-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
لماذا
انقلبت الموازين في ديربان2 ؟ هزيمة
عربية جديدة بقلم
: زياد ابوشاويش بإسدال الستار يوم الجمعة 24 / 4 / 2009
على مؤتمر مكافحة الصهيونية
والتمييز الذي بدأ أعماله في
سويسرا يوم 20 / 4
وإصدار بيانه الختامي نكون كأمة
ودول قد منينا بهزيمة جديدة
أمام دولة الكيان العنصري
الإسرائيلي ولابد أن نقر بذلك
ونبحث عن الأسباب. بدون شك لعبت دول كبرى كأمريكا
وبريطانيا وفرنسا وغيرها من
الدول الغربية دوراً مهماً في
إلحاق الهزيمة بنا، لكن المؤكد
أن جهود العدو الصهيوني ونشاطه
قبل وأثناء المؤتمر وعلى هامشه
لعب الدور الحاسم في تلك
الهزيمة. كان المؤمل والمتوقع أن تلعب نتائج
العدوان البربري الدموية على
قطاع غزة ومناظر الترويع والقتل
للأطفال والنساء دوراً في تعزيز
موقفنا العربي لمواجهة تحديات
تفرضها علينا توازنات المصالح
الغربية الداعمة للكيان
الصهيوني خاصة ما يتعلق منها
بذكر تلك الجرائم والعدوان غير
المسبوق على المدنيين وحالات
القتل المتعمدة والدروع
البشرية إلى آخر قائمة الجرائم
التي تنم عن عنصرية فاضحة لحظها
العالم كله وخرج الملايين في كل
أرجاء المعمورة للتنديد بها،
قلنا أن ذلك كان من المفروض أن
يسهل على العرب والفلسطينيين
خاصة مهمتهم في تناول الاحتلال
الاسرائيلي وممارساته بما
ينسجم مع واقع عنصرية الكيان
وهمجيته خصوصاً ان هناك
اعترافات موثقة من جنود وضباط
شاركوا في ذلك العدوان تؤكد
استهداف المدنيين بشكل متعمد
وبأوامر من القيادة السياسية في
الكيان. ليس هذا وحسب بل إن مجمل السلوك
الاسرائيلي في الأرض المحتلة
منذ عام 1967 يدل على العنصرية
والتمييز واستباحة كل القوانين
والاعراف الدولية وحقوق
الانسان وهناك آلاف الأدلة
والوقائع تثبت ما نقول ولا حاجة
لتعدادها هنا لأن تطور وسائل
الاعلام أتاح للدنيا مشاهدة
نماذج مما نقول منذ الانتفاضة
الأولى التي بدأت عام 1987 وما
سبقها ولحق بها من تعديات على
المواطنين بما فيها الاعتقالات
والاغتيالات وتكسير العظام
وإطلاق النار على المدنيين
العزل وغيرها مما وثقته منظمات
حقوق الانسان الدولية وحتى
الاسرائيلية نفسها. إن المجازر التي ارتكبتها إسرائيل
ضد العرب في لبنان وفلسطين
ومجموعة الإجراءات التي تتخذها
تحت عنوان الأمن تبرر لأي مراقب
وصم إسرائيل بالعنصرية أو على
الأقل مطالبتها في بيان ختامي
لمؤتمر مناهضة العنصرية
باحترام القانون الدولي
ومعاملة من تحتل أرضهم كما تنص
الاتفاقات المعنية وخاصة
اتفاقية جنيف الرابعة التي وقعت
بعد الحرب العالمية الثانية
فلماذا أخفقنا في إضافة أي
ملاحظة عن أي شيء من ذلك في
البيان الختامي؟. هناك مشكلة تتعلق بانحياز الغرب
عموماً لإسرائيل فيما يخص
صراعنا معها وهذا أمر مفهوم وله
أسباب يرتبط قسم منها بموقفنا
المتخاذل أمام هؤلاء الداعمين
حيث لا نستطيع أو لا نرغب في
استخدام أوراق القوة والمصالح
التي نملكها في مواجهة المعايير
المزدوجة والمواقف الظالمة من
حقوقنا، لكن الجانب الآخر في
المشكلة يرتبط في عدم الفهم
الصحيح لكيفية إدارة المعركة،
وكيف نوحد جهودنا ونوزع الأدوار
والأسلحة المتوفرة لخدمة الهدف
الكبير وهو في هذه الحالة فرض
القضية الفلسطينية وزجر
إسرائيل وكشف كل الحقائق
المرتبطة بسلوكها الهمجي
ومخالفتها القانون والشرعية
الدولية. إن النتيجة التي آل
إليها المؤتمر من حيث إيراد
الهولوكوست اليهودي المزعوم أو
ما يطلقون عليه تسمية المحرقة
في البيان الختامي وتجاهل
المسألة الفلسطينية وعدم
التطرق من قريب أو بعيد لحقهم في
الحرية والاستقلال وكذلك تجاهل
كل جرائم العدو الصهيوني بما في
ذلك محرقة غزة وما تبعها من
إجراءات لا زالت تترى في القدس
وغيرها والجدار العازل وكل
مظاهر العنصرية والعدوان، إن
ذلك في الحقيقة قد شكل صفعة قوية
ليس للعرب فقط بل لكل الداعين
لحقوق الانسان وترسيخ قيم الحق
والعدالة على سطح المعمورة. ولفهم الأسباب لتلك الهزيمة ولهذا
التراجع الكبير عما أنتجه مؤتمر
ديربان1 في جنوب إفريقيا يجب أن
نتفحص بشكل دقيق كافة التحركات
التي قمنا بها وقامت بها
إسرائيل لكسب المعركة في ديربان2
ومعرفة أين أخطأنا وكيف وقعنا
في الثغرات والكمائن التي نصبت
لنا من جانب إسرائيل ومناصريها
الغربيين. لقد قامت إسرائيل رغم
انسحابها المبكر من المؤتمر
بحملة دعاية كبيرة ربطت فيها كل
نقد يوجه لها بعنوان العداء
للسامية ولم يواجهها العرب بما
يلائم الرد على هكذا هرطقة
وبأسلوب مقنع يفصل بين الإثنين
ويوضح حجم التلفيق فيما تدعيه
إسرائيل. كما قامت بأوسع نشاط داخل المؤتمر
من أجل الضغط على الوفود وعلى
رؤسائها من أجل تكميم أفواه
المندوبين والمتكلمين لمنعهم
من تناول إسرائيل بالاسم نقداً
وتوضيحاً لسلوكها العدواني
وتحضير الناس لمقاطعة أي متحدث
يفعل ذلك وقد شاهدنا الانسحابات
أثناء كلمة الرئيس الايراني
والمندوب الليبي لمجرد أنهما
اتهما إسرائيل بممارسة
العنصرية تجاه الشعب الفلسطيني. وفي الاتفاق على البيان الختامي
استدرجت إسرائيل وحلفاؤها باقي
الوفود بما في ذلك الوفد
الفلسطيني من أجل صيغة مائعة
وتتجاهل خروقات الكيان
الصهيوني مع أشد الوضوح فيما
يتعلق بالهولوكوست ووسم كل من
ينكره بالعنصرية ومعاداة
السامية وذلك من أجل ضمان حضور
هذه الدول، لكن ما جرى كان
خداعاً أنتج بياناً هزيلاً لا
أعرف كيف لمندوب فلسطين أن يصفه
بالجيد وهو يتجاهل ذكر القضية
الفلسطينية وعدوانية إسرائيل
وعنصريتها. إذن في جوهر إخفاقنا في ديربان2 يقع
إهمالنا وتقاعسنا وهواننا كما
يقع اهتمام عدونا وبرمجة نشاطه
بطريقة منتجة وصحيحة. لكن ليس
هذا كل شيء في الموضوع لأن دور
أمريكا والغرب عموماً كان
كبيراً ومؤثراً ولم نحسن بكل
أسف التعامل معه بما ينسجم مع
مصالحنا إن لم نقل كرامة أمتنا
وحقوقها، وهكذا ضاعت الفرصة وإن
لم نحزم أمرنا في مواجهة الظلم
والمعايير المزدوجة وكذلك إن لم
نلعب بأوراق قوتنا بشكل جيد
وبلا تردد فإن هكذا هزيمة
ستتكرر في مواجهات وعناوين أخرى
من صراعنا ضد الوجود الصهيوني
فوق ارضنا . ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |