-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 23/05/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


لم تكن زلة لسان..!

المنشاوي الورداني*

كثيرا ما عد البعض الغزو الأمريكي للعراق حربا صليبة... مشيرين إلى تأكيد قادة الولايات المتحدة وعلى رأسهم "جورج بوش" أنهم يخوضون حربا دينية ضد الإسلام .

وما يعزز الدافع الصليبي في العدوان على العراق ماكشفته مجلة أميركية مؤخرا من أن وزير الحرب الأمريكي السابق( دونالد رمسفيلد) استخدم نصوصاً من الكتاب المقدس أشبه بشعارات " الحروب الصليبية " على أغلفة مذكرات استخباراتية عسكرية شديدة السرية كان يعدها لتقدم الى بوش خلال الحرب التي قادتها الادارة السابقة .

وما كشفته مجلة ( جي كيو ) هذه المرة يؤكد ان ما صرح به بوش عقب أحداث الحادي عشر لم تكن ابدا زلة لسان اعتذر عنها بعد ذلك فالرئيس الأمريكي جورج بوش كان قد عاود في كرة أخرى استخدام تعبير الحرب الصليبية في وصف حربه على الإرهاب عبر العالم، بما في ذلك احتلاله للعراق وأفغانستان، حسب ما نقل عنه.

فقداعترف مسئولون في الإدارة الأمريكية يوم  18/4/2004م بأن بوش استخدم هذا التعبير للمرة الثانية، ووردت الإشارة الجديدة إلى "حرب صليبية" في خطاب لإدارة حملة بوش- تشيني الانتخابية عن البرنامج السياسي للرئيس الأمريكي ونائبه.

وحمل الخطاب توقيع رئيس إدارة الحملة "مارك راسيكوت"، وصدر في 3 مارس من العام نفسه، ويشيد الخطاب ببوش؛ لأنه "قاد حربًا صليبية عالمية على الإرهاب"، ووردت هذه الفقرة في سياق عرض أدلة على "القيادة القوية والثابتة خلال الأوقات الصعبة" للرئيس بوش، واعتبرت إدارة الحملة- في خطابها- ما فعله بوش في العراق وأفغانستان نجاحات.

وقال "مارك راسيكوت" إن الخطاب ركَّز على الجهود التي اتَّسمت بإصرار الرئيس- بالتوافق مع الأعضاء الآخرين في المجتمع الدولي- على تولِّي مهمَّة تحرير شعب، وحماية قضية الحرية.. ليس للحظة أو يوم أو عشر سنوات فحسب.. بل لـ 100 عام مقبلة، على حد تأكيده.

وكان بوش قد تعرَّض بسبب ما سماه زلته الأولى في أعقاب أحداث 11 سبتمبر لانتقادات غاضبة في أرجاء العالم الإسلامي وبقية العالم، وفي ذلك الحين قال بوش- في تصريح للصحفيين-: "هذه الحرب الصليبية- ضد الحرب على الإرهاب- سوف تستغرق وقتًا"، وعندما تعرض بوش للانتقادات الغاضبة قال البيت الأبيض إن بوش "يأسف"؛ لأنه استخدم تعبير "الحرب الصليبية معتبرًا آنذاك أنها زلة لسان.

اليوم وبعد مرور خمس سنوات من الاحتلال وتأكد هزيمة الجيش الأمريكي من المقاومة العراقية تقول مجلة " جي كيو " الأميركية في تقرير لها إن هذه الأغلفة ذات الطبيعة الدينية ربما تكون قد تسببت في إهانة مسلمين داخل وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ، إضافة إلى آخرين كانوا يخشون أن تستثير هذه النصوص التوراتية غضب المسلمين في الدول الإسلامية.

وأوضحت المجلة أنها حصلت على المذكرات من مسؤول حكومي كان منزعجا للغاية من تلك الأوراق المشبعة بنصوص من الكتاب المقدس ، وهو ما جعله يحتفظ بتلك النسخ .. مشيرة الى ان الاستشهادات التي استخدمها رمسفيلد - خلال توليه وزارة الحرب - على أغلفة المذكرات والتي تشبه " شعارات الحروب الصليبية "، كانت مصحوبة بصور تعبر عن انتصار قوات الاحتلال الأميركية في الحرب على العراق.

ونقلت المصادر الصحفية عن الصحفي الأميركي ( روبرت دريبر ) ، الذي كشف عن المذكرات ، قوله ( أنه كان يجري إعدادها ضمن تقرير شديد السرية يحمل اسم " تحديث الاستخبارات عالميا " كان رمسفيلد مسؤولاً عن إعداده ، وغالباً ما كان يقدمه لبوش باليد ، ولا يتم توزيعه سوى على مجموعة قليلة من قيادات وزارة الدفاع الأميركية إضافة إلى بوش ).

وخلص التقرير الى القول ان تصميم غلاف المذكرات كان من بنات أفكار الجنرال ( جلين شافير ) الذي عمل مديرا استخباراتيا لرامسفيلد وهيئة الأركان المشتركة ، والذي قال لمن أبدوا تذمرهم من النصوص التي حملتها أغلفة المذكرات إنها تحظى بتقدير قادة بوش ورمسفيلد ورئيس هيئة الأركان المشتركة السابق ( ريتشارد مايرز  )

وبعد هذه التقارير السرية تبين أن الرئيس بوش كان يخلط الدين بالسياسة وفق الوصفة الأميركية لكنه أضاف إليها جنون عظمة يدفعه لتصور نفسه مسيحاً منتظراً في حالة هذيانية أدت إلى تهديد الاستقرار في معظم العالم. فهو نقل الحرب على ما يسمى الإرهاب إلى أنحاء العالم وحوله إلى ساحة لهذه الحرب العبثية. وقد ورط بذلك  أميركا والعالم بسلسلة حروب غير محددة النهايات. حيث الأزمة الراهنة الكبرى للولايات المتحدة وذلك الارث الثقيل الذي تركه لأوباما يحاول معه تحسين الصورة الأمريكية التي لطخها سلفه في العالم قاطبة ..

 خلاصة القول : إن بوش.. ورامسفيلد.. اكتشف بذلك أنهما  كان يخدمان دينهم وعقيدتهم..فكيف بمن مهدوا الطريق للجيوش الصليبية لدك مدينة المنصور-بغداد-..

ـــــــــــــــ

* مترجم بالتليفزيون المصري

Menshooo2005@yahoo.com

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ