-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
كفى
هروباً للأمام بقلم
/ عائد الطيب كم يؤلم
النفس أنه لهذه اللحظة لم نصل
إلى نهاية لهذا الانقسام الذي
يضرب بالقضية الفلسطينية في
مقتل و يعيدها سنوات إلى الوراء
مهددا بالقضاء على كل منجزات
المقاومة الفلسطينية و التي
حفرت بدماء الشهداء و التضحيات
العظيمة للشعب الفلسطيني
المجاهد ,
إلى متى الهروب نحو الأمام ؟؟
إلى متى نختفي خلف ذرائع و نتخذ
من تأجيل الحوار وسيلة لعدم
الإعلان عن فشل الحوار ؟ هل من
الممكن أن يتصف الجميع بالشجاعة
و يعلنوا عن فشل الحوار و يعلنوا
عمن هي الجهة المسئولة عن ذلك ؟؟ و إذا
ما لم يكن الحوار قد فشل فما
الذي يعوق تخطي كافة المشاكل و
المعضلات و التي مهما كان حجمها
تتضاءل أمام الواقع المرير الذي
يواجه شعبنا و أمام المنزلق و
الهاوية الذي تتجه إليه القضية
الفلسطينية ؟ من حق
هذا الشعب الذي قدم المطلوب منه
صمودا و دماءا وتشردا و عطاءا و
تضحية أن يكون
قادته على قدر هذا العطاء و أن
يعملوا جاهدين على إيجاد الظروف
و المعطيات التي تضمن رفع
المعاناة عن كاهله , من حق هذا
الشعب الأبي أن يجد أحلامه
بالوحدة قد تجسدت على أرض
الواقع بما يكفل تكريس الجهود و
تجميع الطاقات في مواجهة العدو
الصهيوني و الذي يزداد تطرفا
وجنوحا نحو المزيد من الإرهاب و
تغيير الحقائق على الأرض و
استلاب المزيد من الأراضي لبناء
المغتصبات و تهويد القدس و
المسجد الأقصى. يكفي
هروبا إلى الأمام و اتخاذ مواقف
مسبقة ومتقدمة لتبرير عن عدم
الالتزام باستحقاقات المرحلة و
تبرير عدم الوصول إلى اتفاقية
تنهي حالة الانقسام هذه إن
الجميع مطالبين أن يقفوا أمام
أنفسهم و أمام مسئولياتهم
التاريخية الملقاة على عاتقهم و
أن يتبنوا برنامجا موحدا على
قاعدة المقاومة فقط لاغير فهي
وحدها الكفيلة بضمان وحدة
قوية تستطيع أن تواجه كافة
المخططات الصهيونية. إن
فلسطين تتسع للجميع و هي أكبر من
كل الخلافات و المصالح
الفصائلية و النظرة الحزبية
القاصرة , و على الجميع أن يدرك
أن مواقعهم التي هم فيها إنما هي
تكليف و تتطلب العمل الجاد لعمل
الأمانة و إخلاص النية لوجه
الله و ليس مواقع للاعتزاز
الشخصي الأجوف و لنا في السلف
الصالح من صحابة رسول الله ( صلى
الله عليه وسلم ) الدروس
المستفادة في ترك الفئوية و
الاعتزاز بالنفس فهذه رواية عن
أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (
رضي الله عنه ) و جاء فيها : ( نادى
عمر بن الخطاب بالصلاة جامعة،
فلما اجتمع الناس، وكبروا، صعد
المنبر فحمد الله وأثنى عليه
بما هو أهله، وصلى على نبيه عليه
الصلاة والسلام ثم قال: أيها
الناس.. لقد رأيتني أرعى على
خالات لي من بني مخزوم، فيقبضن
لي قبضة من التمر أو الزبيب،
فأظل يومي ثم نزل،
فقال له عبد الرحمن بن عوف: يا
أمير المؤمنين، ما زدت على أن
قمّأت نفسك – عبْتَ – فقال:
ويحك يا ابن عوف!! إني خلوت
فحدثتني نفسي، قال: أنت أمير
المؤمنين، فمن ذا أفضل منك؟! فأردت
أن أعرفها نفسها وفي رواية: إني
وجدت في نفسي شيئاً، فأردت أن
أطأطئ منها ) .الطبقات
الكبرى لابن سعد (3/293) وله شواهد
تقويه. نعم كان
هذا أمير المؤمنين عمر بن
الخطاب الصحابي الجليل و أحد
المبشرين بالجنة , فأين نحن منه
؟؟؟ أين نحن من إنكار الذات ووضع
النفس في حجمها السليم و عدم
الإفراط في التعصب للفكرة و
المصلحة التنظيمية. أن هذا
الانقسام يجب أن يصل إلى نهايته
و كفى فلا يليق بشعب مجاهد أن
يشتت جهوده في قضايا لا تخدم سوى
العدو الصهيوني دون غيره في وقت
هو فيه في أمس الحاجة لكل جهد
صادق لإعادة الإعمار و معالجة
النتائج المترتبة عن حرب غزة و
استثمار صمود المقاومة
الفلسطينية في مواجهة آلة الحرب
الصهيونية الهمجية . إن
قدر شعبنا الجهاد و المقاومة
وهو يرتضي كل الاستحقاقات
المترتبة عن ذلك و لكنه لا يرتضي
أن يدفع فاتورة الانقسام طوال
الوقت , إن الأمور واضحة و لا
تقبل التفسيرات و العلاقة
الوحيدة الممكنة مع العدو
الصهيوني هي علاقة الجهاد و
القتال يقابلها العلاقة
الوحيدة الممكنة بين أبناء
الشعب الفلسطيني هي علاقة
الأخوة و الدم الواحد و الهم
المشترك و الوحدة على أساس
برنامج المقاومة انطلاقا من
العقيدة الإسلامية , و لنلفظ كل
دعاة الانهزامية و التفريط لكي
نحافظ على نقاء و صفاء هذه
العلاقة بما يكفل مواصلة الدرب
و مواجهة العدو الصهيوني ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |