-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 06/05/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


تصاريح عربية للقدس .. لمواجهة الاستيطان

نزار السهلي

الهجمة الشرسة من العدوان المتواصل على مدينة القدس والمتصاعدة  بوتيرة  لا بمكن ان تكون معها المواقف العربية والفلسطينية بهذه الحالة من الميوعة السياسية  التي اخذ معها الاحتلال الإسرائيلي إصدار مئات الإخطارات بالهدم للمنازل في القدس بهدف ترحيل 60 ألف من سكانها  وتهديد الوجود العربي المقدسي فيها استكمالا لحملة التهويد المتواصلة منذ 42 عاما مترافق مع عملية هي الأضخم لمشاريع الاستيطان منذ العام 1967 وتأتي ضمن جملة  العدوان المستمر على الشعب الفلسطيني مترافقة مع الكم الهائل من التصاريح المنددة لإجراءات الاحتلال

لقد توجت  إسرائيل عدوانها بعد حرب غزة استكمالا بجعل عام 2009 هو عام الاستيطان في مدينة القدس  وبترها عن محيطها الجغرافي العربي  وجعل المسجد الأقصى هو مكان للزيارة الدينية ضمن تكتلات استيطانية يهودية تطبق على المدينة من كل الاتجاهات  بعد طرد سكانها  إلى خارج حدود المدينة وممارسة سياسة الهدم للمنازل والطرد للسكان والتهويد للأرض وفق خطة عنصرية استعمارية وضعتها المؤسسة الصهيونية منذ احتلال المدينة عام 1967

 

التحذير من السياسات الاجرامية بحق المقدسيين التي اقتصرت على إصدار البيانات الخجولة  واللوك اللامتناهي  للتصريحات الشاجبة لم تؤتي ثمارها بالذود عن المدينة ودعم صمود أبناءها برغم وحود لجنة لحماية القدس  وقرارات عربية ودولية  وإسلامية لم تحمل الطابع التنفيذي لمواجهة الأخطار التي تقضم المدينة وقضيتها يوما بعد يوم  وعام بعد عام  وبقي على أطلالها بيانات مزقتها جحافل الاحتلال تحت أقدامها  و أطراف فلسطينية  تتصارع  على مائدة السلطة  بقي منها فتات الملاحقات الأمنية لمناضلي فلسطين في مدن الضفة وغزة  وغاب الجهد الرسمي الفلسطيني والعربي عن ساحة الصراع  التي شكلت قضية القدس جوهرها ومضمونها وإسقاطه من أولويات الأجندة اليومية للنضال الفلسطيني  وترحيل ملفها في المفاوضات  إلى لعبة المراحل التي نجح الاحتلال  في فرضها  على الجانب الفلسطيني  وإعطائه الوقت والذريعة للمضي قدما في فرض سياسة الأمر الواقع على كل ملفات الصراع  عن طريق التمسك بالخيارات البائسة للتفاوض  والمبادرات التي لم  تفلح في لجم سياسة العدوان المتواصل  على الشعب الفلسطيني  بل على العكس  أدت السياسات  التي انتهجها  الجانب الفلسطيني منذ أوسلو إلى اليوم  من خلال الرهان على لعبة الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة  الى زيادة  الاستيطان في القدس وباقي مدن الضفة وتقطيع أوصالها  ووأد حلم الدولة الموعود للفلسطينيين الذي يجهد الجانب الفلسطيني في البحث عن اعتراف ليبرمان بحل الدولتين والذي توهم برؤية بوش وتفاؤله بقيام الدولة  الذي بقي منها  كانتونات معزولة مطوقة بحصن وقلاع الاستيطان  وسرقة يومية لمياه  الفلسطينيين وثرواتهم الطبيعية وتراثهم  وسياسة الحصار والعدوان التي طالت الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة من خلال سياسة العدوان والقتل  والعربدة  المدعومة أمريكيا

 

اكتسب الخطاب الرسمي العربي في مواجهة العدوان الإسرائيلي على مدار 61 عاما  ميوعة أخذت مكانها في العقل السياسي العربي المتراخي  والمستسلم لحواديت باتت من من مفردات الهزل في مسيرة العمل العربي لمواجهة التحديات التي عصفت به أمام هذه الهجمة الصهيونية المتشعبة  التي طالت البشر والحجر ومن نافل القول أن لامجال للحديث عن أية مبادرات وفرص ووقت تطالب بها دولة الاحتلال لإكمال مشروع السيطرة على الأرض  ما لم تكن هناك وقفة تاريخية  مسؤولة أمام شعوب المنطقة العربية وهي ترى الانحدار الذي وصل اليه مشروع المواجهة مع دولة الاحتلال في ظل الانقسام العربي والفلسطيني ووضوح المشروع الصهيوني  من عملية التسوية التي لم يعد لها وجود مع العدوان والإجراءات العنصرية المتلاحقة برغم تفاؤل الواهمين بوقف المقاومة في غزة أو صمت الاحتجاجات في الضفة انه سيعزز مكانة وإمكانية العودة والحديث عن عملية المفاوضات  ان جاء ميتشل أو غيره فالنظر الى تجربة العقدين الماضيين والسنوات الحادية والستون من العدوان لن تزيدنا يقينا الا اننا نلوك ذات المشاريع المرمى بها لنا وزد على ذلك أننا أصبحنا ندفع عن أنفسنا تهما عديدة  بدلت مسمياتها فأصبح حصار الشقيق عملا من أعمال السيادة والبطولة وضربه هو عملا لمساعدته بقبول الاملاءات  الصهيونية  والتآمر عليه  هو لمساعدته في التكيف  مع آلة العدوان ومنع وصول الإمدادات له خوفا عليه من الانزلاق في ترتيب أوضاعه وخلق حالة من الضياع والانقسام  هي  للمصلحة الوطنية والقومية

فمن غير المجدي استعمال ذات اللغة التي طوعتها المشاريع الصهيونية في الأراضي الفلسطينية والعربية التي وجدت المخرج من كل الأزمات التي كان من الممكن مواجهتها مع المشروع الصهيوني  طالما  بقي الخطاب العربي يصم اذن مواطنه من فعل الدبابات والطائرات والمدافع الإسرائيلية  و الجرافات مع كل إدانة وتصريح رنان لا يخرج  الى ابعد من ميكرفون من يدلو  .

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ