-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
أنت
مستهدف فاحذر..!! أ.د.
محمد اسحق الريفي هذه
تذكرة، وليست مقالاً سياسياً،
أوجهها لنفسي أولاً، ثم لمن
يذودون عن حياض أمتنا الإسلامية
ويسعون لحماية أبنائها.
وهي ليست وصاية، وإنما
نصيحة أخوية ممزوجة بحرقتي على
أبناء أمتي، وبغيرتي الشديدة
عليها، وبحرصي الكبير على
التنبيه والتحذير، فلا خير فينا
إن لم ننصح بعضنا ونهتم بشؤون
أمتنا. هل تدري
أنك مستهدف؟!، إذا كنت تدري فأنت
بخير، وأن كنت لا تدري فاقرأ،
وفكر، وتدبر أحوالك وأحوال
أمتنا الإسلامية.
ألا تعلم أن معارك شرسة تدور
رحاها في داخلك، وأن عقلك وقلبك
قد أصبحا ساحتي صراع مع من
يستهدفك ولا يكل ولا يمل ولا
يتوانى لحظة من أجل إلحاق
الهزيمة بك؟!! فأنت مستهدف في
وعيك، إذ يراد لك أن تعيش
مضللاً، وأن تظل حائراً
متردداً، كي تفقد معايير الحكم
الصحيح على الأمور.
فعدوك يحاول تحييد عقلك عن
الصراع، وكذلك فكرك وعاطفتك، كي
تظل صامتاً ساكناً لا قيمة لك
ولا لرأيك... وأنت
مستهدف في دينك وأخلاقك وثقافتك
وانتمائك، فهناك من لا يكف عن
محاولة إبعادك عن دينك وإفساد
أخلاقك، والعبث في وسائل
التفكير لديك، وغرس ثقافات
سقيمة في عقلك ووجدانك، لتصبح
مشوه الثقافة ومعتل التفكير
وشاذ السلوك، فاحذر من سياسة دس
السم في العسل وتمرير ثقافة
الاستكانة والهوان إلى نفسك... وأنت
مستهدف في معنوياتك، فهناك من
يسعى لإشعارك بالنقص والدونية،
ويحاول إحباطك، ويسبك ويشتمك،
ويصفك بأقذع الصفات، ويستخف بك،
ويتعالى عليك، ويشعرك بأنك دنيء
النفس، ويدفعك إلى استعطافه،
ويبث الخوف في روعك، ويزين إلى
نفسك العزلة والسلبية، ويشعرك
بأن الناس قد هلكوا، كي تيأس
وتخور قواك... وأنت
مستهدف في إرادتك، فهناك من
يسعى دائماً لكسر إرادتك، لتصبح
غير قادر على الصبر والتحمل
والثبات في وجه الشدائد، ولكي
لا تقوى على مواجهة خصومك
وأعدائك، فتخر بين أيديهم فريسة
سهلة، وتخضع لهم ولمخططاتهم،
فأنت في صراع حضاري شامل معهم،
فإياك أن تلين لك قناة، أو أن
يتطرق يأس إلى قلبك، أو أن
تساورك الشكوك بالتخلي عن
مقاومة أعدائك، أو تفر من
المواجهة... وأنت
مستهدف في وقتك، فقتل الإنسان
لا يقتصر على إعدامه، بل قد
يتحقق بإضاعة وقته، فالوقت هو
الحياة، ومن أضاع وقته فقد أمضى
حياته فيما يضره ولا ينفعه،
وخسر معركته مع خصمه وعدوه،
فاحذر أن تنشغل بصغائر الأمور
عما يجب أن تشغل به نفسك، ودعك
من التسلية، فالكبار لا يتسلون،
وإنما يبحثون عن تحقيق الأمثلية
من استخدام الوقت والاستفادة
منه، ولا وقت لديهم إلا للعمل
والإنجاز والمواجهة... وأنت
مستهدف في مالك، فاحذر أن تبدده
فيما لا فائدة تعود عليك وعلى
أمتك منه، فأنفقه بحق على نفسك
وعيالك، وتصدق بما زاد عن حاجتك
على من هو في أمس الحاجة إليه،
أو أرسله لمن يدافع عن شرف أمتنا
وعزتها، أو جهز به مجاهداً في
سبيل الله، فأنت مؤتمن على
مالك، فاحسب ليوم سيسألك الوهاب
عما استودعك عليه... وأنت
مستهدف في وجدانك، فهناك من
يحاول باستمرار العبث في معايير
حبك وبغضك للأشياء والخلائق،
فلا تحب إلا من استحق حبك وفقاً
للشرع، ولا تكره إلا من اعتدى
عليك وانتهك حرمة دينك وأوطانك،
ولا تسمع لما يردده أعداؤك من
ثقافة التسامح، فلو كان أعداؤنا
متسامحين لما قتلوا منَّا
الملايين، ولما استباحوا ديار
المسلمين. وإياك
أن تسمح لأعدائك بالتلاعب في
عواطفك ومشاعرك وتوجيهها حيث
خدمة أهدافهم الشيطانية... فاحذر
أن تهون أو تذل، أو أن يغلبك
خصمك، حتى إن لاقيت حتفك،
فالحياة هي أن تعيش حراً
كريماً، وإلا فأنت لا تعرف قدر
نفسك، حيث استخلفك الله عز وجل
في الأرض، وكرمك، وسخر لك ما في
البر والبحر، وفضلك على كثير
ممن خلق تفضيلاً، فلا تستهن
مكانتك، ولا تكن ضحية لضعف نفسك
وجهلك وحاجتك إلى ما عند الناس... ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |