-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
حتى
لا يكون الحوار جزء من الحصار د.إبراهيم
حمّامي لم تحظ
جولة الحوار الفلسطيني
الفلسطيني الأخيرة بذات
الاهتمام والتغطية التي حظيت
بها الجولات السابقة، بعد أن
تحولت جولات الحوار لما يشبه
المسلسلات المكسيكية أو
التركية التي تمتد لعشرات
الحلقات في كر وفر بين "الأعدقاء"،
جولات تتلوها جولات،
اجتماعات لساعات ثم استراحة
لأسابيع، لقاءات تنفض على وعود
ما يليها من لقاءات، والمحصلة
"لاشيء"، نعم "لا شيء"،
رغم كل التصريحات التي
تتحدث عن اختراقات في هذا الملف
أو ذاك، إلا أن الواقع على الأرض
يعلن وبوضوح شديد أن الحوار
يتجه نحو الفشل الذريع، إن لم
يكن قد فشل فعلاً وينتظر "تخريجة"
لاعلان الفشل. الأطراف
الرئيسة المتحاورة، أي حماس
وأجنحة فتح تتصرف على أساس ما
بعد فشل الحوار، رغم تخوف
الجميع من تحميله مسؤولية
الفشل، واصرارهم على الاستمرار
في الحوار، كل لغاية تختلف عن
الآخر. رام
الله تستعد لاعلان حكومة لا
شرعية جديدة برئاسة فياض، وان
رفض لسبب من الأسباب، يكون
الهبّاش بحسب التقارير
الصحفية، الهبّاش الذي اعتبر
مؤخراً أن انهاء "حكم" حماس
في غزة واجب وطني وأخلاقي
وديني، أما حماس فقد ثبتت وبشكل
رسمي وزيراً جديداً للداخلية في
حكومة تسيير الأعمال خلفاً
للشهيد سعيد صيام، ولسان حال
الجميع يؤكد حقيقة واحدة، يبقى
الحال على ما هو عليه، أي بعبارة
أخرى تؤكد ما ذهبنا اليه بأن
الحوار قد انتهى فعلياً. لا يمكن
بحال من الأحوال المساواة بين
الأطراف وكأنها تتقاسم
المسؤولية، العاقل المتابع
للأحداث يعرف تمام المعرفة
لماذا بقي الحوار مراوحاً
مكانه، ويعرف دور فريق رام الله
في محاولة فرض رؤية الاحتلال
على نتائج الحوار، حيث تحول
لوكيل حصري للاحتلال، يضرب
بسيفه في الضفة، ويتحدث بلسانه
في كل المنابر، ويناور للحصول
على اعتراف بشرعيته المزعومة
بأي ثمن، لكن في نفس الوقت فإن
حماس أيضاً وباعتبارها الفصيل
المقاوم الرئيسي تتحمل جزء لا
يستهان به من المسؤولية عن
المماطلة والتسويف السلطوي في
مسلسل الحوار ودوامته، المسلسل
المتحول تدريجياً لما يشبه
المؤامرة على غزة وأبنائها. بصراحة
أيضاً نقول ان الاستمرار في
الحوار بشكله واسلوبه الحالي
بلا سقف زمني، وفي ظل الممارسات
والاجراءات الاستئصالية في
الضفة الغربية، ودون رعاية
جدية، وبلا ضمانات، قد يعني
مشاركة ولو ضمنية من المتحاورين
جميعهم دون استثناء في حصار
غزة، وقبول بالوضع المأساوي
هناك، ورضا عن المماطلة اللئيمة
والمقصودة من قبل فريق رام الله. الحوار
كما يجري الآن، هو تماماً
كالمفاوضات التي طالما وصفت
بالعبثية، جولات تجري،
وممارسات تخالفها على الأرض،
والخاسر هو اشعب الفلسطيني،
وربما أسوأ من المفاوضات
العبثية، لأن هناك مليون ونصف
المليون رهينة هم أبناء شعبنا
في القطاع، الذين ربط مصيرهم
بطريقة أو بأخرى بنجاح الحوار
والمصالحة، المتحكم بها فريق
سلّم ناصية أمره للمحتل. على
الفصائل الفلسطينية المتمسكة
بحقوق شعبنا وثوابته أن تقف
موقفاً حازماً من هذه المماطلة
في الحوار، ومن اشتراطات
المحاور "الاسرائيلي" الذي
يمثله التيار المختطف للقرار
الفتحاوي، ومن المحاولات
المتكررة لانتزاع اعتراف ب "اسرائيل"،
تارة من خلال ما يسمى الالتزام
باتفاقات والتزامات منظمة
التحرير الفلسطينية، وتارة
أخرة شروط الرباعة، ومرة القبول
بالمبادرة العربية التي بدأت
تنكشف عورتها باسقاط حق العودة،
ومرة خرى برنامج حكومة لا يعيد
أو لا يبقي الحصار، على الفصائل
أن تتخذ الموقف المناسب
والمحسوب قبل فوات الأوان وقبل
أن تتحول لشريك في حوار بات يمثل
جريمة ضد قطاع غزة ومعاناته. هذا لا
يعني بأي حال من الأحوال اعلان
الحرب، أو المواجهة المفتوحة،
ولا التقوقع ورفض المبادرات
الجادة، أو اللجوء للسلاح أو
غيرها من الأمور التي يحلو
للطرف المفشل للحوار التحجج
بها، لكن باتخاذ خطوات دقيقة
ومتأنية للخروج من دوامة الحوار
العبثي، ولدعم المواطن الغزي
الذي ينتظر فرج الله لاعادة
اعمار بيته، أو اطعام عائلته،
أو تطبيب أبنائه، دعمه ولو
معنوياً، واخراجه من دائرة
الرهينة لهذا الحوار. خطوات
من قبيل - وهذا أضعف الايمان: · تحديد
سقف زمني للحوار، وعدم ابقائة
مفتوحاً بلا نهاية · فك
الاتباط تماماً بين الملف
السياسي (الحوار والمصالحة)،
وبين ملف اعمار وانقاذ غزة، هذا
الربط الذي لم يحدث في التاريخ
القديم والحديث، لا من خلال
كارثة طبيعية أو حرب أهلية، لم
يحدث مطلقاً أن بقي مصير منطقة
منكوبة رهن باتفاق الأطراف، وهو
الأمر الذي يصر عليه عبّاس في
جريمة جديدة تضاف لجرائم سلطته. ·
الاعلان وبوضوح وللجميع أسباب
فشل الجولات السابقة،
المعيقات، والطرف المعيق،
والاشتراطات، والتدخلات
الخارجية وغيرها ·الضغط
على الطرف الراعي (المفترض أنه
نزيه وعلى مسافة متساوية من
جميع الأطراف)، حتى ولو أدى
الأمر لسحب الملف بأكمله من
المخابرات المصرية. بالله عليكم
ما الذي بقي في جعبتهم لقتل وخنق
غزة، أو بعبارة أخرى ما الذي
يمكن أن تخسره غزة في ظل استمرار
اغلاق المعبر، واغلاق الانفاق،
والحملات الاعلامية المسعورة،
ومصادرة المساعدات، ورفض دخول
المعونات والوفود المتضامنة؟ ·الاصرار
على مبدأ لا حوار في ظل احملات
المسعورة في الضفة، وفي ظل
عمليات الاختطاف والاعتقال · لا
حوار دون وقف التنسيق الأمني
الخياني، إذ كيف يمكن لعاقل أن
يحاور مع من ينسق مع الاحتلال
للقضاء عليه، ويتبادل معه
المعلومات والتفاصيل؟ · حتى
في حال حدوث تقدم ولو بسيط، لابد
من التمسك بضمانات النجاح
المعروفة، والتي بح صوتنا من
تكرارها · لا
اتفاق إلا من خلال رزمة واحدة
متكاملة، تسحب البساط من تحت من
يجتزيء وينتقي على مزاجه، أو
بالأحرى مزاج من يحركه، ولتفادي
ما حدث في اتفاق القاهرة عام 2005،
والوفاق الوطني 2006، ومكة 2007،
وصنعاء 2008 الاستمرار
والقبول بدوامة الحوار
اللانهائي، والقبول برهن مليون
نصف المليون فلسطيني، سيتحول من
مجرد مماطلة إلى مشاركة كاملة
في جريمة ممنهجة يقودها ويسعى
اليها فرق رام الله، وتُجر
اليها غزة جرّا، ان لم تستدرك
الأمر، وقبل وقوع الفأس في
الرأس حين يثور الشعب في وجه
الجميع، غير مفرق بين مخطط
للجريمة ومكره عليها، لأن
النتيجة ستكون مسؤولية مشتركة،
وان بنسب متفاوتة. هل
علينا انتظار جولات وجولات
أخرى، في مسلسل نأمل أن ينتهي
قبل شهر رمضان المزدحم
بالمسلسلات؟ أم ستكون الجولة
القادمة حاسمة حقاً، بعد أن
سمعنا ذلك في جولات سابقة؟ هل
سنسمح لعبّاس ومن معه
بالاستمرار في تجويع غزة من أجل
تركيعها، شعباً وحكومة وقيادة؟ لا شك
لدينا أن من يحاورون بنية
صادقة، وبقلب مفتوح، يدركون كل
ما ذهبنا إليه، بل أكثر، لكن
المحاذير التي منها تحميلهم
مسؤولية فشل الحوار، ربما
تمنعهم من اتخاذ الخطوات
الحاسمة للجم المماطلين
المسوفين، لكننا نقول وبصراحة،
ان كانوا يكسبون معركة الوقت
وعض الأصابع، فإنهم بالتأكيد
يخسرون من رصيدهم في غير موقع. الحذر
الحذر، وما زلنا ننتظر! ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |