-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
العراق
وسط العاصفة الباحث:
الدكتور مهند العزاوي* أعلنت
الولايات المتحدة الأمريكية
إستراتيجية "انسحاب القوات-Withdrawal Forces وفق إستراتيجية الأبواب
المفتوحة, ولتزال الملامح
السياسية والعسكرية وحتى
اللوجستية للانسحاب غير مطمئنة,
ولا توجد ضمانات حقيقية
للانسحاب-الباحث يقع
العراق وسط العاصفة وتتقاذفه
أمواج المصالح الدولية
والإقليمية, إذ يخوض الشعب
العراقي ومقاومته وقواه صراع
دموي مركب لإثبات
الوجود ضد أطراف الصراع,
التحالف الانكلوامريكي كلاعب
محوري وأساسي يجثم على أراض
العراق وينتهك شرعيته ويبدد
ثرواته ويقتل أبنائه ويدمر
بنيته التحتية باستخدام كافة
أدوات الصراع, وينفذ من خلاله
الدور الصهيوني الراديكالي
المتشدد الذي يستهدف فناء
البشرية "حاخامات ودعاة
الأساطير التلمودية",
ويشاطرهم الاستهداف والأطماع
والتوجه الجار الصعب ذو النزعة
الإيديولوجية التوسعية والتي
عصفت أطماعه ومجازره
بالجسد العراقي, وشكلت بذلك
رأس جسر دموي للإطماع
الامبريالية العالمية في
العراق طيلة السنوات الست من
الصراع, ويطرح للاستهلاك
الإعلامي والشعبي حالة صراع
مزيفة لإطراف متحالفة بالأصل
لتضليل الرأي العام وتغير
بوصلته عن ما يجري من جرائم
ومجازر وانتهاك لحقوق الإنسان
ومصادرة لحق الشعوب في تقرير
المصير ونيل
الاستقلال والسيادة, خصوصا إذا
اتفقنا على مسلمات أساسية لعل
أبرزها أن القطب الأخر من
الصراع الدموي المركب يستند على
عدة عناصر وموارد
مختلفة ومتقاطعة في الرؤى
والإيديولوجيات ومتفقة في
التدمير والاستهداف واستعباد
العراق, وباستخدام كافة محاور
الصراع والقدرة المكتسبة ولعل
الظاهر منها الصراع المسلح
ناهيك عن الصراع السياسي
والمخابراتي ألشبحي والاقتصادي
والإيديولوجي الذي يزوقه
الإعلام الأمريكي وعدد من وسائل
الإعلام العربية والعراقية
المأجورة التابعة
والملحقة بالمشروع الأمريكي
على انه "النظام الديمقراطي"
وفي جرد حساب بسيط تجد عدد
الضحايا الذين يسقطون يوميا
والتي تبلغ أعدادهم المئات
نتيجة صراع أجندات إقليمية
حاقدة بوسائل سياسية طائفية
واثنية على ارض العراق . تراجع
القدرة العسكرية الأمريكية تعتبر
القوة جوهر الصراع ويعتقد
الكثير أن القوة مفتاح الأمن
والسلام, وقد يتجه عدد من الدول
والزعماء والمفكرين إلى
استحسان "نظرية توازن الرعب"
التي استطاعت أن تمنع قيام حروب
كثيرة قبل اعتلاء الولايات
المتحدة صهوة القوة أبان حرب
الخليج الثانية1991 وتطبيقها
إستراتيجية الحروب الاستباقية
تحت يافطة "الحرب العالمية
على الإرهابGWOT"
, أن اعتلاء صهوة القوة العسكرية
كلف الولايات المتحدة والعالم
كثيرا , ويعتقد الباحث أن
الولايات المتحدة يمكن أن
نشبها بعربة تمثلها الشركات
القابضة العملاقة(النفط ,
السلاح, المرتزقة, المعلومات,الإعلام....الخ)
ويجرها حصانيين الأول
التبشير الديني المتشدد الذي
يمنح الشرعية المقنعة لإذكاء
الحروب والنزاعات وحشد الرأي
العام خلف تلك الحروب, والثاني
القدرة العسكرية وجنرالات
الحرب وتجار المرتزقة ,وتستند
على دواليب الإعلام والقوة
الناعمة لتحقق
بذلك أسواق متعددة في العالم
وما يتبعها من متطلبات
الاحتراب ولعل
ابرز عناصرها البشر والمجتمعات
والثروات, وبالتأكيد لا
يحقق سوى الفوضى والدمار والقتل
كما حصل في العراق وأفغانستان
والصومال الخ, والحقيقة أن
فلسفة الصراع تشير إلى أن القوة
هي حشد كافة الموارد المتاحة
والمكتسبة والاقتصاد بالجهد (السياسية,
الاقتصادية,الحربية,الإعلامية,
الاجتماعية,الإيديولوجية..الخ)
والتي يفترض أنها تعصف في مسرح
الصراع ومحاوره المختلفة
لتحقيق التفوق في الحرب أو
تحقيق النصر وإدامة إرادة
الصراع, باختيار أي من المسلكين
أو المعادلتين (المعادلة
الصفرية-المعادلة اللاصفرية)
وهذا يخضع بالطبع إلى آلية
الصراع وحجم ونوع القدرات
والموارد المتيسرة وعامل الوقت
لطرفي الصراع, وعلى سبيل المثال
أن الشعب العراقي قدم التضحيات
المليونية ولا يزال ولكنه حقق
المرحلة الأولى من الهدف
الرئيسي في
الصراع وهو تحقيق روح النصر
وإدامة إرادة الصراع ضمن
المعادلة اللاصفرية ضد
الاحتلال الأمريكي وحلفائه,
وخصوصا إذا استعرضنا حجم
الخسائر الأمريكية ,حيث
شارك أكثر
من 1,600,000 مليون جندي أمريكي
تعاقب على القتال
في العراق أي ما يساوي حشد
لخمس حروب كبرى تخوضها الولايات
المتحدة, وطبقا للتقديرات
التراكمية أن العراق خضع لخمس
حروب كبرى خلال الست سنوات
الماضية , طبقت فيها
استراتيجيات وخطط مختلفة وفي
الغالب دموية تخضع لمعايير "إستراتيجية
البركان- volcano
strategy - الحرب
القذرة , dirty warكما
وتعاقب جنرالات وضباط وجنود
مختلفين سرح منهم(751000الف) جندي
بحلول كانون الأول ديسمبر2007
وخرج منهم أكثر من( 200000 ألف)
رجل وامرأة معطوبين جسديا,وهناك
أكثر من( 263000الف) جندي عولجوا في
المرافق الطبية الخاصة بالجنود
المسرحين لحالات شتى, وأكثر من
(100000الف) جندي يعالجون لأسباب
تتعلق بالصحة النفسية (52000الف )
جندي ثبت بالتشخيص تعرضهم
لاضطرابات الضغط العصبي عقب
الصدمة(PTSD) وهناك (185000الف)
جندي ينتظرون المشورة وخدمات
إعادة التكيف في مراكز قدامى
الحرب , كما وبلغ العدد الإجمالي
للدعاوي القضائية التي تخص
التعويض (600000الف) دعوى وتتوقع
مصلحة شؤون الجنود المسرحين
سيصل عدد الدعاوي إلى (1,600000مليون
) دعوى في غضون السنتين
القادمتين, وبلغ عدد الجرحى من
الجنود الأمريكيين حتى عام 2007
أكثر من (110000 ألف) جريح
(65000 ألف) منهم إصابات متوسطة
وشديدة غير قاتلة ( 14000 ألف) منهم
إصابات خطرة قاتلة و (35000) ألف
منهم إصابات أخرى , إضافة إلى أن
أعداد القتلى الذي يقارب (50000
ألف) عسكري أمريكي بعيدا عن
الإحصائيات الرسمية لوزارة
الدفاع ولكن
في مقاربة حسابية ما أعلنه
جنرالات الحرب الامريكين مؤخرا
عن حجم عمليات المقاومة والتي
بلغت( 1000ألف) عملية أسبوعيا حتى
وقت قريب؟, وتتبع وزارة الدفاع
الأمريكية سياسة "سد الثغرات
في الصفوف" والتي تجيز
للمؤسسة العسكرية أن ترفض
السماح للمجند أن يترك صفوف
القوات المسلحة حتى وان انتهت
مدة التعاقد معه, وفي عام 2005 قد
اجبر أكثر
من 150 ألف جندي البقاء في صفوف
القوات المسلحة بعد انتهاء فترة
تطوعهم , كما أن تعاظم الخسائر
البشرية وفقدان حالة الاستعداد
القتالي لدى عدد كبير من الجنود
مما خلف حالات الانتحار
المتكررة والعزوف عن التطوع
للجيش الأمريكي, وكذلك الإرهاق
والإعياء للقوات المنتشرة في
العراق وأفغانستان, ومن البديهي
تحتاج القوات المسلحة
الأمريكية إلى عشرات السنين
لاستعادة القوات المسلحة
الأمريكية المنهكة قدراتها
القتالية قبل الحرب, وكذلك
استبدال الأسلحة المستهلكة
بأخرى جديدة وتصليح وترميم
المعدات التي أرجئت صيانتها بسب
الاكلاف والعمليات الحربية ,
ويعاني الجيش الأمريكي حاليا
نقصا بالرتب الحرفية وذوي
الخبرة (نقيب) ويقدر معدل النقص
ما يقارب (3000الف) ضابط ,لقد فقدت
الولايات المتحدة الأمريكية
قدرتها العسكرية كقطب صلب أوحد
في العالم, حيث استخدمت
احتياطها الاستراتيجي ونشرت ما
يقارب 40- 50% من قوات الاحتياط
وأفواج الحرس الوطني من أمريكا
إلى العراق مما يسبب شواغر لسد
أعمال الأمن الوطني خصوصا إذا
علمنا أن هناك أكثر من 200 عصابة
جريمة تشكلت في ولايات أمريكا
تمارس القتل والسرقة وأعمال
إجرامية أخرى يكتم عليها
الإعلام الأمريكي ناهيك عن
أعمال الإغاثة والكوارث
الطبيعية , وكذلك شحن المعدات
الثقيلة المخصصة إلى العراق مما
يسبب نقص واضح ويشكل خطر كبير في
حالة تعرض الولايات المتحدة
للكوارث طبيعية أو أي تهديد
حربي خارجي. بات
الانهيار الاقتصادي في أمريكا
والعالم يلقي بظلاله على مرافق
الحياة المختلفة ومنها الحربية
في ظل أزمة اقتصادية
خانقة وحادة الأولى من
نوعها تعصف في العالم والولايات
المتحدة, حيث بلغ الدين القومي
ما يزيد على تسعة ترليون دولار,
ناهيك عن الفوائد المترتبة
عليها وشكل الأنفاق في الحرب ضد
العراق مايقارب80% ويعتقد هوا
لذي خلف أزمات اقتصادية خانقة
مختلفة في أمريكا أبرزها :- الرهن
العقاري, الأسهم المالية, أسعار
النفط, اكلاف الحرب, العجز
المتزايد في الميزانية
والمديونية الكبيرة , الفوائد
المتراكمة, أثار التغذية
الارتجاعية, انكماش التنمية,
انكماش العرض وترجع الطلب,
فقدان الوظائف والبطالة ,
الاكلاف البشرية والمالية من
جراء الحروب, العمليات الحربية
المستقبلية, نفقات الجنود
المسرحين والرعاية الطبية,
الاكلاف الاجتماعية..الخ. كما
وأشار تقرير صدر من "وحدة
الاستخبارات الاقتصادية
البريطانية" يحذر من مضاعفات
الأزمة الاقتصادية والتي ستخلف
مشاكل اجتماعية واضطرابات
أمنية في (95) دولة اغلبها تعصف
بها الأزمة الاقتصادية, ناهيك
عن الآثار المايكرو-اقتصادية
على العالم وأمريكا من جراء
الحرب على العراق وبلغت أرقام
فلكية نتيجة الإنفاق المتعاظم
في الحرب حيث بلغت ما يقارب
ثلاثة تريليونات دولار
, وبعيدا عن العواطف ومن اجل
تسمية الأشياء بمسمياتها
وبعيدا عن المحظورات الأمريكية
السياسية والإعلامية على
السياسيين والإعلاميين
العراقيين والخطوط الحمر عن ذكر
المقاومة العراقية ومحاولة
التشويه وتنميطها بالإرهاب
وفقا للتوصيف والتعاطي السياسي
والإعلامي الأمريكي, أود ذكر
بعض ما أشارت أليه التقارير
الطبية عن حالات الإصابة لدى
الجنود الأمريكيين في العراق
من جراء العمليات الحربية ,إذ
تشير إلى إصابات جنود الاحتلال
إلى –جروح شظايا القذائف,الانفجارات,
قذائف مدفعية,قنابل هاون, نيران
بنادق, إضافة إلى انقلاب
الشاحنات وإصابات التدريب وما
يسمى النيران الصديقة والتي
خلفت الأعداد من القتلى والجرحى
الوارد ذكرهم أعلاه , وكما ورد
في التقارير الرسمية والتي خلفت
بنفس الوقت حالات الإعاقة
للجنود ,انجراحات الدماغ
والعمود الفقري, فقدان البصر,بتر
الأعضاء,تشوه الوجه,كسور العظام,
تضرر الأعصاب,تضرر القلب وأعضاء
الجسم الداخلية,الانهيارات
العصبية..الخ , هذه حقائق مرعبة
لصانع القرار السياسي والعسكري
الأمريكي يمكن توصيفه تراجع
القدرة العسكرية الأمريكية
وتردي جاهزية قواتها المسلحة
بما فيه تراجع جاهزية أكثر من
عشرين سلاح في القوات المسلحة
الأمريكية, يفترض أن يعترف
جنرالات الحرب الأمريكيين
بشجاعة سوء ما ذهبوا أليه
ويقيموا الموقف بشكل صحيح
والركون إلى منطق العقل بدلا من
الدخول في حرب ثالثة في
الباكستان. صمود
عراقي مكلف
يفترض أن يفتخر الشعب
العراقي ومقاومته
وقواه بصمودهم الدامي وقدرتهم
على مقارعة
الظلم والاحتلال, ولعل مار ورد
أعلاه حقائق منطقية وموضوعية
مسندة بالتقارير سطرها شعب
ومقاومة يتيمة تركت في وسط
الميدان لوحدها تكافح لنيل
الحرية والاستقلال والتحرير من
الاحتلال, ولاكن
هذا لا يعني الزهو بالانتصار
ونسيان صعوبة المرحلة القادمة
ويمكن أن نوصفها عاصفة تقتلع كل
شيء خصوصا أن أمريكا تمتلك
قدرات ظل وأخرى مكتسبة ومنظومات
متكاملة ثانوية في للصراع (القوة
الناعمة والقوة الذكية
والتحالفات وقدرتها على إذكاء
الحروب بالإنابة والقدرة
المكتسبة من المرتزقة والعملاء
والجواسيس والقتلة ذوي الأصول
العراقية التي تذكي بهم الحروب
الأهلية) وقد يقع الكثير في خطا
استراتيجي عندما يعول على القوة
المسلحة فقط لحسم الصراع رغم
أسبقيتها وضرورتها, حيث يتفق
الكثير من المنظرين والمخططين
الاستراتيجيين إلى خطورة محاور
الصراع الأخرى التي لا تقل
أهمية وخطورة عن بقية وسائل
الصراع المسلح, وقد يوسع الطرف
الأخر الصراع بمحوره السياسي
ويلتف على النصر ويشرنقه, خصوصا
إذا علمنا إن الصراع العراقي
الأمريكي له أوجه وأساليب
مختلفة سياسية واقتصادية
واجتماعية ومخابراتية
وشبحيه وإيديولوجية لان
استثمار الفوز وإعادة التنظيم
أصعب صفحات الصراع بل وأصعب من
الهجوم , ومن البديهي تحقيق
النصر ممكن ولكن الحفاظ على
النصر أصعب بكثير, حيث يجري
حاليا الالتفاف على النصر بطرق
مختلفة لعل أبرزها محاولة شق
الصف وتفتيت الجهد الوطني كما
جرى في السنوات الماضية ,خصوصا
بعد إعلان الولايات المتحدة
الأمريكية إستراتيجية "انسحاب
القوات-Withdrawal Forces وفق إستراتيجية الأبواب
المفتوحة, لا تزال الملامح
السياسية والعسكرية وحتى
اللوجستية للانسحاب غير مطمئنة,
ولا توجد ضمانات حقيقية
للانسحاب خصوصا إذا علمنا هناك
أربع قواعد أمريكية كبرى((قاعدة
"الأسد" في "الانبار"-قاعدة
"بلد" وتعرف بمعسكر "اناكوندا"
وهي محور النقل والإمداد الجوي
الرئيسي لجيش الاحتلال
الأمريكي- قاعدة التليل في جنوب
العراق وهي محطة التوقف الرئيسي
لقوافل الإمداد الآتية من
الكويت – مجمع القاعدة المسماة
النصر /الحرية"فيكتوري/ليبرتي"
قرب مطار بغداد))
وتلك القواعد تنتشر على ارض
العراق حيث جرى إعادة تأهيلها
وتوسيعا وصرفت لها مبالغ بأرقام
فلكية لتكون قواعد ثابتة كما في
الولايات المتحدة وتسمى حصونFORT' "مشابهة للقواعد الأمريكية الكبرى,
كما أن عقدة "الاتفاقية
الأمنية" السقف العالي الذي
مرره الأمريكان لتترك الباب
مفتوح لتحقيق إرادتهم السياسية
والعسكرية وسقف مفاوضات عالي
عند القرار على الانسحاب , ناهيك
عن ما خلفه الاحتلال في العراق
من ملفات متفجرة والتي تعصف
بالجسد العراقي وبالبنية
التحتية العراقية والتي تبين
حقيقة استهداف العراق,
خصوصا إذا ما قورنت مع القيم
والشعارات التي أطلقتها
الولايات المتحدة للعالم عند
غزوها العراق(نشر الديمقراطية)
وأبرزها وضوحا وشاهد عيان تدمير
البنية التحتية السياسية
والاجتماعية والعسكرية
والمؤسساتية للدولة, كما أن إذ
لم تضطلع دول العالم
والعربية منها بواجبها
الأخلاقي والإنساني تجاه
العراقيين وإعادة بناء العراق
وضرورة أن يحسن العراقيين
التعامل بحرفية وعقلانية تجاه
تلك الملفات التي اوجد
مرتكزاتها الاحتلال ,
فستقود العراق
لا سمح الله إلى حرب أهلية
أخرى تهلك الحرث والنسل والجميع
فيها خاسر ويقع العراق في
أعاصير العاصفة الدموية. سمات
المشهد العراقي بات
من الضروري استعراض سمات المشهد
العراقي والتي
أبرزها:- بنية تحتية سياسية
واقتصادية وعسكرية هشة وكيانات
سياسية طائفية واثنية وعرقية
متشددة ومتناحرة فيما بينها
بعقلية الاستئثار بالسلطة- شبح
الحرب الأهلية المبطنة والتي
سبق وأشعل نيرانها الغزو حيث
دامت أكثر من عام أخلت في
التكوين الاجتماعي الديموغرافي
والبنية التحتية للشعب العراقي
والتركيبة الديموغرافي لمدن
العراق –
تمزيق وحدة العراق وسيادة ثقافة
الانفصال الحزبي والعشائري
والمذهبي وصراع محميات شخصية
وعشائرية ودويلات وأقلمة
وفدرلة تفضي إلى مناطق وحدود
متنازع عليها تصل إلى حد
الاحتراب في الوطن الواحد-
إذكاء التوترات القديمة
باستمرار ونشر ثقافة الاحتراب
الدموي- تحطيم البنية التحتية
الاجتماعية للعراق وإلغاء هوية
العراق الوطنية والعربية - امن
هش مضطرب يعتمد على تقطيب العنف
والاعتماد على موارد
الأجنبي ولا يرتكز على
منظومة القيم المهنية التي
يفترض أنها الوصيف للعقيدة
السياسية– شبكة سجون ومعتقلات
سرية وعلنية تفترش ارض العراق
يمارس فيها التعذيب والاعتداء
الجنسي والاغتصاب وعجلة
الاعتقالات مستمرة منذ بدء
الاحتلال ولحد الآن
ويعتقل ما يقارب 50 عراقي
يوميا ناهيك
عن الحملات
العسكرية إلى أين تفضي هذه
السياسة؟- مئات الآلاف من
المعتقلين- 2مليون شهيد عراقي - 3ملايين
أرملة- معوقين, اقتصاد منهار
ينخره الفساد والمحسوبية وضياع
الثروات ونهبها , جيوش من
العاطلين حيث بلغ 65% من الشعب
العراقي عاطل عن العمل, طبقة
المرتزقة ومصاصي دماء
العراقيين وسماسرة الحرب
ويرتزق ضعاف النفوس منهم على
الوشاية الكيدية بما يسمى (
المخبر السري) , المليشيات
والجريمة المنظمة والعنف
والخطف اليومي والذي يتراوح من30-40
شخص يوميا ,
غياب برامج الإغاثة وانتقائية
وفساد عدد من المنظمات ذات
الاختصاص - تفشي الأمراض
والأوبئة - جيوش من المهجرين
وحسب إحصائيات الأمم المتحدة
لشؤون اللاجئين 4,6خارج العراق
وأكثر من2,2 نازح داخل العراق
وتمارس ضدهم الطرق القسرية
لأعادتهم إلى العراق دون تحقيق
مصالحة وتوافق وطني حقيقي , فساد
إداري مهول ,تصحر وجفاف وفقدان
القدرة الزراعية والصناعية,
أليس تلك السمات إرهاب حقيقي
يمارس ضد الشعب العراقي- في أي
نصاب تضعها الحكومة الأمريكية
, وخصوصا حسابات الكلفة
والتأثير هذه ديمقراطيتهم نسال
الرئيس اوباما هل يستطيع أن
يجيبنا ؟ من خلال
استعراض مبسط لسمات المشهد
العراقي والموقف
والقدرات العسكرية الأمريكية
وفقا للتقارير الرصينة التي
تبين حجم الاكلاف والأنفاق لحرب
ظالمة ضد العراق , هل تستدرك
الولايات المتحدة أن الاستمرار
بالحرب في العراق أمرا غير مجدي
من كافة الجوانب والانسحاب بات
ضرورة إستراتيجية ملحة
للولايات المتحدة الأمريكية,
أليس من المفترض أن تترجم
الولايات المتحدة والعالم
اعتذارهم لشعب العراق بفعل
حقيقي يخرج العراق من قلب
العاصفة الدموية القادمة والتي
ستجر العراق والمنطقة إلى ما لا
يحمد عقباه ومن المستفيد؟. ــــــــ *مدير
مركز صقر للدراسات
الإستراتيجية والعسكرية ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |