-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 16/05/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


شعرة تحت إبط فلسطين

د. فايز أبو شمالة

   نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، وزير الشئون الإستراتيجية "موشي يعلون"، قدم لرئيس الوزراء خطة عمل إستراتيجية، تقضي بفصل قطاع غزة بالكامل عن إسرائيل، وقطع كل طرق الإمداد، والتموين، وإغلاق المعابر، وربط غزة مع مصر بشتى الوسائل. وهذه الخطة ليست جديدة، لأن فكرة الفصل التي نفذها شارون سنة 2005، قامت على أساس إعادة انتشار القوات الإسرائيلية على الحدود مع قطاع غزة من كل الجهات ما عدا الجهة المصرية التي تعمد شارون تركها مفتوحة، وبلا حراسات، بشكل يكشف عن الرغبة الإسرائيلية الكامنة في التحلل من همِّ غزة، وإلقاء عبئها على مصر.

    لقد شكلت غزة، وما تزال وجعاً في خاصرة إسرائيل، وبقاؤها ملتصقة بإسرائيل يعني مزيداً من الضغط على الحكومة الإسرائيلية  التي ستسعى للتخلص من العلاقة الجغرافية مع غزة، وأبعادها التاريخية، والهادفة إلى فصل الترابط الوجداني بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وهنا تبرز المصلحة الفلسطينية الإستراتيجية القاضية بالتمسك بتلابيب الدولة العبرية، وعدم الانفصال عنها، ليس من باب العناد، وإنما تمسكاً بفلسطين من خلال تواصل الاحتكاك بالإسرائيليين، وعدم السماح لهم بالهرب، والتمسك بالذاكرة، والإصرار على أن قطاع غزة ليس جزءاً من سيناء المصرية، وإنما هو جزء من فلسطين التي صارت بالقوة والاغتصاب إسرائيل، وفصل الجزء عن الكل فيه تذويب للجزء، وإنهاء معاناته بعيداً عن الحبل السري الذي يغذيه بالبقاء السياسي، حتى ولو كانت هذه التغذية منقوصة، ومشوهة، واغتصاباً، حتى ولو كانت التصاقاً إسرائيل، أو ضمن سجنها الحالي فهي أفضل سياسياً، واقتصادياً لمستقبل الشعب الفلسطيني من وجودها متحررة بين أحضان مصر العربية.

   على حركة حماس، صاحبة الولاية الفعلية على قطاع غزة الحرص بأن تظل غزة ملتصقة بالدولة العبرية، ومتشبثة بجغرافيتها، وتطل من بين شقوق تاريخها، وأن تظل جزءاً من الأرض المقدسة حتى ولو صارت غزة شعرة إبط فلسطين، يزكم أنوف أهلها عفن المحتلين، ويحتمل سكانها وزر الغاصبين، وتتأذى الأجيال من بطش، وحصار القتلة، ومن إهمال الصديق، وهجران القريب. وعلى حركة حماس التنبه إلى خطورة بقاء الفلسطينيين منقسمين إلى كيانين كأمر واقع، فهذا ينسجم مع التفكير الاستراتيجي لإسرائيل الذي يعمل على تقسيم السودان إلى ثلاث دول، والعراق إلى ثلاث، ومصر إلى دولتين، وسوريا إلى ثلاث دول. وكيف الصمت والقبول بتواصل الانقسام الفلسطيني، والتمزق العربي هو السبب في ضياع فلسطين سنة 1948، وسبب البلاء الفلسطيني؟!.  

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ