-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الاغتيالات
حين يتعذر الاتفاق ويستحيل
الحسم عريب
الرنتاوي أحداث
الأيام القليلة الفائتة في
الخليل وقلقيلية
تبعث على القلق حقا. يوم
الخميس الفائت، قتلت قوة
إسرائيلية قائد "كتائب
القسام" في منطقة الخليل،
وحمّلت حماس السلطة الفلسطينية
والاحتلال الإسرائيلي
المسؤولية عن استشهاد أحد أبرز
كودرها المطاردين في الضفة
الغربية، وزعمت أن عبد المجيد
دودين، سقط ضحية التنسيق الأمني
بين "أجهزة دايتون" وقوات
الاحتلال. يوم
الأحد الفائت، طاردت وحدات من
الأمن الفلسطيني قائد "كتائب
القسام" في شمال الضفة
الغربية ومساعده، وبعد اشتباك
لساعات في حي كفار سابا في
قلقيلية، أمكن لها أن تصيب محمد
السمان وذراعه الأيمن محمد
ياسين في مقتل، بعد أن فقدت
ثلاثة من عناصرها، وخسر صاحب
البيت الذي لاذ به المطاردان،
حياته من دون ذنب اقترفه. هل هي
صدفة محضة، أن يسقط ثلاثة من
كبار قادة "القسام"
المطاردين لسنوات طوال في غضون
ثلاثة أيام فقط، نأمل ذلك كما
يأمل كثيرون، فنحن نخشى انزلاق
الساحة الفلسطينية إلى أتون
اغتيالات وتصفيات متبادلة بعد
أن استوى كل فريق من الفريقين
المتناحرين، فتح وحماس، على عرش
سلطته وحكومته. أسوأ ما
في الأداء الرسمي الفلسطيني
حيال واقعة قلقيلية على وجه
الخصوص، هو وصف مطاردي حماس
والفصائل الفلسطينية بالخارجين
على القانون، مع أننا نعرف، وكل
من في السلطة يعرف، أنهم لم
يخرجوا على القانون الفلسطيني،
وأنهم مطاردون لأنهم خرجوا على
الاحتلال وقوانين وشرائعه، وأن
المطلوب منهم فعله لحفظ حياتهم
هو بالضبط، ما كان مطلوبا من
زكريا الزبيدي في جنين، الذي
تحوّل من مقاوم إلى زعيم
ميليشاوي قبل أن يصبح "كومبارس"
في فرقة مسرحية محلية في جنين،
فهل هذا هو الثمن الذي يتعين على
المطاردين دفعه للاحتفاظ
برؤوسهم فوق أعناقهم، هل يتعين
أن نحوّلهم إلى "أراجوزات"
أو "مهرجين" في سيرك
التنسيق الأمني وخريطة الطريق. أما
أسوأ "سيناريو افتراضي"
لتفسير ما يجري، فهو أن تكون
وقائع الأيام الأخيرة، حلقة في
سلسلة حلقات "خريطة الطريق"
والتزاماتها، خصوصا وأن الحديث
عن الخريطة قد انتعش مؤخرا بعد
أن خبا بريق أنابوليس ولم يعد
أحد يأتي على ذكر مساره، أقله
منذ أن تلقى نتنياهو النصح برفض
المسار وقبول الخريطة. وأخطر
ما في وقائع الأيام الأخيرة، أن
السلطة والحكومة لم تنظرا إليها
كأحداث متفرقة ومعزولة، بدلالة
ما أعلنه الرئيس ورئيس حكومته،
بأنهما سيضربان بقبضة من حديد
على يد كل من يُخل بالأمن
والمصلحة الفلسطينيين، ولا
أدري إن كان هذا التعهد يشمل
المحتلين والمستوطنين، أم أن
المقصود بهذا التهديد والوعيد،
هم المطاردين من حماس والجهاد
وفصائل المقاومة الأخرى، الذين
احتلوا مكانة في أوساط شعبهم لا
تقل رفعة وأهمية عن مكانة
الأسرى والمعتقلين، وقد آواهم
الراحل ياسر عرفات على مقربة
منه، خوفا من إقدام بعض معاونيه
والمقربين منه الذين يصولون
ويجولون هذه الأيام، على
تسليمهم للاحتلال، خلسة ومن
وراء ظهره،
حدث ذلك زمن الحرب على
المقاطعة وحصارها وتدمير أجزاء
واسعة منها فوق رؤوس من فيها. أخطر ما
في وقائع الأيام القليلة
الماضية أنها تأتي بعد أن بلغ
الحوار الفلسطيني طريقا
مسدودا، ولم يعد الأفق محمّلا
بأية بوادر أو إرهاصات دالة على
إمكانية الخروج من عنق الزجاجة،
وبعد أن تأكد للأفرقاء بأن
الحسم العسكري بات مستحيلا بحكم
تباعد الجغرافيا لا بحكم موازين
القوى، فهل تصبح الاغتيالات
والتصفيات، هي لغة التحاور
الوحيدة بين قطبي الساحة
الفلسطينية. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |