-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
حرب
أجهزة الاستخبارات الصهيونية
على الوعي أ.د.
محمد اسحق الريفي الإنترنت
"ساحة حرب جديدة" في عصر
المعلومات، وفقاً لوصف أجهزة
الاستخبارات الصهيونية، التي
توظف الإنترنت بخسة ودهاء في
الحرب على الوعي الفلسطيني
والعربي والإسلامي، إذ بمقدور
الإنترنت – من وجهة نظر
الصهاينة – توفير معلومات لا
تستطيع الدبابات والطائرات
توفيرها ورصدها...
هكذا جاء في تقرير أصدره
معهد دراسات الأمن القومي
الصهيوني مؤخراً حول أجهزة
الاستخبارات الصهيونية ودورها
الخطير في الحرب على الوعي، من
حيث قدرتها على التأثير على
الرأي العام. ولا
يقتصر استخدام أجهزة
الاستخبارات الصهيونية
للإنترنت على جمع المعلومات
الأمنية والعسكرية عن المقاومة
الإسلامية في فلسطين ولبنان؛
بهدف استخدامها في الحروب
والضربات الوقائية والاستباقية
الظالمة، وعن الرأي العام
الفلسطيني والعربي والعالمي،
بل يتعدى ذلك إلى توظيف
المعلومات التي تجمعها أجهزة
الاستخبارات الصهيونية عبر
مواقع الإنترنت في تشويه الوعي
الفلسطيني والعربي وتضليل
الرأي العام الإسلامي
والعالمي، إضافة إلى إسقاط
العملاء. وفيما
يلي أستعرض أهم الوسائل التي
تستخدمها أجهزة الاستخبارات
الصهيونية لتوظيف الإنترنت في
الحرب على الوعي. أولاً:
نشر الشائعات الصهيونية
والدعاية السوداء؛ في سياق
الحرب النفسية التي يشنها العدو
الصهيوني ضد العرب والمسلمين
عامة والفلسطينيين خاصة،
وترويج الأفكار الصهيونية التي
تهول من قوة الكيان الصهيوني
العسكرية والاقتصادية
والأمنية، وذلك لتثبط عزيمة
الفلسطينيين والعرب والمسلمين
وبث روح الهزيمة في نفوسهم. ثانياً:
تأجيج الخلافات التي تدور رحاها
في الساحة الفلسطينية، والتي
تؤدي ليس فقط إلى تكريس فصل
الضفة عن غزة وتكوين كيانين
فلسطينيين متعاديين، بل كذلك
إلى تبرير العدوان الصهيوني على
الشعب الفلسطيني المتمثل في
حصار غزة، وتحويل الضفة إلى
كنتونات صغيرة منفصلة ومعزولة،
وشن العمليات الحربية على
الفلسطينيين، ومحاربة المقاومة
الفلسطينية؛ وإظهارها أمام
الفلسطينيين والعرب على أنها
سبب تعثر التسوية السياسية
وتأخير إقامة دولة فلسطينية وفق
ما يسمى حل الدولتين، إضافة إلى
التغطية على عمليات التهويد
والاستيطان اليهودية
والصهيونية المتواصلة. ثالثاً:
إقناع العرب والمسلمين بقبول
الكيان الصهيوني ودمجه في
منطقتنا العربية والإسلامية
كدولة شرعية وإقامة علاقات
طبيعية معها، وذلك عبر تمرير
مفاهيم مغلوطة لعقول العرب
والمسلمين ووجدانهم؛ كتقبل
الرأي الآخر، والتسامح الديني،
ونبذ الكراهية الدينية، ونبذ ما
يسمى العنف والإرهاب، وعولمة
المواطَنة، والحوار الحضاري،
وحوار الأديان، التفريق بين
يهود اليوم واليهود المذكورين
في القرآن الكريم. رابعاً:
إقناع العرب بأن ما يسمى (إسرائيل)
هي أمر واقع لا مجال لتغييره
وقدر لا فائدة من مقاومته، وبأن
العرب والمسلمين يستطيعون
العيش في ظروف اقتصادية وأمنية
أفضل إذا ما تقبلوا وجود الكيان
الصهيوني وطبعوا علاقاتهم معه،
وبأن اليهود والصهاينة
المحتلين لفلسطيني يحرصون على
السلام مع جيرانهم العرب،
وبأنهم لا يطمعون في العالم
العربي ولا يخططون للهيمنة على
العرب والمسلمين، وبأنهم لا
يسعون لإقامة دولة يهودية بين
النيل والفرات. خامساً:
إيهام العرب والمسلمين بأن
الشعب الفلسطيني غير مؤهل
لتقرير مصيره في دولة؛ يزعم
المجتمع الدولي أنه سيهديها له
عبر التسوية السياسية، وبأن
الفلسطينيين أنفسهم يتحملون
مسؤولية تشردهم ومعاناتهم
والعدوان الصهيوني الذي
يتعرضون له، وبأن المقاومة
الفلسطينية تقدم الذرائع للعدو
الصهيوني كي يعتدي على الضفة
وغزة ويقتل الفلسطينيين. سادساً:
نشر الأكاذيب التي تهدف إلى
تشويه صورة المقاومة الإسلامية
والطعن في مصداقية قادتها
وكوادرها وقدرتها على إنجاز
وعودها. ما سبق
قليل من كثير يحتاج إلى تفصيل،
والأهم من هذا أنه يقتضي وضع
برامج عملية لتوعية المواطن
الفلسطيني وحماية وعيه من
التشويه، ولكن كيف يمكن
للفلسطينيين والعرب مواجهة
أجهزة الاستخبارات الصهيونية
في هذه المعركة التي تمتد
ساحتها عبر عالم فسيح أوجدته
الإنترنت وتطبيقاتها المختلفة؟!،
وكيف يمكن الانتصار في الحرب
على الوعي؟! هذه هي مسؤولية
الكتَّاب والدعاة والمربين،
الذين يجب عليهم المساهمة في
تحصين أبناء أمتنا وتشكيل وعيهم
حتى تحقيق النصر على العدو
الصهيوني. ولكن
أين هؤلاء المثقفون من الشباب
الذين وجدوا في الإنترنت عالمهم
المفضل؟!! ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |