-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 25/05/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


أميطوا الأذى عن شوارع غزة

أ.د. محمد اسحق الريفي

تخلص المجتمع الغزي في السنوات الأخيرة من الفوضى والانفلات الأمني وما نتج عنهما من ظواهر سيئة سببت للمواطنين معاناة كبيرة وهددت أمنهم وسلامتهم، وأصبحت غزة اليوم تنعم بأمن وحرية تفتقدها كثير من المجتمعات العربية.  ورغم ذلك، لا تزال غزة تعاني من ظواهر مؤذية لا بد من التخلص منها بإماطة.

كثير من الناس لا يدركون القيمة الإنسانية والحضارية لإماطة الأذى عن الطريق، الذي حثنا عليه رسولنا الكريم محمد – صلى الله عليه وسلم – وجعله من شعب الإيمان، والذي يعد من مظاهر الرقي والتحضر والمواطنَة الصالحة، لما له من مردود إيجابي على المجتمع، ولما له من أثر نفسي إيجابي على الفرد الفاعل له.  وإماطة الأذى عن الطريق نوع من العمل التطوعي أو الخيري الهادف إلى تخفيف المعاناة عن الناس، وتعزيز القيم المجتمعية الإيجابي في نفوس الأفراد.  وغزة في أمس الحاجة اليوم إلى هذا العمل التطوعي، بسبب الظروف الصعبة التي تعيشها تحت وطأة الحصار الظالم، وبسبب تعرضها إلى مؤامرة صهيوصليبية بشعة، تستهدف الشعب الفلسطيني ومنطقتنا العربية وأمتنا الإسلامية.

 

قد يستهين كثير من الناس بالدعوة إلى إماطة الأذى عن شوارع غزة، لجهلهم بأهميته في تعزيز السلم الاجتماعي، ولاستخفافهم بقيمة الخلق الحسن والمعاملة الحسنة في تعزيز حياة الأفراد وتعزيز صمود شعبنا في مواجهة العدو الصهيوني المدعوم عربياً وأوروبياً وأمريكياً، ولأنانيتهم ودورانهم حول ذواتهم وحاجاتهم الشخصية الآنية، ولكن هذا يجب ألا يكون سبباً لترك النصح وممارسة النقد الاجتماعي الإيجابي، والدعوة إلى الاهتمام بفضائل الأخلاق وحسن التعامل وتنظيف البيئة الاجتماعية من الثقافات السلبية والتافهة.  وسأتناول أهم هذه الظواهر السلبية باختصار، محاولاً لفت انتباه المعنيين الرسميين والدعاة والمربين والقادة الاجتماعيين إلى خطورة هذه الظواهر وضرورة التخلص منها.

 

يوقف السائق سيارته في أماكن غير مسموح له التوقف فيها، مخالفاً للقانون، ومعرقلاً الحركة، ومنغصاً على المواطنين حياتهم، ثم ينزل من سيارته ويصول ويجول في مكان غير مسموح له بالسير فيه، باحثاً عن الركاب وغير مكترث بالمضايقة التي يسببها للمواطنين المشاة والسيارات المارة.  وليت الأمر يتوقف عند ذلك الحد، إذ يعترض السائق طريق الرجال والنساء من المارة بشكل مخل للأدب ومنتهك للحقوق الإنسانية، سائلاً: "وين طالعة يا بنت؟"، "وين رايح يا شيخ؟"، "معك سيارة ولا لا؟"، ... وهكذا، أسئلة كثيرة فيها اعتداء على الخصوصية، ولا سيما خصوصية النساء وطالبات الجامعات، اللاتي قد تلجأ الواحدة منهن إلى الفرار من المكان وتغيير المسار والمشي على الأقدام بعيداً عن السائقين الطفيليين، لتجنب الإهانة والعدوان، وصوناً للحياء من خدش هؤلاء السائقين.

ولا شك أن سائقين متعاونين مع العدو الصهيوني يضايقون المواطنين عمداً، ويعرقلون حركة المرور، ليتسنى لهم مراقبة السيارات المارة والتجسس على من بداخلها عن كثب، بحثاً عن قادة المقاومة الميدانيين، وعن الجندي الصهيوني الأسير شاليط.  وهناك سائقون وصل بهم حد الرعونة والتجرؤ على خصوصية الناس إلى حد الوقوف على أبوب صالات الأفراح – بطريقة منافية للدين ومثيرة للتقزز والاشمئزاز – واعتراض النساء أثناء خروجهن من الصالة، وطرح أسئلة مخلة بالأدب عليهن!!

وهناك ظاهرة سيئة لا تقل سوءاً عن الظاهرة السابقة، وهي الجلوس في الطرقات والنظر إلى الناس وتتبع حركاتهم وسكناتهم وتحسس أخبارهم والتجسس عليهم برعونة لا حدود لها، ويصل الأمر بكثير من الفضوليين الجواسيس إلى النظر إلى من بداخل السيارات المارة، وكأن التجسس حق من حقوق هؤلاء المتطفلين، يمارسونه دون أي وازع أخلاقي أو ديني، ولا يهمهم إذا كان من بداخل السيارة رجلاً أو امرأة، فيمعنون النظر بتأن خاصة في النساء، وكأنهم قد أمروا بالتجسس وإطلاق العنان لأعينهم دون حسيب، وينسون أمر الله عز وجل: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم، وأمره سبحانه: ولا تجسسوا.

 

أما الظاهرة الثالثة، فهي أن فئة من المواطنين لم يكتفوا بعدم إماطة الأذى عن الطريق، بل تحولوا هم أنفسهم إلى أذى في الطرقات، فهم يستخدمون مكبرات الصوت لبيع بضاعتهم، ويستخدمون الأرصفة لحاجاتهم الخاصة كالبيع أو صف سياراتهم أو الجلوس في جماعات للغيبة والنميمة والتجسس على المارة.  ومنهم من يستخدم الطرق المزدحمة بالمارة لتعلم قيادة الدراجات النارية واللعب بها، أو للعب كرة القدم، أو للشجار بين العائلات، أو للاحتفال بالمناسبات، أو للتأبين... وهكذا!!

في المخيمات الصيفية فرصة كبيرة لمن يهمهم أمن المواطن وسلامته وكرامته، لغرس القيم المجتمعية الإيجابية والمواطنّة الصالحة والعمل التطوعي والأخلاق الحسنة في نفوس الجيل الناشئ، وخطب المساجد ووسائل الإعلام المحلية وسيلة جيدة للتأكيد على الذوق العام والإحساس بالآخرين واحترامهم وعدم الاعتداء على حقوقهم.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ