-ـ

ـ

ـ

السبت 30/05/2009

مواقف شجاعة..تغضب الصهاينة وآخرين

المنشاوي الورداني*

من روسيا إلى لندن..ومرورا بدمشق فالقاهرة ثم الجزائر ..ومن أجل غزة ..تبدت في الأفق مواقف مشرفة وشجاعة من شخصيات ورموز سياسية غربية وعربية تعد رصيدا إضافيا في المكاسب السياسية و الاعلامية لغزة وحركة حماس ..

رئيس الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، لويز ماريا دو بويغ والذي زار الجزائر في مهمة رسمية دعا إلى إشراك حركة حماس في أي مفاوضات بخصوص النزاع الصهيوني- الفلسطيني.

واعترف دو بويغ  إن أوروبا لم تنجح في إحراز تقدم في هذه المسألة  كما أنها فشلت سياسيا في هذه القضية على الرغم من الجهود الاقتصادية التي بذلها الاتحاد الأوروبي لفائدة فلسطين.

وأضاف: إنه لم يكن لنا تأثير كبير على النزاع الصهيوني-الفلسطيني، مشددا  أنه ينبغي إشراك حماس في المفاوضات.

و خلال  تلك المحاضرة التي عقدت بمقر مجلس الأمة  حول السبل المشتركة بين أوروبا والمغرب العربي، أكد دو بويغ أن الإتحاد من أجل المتوسط هو أداة الشراكة الوحيدة التي يمكن بها توطيد علاقات متميزة بين أوروبا والمغرب العربي.

وكان وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي دعا قبل أقل من شهر الدول المنتمية لذلك الإتحاد إلى توضيح موقفها من الحرب الصهيونية على غزة قبل مباشرة أي حوار بين الدول المنتمية لهذا الفضاء المتوسطي.

وقال مدلسي إن العدوان الأخير على غزة لا يشجع على استئناف الحوار والنقاش داخل الاتحاد من أجل المتوسط قبل توضيح الأمور فيما يتعلق بمواقف الدول الأعضاء في الاتحاد من هذا العدوان.

والى دمشق ..وفي لقاء جمع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل ووزير الخارجية الروسي سيرغي شدد لافروف على أهمية التواصل مع حماس، مبينا أن روسيا محقة في قرارها إقامة علاقة مع حماس وأعرب عن أمله بأن يستطيع الفلسطينيون تشكيل وفد موحد يمثلهم في مؤتمر موسكو المكرس للشرق الأوسط، من جهته أكد مشعل على إيجابية التعاطي الروسي مع حركة حماس وأوضح أن الحوار الفلسطيني يواجه عقبتين رئيسيتين هما فرض الشروط الأجنبية على الحوار، وتعامل البعض مع هذا الحوار بشكل مجتزأ وأعرب عن تخوفه من أن تتحول هذه الجهود إلى عملية تقطيع وقت إذا لم يتم الضغط على الكيان الصهيوني للاعتراف بالحقوق الفلسطينية.

وقد تطرق الحديث بين الرجلين إلى ملفات الحوار الفلسطيني، واعادة اعمار غزة ورفع الحصار عنها، اضافةً الى قضايا الصراع العربي الصهيوني .

هذا اللقاء المفاجئ وذلك الاعلان الروسي بالتعاون مع حماس أثار بالطبع غضبا في وزارة الخارجية الصهيونية . حيث أفاد الموقع الالكتروني لصحيفة 'هآرتس' أن مداولات جرت في وزارة الخارجية الصهيونية حول لقاء لافروف مع مشعل على هامش مؤتمر وزراء خارجية منظمة الدول الإسلامية الذي عقد في دمشق وأن الوزارة الصهيونية تدرس رداً دبلوماسياً قد يصدر على شكل بيان تنديد رسمي باللقاء.

وزاد دفاع لافروف عن العلاقات بين روسيا وحماس وتأكيده على استمرار هذه العلاقات من غضب المسؤولين الصهاينة ، بخاصة وأن وزير الخارجية الصهيوني افيغدور ليبرمان سيزور روسيا في الأول من شهر حزيران (يونيو) المقبل للتباحث في تحسين مستوى العلاقات بين الدولتين. وقالت 'هآرتس' أن لقاء لافروف مع مشعل تجعل 'ظلا ثقيلا' يخيم على زيارة ليبرمان إلى موسكو الأسبوع المقبل.

وإلى القاهرة وفي فتوى مجددة تكشف معدن الرجال وشجاعة العلماء التي تحتاج القضية الفلسطينية معها إلى المزيد ..ندد  الدكتورنصر فريد واصل مفتي الديار المصرية الأسبق باستمرار النظام المصري في إغلاق الحدود بين قطاع غزة ومصر للعام الثالث على التوالي، وأشار إلى أن السعي لإحكام الحصار هو بمثابة الحرب المعلنة على ديار المسلمين ودعم للعدو.

وأضاف في تصريحات لـ'القدس العربي' بأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال صنع الأعذار لأي نظام عربي في تقاعسه عن نجدة مليوني فلسطيني من أهالي القطاع قائلاً: 'إذا كان المولى عزوجل سيدخل النار إمرأة لأنها حبست هرة، فما بال الذي يحبس مليوني مواطن ويحول بينهم وبين العلاج والطعام وطلب العلم'.

أضاف لا أجد أي عذر يقبل في هذا السياق والذين يتحدثون عن دفع الضرر عن النفس لا يدركون بأن كامل الإيمان لا يتحقق إلا بأن يحب المرء لنفسه ما يحبه لأخيه المسلم. وتساءل هل يقبل مواطن لنفسه أن تعيش أسرته في رعب وظلم وقهر وجوع عدة أعوام.

ورفض واصل الذرائع التي يطلقها البعض بشأن حتمية هدم الأنفاق بين رفح وقطاع غزة معتبراً إياها شريان الوحيد المتبقي من أجل إبقاء الفلسطينيين على ظهر الحياة وأفتى بحرمة ردم الأنفاق لما فيها من الحاق المزيد من الضرر 'لا يحل لأي جهة أو مسؤول تدمير تلك الأنفاق مهما كانت التهم التي توجه للطرف الذي يستخدمها'.

واعتبر الإمتثال للمطالب الأمريكية والصهيونية في هذا الشأن بأنه بمثابة اعانة العدو على الشقيق. ونفى أن يكون هناك نص من القرآن والسنة قد أباح مثل ذلك السلوك.

وحمل واصل على الأنظمة التي لا تريد دعم حركات المقاومة بزعم أنها تعمل ضد مصالح الشعب الفلسطيني وقال: 'دعم حماس وشقيقاتها فرض عين على القادرين من المسلمين كما أن مساندتها تمثل واجباً لحكام المسلمين ليس بإمكانهم الفرار منه مهما إختلقوا من أعذار'.

وناشد واصل علماء الدين أن يكونوا عين الأمة الساهرة في الدفاع عن المقدسات الإسلامية مهما شكل ذلك من عبء عليهم. قال إذا لم يدافعوا عن القدس والمقدسات والشعب والعرض فعن أي قضية شريفة أخرى بوسعهم أن يدافعوا'؟ واعتبر واصل ضياع فلسطين من البحر إلى النهر بأنه خطيئة الحكام العرب ومن عاونهم من رجال الدين الذين أطلقوا لهم الفتاوى التي تجعلهم يتمادون في خلق الأعذار تلو الأعذار بينما العدو الإسرائيلي يلتهم كل صباح مساحة جديدة من الأرض..

ونعرج إلى لندن.. حيث اعترف "ديفيد ميليباند"، وزير الخارجية البريطاني، بأخطاء فادحة ارتكبتها دول الغرب بحق العالم الإسلامي عند اتخاذها إجراءات لمكافحة ما أسماه بـ "الإرهاب".

جاء ذلك في سياق شرح أهداف خطته الجديدة للتعامل مع "العالم الإسلامي" والتي أطلقها مؤخرا أمام مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية.

وأعرب ميليباند في مقابلة مع صحيفة "الحياة" اللندنية مؤخراعن أسفه لـ"أخطاء" ارتِكبت في أعقاب هجمات الحادي من سبتمبر 2001 الولايات المتحدة، وقال إن إجراءات اتِخذت لمكافحة "الإرهاب" تم تفسيرها على أساس أنها "ضد الإسلام".

  وما زلنا في لندن ..وفي لفتة انسانية من نادي ( نمور لندن ) شارك العشرات في سباق للجري بالعاصمة البريطانية لندن لجمع التبرعات لصالح أطفال غزة، وحاول المتسابقون أن يسجلوا رقما قياسا جديدا لسباقات الـ100 متر في موسوعة جينيس،  الغريب أنه شارك في هذا السباق المدعم لغزة شخصيات رسمية ضمت وزير المواصلات "جيم فيتسباتر" وأعضاء من مجلس اللوردات ومن منظمة يهود من أجل العدالة للفلسطينيين. وتأتي هذه المواقف المشرفة من عاصمة الضباب ومن قبلها قافلة الأمل الضخمة لتساهم في كشف ضباب فعلي تحول إلى غشاوة كثيرين من سياسيي ومفكري ومثقفي المنطقة العربية .

ـــــــــــــ

مترجم بالتليفزيون المصري

Menshooo2005@yahoo.com

-------------------------

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ