-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 04/05/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


القدس مدينة السلم والسلام

هوية وعروبة أرض عربية

أ. حمدادو بن عمر

إن حديثنا عن القدس حديثنا عن اغتصاب حق من حقوقنا ونزع عضو من أعضاءنا. فالسلم والسلام عنوانها والهوية قلبها والعروبة صورتها.

فالقدس بيت المقدس – أورسالم، مدينة السلام ، يبوس العربية الكنعانية، إلياء مدينة الأنبياء ، مهد حضارة الإنسان منذ فجر التاريخ ، ينبوع التوحيد والإيمان حملت مشاعل الحضارة والنور للإنسانية جمعاء بشموخ جبالها وصلابة صخورها وقدسية ترابها وبركة نباتها وأصالة المجاورين لأقصاها الذين واصلوا مسيرة الإنسانية جيلاً بعد جيل لقد تصدوا لكل الغزاة والمعتدين فاندثروا واندحروا فيا من دنستم ثراها ستندحرون كما اندحر الطغاة المستبدون من قبلكم .

هذه المدينة العربية العريقة أنشئت بسواعد عربية قبل اليهودية والمسيحية بأكثر من ألفى عام، دخلها إبراهيم عليه السلام داعية لرسالة التوحيد ومن بعده المسيح عليه السلام حيث بشر بمجيء نبي من بعده اسمه أحمد .

والقدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين إليها أسرى بمحمد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم ومن فوق صخرتها المشرفة عرج بمحمد صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العلا و في ساحة الأنبياء استقبل من النبيين وصلى بهم إماما وهناك صلى بالنبيين الألى صلى إماماً سيد الشفعاء عرجت به الأقدار في كنف الدجى للسدرة العظمى وللعلياء وتتعرض القدس اليوم إلى هجمة تزداد شراستها يوماً بعد يوم، فالمحتل الباغي يطمح في طمس معالم هويتها العربية ويعمل جاهداً على تزييف تاريخها، ويسابق الزمن ليغير معالم آثارها الإسلامية وكم طرد ويطرد وسجن ويسجن من أهلنا المرابطين على ثرى مقدساتنا في فلسطين. إن العدو الحاقد يبعد العرب والمسلمين عن قضية فلسطين وقدس الأقداس ليفترس الشعب الفلسطيني بمفرده في ساحة الصراع ومحاولات الترويض لهذا الشعب متتالية بهدف إضعافه وتركيعه كي يسرح العدو ويمرح ويعبث في مقدسات المسلمين ولكن هل لشعب ينتمي إلى أصالة الجبارين أن يذل أو يخضع أو يفرط معاذ الله أن يكون ذلك كذلك فالقدس هي نبض الروح لشعب الرباط وهي الحلم الذي سيتحقق إن شاء الله آجلاً أو عاجلاً .

أرض القدس طاهرة باركها الله وعلى تلالها المضخمة بأريج التاريخ المجيد بنى أسلافنا الكنعانيون العرب هذه المدينة ذات التراث الخالد .

ففي تلالها وصخورها وجبالها تشم رائحة الأجداد ، آمن أهلها برسالة التوحيد وزارها إبراهيم داعية، وعقبه عيسى عليه السلام الذي بشر بنبي من بعده اسمه أحمد .

وقبل دخول الإسلام فيها بخمسمائة عام كانت خالية من أي يهودي أسرى إليها النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومنها عرج به إلى السماوات العلا فتألقت هذه المدينة كما تتألق النجمة في علياء السماء . إنها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين .

لم تستسلم للغزو الصليبي فدافع عنها المسلمون وتصدوا للصليبيين فحررت على أيدي الفاتح صلاح الدين وارتفعت عليها رايات المسلمين وما كان فيها أي يهودي في هذا الزمن . إن المسلمين هم الذين أوجدوا ملجأ للطائفة اليهودية الاشكناز من يهود الخزر والسفرديم من مشردي يهود شبه جزيرة " ايبرية " ببيت المقدس في العهد العثماني وبعد ذلك بدأ سيل الهجرة وخاصة بعد مؤتمر بال سنة 1897 ووعد بلفور سنة 1917 م وهاهي إسرائيل تنبش الأرض بحثاً عن هيكل مزعوم أو آثار تثبت قدماً لوجودها ولكن هيهات هيهات أن يتحقق لهم ذلك التزييف على التاريخ .

إن القدس الشريف تعرضت عبر التاريخ إلى أعنف أنواع الجور وإلى أقسى المظالم ولكنها لم تطأطيء رأسها بل ظلت شامخة ترد السهام إلى نحور الطامعين والمتعصبين والمغامرين .

ستظل القدس شامخة بصمود أبنائها المرابطين استجابة لمنطق الحق وامتثالاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله عز وجل وهم كذلك قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس " . فإذا تلبدت سماء القدس بالسحب الداكنة فلسوف يبزغ الفجر الوضاح ليعيد للقدس حريتها وتسامحها وثقة المرابطين فيها بنصر الله، ولسوف يرتفع علم التحرير خفاقاً فوق روابيها وستبقى للأبد عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة .

ولقد زاد الله تعالى بيت المقدس شرفاً عالي المكانة بأن أنزل على رسوله وهو فيها ليلة الإسراء آية من سورة الزخرف آية (55) وهي : " واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون " تفسير الطبري . وهذه هي الآية الوحيدة التي لم تنزل في مكة أو المدينة وإن نزولها زاد قصة الإسراء والمعراج جلالاً . ولقد بين عليه الصلاة والسلام أهمية المسجد الأقصى وربطه بمسجدي مكة والمدينة فقال صلى الله عليه وسلم " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى " .

وأختم قولي بعبارة من لا شهامة له ولا عزة  ليس بعربي الهوية ولا مسلم العقيدة يمكنك أن تكبر عليه أربعا.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ