ووقفت شامخة , بأطفالها ونسائها
وشيوخها ومقاوميها سداً منيعاً
في وجه تقدم الجيش الصهيوني ,
وردت كل مخططاته الخبيثة لم
يتحقق منها شيئاً , فلا أوقف
صاروخاً ولا هو أسقط نظام حماس
السياسي المقاوم , الذي التفت
الجماهير حوله أكثر من ذي قبل ,
وهم يرون تكالب العالم الظالم
على إسقاطه والمقاومة , من أجل
عيون الصهاينة ولازال مشهد
تمايل الحرباء الصفراء ليفني في
القاهرة ,إلى
جانب زعامات مصرية تعلن الحرب
على غزة في الذاكرة الفلسطينية
الحية والقوية , ولن تسامح
جماهيرنا في كل قطرة دماء سالت
من أطفالنا الأبرياء. توقع
العدو وخلفه المرجفون أصحاب
الهوى والرغبة , في إسقاط خيار
المقاومة أن نتائج الحرب
ببشاعتها سوف تعجل بانهيار
منظومة المقاومة , أمام واقع
مرير وقاسي يعيشه أهل غزة , ممن
داست على بيوتهم الدبابات أو
قصفت بالطائرات ,فأصبحت أثراً
بعد عين وانتشر الركام وأطلال
المنازل في كل ناحية من قطاع غزة
, وللأسف انساق البعض فلسطينياً
وعربياً , ممن هم في الأصل لا
يؤمنون بالمقاومة بل أكاد أجزم ,
أنهم بلا مبادئ ولا نخوة ولا
ضمير , هؤلاء النفر استعجلوا
ثمرة الحرب وقتل الأطفال لتحقيق
واقع سياسي جديد , توهمت عقولهم
القاصرة بإمكانية تحقيقه ,
فالأمر الذي لا يتحقق بالحصار
يمكن انجازه بسياسة هدم البيوت
والمصانع والمدارس , وبعد
انتهاء الحرب تداعى الشهود على
المخطط والجريمة , من أجل
استكمال نتائجها فعقدت
المؤتمرات بمسمى الاعمار لغزة ,
وما برز من عناوين تلك
المؤتمرات المزعومة , هو إدانة
الضحية ومطالبتها بالاعتراف
بالجاني وأحقيته في ارتكاب
جريمته , مع الإذعان الكامل
لمبرراته والعمل على تحقيقها
إذا رغبت الضحية العودة للعيش
تحت سقف باطون في وطن محتل . كلمة
شعب غزة كانت أقوي , من كل
الكلمات التي صيغت في مؤتمرات
الاعمار , وهو صاحب المعاناة
والقضية , ووقف ضاحكاً على
اشتراطات الاعمار المختلفة ,
يشترطون مرة الاعمار بالتهدئة ,ويشترطون
الاعمار باتفاق على حكومة موحدة
تعترف بالمحتل وشرعية أعماله
العدوانية , ويشترطون الاعمار
مرة بإطلاق الجندي الأسير شاليط
, وكان الأمل أن ينظر العالم
وقبلهم بني العروبة إلى المشهد
بإنسانيته المجردة , إلا أن
القلوب التي لم تحزن على أطفال
تقطع أوصالهم , وأن العيون التي
لم تدمع على نساء تهدم البيوت
فوق رؤوسهن , هي نفسها تلك
القلوب والعيون التي تقف عاجزة ,
على الحصار كما وقفت صامتة
ومشاركة في بعضها بالحرب على
غزة. لقد خبر
شعبنا معادلة الجبن , التي تحكم
الأنظمة العربية الرسمية ,
وأيقن أن القربان المطلوب
للاعمار هو رأس المقاومة , التي
تقف عنيدة إلى جانب مواطنيها
وهي ترفض الاعتراف بالعدو
المجرم ,والذي أصبح أمر
الاعتراف به مطلباً للبعض ,
وأمام هذا العجز والخوار العربي
الرسمي , وصولاً إلى حدود
المؤامرة والمشاركة الفعلية في
حلف الأعداء , وإلا لماذا يغلق
معبر رفح أمام
حركة الاعمار في غزة ؟! ولماذا
تتجاهل مصر الاستفادة الكبيرة
مالياً في حالة شراء مواد
الاعمار من أسمنت وحديد من
مصانعها ؟! تغنيها عن أموال
المعونات الأمريكية المغمسة
بالذل , والثمن البخس لبيع الغاز
المصري للكيان الصهيوني ؟! لم
يستكين أهل الشهداء ولم يعجز
شعب المقاومة ,فانتصبت الخيمة
إلى جانب ركام البيت لن نرحل
باقون هنا , إلى جانب بيوتنا
المهدومة , وتزوج العرسان
بالعشرات في الخيام وتلقى
الطلاب تعليمهم المدرسي في خيام
نصبت إلى ركام المدارس , ولقد
توقع الناس في غزة أن تخرج
السياسة باشتراطاتها الخارجية ,
ويخجل مروجيها أمام هذه الكارثة
الإنسانية , إلا أن مرور أكثر من
أربعة شهور للحرب الصهيونية ,تأكد
لديهم أن همة مؤتمرات الاعمار
التي أعقبت الحرب المجرمة , لم
يكن هدفها الحقيقي إعادة بناء
البيوت المهدمة , وسوف يبقى
الاعمار المشروط متوقفاً على
تلبية شروطه , ولما كان أصحاب
القضية والمعاناة ممن هدمت
بيوتهم على أعزائهم بالجرافات
الصهيونية , يرفضون مذلة شروط
الاعمار ها هم يسجلون رسالة
جديدة للإصرار على الحق والتمسك
به , لن ننتظر طويلاً ولن يقف
الحصار عائقاً سوف نبني بيوتناً
من الطين إلى حين , ولن نضيف بضغط
الحاجة لبيت , مزيداً من الضغوط
على قادة المقاومة , وهم يحملون
معاناة وطن بأكمله ,بيوت الطين
التي تنتشر الآن في المناطق
المتضررة من الحرب الصهيونية ,
يشيدها أصحابها والبسمة ترتسم
على محياهم , وإشارات التحدي
تبرق من عيونهم بمثابة رسماً
للمسلك الوطني , الذي يجب أن
يكون عليه السياسي والمثقف
والإعلامي , فلا يمكن الخنوع
والاستكانة أمام ظلمة الواقع
وشدة الحصار والعدوان ,فهل
نستوعب الدرس ونعيد للشعب وحدته
وللقضية اعتبارها ونرفض الشروط
الخارجية. بيوتاً
من الطين في غزة , نعم نعيش فيها
كما أجدادنا نستتر فيها وأهلينا
, بيوتاً من الطين نعم هي بيوت
العزة وبيوت المفخرة الوطنية ,وكم
هي قرى الطين المنتشرة في الدول
العربية , لم يصلها احتلال ولا
عدوان , وبقيت إلى القرن الـ21 ,
بيوت من طين يعيش فيها ملايين
البشر , إلا أننا نعيش في بيوت
الطين , ونحي معنا في هذا الأمر
أمة ونحفظ وطن ,ونؤكد على حقنا
في فلسطين كل فلسطين , نعيش في
بيوت الطين في رسالة دعم لأصحاب
الراية لا تعترفوا بـ"
إسرائيل " وهي كيان القتل
والإرهاب والاغتصاب وسرقة
الأوطان , بيوتاً من الطين تهدم
أحلام المحتل وتفشل سياسة
الابتزاز , بيوتاً من طين مقاومة
شعب ولديه المزيد. ـــــــ *كاتب
وباحث فلسطيني ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |