-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
المناورات
الصهيونية .. عقدة
الوجود هل تصنع حماقات جديدة ؟! بقلم
: فارس عبد الله* بلغت
المناورات الصهيونية المسماة
"نقطة تحول 3 " ذروتها ,
بنزول مستوطني الكيان إلى
الملاجئ تخوفاً ,من هجوم صاروخي
واسع النطاق على المدن الرئيسية
المحتلة ,والتي يقطنها مئات
ألاف المستوطنين الصهاينة
,وتعتبر هذه المناورات الأكبر
والأضخم من سلسلة مناورات نفذها
الكيان الصهيوني ,كما أنها
المناورة الأولى التي يشارك
فيها جميع سكان الكيان الصهيوني
,في دلاله على طبيعة المجتمع
الصهيوني العسكرية ,وأن لا
مدنيين في هذه المستوطنة
الكبيرة "إسرائيل"
,القائمة على الاغتصاب
والاحتلال والقتل ,كما أن طبيعة
المناورات قائمة على أن الخطر
العسكري على الكيان , وصل إلى
الداخل الصهيوني وكما قال نائب
وزير الحرب الصهيوني متان
فيلنائي ,أن أي حروب مستقبلية
ستندلع في المنطقة ،ستجعل
الكيان الصهيوني في مرمى صواريخ
أعدائها ,ونقلت صحيفة جيروزاليم
بوست الصهيونية ,عن فيلنائي
قوله "على المستوطنين تهيئة
أنفسهم للحروب التي قد تندلع في
المنطقة قريباً، لأن الحرب قد
تندلع في أي لحظة ,وان الحرب
القادمة ستصل إلى كل بيت
صهيوني" . لقد
كانت حروب الكيان الصهيوني
سابقاً ,تعتمد بشكل أساسي على أن
تكون المعارك , في أرض الخصم ,
وبذلك يتم تحييد الجبهة
الداخلية من أثار الحرب ,بفعل
تفوق الكيان الصهيوني في سلاح
الجو ,ذراع الكيان الطويلة
وبمبادرته دائما للعدوان ,على
الدول العربية وفى نفس الوقت
كانت الجيوش العربية ,تعاني من
ضعف التجهيزات والتقنيات
العسكرية مما سمح للجيش
الصهيوني ,التفوق على ثلاثة
جيوش عربية في حرب واحدة
,واستطاع العدو الصهيوني أن
يحسم حرب حزيران 67 بأقل من ستة
ساعات . فلم
يعاني المجتمع الصهيوني ويلات
الحروب ,ولم يعيشها لحظة بلحظة
وكان القادة الصهاينة يتبجحون
,بالقول نحن نذهب للحروب مع
العرب لننتصر ,إلا أن تجربة
المقاومة الفلسطينية
واللبنانية ,قد كسرت هذه
المعادلة العسكرية والأمنية
الصهيونية ,في شن الحروب
والاعتداءات على الدولة
العربية ,ونقلت المقاومة الحرب
وأثارها للداخل الصهيوني عبر
أساليب مختلفة ,منها العمليات
الاستشهادية وإطلاق الصواريخ
,الذي وصل إلى مناطق في عمق
الكيان الصهيوني ,سواء كان ذلك
شمالاً حيث قوة صاروخية متطورة
وقوية لذا حزب الله ,والتي غطت
جميع مناطق شمال فلسطين المحتلة
خلال حرب صيف 2006 , أو جنوباً حيث
المقاومة الفلسطينية لديها من
القدرة على ضرب مدن رئيسية, في
جنوب فلسطين المحتلة مثل بئر
السبع وأسدود ,وهذا ما حققته
كتائب القسام والمقاومة في حرب
الفرقان الأخيرة ,وما نتج عنه من
فقدان الصهيوني مفهوم الأمن
الشخصي ,الذي كان يميز العيش في
الكيان ,ويشجع عليه بدون خطورة
وعناء وخسارة كبيرة . المناورات
الصهيونية تكشف لنا عن أزمة
حقيقة ,يعيشها الكيان الصهيوني
وتضرب هذه الأزمة ,في صميم فكرة
الوجود والبقاء والاستمرار ,في
مشروع الاستيطان الصهيوني على
أرض فلسطين المحتلة ,ووصل الخطر
على وجود الكيان مستويات مرتفعة
,بعد تراكمية من الأحداث
الميدانية ,أثبت قوة المقاومة
على الجبهتين الشمالية
والجنوبية ,وعدم مقدرة الكيان
الصهيوني ,على هزيمة المقاومة
والقضاء عليها ,كما أن للتطور
العسكري المتزايد للجمهورية
الإيرانية ,وامتلاكها قوة
صاروخية ضخمة ,ومسعاها لامتلاك
السلاح النووي قد عجل بتنامي
الشعور ,بأن الكيان الصهيوني
يتعرض لخطر الانقراض ,وهذا ما
تؤكد استطلاعات الرأي
الصهيونية ,التي ترى في امتلاك
إيران قنبلة نووية يعتبر نهاية
للكيان الصهيوني ,وقد أعربه
أكثر من 30% من الصهاينة على
عزمهما مغادرة الكيان في لحظة
إعلان إيران امتلاك قنبلة نووية
في أحدث استطلاع للرأي داخل
الكيان . ويمكن
أن يتم تلخيص حاجة الكيان
الصهيوني للمناورات العسكرية
الكبيرة ببعض النقاط التي تكشف
عن عدوانية الكيان وخطورته
مخططاته: أولاً:
يحتاج الكيان الصهيوني استعادة
قوة الردع ,بعد أن لحقت به
هزيمتين في حرب 2006 على لبنان
,وحرب 2009 على غزة حيث الفشل في
تحقيق , العناوين البارزة
والخطوط العريضة للعمليات
العسكرية , وما حدث أن هزمت
جيوشه , وبقيت المقاومة صامدة
برجالها , وشعبها الذي ازداد
التفاف حولها , فالكيان
الصهيوني يحتاج استعادة ثقة
سكان الكيان بجيشهم ,عبر ضربة
خاطفة لأحد مراكز المقاومة
القوية ,قد يكون ذلك في لبنان أو
غزة ,عبر اغتيال شخصية بحجم
السيد حسن نصر الله أو السيد
إسماعيل هنية, وما يستتبعه ذلك
من اندلاع حرب ورد قوي من
المقاومة ,وان الكيان الصهيوني
بهذه المناورات يريد أن يتفادى ,
نتائج وانعكاسات هذا الهجوم على
المجتمع الصهيوني. ثانياً
:الكيان الصهيوني يبحث عن فرصة
مناسبة ,لتوجيه ضربة للمفاعل
النووي الإيراني, بالرغم من
خطورة هذه الخطوة,على الكيان
الصهيوني بل على المنطقة كلها
,والتي ما أن وقعت حتى يكون
الكيان ,قد دشن أول فصول الحرب
المستمرة عليه ,وهذا يتطلب من
الكيان بجميع مكوناته الجهوزية
والاستعداد ,لتلك المغامرة
ويمكن أن نفسر المناورات في ذلك
الاتجاه . ثالثاً
: قد يكون الكيان الصهيوني
,يستعد لإعلان يهودية الدولة
,وتطبيقها عملياً بعد إشارات
الموافقة المبدئية ,من النظام
العربي الرسمي ومن أقطاب سلطة
رام الله ,ليقوم الكيان بعمليات
ترحيل ,لأكثر من مليون ونصف
فلسطيني ,إلى لبنان وسوريا
والضفة المحتلة ولخطورة هذه
الحماقة ,فأن الكيان يستعد
لتبعاتها من خلال هذه المناورات
,وهذا يفسر عدم إشراك عرب48 في
المناورات , والذي يمنحهم
الكيان الجنسية ويعتبرهم
مواطنيه !!!. ومع ذلك
فأن المناورات الصهيونية ,لن
تزيد الجيش الصهيوني قوة ,ولن
تصنع له رادعاً في مقابل
الجحافل المؤمنة ,بالحق
الفلسطيني والعربي والإسلامي
في فلسطين ,وان هذه المناورات ما
هي إلا نفخ في صورة الجيش
الصهيوني ,إلى وقف عاجزاً أمام
تحقيق أي انتصار ملموس وواضح
المعالم ,يستطيع أن يقنع فيه
الصهاينة بقدرته على ضرب
المقاومة وإنهائها ,وهم الذين
باتوا يشعرون بالتهديد الحقيقي
بعد كل حرب فاشلة ,يخوضها جيشهم
فلقد ولى زمن انتصارات الجيش
الصهيوني ,على الجيوش العربية
الرسمية في ظل مقاومة الشعوب
الحية , فالمقاومة مستعدة لكل
الاحتمالات , وأكدت جهوزيتها
لكل أمر طارئ فهي لا تأمن مكر
اليهود ,ولا تخدعها التطمينات
القادمة من العواصم المشبوهة
,ولديها من الحاضنة الجماهيرية
من تستطيع ,أن تستوعب كل الضربات
,وتقوم من تحت الركام تطلب
القتال وتحرض عليه ,فهل يقوى
المجتمع الصهيوني على هكذا
نموذجاً ؟ ,أن أي حماقة صهيونية
من قبيل شن حرب ,على جبهات
المقاومة في لبنان وغزة أو
ترحيل فلسطيني 48 , أو ضرب إيران
سينقل النيران في قلب الكيان
,ولن يكون الداخل الصهيوني
بمعزل عن نتائج أي حرب يخطط لها
العدو , ولن تنفع الاحتياطات
والمناورات مع وقائع الحرب
الحقيقية , التي لا مجال
للمقاومة فيها إلا تحقيق نصرها
الموعود بإذن الله . ـــــــ *كاتب
وباحث فلسطيني ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |