-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
تعليق
: إذا كان
المشروع قد سحب من البرلمان
حقاً أفلا يجعلن هذا
نقول ما أجمل الديمقراطية بوجود
ديمقراطيين حتى الحزب الحاكم لا
يصفق دائما لحكومته ... مركز الشرق العربي الألغام
بين تركيا وسوريا .. من يزيلها ؟ محمود
عثمان شهدت
الساحة السياسية التركية خلال
الأيام المنصرمة نقاشات حادة
حول حقول الألغام المزروعة على
طول الحدود مع سورية والتي تبلغ
510 كلم , مضارها ونتائجها
الكارثية على سكان المنطقة
مشفوعة بتقارير إخبارية
تلفزيونية تظهر الآثار السلبية
لتلك الألغام ماديا ومعنويا ,
وأشخاصا بترت أطرافهم جراء
انفجار تلك الألغام جاءوا إلى
البرلمان ليشرحوا قضيتهم أمام
الأحزاب والكتل السياسية
مطالبين بإزالة هذه الألغام
بأقرب فرصة ممكنة , وتوزيع
الأراضي عليهم ليستفيدوا منها
زراعيا , وتسهيل تنقلاتهم بين
تركيا وسوريا مما يفتح أبواب
التجارة الحدودية وينعش
المنطقة اقتصاديا .. لكن النقاش
الأكثر حدة تركز على طبيعة
المؤسسة التي ستتكفل إزالة هذه
الألغام المزروعة منذ عشرات
السنين والتي جرفتها الأمطار
والسيول وعوامل الطبيعة الأخرى
فغيرت خريطتها , وجعلت عملية
تنظيفها صعبة للغاية , وبحاجة
إلى تكنولوجيا خاصة تفوق تلك
التي يمتلكها الجيش التركي ..
وكالات الأنباء تناقلت أخبارا
بأن شركة إسرائيلية عرضت تنظيف
حقول الألغام مقابل استثمار
أرضها مدة من الزمن الأمر الذي
رفضته جميع أحزاب المعارضة
ومعها الصحافة الإسلامية (!)
التي تقف في صف الحكومة عموما .
طبعا كل له أهدافه ومبرراته
الخاصة به والتي لا تتلاقى
بالضرورة مع الفصيل الآخر .
ويبدو أن الحكومة ومن ورائها
حزب العدالة والتنمية قد أطلقت
هذه القضية بالون اختبار لقياس
مدى قوة المعارضة لهذه القضية ,
وللظهور أمام اللوبي الأمريكي
الصهيوني بأن لا مانع لديها من
إعطاء المشروع لشركة إسرائيلية
أو غيرها لكن الرأي العام
الداخلي حساس جدا في هذا
الموضوع ويعارض ذلك بقوة مما
اضطرنا إلى سحب مشروع القرار من
البرلمان إلى إشعار آخر . في نفس
السياق يبدو مسار العلاقات
التركية السورية ساخنا
وديناميكيا هذه الأيام . فقد
شهدت سوريا زيارة للرئيس التركي
مع حشد كبير من رجال الأعمال
والوزراء . سبقتها زيارة رئيس
الوزراء الذي منح شهادة دكتوراه
فخرية من جامعة حلب وسط احتفال
رسمي وشعبي مهيب . حكومة
العدالة والتنمية التي جاءت
بالسيد أحمد داوود أوغلو -
الخبير بمنطقة الشرق الأوسط
, وصاحب نظرية السياسة
الفاعلة - وزيرا لخارجيتها يبدو
أنها تريد سبر الآراء قبل لعب
دور أكثر فاعلية وإيجابية في
منطقة هي الأكثر سخونة في
العالم . خصوصا بعد تشكيل
نتانياهو الحكومة الإسرائيلية ,
وقرب انسحاب القوات الأمريكية
من العراق . ويظهر أن كل لاعب في
المنطقة مشغول بترتيب أوراقه
وتمتين مواقعه قبيل زيارة
اوباما لمصر التي من المنتظر أن
يحدد فيها الخطوط العريضة
لسياسة حكومته تجاه الشرق
الأوسط . حكومة
العدالة والتنمية التي شرعت على
الصعيد الداخلي القيام بعملية
غسيل للمعدة والأمعاء بتنظيف
بؤر الفساد من منظمات مافيوية خلفتها
الحرب الباردة , و طرحت أفكارا
جدية وجريئة في سبيل إيجاد حل
للقضية الكردية المستعصية ,
ووصلت إلى مرحلة طرح مناقصة
تنظيف حقول الألغام على حدودها
مع سوريا .. هل تستطيع مساعدة
جارتها - سوريا - في نزع فتيل
الاحتقان الداخلي هناك ؟! .
الصحافة التركية تناولت هذا
الموضوع مجددا , وطالبت حكومة
العدالة والتنمية ورئيس
الجمهورية عبد الله غل ببذل
نفوذهما , واستثمار صداقتهما
الحميمة مع الرئيس بشار الأسد
لحثه على أن تحذو سوريا حذو
تركيا في تحقيق المصالحة
الداخلية كنقطة انطلاق للحاق
بركب التطور وللانفتاح على
العالم أكثر . ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |