-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 20/05/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


أوباما – نتنياهو...ماذا بعد ؟!

عريب الرنتاوي

القمة الأولى لأوباما – نتنياهو في البيت الأبيض لم تتمخض عن أي مفاجأة تذكر، فالرجلان بعد ساعات أربع من التجوال المضني بين مختلف الملفات ذات الاهتمام المشترك، خرجا على الملأ بمواقف وتصريحات نعرفها جيدا.

في المسألة الفلسطينية تحدث أوباما عن الحاجة لوقف الأنشطة الاستيطانية الاسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، رفع القيود المفروضة على حركة الفلسطينيين وتخفيف الحصار المضروب على قطاع غزة، والذهاب إلى حل نهائي على أساس دولتين لشعبين، في حين جدد نتنياهو رفضه تجميد الاستيطان، واستحضر "فزاعة حماس" لتبرير استمرار الحصار الجائر المضروب على القطاع، داعيا لمفاوضات فورية غير مشروطة، تنتهي إلى كيان (حكم ذاتي) فلسطيني شريطة أن يعترف الفلسطينييون بيهودية الدولة العبرية ؟!.

في المسألة الإيرانية، أوباما وعد بمراجعة موقفه من إيران نهاية العام الجاري إن لم يُجدِ الحوار والدبلوماسية نفعا لجهة ثني إيران عن امتلاك برنامج نووي مكتمل، وهو رفض الاصغاء لمحاولات محدثه الإسرائيلي بضرورة تحديد سقف زمني للحوار مع إيران، مثلما رفض التلويح بخيار القوة العسكرية، مبقيا الباب مفتوحا للدبلوماسية والحوار وتغليظ العقوبات في أسوأ الاحتمالات.

في العلاقة بين المسألتين، أوباما أصر على الربط والارتباط بينهما، معتبرا أن حل القضية الفلسطينية سيساعد على تمكين واشنطن وحلفائها من "حشر إيران في الزاوية الضيقة"، فيما نتنياهو لا يرى رابطا بين المسألتين، ويدافع عن فكرة أن إيران تمثل "التهديدا المشترك االرئيس" للعرب المعتدلين وإسرائيل على حد سواء، وأنها توفر فرصة لهذين الفريقين للعمل من خندق واحد ضد هذه الخطر المشترك.

سيعود نتنياهو إلى تل أبيب، وسيقول أنه أقام علاقة عمل طيبة مع الرئيس الأمريكي، بل وقد يقول أنه وباراك أوباما يشكلان واحدا من أهم الثنائيات في تاريخ العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية، وسيظل أوباما يردد أحاديثه عن تجميد الاستيطان وإقامة دولتين لشعبين، وسيكون هذا هو مضمون خطابه في القاهرة في الرابع من حزيران القادم، والذي سيحمله عناصر خطته للتعامل مع عملية السلام وحل الدولتين والقضية الفلسطينية.

السؤال الذي سيطرح نفسه بعد الرابع من حزيران المقبل، هو ماذا بعد؟ ... ما الذي سيتعين على أوباما فعله؟...ما الذي بمقدروه أن يفعل؟...هل سيمارس ضغطا جديا على إسرائيل؟...وهل سيكون ضغطا كافيا لثني الحكومة والائتلاف اليمينيين عن مواقفهما المتزمته والعدوانية والتوسعية؟...كيف ستتعامل إدارة أوباما مع استمرار الاستيطان وتوسعه في القدس وباتجاه بيت لحم، ومؤخرا صوب غور الأردن؟...هل تسمح حسابات السياسة الأمريكية الداخلية وآليات صنع السياسة الخارجية للبيت الأبيض بإنفاذ رؤيته وتصوره للحل النهائي؟...هل تسمح أولويات السياستين الداخلية والخارجية لأوباما بـ"تضييع" وقت ثمين وكبير في الركض وراء سراب حلول نهائية لصراع المائة عام في الشرق الأوسط، أم أن الرجل سينكفئ إلى ملفات أخرى إن اصطدم رأسه بالجدران السميكة للصراع الجذري المحتدم في هذه المنطقة؟...كيف سيكون الأداء الفلسطيني والعربي في المرحلة المقبلة، هل ستظل أبواب الاعتدال مفتوحة أمام نتنياهو وحكومته أم أن الأوان قد حان لمقاربة أخرى وبدائل مختلفة؟...هل يلبي الفلسطينيون دعوة نتنياهو المراوغة لاستئناف المفاوضات من دون قيد أو شرط؟ ما الذي سيترتب على كل هذا وذاك، وكيف سيؤثر على مقاربة أوباما وعلى علاقاته بنتنياهو وحكومة اليمين واليمين المتطرف؟

أسئلة وتساؤلات، وكثير غيرها، ستظل تبحث دون طائل عن إجابات، فيما معاناة الفلسطينيين تزداد تفاقما، ودولتهم المستقلة تزداد ابتعادا، والصفحات الأكثر عنفا وصعوبة في مسلسل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي تزداد اقترابا، بل وتقرع الأبواب بقوة.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ