-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
المعلم في عمان... كيف
تبدو العلاقات الأردنية
السورية الآن ؟ عريب
الرنتاوي زيارة
وزير الخارجية السورية وليد
المعلم لعمان، تأخرت عن موعدها
24 يوما، فالرجل كان ينبغي أن
يلتحق بزملائه وزراء خارجية
الدول العربية الست الذين
اجتمعوا في عمان في 11 نيسان
الفائت، لتدارس "الرسالة
العربية الموحدة" التي
سينقلها الملك عبد الله الثاني
إلى واشنطن، في أول لقاء لزعيم
عربي الأول مع الرئيس أوباما في
"بيته الأبيض" التأم في 21
نيسان الفائت، لكن الوزير
المعلم لم يأت إلى عمان، وقيل أن
غيابه عائد لأسباب فنية تتصل
بارتباطات وزيارات مسبقة، وأن
تغيّبه عن الاجتماع لا ينطوي
على أي مغزى سياسي من أي نوع،
هكذا هي الرواية كما ترددت في
عمان على أقل تقدير، حيث
استطردت المصادر مؤكدة بأن
المعلم سيأتي عمان في غضون
أيام، وها هو يأتيها زائرا ولكن
في غضون أسابيع. المصادر
السورية لم تعلق رسميا على
الأقل، على عدم انضمام الوزير
إلى اجتماع عمان للوزراء الست (زائدا)
الأمين العام للجامعة العربية،
لكن تصريحا للوزير المعلم أدلى
به في أثناء مؤتمر صحافي عقده مع
وزير خارجية لوكسمبورغ جان
اسيلبورن في دمشق بتاريخ 22
نيسان الفائت (اليوم التالي
للقمة الأردنية الأمريكية)،
وقال فيه "لا احد مخولا ان
يتحدث نيابة عن سوريا في ما
يتعلق بموضوع الجولان"، أثار
تساؤلاً حول موقف دمشق من
اجتماع عمان الوزاري، وما إذا
كانت العاصمة السورية تريد فعلا
أن تنأى بنفسها عن "عواصم
الاعتدال" وأن تبقى على مسافة
واضحة منها، وإلا كيف يمكن
تفسير غياب الوزير وتصريحه على
حد سواء. ما
تعمدت الدبلوماسية السورية
قوله بإيجاز وتلميحا، قالته
مواقع وصحف مقربة من السياسة
السورية ومحسوبة عليها، تصريحا
وبالتفصيل: دمشق لا تريد وسطاء
عندما يتعلق الأمر بأراضيها
المحتلة عام 1967، وهي اشتبكت من
قبل، وقد تشتبك من بعد، في
مفاوضات مباشرة وغير مباشرة –
عبر القناة التركية – مع
إسرائيل، والمطلوب من الأصدقاء
المشتركين للولايات المتحدة
وسوريا، أن يساعدوا على التسريع
في استئناف العلاقات والحوارات
رفيعة المستوى بين البلدين، لا
أكثر ولا أقل. مقابل
هذه المناخات "الضبابية نوعا"
التي تهيمن على قراءات أصدقاء
سوريا للتطور الأخير في العلاقة
بين عمان ودمشق، تبدو الأوساط
القيادية في الأردن مرتاحة
لتطور العلاقات الثنائية بين
البلدين، والمراجع الأردنية
تشير بكثير من الارتياح للقائي
القمة اللذين جمعا الملك عبد
الله الثاني والرئيس بشار الأسد
في الدوحة على هامش القمة
العربية (30 آذار الفائت) وفي
عمان (20 آذار الفائت)، وتؤكد أن
دمشق ليست على مسار مغاير لمسار
قمة الدوحة ولقاء الوزراء الست،
وأنها ليست بعيدة عن "التفويض
العربي" للملك عبد الله
الثاني لنقل الرسالة العربية
إلى واشنطن، بل وتريد لهذا
التفويض أن يكون مشفوعا برغبة
سورية في تنشيط دور أردني مساند
لمساعي دمشق تخطي ما تبقى من
حواجز وعراقيل تعترض علاقاتها
الثنائية مع الولايات المتحدة. المعلم
في عمان بالأمس، ونتائج زيارة
الملك الهامة لواشنطن لا شك
تصدرت جدول أعمال زيارته، ومن
يتتبع الموقف السوري بدقة، لا
بد يلحظ أن المسافة بين دمشق
وعمان ليست واسعة أو من النوع
الذي لا يردم، فدمشق على ألسنة
قادتها، أبقت الباب مفتوحا
لمفاوضات غير مباشرة مع
إسرائيل، برغم تشاؤمها الشديد
من نتنياهو وحكومته، وهي لا تكف
عن إبداء الترحيب بأوباما
وتوجهاته الإصلاحية، وتدعو
لرفع مستوى الحوار بصورة تتخطى
فيلتمان وشابيرو إلى ما هو أرفع
قدرا وأوسع نفوذا، كما أنها
تسعى في استعادة علاقاتها مع
الغرب وتجسير الفجوات التي
باعدت ما بينها وبين بعض
العواصم العربية، وفي هذا
السياق، يبدو أن العاصمتين
الجارتين، تبثان على موجة واحدة. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |