-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
النكبة
.... حضور دائم بقلم
/ عائد الطيب إحدى و
ستون عاما مرت على نكبة الشعب
الفلسطيني و تشريده من أرضه
ومحاولة طمس هويته ,, أكثر من ستة
عقود من الزمن لم تستطع أن تلغي
النكبة من ذاكرة الإنسان
الفلسطيني وفشلت في أن تنتزع
الحنين إلى الأرض و التمسك
بالحقوق لتتجذر مقاومته و تتطور
و تزداد ثباتا و تضرب بجذورها في
أعماق الأرض انسجاما و تناغما
مع تلك الذاكرة العصية على
النسيان أو التناسي و لتسقط
أمامها سقوطا مريعا المقولة
الصهيونية( الكبار يموتون و
الصغار ينسون ) فالكبار أرضعوا
تضاريس الوطن و نكهة ترابه مع
حليب الأطفال ليكبروا و
يترعرعوا وقد كبر معهم الوطن و
تعمق في وجدانهم . تأتي
ذكرى النكبة و الساحة
الفلسطينية تمر بمنزلقات و
توجهات متباينة و انقسام طال
وطال أكثر مما ينبغي إضافة إلى
مؤامرة ومخططات صهيونية جديدة
تلاقي الدعم الأمريكي و الدولي
يقابلها حالة عربية متردية
عاجزة و مشلولة لا
تملك القرار أو حتى مجرد
الاعتراض وكل أفكارها تصب في
اتجاه كسب الرضا الصهيوني و
القبول الأمريكي ,,,
كل ذلك و أكثر كان مدعاة ليظل
الشعب الفلسطيني متمترسا خلف
مقاومته و التي حملت الهم و
الجرح و تقدمت الصفوف قابضة على
زناد السلاح ,,, و برغم الحصار و
حملات التشويه الإعلامية
الرسمية وغيرها وتضييق الخناق و
قطع قنوات الإمداد ومحاولة
حشرها في ركن قصي
إلا أن المقاومة و بفضل من
الله سبحانه و تعالى استطاعت
القفز على كل الحواجز و
الاستمرارية و الثبات لحماية
الشعب الفلسطيني و الذود عن
أرضه . إن
استمرارية المقاومة الفلسطينية
في أدائها لواجبها منذ وعد
بلفور في العام 1917م وثورة إن
ذاكرة الإنسان الفلسطيني التي
تحتضن عكا و جبال الجليل و
الخليل و القدس ويافا وحيفا و
صفد و غزة و نابس و رام الله وتل
الربيع و بيسان و أم الرشراش و
كل مدن وقرى فلسطين و كل حبة
تراب في أرضها و كل نسمة هواء في
سمائها ,,, أن مثل هذه الذاكرة لن
تهزم و لن تسقط و ستظل تسجل
الحضور اليومي الدائم لنكبة
فلسطين لتكون الوقود الدافع نحو
مسيرة الجهاد و المقاومة و
العطاء الدائم إننا
ونحن إذ نستحضر ذكرى النكبة –
التي ما غابت عنا – لنؤكد أننا
لم نعد نملك ترف الخيارات و لا
وقت لدينا للتجارب و لا
للمجازفات و المغامرات
السياسية الحمقاء ,,, هناك خيار
وحيد لا خيار غيره و أثبت جدارته
و فعاليته علاوة على أنه خيار
رباني وفرض عين نؤثم إن تركناه
ألا وهو الجهاد و المقاومة و
العودة إلى النهج الإسلامي الذي
إن تمسكنا به فتحت لنا أبواب
الخير و النصر و التمكين بإذن
الله ,,, إن المسألة لا تتعلق
بكون العدو الصهيوني أكثر سلاحا
و عدة و عتادا و تجهيزا فكل
الحروب الإسلامية منذ غزوة بدر
إلى حروب الردة و الفتوح
العظيمة كان المسلمين هم الأقل
عددا وعدة ولكنهم كانوا ينتصرون
كونهم خرجوا في سبيل الله و
لإعلاء كلمة لا اله إلا الله
محمدا رسول الله و إقامة
الشريعة الربانية في الأرض ,,,
المسلمون نصروا الله بالتزامهم
بتعاليمه و إقامة شرائعه و دينه
القيم فنصرهم الله و ما النصر
إلا من عند الله ,,,, ونحن عندما
نبتعد على المنهج الرباني لن
نحقق نصرا و لا نستطيع أن نكون
على قدر الأمانة الملقاة على
عاتقنا فللنصر أسباب إن أخذنا
بها تحقق لنا و إلا فالنتائج
وخيمة و الهزيمة هي النتيجة
لذلك . لنعد
جميعا إلى نهجنا الإسلامي و
لتكن النكبة وحضورها الدائم
الحافز و الدافع لنتجاوز
خلافاتنا و نوحد راياتنا و ندرك
أن نصرنا في تمسكنا بديننا
الإسلامي و لفظ و إنكار كافة
الاستراتيجيات و المناهج و
الأفكار الوضعية و في وحدتنا
على أساس اعتماد النهج المقاوم
سبيلنا الوحيد للتصدي للعدو
الصهيوني و هزيمته و انتزاع
حقوقنا و تحرير كامل أرضنا من
نهرها إلى بحرها. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |