-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
"الفلسطيني
الجديد" اختراق أمريكي
للمشروع الوطني بقلم
: فارس عبد الله* "الفلسطيني
الجديد" أخر ما أفرزته مخططات
الجنرال دايتون ,التى ينفذها فى
جسم الاجهزة الامنية التابعة
للسلطة فى الضفة المحتلة ,من
مصطلحات استحضرها قائد الموساد
الصهيوني السابق افرايم هليفي
,للتعبير عن حجم المهمة التى
يقوم عليها دايتون ,لناحية
انتاج فلسطيني مطور ,على الطراز
الامريكي الصهيوني ,وهذا ما
شاهدناه فى الحملات الأمنية
,التى نفذها أجهزة امن سلطة
التنسيق الأمني فى المدن
المحتلة ,خلال مطاردة رجال
المقاومة ,وسحب سلاحهم
واعتقالهم بالمئات ,وقمع أصحاب
الرأى والصحافة ,والتحريض على
فكر وثقافة المقاومة ,من قبل
أعلى شخصية فى هرم سلطة التنسيق
الأمني,فى ظل حياة احتلال
واذلال ,يحاول توطيدها الحكم
العسكري الصهيوني ,للضفة باشراف
الجنرال دايتون ,ووصل الامر
لاعتقال زوجات المقاومين بشكل
يتنافي ,مع تقاليد وعادات الشعب
الفلسطيني, من أجل الضغط عليهم
لتسليم أنفسهم فى تقليد لاساليب
الصهيوني ,فى قمع الشعب
الفلسطيني ,بالاضافة الى قمع
الحالة الاسلامية التى تمضى فى
المجتمع ,بمعزلاً عن الحركات
الاسلامية ,فالشاب الملتزم
دينياً هو خطر على السلطة
والكيان الصهيوني ,فى سياسة
دايتون التى يرسمها
"للفلسطيني الجديد", فلقد
تم اغلاق مراكز تحفيظ القران
الكريم وتم السيطرة على المساجد
,والتى أصبحت لا تفتح الا فى
أوقات الصلاة ,فلا تقام فيها
دروس العلم والتوعية كما كانت
رسالتهم دائماً. قديماً
كان قادة الكيان الصهيوني
,يرددون مقولة بأن الفلسطيني
الجيد هو الفلسطيني الميت, فى
مراحل الاستيطان الأولى ,والتى
كانت تتطلب تهجير وترحيل أهل
الأرض ,من اجل اقامة كيانهم
الاغتصابي ,لذا كان مجرد أن يكون
الفلسطيني حياً ,فهو ذو خطر نوعي
على المشروع الصهيوني
الاستيطاني, فكانت المجازر
والقتل هي الطريقة المثلي ,
للتخلص من الفلسطيني , وان لا
فلسطيني جيد فى نظر الصهيونية ,
الا الذى يذهب الى العالم
الأخروي, ويستريحوا من عبء
مقاومته وتحريضة لابنائه , من
أجل استعادة حقهم المسلوب
والعودة, الى بيوتهم التى هرجوا
منها , بفعل اجرام العصابات
الصهيونية . الا أن
مرحلة أكذوبة السلام ,الذى
تستمر جولاتها تطحن فى آلة
الزمن الفلسطيني, بلا فائدة حيث
يتوسع ويتمدد الاستيطان بالضفة
المحتلة, وتهود مدينة القدس
وتحاك المؤامرات لهدم المسجد
الأقصى ,تتطلب الاستغناء عن
استراتيجية الفلسطيني الميت
باطلاقها ,اذ كان هناك امكانية
لخلق نموذجاً ,يقوم فيه
الفلسطيني بالدور القاتل ,بدلاً
عن القاتل الاصلي الا هو
الصهيوني المحتل , فجاء الجنرال
دايتون مستغلاً ,مع قيادات
التسوية وضع الانقسام
الفلسطيني ,من أجل الاستفراد
بالضفة المحلتة وتنفيذ
الالتزام الأمني ,الوارد فى
خارطة الطريق ,والذى كان الرئيس
الراحل ياسر عرفات لها بالمرصاد
,وحاول فى أكثر من مرة احباط
محاولات البعض فى الأجهزة
الأمنية ,تنفيذها وخاصة فى ظل
حكومة السيد محمود عباس ,والتى
همت من أجل تنفيذها فى قطاع غزة ,
بعد العملية الاستشهادية فى
القدس المحتلة بتاريخ 19/8/2004
,والتى نفذها الاستشهادي رائد
مسك ,ووقف على رأس تلك الحملة
وزير الداخلية انذاك محمد دحلان
,والذى ثارغضباً على الرئيس
عرفات وحرض عليه عند الامريكان
والصهاينة ,باعتباره هو من يؤخر
الحملة الامنية ,على المقاومة
انذاك حتى قامت الطائرات
الصهيوني بتايخ 21/8 ,باغتيال
المهندس الشهيد اسماعيل أبو شنب
القيادي البارز فى حركة حماس
,بعد أن علمت الحكومة الصهيونية
بأن اجهزة السلطة ,عاجزة عن
القيام بقمع المقاومة فى ذلك
الوقت. "الفلسطيني
الجديد" فى فكر ومخطط دايتون,
ووفقاً للرؤية الصهيوأمريكية
,هو الفلسطيني الذى ينخلع عن
ثوابته ,ولا يعدو الوطن عنده
أكثر من راتب ,يمكن أن تمنحه
حكومة مرتبطة فى كل شئ
بالاجندات الخارجية ,الفلسطيني
الجديد هو الذى يدوس كل الحرمات
والعادات والتقاليد تحت قدميه
اذا تطلب ذلك أمن "اسرائيل"
,الفلسطيني الجديد الذى يرى فى
التدين خطر على مكونات المجتمع
العلماني ,الذى ترسخ دعائمة
سلطة التنسيق الأمنى فى رام
الله, الفلسطيني الجديد الذى
يرى بالكيان الصهيوني
الجار,الذى يحترم وتصان حقوقه
,حتى لو كان سكينه لاتزال تقطر
دماً فلسطينياً ,الفلسطيني
الجديد هو الذى يرى فى المقاومة
خطر عليه ,ويقبل بالشراكة مع
الصهيوني لمطاردها والقضاء
عليها. لقد
حذرنا سابقاً وفى أكثر من مرة
بالخطر, الذى يشكله الجنرال
دايتون على النسيج الاجتماعي
الفلسطيني ,والذى يسعي الى
تشكيل جيش عملاء ,تحت غطاء سلطة
وهمية لا تستطيع الاستمرار فى
الحياة لشهر واحد ,دون امدادات
المال السياسي وما يفرضه عليها
من التزامات مذله ومهينة ,
دايتون أوجد هذا النموذج "
الفلسطيني الجديد " ولا يمكن
انكار ذلك وفصائل المقاومة
,بمختلف توجهاتها لديها معتقلين
سياسيين ,ويتعرض مقاوميها
للمطاردة والملاحقة ,ورغم كل
النداءات لقادة السلطة وفتح
,الا انها لم تستطيع اغلاق هذا
الملف ,ووقف هذا التدهور فى
الاخلاقيات العامة للاجهزة
الامنية ,التى أصبح هاجسها كيف
تقوم بالواجب الأمني حسب
الاجندة الدايتونية , فى ظل غياب
الرؤية الوطنية والتى رفضت أو
تم تجاهلها ,فى حوارات القاهرة
رغم اتفاق الفصائل مجتمعة ,على
أساسيات وطبيعة عمل الاجهزة
الامنية ,وانها يجب ان تكون
حامية لظهر المقاومة ,والا تكون
خنجراً مسموماً فى ظهرها كما هو
حاصل فى الضفة المحتلة. تتطلب
خطورة الموقف من الفصائل
الفلسطينية ,وقفة تقيمية
لمسارات السلطة بالضفة, وتحديد
كيفية التعامل معها ,اذا استمرت
فى هذه الخيارات ,وما يترتب
عليها اهتزازات عميقة ومؤثرة فى
الشخصية الوطنية الفلسطينية ,
فلا يمكن القبول بأى حال من
الاحوال, ارتهان البعض للاجندة
الصهيوأمريكية , ومحاولات تعميم
هذا الارتهان على الكل
الفلسطيني. ويقع
على حركة فتح كراعية لمشروع
التسوية ,أن تفيق من حالة عدم
الاتزان وفقدان الوعي الوطني
,فمن المؤسف أن يستمر المراهنة
على سلام خائب ,لا يعيد حقوق ولا
ينتصر للوطن ,ويشكل ما يقع من
التزامات على فريق التسوية
,كتنفيذ ما يطلب من استحقاق لهذا
الوهم ,من اجراءات قمعية بحق
المقاومة ,وكل من يؤمن بها
,دافعاً لحركة فتح لمراجعة
حساباتها الوطنية , بكل تجرد
بعيداً عن الاعتبارات
الأخري,فليكن الحاضر فى تلك
المراجعات الوطن فقط , وهذا كفيل
بالتغيير نحو الأفضل وطنياً
ووحدوياً , فلقد أصبحت سلطة
التنسيق الأمنى ورجالاتها
يشكلون خطراً على المشروع
الوطني التحرري بهذه السياسة
الخطيرة !!. ـــــــــ *كاتب
وباحث فلسطيني ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |