-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 28/05/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


روائح العنصرية تفوح من كنيست إسرائيل وصحافتها

عريب الرنتاوي

روائح العنصرية والفاشية تفوح من بين ثنايا المواقف والسياسات والتصريحات ومشاريع القوانين التي تطغى على سطح الحياة السياسية في إسرائيل، ولو أن روائح مماثلة انطلقت في دولة أخرى من هذا العالم، لقامت الدنيا ولما قعدت، ولكنه الابتزاز الإسرائيلي والنفاق الغربي والهوان العربي، ما يجعل إسرائيل دولة فوق القانون، بلا حسيب أو رقيب.

العالم قام ولم يقعد لأن أحمدي نجاد هدد بضرب إسرائيل، في حين أن أحدا لا يحرك ساكنا فيما التهديدات الإسرائيلية بضرب المنشآت النووية الإيرانية، تتواتر وتتصاعد في كل ساعة ودقيقة...العالم نبذ إيران برغم معرفته اليقينية بأن تصريحات قادتها لفظية وللاستهلاك المحلي والإسلامي الداخلي في نهاية المطاف، بيد أنه ما زال يفتح ذراعيه وخزائنه لإسرائيل برغم تهديداتها الجدية لإيران والتي قد تتسبب في إزهاق أرواح عشرات ألوف الإيرانيين والخليجيين، إذا ما قسنا على تجربة الرصاص المصهور والحرب على غزة، لكأننا عربا وإيرانيين صنف آخر من البشر، لا أسماء لنا أو عائلات أو سير ذاتيه، لكأننا لا نصلح سوى أن نكون أرقاما تدعّم "نظرية الردع الإسرائيلية" وتخدم مراميها.

ومما يدل على بلوغ العنصرية الإسرائيلية حدا مثيرا للاشمئزاز، ما حفلت به صحف أمس العبرية من عناوين تدور جميعها حول موضوع واحد: "إيران مقابل البؤر الاستيطانية"، نعم هكذا...إيران الثمانين مليون نسمة، والحضارة الضاربة في التاريخ لأكثر من ستة آلاف عام، مقابل مجموعة من "الكرافانات" الموزعة على قمم الجبال والهضاب في الضفة الغربية، والمسكونة غالبا بـ"مأفونين" ومتعصبين دينيا وإيديولوجيا، ممن ينظر إليهم حتى من قبل نخب تل أبيب الغربية ذاتها، كحثالة ورعاع.

نتنياهو يريد إخلاء بؤر استيطانية متفرقة، لضمان دعم أمريكي لضربة عسكرية إسرائيلية للمنشآت النووية الإيرانية، قد تتسبب بوقوع كوارث انسانية وبييئة واقتصادية تطال مستقبل إيران ودول الجوار الخليجية، وياله من ثمن أو "تنازل مؤلم" ستقدم حكومة الترويكا العنصرية على تقديمه في المقابل: تفكيك بؤر استيطانية، وربما نقلها من مكان إلى مكان على أرض الضفة الغربية ذاتها ؟!.

لا أدري ما الثمن الذي سيطلبه هؤلاء العنصريون الفاشيست لقاء تفكيك مستعمرة أريئيل وبيت إيل ومعاليه أدوميم وغيرها من المستوطنات المتوسطة والكبرى...لا أدري ما الذي الذي سيطالب به هؤلاء مقابل الموافقة على قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين...لا أدري عن أي سلام وأية فرصة نتحدث...لا أدري بأي وجه يمكن أن يصافح أو يفاوض أي مسؤول فلسطيني أو عربي، هذه الحفنة من عتاة "الكوكلاكس كلان" الجدد.

أمس أيضا، انشغل الرأي العام الفلسطيني بمشاريع قوانين ستقدم للكنسيت، أحدها يحظّر على الفلسطينيين إحياء ذكرى نكبتهم، والآخر متمم له، ويقضي بإرغامهم على أداء قسم الولاء والانتماء لدولة اليهود الصهيونية، وإخضاعهم من جديد لفحوص DNA للتأكد من خلوهم من أية أعراض "انفلونزا الفلسطنة والعروبة والإسلام"، ولحقنهم بفيروس "نقص المناعة الوطنية والقومية والدينية والإنسانية" وضمان تفشيه في عروقهم وأوصالهم...ولا أدري إن كان هناك دولة في العالم ترغم من هم على غير دين وقومية الغالبية من سكانها على أداء قسم عنصري فاشي من هذا الطراز.

إسرائيل تتذرع بأن الولايات المتحدة وبعض الديمقراطيات الغربية، تجبر المتجنسين الجدد على أداء قسم المواطنة، لكأن الفلسطينيين داخل ما يسمى الخط الأخضر، وافدون جدد، وليسوا سكان البلاد وأصحاب الأرض الأصليين، لكأنهم نزحوا إلى إسرائيل بفعل حرب أو ضائقة اقتصادية أو كارثة طبيعية، ولم تأتهم إسرائيل متسللة تحت حراب الانتداب البريطاني وبرعايته الشريرة الكاملة، والمفارقة الغربية العجيبة أن مقدمي هذه المشاريع هم من جماعة إسرائيل بيتنا، أي المهاجرين الجدد من روسيا وجمهوريات الاتحاد السوفياتي المنحل، الذين لم يمض على وجود معظمهم في فلسطين سوى سنوات معدودات.

إسرائيل، "واحة الديمقراطية الوحيدة في صحراء الاستبداد العربي"، تريد لمواطنيها من العرب المسلمين والمسيحيين والدروز أن يقسموا على الولاء لدولة اليهود وإيديولوجيا الصهونية، وأن يستبدلوا مظاهر الحداد بالنكبة إلى احتفالات بهيجهة بـ"عيد الاستقلال"، وأن ينخرطوا في حروبها وعدوانها ضد شعبهم وأمتهم، فهذا هو معنى الولاء والانتماء في قاموس ليبرمان- نتنياهو – باراك.

أنهم يريدون لنا أن نرقص في مآتمنا وأتراحنا، وأن نتحوّل إلى "أراجوزات" عند حارس الملاهي الليلية الذي قذفت به الهجرات المسمومة من العوالم السفلية للدعارة وتجارة العملة والرقيق الأبيض والأسواق السوداء إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية ؟!...أنهم يريدون لنا أن نعتذر عن تاريخنا ومعتقداتنا بل وحتى عن وجودنا "المزعج والطارئ" على هذه الأرض، والذي بالكاد يقاس عمره ببضعة آلاف من السنين، أنهم يستكثرون علينا حتى أن نكون "عمالة آسيوية" رخيصة في مزارعهم ومصانعهم، فقد أصدورا من التشريعات ما يجعل العمل الفلسطيني داخل الخط الأخضر، جريمة تعاقب قوانين محاربة الإرهاب والجراد والتصحر إلى غير ما هنالك.

ولو قدر لنظام الأبارتهيد، أن يبعث من جديد في جنوب أفريقيا، لخجل مما يفعله ورثته في إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، ولنطق فرسانه العنصريون بصرخات الاحتجاج على معاقبة المجتمع الدولي ونبذه لهم، وهم الذين لم يصلوا في ذروة شططهم ما وصله "أزعر الحي" المدلل والمدعّم بالانحياز الغربي المنافق.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ